إسرائيل تدرس نفي مقاتلي حماس من غزة وإنشاء منطقة عازلة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أفادت وول ستريت جورنال أن المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين يناقشون استراتيجية مثيرة للجدل لطرد الآلاف من مقاتلي حماس ذوي المستوى الأدنى من قطاع غزة.
يهدف هذا الاقتراح، الذي يذكرنا بالاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة عام 1982 أثناء حصار بيروت، إلى تقصير مدة الحرب الحالية ومعالجة التحدي المتمثل في ما يجب فعله بقاعدة قوة حماس.
تتناول المحادثات الجارية أيضاً حكم غزة في مرحلة ما بعد حماس، حيث يقترح مركز الأبحاث التابع للجيش الإسرائيلي إنشاء "مناطق آمنة خالية من حماس". ستحكم هذه المناطق سلطة جديدة في غزة.
تركز المناقشات المنفصلة بين الولايات المتحدة وإسرائيل على نقل مقاتلي حماس وعائلاتهم خارج غزة، وتوفير استراتيجية خروج لبعض المسلحين وتسهيل إعادة إعمار غزة بعد الصراع.
يهدف اقتراح طرد مقاتلين من المستوى الأدنى إلى منع حماس من استعادة السلطة، حيث تقدر إسرائيل أن الجماعة كان لديها حوالي 30 ألف مقاتل في غزة قبل بدء الصراع. وتكرر خطة الجيش الإسرائيلي نموذج بيروت عام 1982 عندما سُمح لآلاف المقاتلين الفلسطينيين، بمن فيهم ياسر عرفات، بمغادرة لبنان أثناء الحصار الإسرائيلي.
ومع ذلك، فإن التحديات كثيرة في تنفيذ مثل هذه الخطة. وخلافاً لما حدث في عام 1982، فإن مقاتلي حماس يعتبرون غزة وطنهم وجزءاً لا يتجزأ من تطلعاتهم إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقد لا يكون خيار المنفى مقبولاً من قبل هؤلاء المقاتلين، الذين يُنظر إليهم على أنهم أكثر تديناً ومرتبطين بالمثل العليا لإيران.
بينما لا توجد مناقشة عملية لهذا الاقتراح في الوقت الحالي، فإنه يظل سيناريو محتملًا إذا لم تظهر حلول بديلة. إن جدوى مثل هذه الخطة تتطلب الدعم الدولي، ومعالجة القضايا اللوجستية المعقدة، وبناء الثقة بين حماس وإسرائيل.
لا تشير المبادرة إلى نهاية وشيكة للهجوم الإسرائيلي - الذي استؤنف يوم الجمعة بعد هدنة استمرت سبعة أيام - لكنها تظهر أن إسرائيل تتواصل مع ما هو أبعد من الوسطاء العرب الراسخين، مثل مصر أو قطر، في سعيها لتشكيل مستقبل غزة ما بعد الحرب.
لم تظهر أي دولة عربية أي استعداد لمراقبة أو إدارة غزة في المستقبل وأدانت معظمها بشدة الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة أكثر من 15 ألف شخص ودمر مساحات واسعة من المناطق الحضرية في غزة.
قال مسؤول أمني إقليمي كبير، وهو أحد المصادر الإقليمية الثلاثة التي طلبت عدم الكشف عن هويته: "إسرائيل تريد هذه المنطقة العازلة بين غزة وإسرائيل من الشمال إلى الجنوب لمنع أي من حماس أو نشطاء آخرين من التسلل إلى إسرائيل أو مهاجمتها".
أعربت الأردن ومصر ودول عربية أخرى عن مخاوفها من أن إسرائيل تريد إخراج الفلسطينيين من غزة، في تكرار لمصادرة الأراضي التي عانى منها الفلسطينيون عند قيام إسرائيل عام 1948. وتنفي الحكومة الإسرائيلية أي هدف من هذا القبيل.
قال مصدر أمني إسرائيلي كبير إن فكرة المنطقة العازلة "تجري دراستها" مضيفا "ليس من الواضح في الوقت الحالي مدى عمقها وما إذا كانت قد تصل إلى كيلومتر واحد أو كيلومترين أو مئات الأمتار (داخل غزة)."
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مقاتلی حماس
إقرأ أيضاً:
أستاذ علاقات دولية: إسرائيل لديها نوايا حقيقية لتصفية القضية الفلسطينيية
قال الدكتور حامد فارس، أستاذ في العلاقات الدولية، إنّ تصريحات وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، التي تدعو إلى فرض السيادة الإسرائيلية، والتوسع الاستيطاني في الضفة الغربية، تظهر أن إسرائيل تضرب السلام في الشرق الأوسط في مقتل، باعتبار أن النوايا الحقيقية لدولة الاحتلال تظهر إلى العالم وأمام المجتمع الدولي.
نوايا إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينيةوأضاف في مداخلة هاتفية عبر قناة «القاهرة الإخبارية»، أنّ الدولة المصرية منذ اللحظة الأولى حذرت من أن هناك نوايا حقيقية لدولة الاحتلال الإسرائيلي للعمل على تصفية القضية الفلسطينية، من خلال تصرفات أحادية الجانب مثل تهجير الفلسطينيين من شمال قطاع غزة، والعمل على إقامة منطقة عازلة.
فرض السيادة على الضفة الغربيةوتابع: «الآن تتوجه حكومة اليمين المتطرف رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنامين نتنياهو إلى الضفة الغربية بشكل قاطع، والعمل على منهجية واضحة وهي فرض السيادة على الأرض الفلسطينية وتحديدا في الضفة الغربية باعتبارها جزء لا يتجزأ من القضية الفلسطينية، إذ تعد خطة ممنهجة تمارس داخل قطاع غزة تظهر تكثيف الحرب، ما يؤدي إلى زعزعة السلم والاستقرار في المنطقة والعالم أجمع».