خجول أم انطوائي؟ علامات تكشف معاناة طفلك مع القلق الاجتماعي
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
غالبا ما يصنف الآباء أبناءهم بأنهم "خجولون"، خاصة إذا تكررت سلوكياتهم تجاه الغرباء أو في التجمعات العائلية والأماكن العامة، إلا أن الدراسات النفسية تفرق بين الحذر وردود أفعال الطفل الخجول والمنطوي.
في مقال نشره موقع توداي بارنتس، المعني بشؤون التربية، يقول عالم النفس السريري، جان أوتو، من جامعة بالوس فيرديس في كاليفورنيا "إن الخجل والانطواء ليسا نفس الشيء، فالطفل الخجول غالبا لا يشعر بالراحة في بعض المواقف الاجتماعية، وغالبا ما يكون هؤلاء الأطفال أبطأ في الأعمال المجهدة، ويصبحون أكثر تفاعلا كلما زاد مستوى راحتهم بعيدا عن أشخاص لا يعرفونهم أو مواقف جديدة عليهم".
وأضاف "أما الطفل الانطوائي فهو يفضل العزلة، ويتساوى لديه الأشخاص الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم، لذا فسمة الخجل التي ترافق الأطفال في مرحلة ما قبل البلوغ، ليست مدعاة للقلق ومن المهم للوالدين تحديد الأعراض بدقة والاعتراف بكيفية تأثير القلق الاجتماعي على حياة أطفالهم".
خجل أم قلق انطوائيإطلاق وصف "طفلي خجول" على الأطفال الذين يفضلون العزلة، لشرح حالتهم للغرباء، يضر أكثر مما يعتقد الآباء الذين يحاولون تحسين صورة أطفالهم أمام الغرباء، ففي الحقيقة الأمر لا يتحسن على الإطلاق، بل يقدم للطفل سببا يبدو لطيفا لتبرير العزلة وتجنب التفاعل مع الآخرين باعتبارها سمة شخصية لا يمكن تغييرها.
في المقابل، توضح فران والفيش، المعالجة النفسية في مجال الأسرة والعلاقات، أن تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتنمية مهاراته الاجتماعية من أهم الأمور التي يجب الحرص عليها في التعامل مع الطفل الخجول، مضيفة أنه من الخطر إلصاق صفة الخجل بالطفل كعيب أو نقيصة.
تعزيز ثقة الطفل بنفسه من أهم الأمور التي يجب الحرص عليها في التعامل مع الطفل الخجول (غيتي) معاناة أكبربحسب معهد القلق الاجتماعي وهو المركز الوحيد في العالم لهذا التخصص، فإن الخجل سمة شخصية، في حين أن القلق الاجتماعي يصاحبه مشاعر سلبية أخرى. يقول عالم النفس جان أوت، "إن القلق يأتي مصحوبا غالبا بأعراض جسدية كما يحمل معه شعورا بالخوف والتوتر والشعور بالإحراج بشكل يومي، مما يعطل أصحابه عن ممارسة مهام الحياة اليومية بكافة تفاصيلها".
عبر برنامج "التغيير في الإمكان" الذي وضعته جينيفر ساليرنو، المعالجة النفسية والمدرس بجامعة ميتشغان، أكدت أن التقديرات الوطنية للأطفال والنشء الذين تتراوح أطفالهم بين 3 و17 عام، أن 9.4% منهم تم تشخيصهم بالقلق، وأن من بين 96 ألف طالب في جميع أنحاء الولايات المتحدة أبلغ 37% عن اضطرابات القلق.
التدليل الزائد أو القسوة الشديدة؟ما بين الخوف من المدرسة، أو تجنب المشاركة في التجمعات العائلية، أو الابتعاد عن التفاعل مع الغرباء، تعددت أنواع القلق الذي يصاحب الأطفال في المرحلة الابتدائية، لهذا يوضح الدكتور محمد سعيد الإمام، الطبيب النفسي واستشاري طب نفسي الأطفال، أن القلق الاجتماعي يرتبط في كثير من الأحيان بالخوف الزائد من الأم أو الأب على الطفل، فيصبح الطفل في سن المدرسة وما بعد ذلك، غير قادر على التصرف ويخشى التجربة في المواقف المختلفة، ويفضل دائما البقاء منعزلا على الاختلاط بالآخرين والوقوع في الخطأ.
يقول "الإمام" للجزيرة نت "لا يتوقف الأمر عند حدود التدليل الزائد للأطفال، لكن كذلك قسوة الآباء الزائدة تخلق طفلا غير قادر على المواجهة ومائلا للانعزال".
قسوة الآباء الزائدة تخلق طفلا غير قادر على المواجهة ومائلا للانعزال (وكالة الأنباء الألمانية)يفرق أستاذ علم نفس الأطفال، بين الطفل الخجول والمريض بالقلق الاجتماعي، قائلا "الطفل الخجول لديه دائرة أمان تتسع مع كل فرد يطمئن له، ويشعر بالراحة في قربه، بداية من أسرته الصغيرة ثم العائلة الأكبر ثم محيط زملائه في المدرسة ومعلميه".
وأضاف "لكن الطفل الذي يعاني من القلق الاجتماعي هو منعزل حتى عن أقرب الأشخاص لديه، فتصبح الزيارات العائلية ثقيلة، ويتهرب من مكالمة جدته الصباحية، التفاعل مع العائلة شبه منقطع، أما في الفصل المدرسي، فله سمات واضحة يلاحظها معلموه، فهو يرتجف من الأسئلة حتى وإن كان يعرف الإجابة الصحيحة، لا يفضل الاختلاط في فترة الاستراحة، ليس له أصدقاء ربما صديق واحد فقط، كل هذه العلامات تشير إلى حالة خاصة من القلق تستدعي التدخل العلاجي مع طبيب نفسي سلوكي ومراجعة الأسرة لمعرفة مشاكل التربية التي أدت إلى هذه الحالة".
من المهم أن يوجَه الطفل نحو استرخاء عضلاته، فأغلب حالات القلق يصاحبها تشنج عضلي (شترستوك) إستراتيجيات المواجهةللتغلب على حالة القلق الاجتماعي لدى الأطفال في سن البلوغ، ينصح الدكتور سعيد الإمام بأن يتحدث الأبوان مع الطفل عن مخاوفه سواء كانت حقيقية أم وهمية وتعليمه بعض الأساليب للتغلب على الأفكار السلبية التي تراوده في تلك المواقف التي يصاحبه فيها القلق، وأول وأهم خطوة يجب أن يقوم بها الطفل حال شعوره بهذا القلق المبالغ فيه في موقف ما، أن يسترخي تماما ويتنفس ببطء يسمح الأكسجين بالمرور بشكل جيد للقلب فيخفف من حالة التوتر والعصبية التي تصيبه.
وتابع "كذلك من المهم أن يوجَه الطفل نحو استرخاء عضلاته، فأغلب حالات القلق يصاحبها تشنج عضلي، ضم اليدين وفتحها بشكل مستمر لمدة 5 دقائق قادر على التخلص من تلك الحالة".
يعاني الأطفال الواقعون تحت ضغط القلق الاجتماعي من ميل دائم للاقتناع بالأفكار السلبية عن أنفسهم والآخرين، بالإضافة إلى الميل لتجنب التجارب الجديدة من الأساس بالابتعاد عن المشاركة في أي أنشطة أو فعاليات، وهنا يأتي دور الأبوين في ربط ذهن الطفل بالأفكار الجيدة عن نفسه والآخرين والاستعاضة عن الفكرة السلبية سواء في الدراسة أو مع الأصدقاء بأخرى جيدة ودمجه مع الآخرين وتنشيط مهاراته الاجتماعية وقدراته على حل المشكلات والمواقف الصعبة بدلا من تجنيبه مواجهة المشكلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قادر على
إقرأ أيضاً:
مدير خط نجدة الطفل يكشف عن جهود إنقاذ الأطفال المعرضين للخطر.. فيديو
كشف صبري عثمان، مدير خط نجدة الطفل، عن الجهود التي يبذلها الخط في إنقاذ الأطفال الذين يواجهون مخاطر.
وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامية دينا رامز وشريف نور الدين في برنامج «أنا وهو وهي» الذي يُعرض على قناة صدى البلد، أوضح أن الخط يوفر وسيلة فعالة للإبلاغ عن حالات الأطفال المعرضين للخطر.
كما أشار إلى أن خط نجدة الطفل يقدم استشارات نفسية ودعماً نفسياً للأطفال، إضافة إلى تقديم مشورات أسرية للأهالي من خلال الوحدة النفسية الموجودة في المقر الرئيسي للخط.
برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي يتفقدان أنشطة برنامج الألف يوم الأولى فى حياة الطفل بمركز كوم أمبو محافظ الغربية يتابع تطوير حديقة الطفل بطنطاوأضاف عثمان أن بعض الأسر تعاني من ضغوطات زائدة على الأطفال، مما يستدعي إحالة البلاغات إلى جمعيات تقصي الحقائق لتقديم النصح والإرشاد للأسر.
واختتم مدير خط نجدة الطفل بالإشارة إلى أنهم تلقوا مؤخرًا عددًا كبيرًا من البلاغات من عدة محافظات، أبرزها: القاهرة، الإسكندرية، الجيزة، البحيرة، والشرقية، بالإضافة إلى بعض محافظات الصعيد.
وصرحت الدكتورة سحر السنباطي رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، أن المجلس أحال واقعة استغلال طفل من أحد الأشخاص في إنتاج فيديو اباحي ونشره على إحدى مواقع التواصل الاجتماعي بهدف الحصول على أرباح مالية، إلى مكتب حماية الطفل بمكتب المستشار النائب العام.
وأوضحت "السنباطي" أن الإدارة العامة لنجدة الطفل قد رصدت تلك الواقعة وتم تحرير شكوى عاجلة على خط نجدة الطفل 16000 لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال الواقعة وإبلاغ الجهات المختصة، مؤكدة أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال تلك الواقعة.
ومن جانبه أشار صبرى عثمان، مدير عام الادارة العامة لنجدة الطفل، الى ان هذه الواقعة تشكل جريمة هتك عرض وفقا لأحكام قانون العقوبات المصري، وجريمة إعتداء على مبادئ وقيم أسرية في المجتمع المصري وفق حكم المادة ٢٥ من القانون رقم ١٧٥ لسنة ٢٠١٨ بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، ومخالفة لحكم المادة ٢٩١ من قانون العقوبات فيما تضمنته من حظر المساس بحق الطفل في الحماية من الاتجار به أو الاستغلال الجنسي أو التجاري أو الاقتصادي، والقانون رقم ٦٤ لسنة ٢٠١٠ بشأن مكافحة الاتجار بالبشر.
وشدد على أن المجلس يتابع ويرصد على مدار الساعة مثل هذه الجرائم، وسيتصدى لها بكل حزم وقوة حيث تشكل هذه الوقائع خطراً على الأطفال فضلا عن استغلالهم بكل الصور والأشكال سواء الجنسي والاستغلال التجاري بهدف التربح، موضحاً أن إدارة الرصد والتواصل الاجتماعي بالإدارة العامة لنجدة الطفل تقوم برصد الشكاوى والوقائع المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة لاتخاذ إجراءات عاجلة حيالها،
مناشدا المواطنين بسرعة الابلاغ عن أي شكاوى تخص الأطفال عبر آليات المجلس القومي للطفولة والأمومة وهي خط نجدة الطفل ١٦٠٠٠ أو عبر تطبيق الواتس اب على الرقم ٠١١٠٢١٢١٦٠٠.