إذا ألحقت هجمات الحوثيين البحرية الأخيرة، المتزامنة مع حرب غزة، أضرارًا كبيرة بالسفن العسكرية الأمريكية أو السفن الإسرائيلية، فقد تضطر الولايات المتحدة وإسرائيل إلى شن ضربات انتقامية ضد مصالح الحوثيين في اليمن.

هكذا يخلص تحليل لمركز "ستراتفور"، وترجمه "الخليج الجديد"، لافتا إلى أن هجمات الحوثيين البحرية على السفن في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، تهدد بنقل حرب غزة إلى اليمن، وتهدد مباحثات السلام الحوثية، مع التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

ويقول التحليل إنه من المرجح أن يستمر المتمردون الحوثيون المدعومين من إيران في اليمن في تنفيذ عمليات اختطاف وهجمات بطائرات بدون طيار ضد السفن المرتبطة بإسرائيل وسط الحرب المستمرة في غزة، مما قد يؤدي إلى توريط الولايات المتحدة و/أو إسرائيل في ضربات انتقامية.

وتصاعدت هجمات الحوثيين قبالة سواحل اليمن منذ 19 نوفمبر/تشرين الثاني، عندما استولت الجماعة المتمردة المدعومة من إيران على سفينة تجارية مملوكة لإسرائيل في البحر الأحمر واحتجزت أفراد طاقمها كرهائن، ثم شاركت بعد ذلك مقطع فيديو لعملية الاختطاف لتعلن مسؤوليتها.

ثم هاجمت الجماعة الحوثية، طائرة بدون طيار إيرانية مشتبه بها، على الأرجح طائرة بدون طيار (شاهد-136)، سفينة حاويات مملوكة لإسرائيل في 24 نوفمبر/تشرين الثاني في المحيط الهندي.

وبعد يومين، تم إطلاق صاروخين من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن بعد أن استجابت سفينة تابعة للبحرية الأمريكية لنداء استغاثة من سفينة مرتبطة بإسرائيل أثناء محاولة اختطاف من قبل قراصنة صوماليين.

في 28 نوفمبر/تشرين الثاني، حلقت طائرة بدون طيار إيرانية الصنع بالقرب من حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس دوايت دي أيزنهاور" المتمركزة في الخليج العربي.

اقرأ أيضاً

البنتاجون: سفينة أمريكية أسقطت مسيرة حوثية متجهة لإسرائيل

ومؤخراً، في 29 نوفمبر/تشرين الثاني، أسقطت سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية طائرة بدون طيار إيرانية الصنع من طراز (KAS-04) بالقرب من مضيق باب المندب، والتي انطلقت من اليمن.

وقد حدثت عملية الاستيلاء على السفينة المملوكة لإسرائيل في 19 تشرين الثاني/نوفمبر، ومحاولات الحوثيين اللاحقة للاختطاف وهجمات الطائرات بدون طيار، خارج منطقة الصراع المباشرة في قطاع غزة، مما يشير إلى تكتيكات الحوثيين الجديدة وسط الحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس.

واستمرت الهجمات على الرغم من وقف إطلاق النار المؤقت بين إسرائيل وحماس في غزة والذي دخل حيز التنفيذ في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي التزمت الجماعات الأخرى المرتبطة بإيران في المنطقة، مثل حزب الله اللبناني وكتائب حزب الله العراقية، باحترامه.

وتأتي السلسلة الأخيرة من عمليات الاختطاف وهجمات الطائرات بدون طيار، بعد أن هدد المتمردون الحوثيون بالبدء في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل وحلفائها، مما يمثل تصعيدًا من الضربات السابقة التي نفذتها الجماعات المدعومة من إيران خلال الحرب بين حماس وإسرائيل.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، الشهر الماضي، أطلق المتمردون الحوثيون في اليمن، إلى جانب الجماعات المسلحة الأخرى المدعومة من إيران في المنطقة، بشكل متقطع، صواريخ وطائرات بدون طيار باتجاه إسرائيل تضامنا مع القضية الفلسطينية، مستهدفين الأصول المرتبطة بإسرائيل وحلفائها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.

لكن حتى الآن، كانت هذه الهجمات رمزية في الغالب وتسببت في أضرار وخسائر محدودة في محاولة لتجنب تصعيد إقليمي أكبر.

اقرأ أيضاً

بعد هجمات الحوثيين البحرية.. شركة إسرائيلية تحول مسار سفنها عن قناة السويس

ومع ذلك، في 14 نوفمبر/تشرين الثاني، قال زعيم الحوثيين محمد علي الحوثي، إن الجماعة ستبدأ في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل التي تعبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وهو التهديد الذي بدأ مقاتلوه في تنفيذه عندما اختطفوا السفينة الإسرائيلية بالقرب من اليمن.

ويمثل قرار الحوثيين بالبدء في استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل بالقرب من اليمن، حسب التحليل، تحولًا عن التكتيكات التي استخدمتها المجموعة في وقت سابق من الحرب، والتي شهدت قيام الحوثيين بشن هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ تجاه إسرائيل تم اعتراضها جميعًا أو أحدثت أضرارًا طفيفة.

كما تمثل الهجمات الأخيرة على السفن قبالة سواحل اليمن أيضًا انحرافًا استراتيجيًا ملحوظًا عن إيران، التي سعت إلى تجنب توسيع الصراع إلى ما هو أبعد من غزة، خوفًا من جعل نفسها هدفًا لهجمات إسرائيلية أو أمريكية مباشرة.

وهذا بدوره يشير، وفق التحليل، إلى أن الحوثيين يعملون بشكل أكثر استقلالية عن طهران مقارنة بوكلاء إيران الآخرين في المنطقة، بما في ذلك أولئك الموجودون في لبنان (أي حزب الله) وسوريا والعراق.

وفي 31 أكتوبر/تشرين الأول، أعلن متحدث عسكري باسم الحوثيين مسؤوليته عن الصواريخ والطائرات بدون طيار التي تم إطلاقها باتجاه إسرائيل تضامناً مع الفلسطينيين في غزة، وأن مثل هذه الهجمات ستستمر "حتى يتوقف العدوان الإسرائيلي".

وأصبح البحر الأحمر مسرحًا رئيسيًا في الحرب السرية التي تشنها إيران وإسرائيل في السنوات الأخيرة.

وفي عام 2019، هاجمت إسرائيل السفن الإيرانية التي كانت تحمل النفط والأسلحة حول البحر الأحمر.

اقرأ أيضاً

عصا أمريكا وإسرائيل لا تخيف الحوثيين.. فهل تفلح جزرة السعودية؟

كما شنت طهران هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار ضد السفن الإسرائيلية حول شبه الجزيرة العربية.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، نسبت القيادة المركزية الأمريكية أيضًا هجومًا على ناقلة نفط مملوكة لإسرائيل قبالة سواحل عمان إلى طائرة بدون طيار إيرانية الصنع.

ويقول التحليل: "تظهر عمليات الاختطاف والهجمات الصاروخية الأخيرة، أن الحوثيين مستعدون وقادرون ليس فقط على استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل، ولكن أيضًا السفن العسكرية الأمريكية".

ويضيف: "تأتي هذه الهجمات أيضًا في الوقت الذي قامت فيه حماس وغيرها من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران بخفض تصعيد هجماتها كجزء من وقف إطلاق النار المؤقت الذي توصلت إليه حماس مع إسرائيل".

ويشير هذا، إلى أن المتمردين الحوثيين سيواصلون استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في المنطقة، والبحر الأحمر، وكذلك السفن الأمريكية، مما تسبب في المزيد من الاضطرابات والأضرار مقارنة بإطلاق الصواريخ والطائرات بدون طيار السابقة تجاه إسرائيل.

ويزيد التحليل: "من المرجح أن تتسامح القوات الأمريكية والإسرائيلية مع بعض هجمات الطائرات بدون طيار دون انتقام لمنع حدوث تصعيد إقليمي أكبر".

ويتابع: "لكن إذا تسببت الضربات في وقوع وفيات أو أضرار كبيرة للسفن، فقد تضطر الولايات المتحدة وإسرائيل إلى الرد من خلال شن ضربات في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن".

اقرأ أيضاً

آلية الرد على استهداف الحوثيين للسفن التجارية تربك الإدارة الإسرائيلية

ويستطرد: "وقد يدفع مثل هذا الرد العسكري إيران إلى تقديم المزيد من الدعم المادي للحوثيين وشن ضربات إضافية بطائرات بدون طيار في المنطقة، على الرغم من أن طهران ستظل على الأرجح تسعى إلى تجنب الدخول في صراع مباشر مع إسرائيل أو الولايات المتحدة".

ويحذر التحليل من أنه نتيجة للتوتر المتزايد بسبب الهجمات، من المرجح أيضًا أن تبدأ السفن في التحول عن السفر في المناطق المتضررة، مما يزيد من تكاليف النقل والتأمين وربما يؤدي إلى تأخير سلسلة التوريد حيث تضطر السفن إلى اتخاذ طرق أطول وأقل كفاءة.

بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يحظى تركيز الحوثيين على الهجمات البحرية باهتمام دولي ويزيد من احتمالية الهجمات التي تلحق الضرر بالسفن الإسرائيلية وتتسبب في آثار اقتصادية من خلال تعطيل وسائل النقل.

ويلفت التحليل إلى أنه من غير المرجح أن يستهدف الحوثيون السفن والأصول السعودية، ردًا على الحرب بين حماس وإسرائيل بسبب موقف الرياض المؤيد للفلسطينيين.

ولكنه يشير إلى أنه "من شأن مثل هذه الهجمات أيضًا أن تعرض للخطر محادثات وقف إطلاق النار الجارية بين الجماعة المتمردة مع السعودية وسط الحرب المستمرة منذ 8 سنوات في اليمن، الأمر الذي سيزيد من ردع الحوثيين عن مهاجمة المملكة وأصولها".

واختتمت الجولة الأخيرة من مفاوضات وقف إطلاق النار في سبتمبر/أيلول، وتضمنت مناقشات حول جهود إعادة الإعمار، وسحب القوات الأجنبية من اليمن، وإعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء.

اقرأ أيضاً

لماذا يهاجم الحوثيون إسرائيل؟ وما تداعيات ذلك على اليمن؟

المصدر | ستراتفور - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ستراتفور اليمن الحوثيون إسرائيل غزة نوفمبر تشرین الثانی الطائرات بدون طیار المدعومة من إیران الولایات المتحدة وقف إطلاق النار هجمات الحوثیین البحر الأحمر هذه الهجمات إسرائیل فی فی المنطقة بالقرب من من المرجح اقرأ أیضا المرجح أن فی الیمن من الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تقرر توسيع ضرباتها على اليمن

ذكر إعلام إسرائيلي، أن  إسرائيل تكثف من جمع المعلومات الاستخباراتية عن اليمن، وفقا لما ذكرته فضائية “القاهرة الإخبارية” في نبأ عاجل.

 

الصليب الأحمر: قلقون من تأثير التصعيد الأخير بين إسرائيل واليمن على الوضع في المنطقة إسرائيل: استمرار الحرب بغزة يؤدي لأزمة في القوى البشرية بالجيش

 

وتابع الإعلام الإسرائيلي، أن إسرائيل تقرر توسيع ضرباتها على اليمن وزيادة التعاون مع الولايات المتحدة.

 

دوي انفجارات وقصف يستهدف العاصمة صنعاء


 

وفي إطار آخر، أفادت وسائل إعلام يمنية بسماع دوي انفجارات عنيفة هزت العاصمة صنعاء، وسط تقارير عن قصف استهدف عدة مواقع في المدينة، وأشارت المصادر إلى أن الهجمات أسفرت عن تصاعد أعمدة الدخان من مناطق مختلفة، فيما لم ترد حتى الآن معلومات مؤكدة عن حجم الخسائر البشرية أو المادية.

 

ووفقًا للتقارير المحلية، فإن الهجمات وقعت في الساعات الأولى من فجر اليوم واستهدفت منشآت يُعتقد أنها ذات طابع عسكري، كما رجحت مصادر إعلامية أن الولايات المتحدة قد تكون هي الجهة التي نفذت الهجمات، في إطار عملياتها ضد الحوثيين في اليمن.

 

 

من جهتها، لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات اليمنية أو التحالف العربي بشأن طبيعة الهجمات أو الجهات التي تقف وراءها ، كما لم تعلن الولايات المتحدة عن أي تفاصيل حول هذه العمليات حتى اللحظة.

 

في السياق ذاته، أكد شهود عيان في صنعاء أن الغارات أدت إلى حالة من الهلع بين السكان، خاصة في المناطق القريبة من المواقع المستهدفة ، وأوضحوا أن أصوات الانفجارات كانت شديدة وأن الطائرات الحربية ظلت تحلق في سماء المدينة لفترة طويلة.

 

وتأتي هذه التطورات في وقت يشهد اليمن تصعيدًا عسكريًا متزايدًا، وسط تحذيرات دولية من تأثير استمرار القتال على الوضع الإنساني المتدهور في البلاد، وقد دعت الأمم المتحدة في أكثر من مناسبة إلى وقف التصعيد في اليمن والعمل على إيجاد حلول سلمية لإنهاء الصراع.

 

ومن المتوقع أن تثير هذه الهجمات مزيدًا من التوتر في المنطقة، خاصة مع تصاعد الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المتنازعة، مما يجعل تحقيق أي تقدم في جهود السلام أكثر تعقيدًا.

منظومة "ثاد" الأمريكية تعترض لأول مرة صاروخا باليستيا أطلق من اليمن

قالت وسائل إعلام عبرية، اليوم ، إن منظومة الدفاع الجوي الأمريكية "ثاد" والمنصوبة جنوبي إسرائيل، أسقطت ولأول مرة صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون صوب البلاد.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن عملية الاعتراض تمت يوم الخميس 26 ديسمبر.

وأشارت إلى أنه تم إسقاط الصاروخ الباليستي قبل اختراق حدود إسرائيل.

يذكر أن هذه المنظومة نصبت في إسرائيل ضمن الاستعدادات للتصدي لأي هجوم إيراني محتمل.

ووثق جندي أمريكي عملية الاعتراض الليلة الماضية، وفي التسجيل حيث سُمع يقول: "لقد كنت أنتظر هذه اللحظة منذ 18 عاما".


كما ذكرت "قناة كان" أن منظومة ثاد الدفاعية الأمريكية التي نشرت في إسرائيل قبل حوالي شهرين جاهزة للعمل، وبالإضافة إلى ذلك وصل مئات الجنود الأمريكيين المسؤولين عن المنظومة للتعاون مع سلاح الجو الإسرائيلي.

ومن الجدير ذكره أن نقل المنظومة إلى إسرائيل جاء بأمر مباشر من الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وكان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، قد صرح بأن الحوثيين يشكلون تهديدا حقيقيا وملموسا لأمن الإسرائيليين، وبالتالي فإن لتل أبيب الحق في الدفاع عن نفسها.

وأضاف كيربي أن الطريقة التي تدافع بها إسرائيل عن نفسها مهمة ونريد أن نرى أفعالا يكون لها تأثير ضئيل على البنية التحتية المدنية وأقل ضررا على المدنيين.

وأشار إلى أن هجمات الولايات المتحدة ضد الحوثيين ستستمر طالما بقي تهديدهم للسفن وإسرائيل. 

مقالات مشابهة

  • رداً على الهجمات الأخيرة..إسرائيل تخطط لعمليات مؤلمة ضد الحوثيين
  • إسرائيل تقرر توسيع ضرباتها على اليمن
  • فرنسا "تدين بشدة" هجمات الحوثيين على إسرائيل
  • نتنياهو يعلق على الهجمات الأخيرة.. لم ننته من اليمن بعد بل بدأنا مع الحوثيين للتو وسنضربهم بكل قوة
  • اليمن يقود تحولًا استراتيجيًّا بحصار بحري يُخضِعُ “إسرائيل” ويضعها أمام خيار الاستسلام
  • يديعوت أحرونوت: إسرائيل تهاجم اليمن بـ 25 طائرة مقاتلة
  • إسرائيل تخطط لاستهداف قادة الحوثيين عند تولي ترامب منصبه
  • محلل إسرائيلي: إستراتيجية إسرائيل ضد حزب الله يمكن أن تغير موقف الحوثيين وتمنع هجماتهم
  • تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
  • الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية