بوابة الوفد:
2025-04-26@10:49:00 GMT

فلسطين عبر التاريخ

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

لم يكن الفتح العربى الإسلامى لفلسطين من أجل التوسع أو نشر النفوذ أو إقامة الإمبراطوريات، إنما لدوافع دينية لنشر دين الله وتخليص الشعوب المغلوبة على أمرها، ويبدو ذلك فى عدم تعرض مدن فلسطين إلى أى تدمير عند فتحها. فلقد استطاعت الموجة العربية الإسلامية القادمة من الجزيرة العربية، فى القرن السابع الميلادى تحرير بنى قومها من سيطرة البيزنطيين، ومن ثم تعزيز الوجود العربى فيها، ورفده بدماء عربية جديدة، حيث سبقتها الموجات العربية القديمة، من أنباط وآراميين، وأموريين وكنعانيين.

فى عهد الدولة الإسلامية أصبحت القدس مدينة مقدسة بالنسبة للمسلمين، بعد الإسراء والمعراج وفق المعتقد الإسلامى، وبعد أن فرضت الصلاة على المسلمين وأصبحوا يتوجهون أثناء إقامتها نحو المدينة، وبعد نحو 16 شهراً، عاد المسلمون ليتوجهوا فى صلاتهم نحو مكة بدلاً من القدس.

تم فتح فلسطين من قبل المسلمين ابتداء من عام 634 للميلاد، فى 636 وقعت معركة اليرموك بين المسلمين والروم البيزنطيين فى وسط بلاد الشام، انتصر فيها المسلمون، وفى عهد عمر بن الخطاب والفتوحات الإسلامية أرسل عمرو بن العاص وأبوعبيدة بن الجراح لفتح فلسطين عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، لكن القدس عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار، وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة المدعو «صفريونيوس» طلب منهم ألا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب بشخصه، فكان الفتح العمرى لبيت المقدس، كتب عمر مع المسيحيين وثيقة عرفت باسم «العهدة العمرية» وهى وثيقة تمنحهم الحرية الدينية مقابل دفع الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم.

ابتداء من 878، حكمت فلسطين من مصر مع تمتعها بحكم ذاتى شبه مستقل لقرن تقريباً، فى العهد الفاطمى اجتيحت المنطقة فى 970 بجيش من البربر، وهو التاريخ الذى يصادف بداية الفترة المتواصلة من الحروب بين القبائل التى دمرت الكثير من مدن البلاد. وفى 1073 تمت السيطرة على فلسطين من قبل الإمبراطورية السلجوقية الكبرى إلى أن استعادها الفاطميون عام 1098، ثم فقدوها لصالح الصليبيين فى 1099، الذين غزوا فلسطين فى حملات مختلفة وأسسوا فيها مملكة بيت المقدس، واستمرت سيطرتهم على القدس ومعظم فلسطين قرناً تقريباً حتى هزيمتهم على يد قوات صلاح الدين الأيوبى فى معركة حطين عام 1187، بعد ذلك تمت السيطرة على معظم فلسطين من قبل الأيوبيين، وبقيت الدولة الصليبية تنازع فى المدن الساحلية الشمالية لمدة قرن من الزمان.

فى العهد المملوكى كانت فلسطين إحدى إقطاعيات الظاهر بيبرس، وفى عام 1260 تحديداً شهدت منطقة عين جالوت الواقعة بين بيسان وجنين واحدة من المعارك الفاصلة فى تاريخ العالم الإسلامى، انتصر فيها المسلمون المماليك انتصاراً ساحقاً على المغول فى معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان، أدت المعركة إلى انحسار نفوذ المغول فى بلاد الشام وخروجهم منها نهائياً وإيقاف المد المغولى المكتسح الذى أسقط الخلافة العباسية سنة 1258.

وتعد حملة نابليون على مصر وبلاد الشام بداية الصراع الاستعمارى الأوروبى لاحتلال أقطار الوطن العربى فى أعقاب الثورة الصناعية فى أوروبا. فقد توجه نابليون بونابرت بحملته إلى بلاد الشام بعد انتصاره على المماليك ودخوله القاهرة عام 1798، اقتصرت حملة نابليون على فلسطين، ولم يتجاوز الشريط الساحلى منها سوى منطقة الناصرة- طبرية، حيث هزمت الجيش العثمانى، وبدأت الحملة باحتلال منطقة قطبة على الحدود مع الشام فى 1798، فى سيناء ثم قلعة العريش وبعد ثلاثة شهور أخذت الحملة بالتراجع إلى مصر بعد فشلها فى احتلال عكا عام 1799.

وفى السنوات الأخيرة من العهد العثمانى كانت فلسطين من الناحية الإدارية تقع على قسمين إداريين، الأول هو متصرفية القدس الشريف المرتبطة بوزارة الداخلية فى اسطنبول، وكانت أقضية بئر السبع والخليل وغزة ويافا تابعة لها، بالإضافة إلى بيت لحم، والثانى شمال فلسطين الذى كان يتبع لواءين «سنجق نابلس» ومن أعماله طولكرم وجنين وطوباس وبيسان، وسنجق عكا ومن أعماله صفد وطبرية والناصرة وحيفا. أما من الناحية العسكرية فكانت فلسطين جزءاً من القيادة العسكرية العامة لسوريا.

فى عام 1917، سقطت فلسطين بيد الجيش الإنجليزى، ودخلت مدن فلسطين تحت مظلة الانتداب البريطانى عام 1920، والذى سمح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن فلسطين عبر التاريخ فلسطین من

إقرأ أيضاً:

خطيب الجامع الأزهر: الأمانة قيمة عظيمة يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها

ألقى خطبة الجمعة اليوم في الجامع الأزهر فضيلة الدكتور حسن الصغير، المشرف العام على لجان الفتوى بالجامع الأزهر، والأمين العام المساعد لمجمع البحوث الإسلامية للشئون العلمية والبحوث، والتى دار موضوعها حول حفظ الأمانة.

وقال د. حسن الصغير: إن للأمانة قيمة عظيمة في الإسلام، وفي كتاب الله عزّ وجلَّ وسنة النبي محمد ﷺ وسلم ما يدل على أن الأمانة هى حجر الزاوية في صلاح الدين والدنيا يقول تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا﴾، وقال ﷺ: (أدِّ الأمانةَ إلى من ائتمنَك، ولا تَخُنْ من خانَك).

وأوضح خطيب الجامع الأزهر، أن الشرع الحكيم جعل الأمانة حجر الزاوية في كل ما كلفنا به الشرع من تكاليف وتعاليم وأخلاق، فهى كلها أمانة، والحفاظ عليها أمانة، وتضييعها خيانة وحسرة وندامة وخسران، فعبادة الفرد أمانة، وإذا ما ضُيعت العقيدة وتم الإخلال بها، أو أُنكر ثابت من ثوابتها فَثمَّة الخيانة، وثم الضياع، فصلاة المرء وزكاته وصومه وحجه أمانة، حتى نفسه التي بين جنبيه أمانة يقول تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ۛ وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.

غدا.. انطلاق مؤتمر كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر حول "بناء الإنسان"شيخ الأزهر يعزي المستشار ناصر معلا نائب رئيس مجلس الدولة في وفاة والدهمرصد الأزهر يشارك في جولة المشاورات المصرية الصينية لمكافحة الإرهاب ببكينخالد الجندي: لازم نلتزم برأي الأزهر في الفتوى العامة التي تمس المجتمع

وتابع فضيلته بقوله: ما يعول الإنسان من زوجة وأولاد، هو أمانة، يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها، لأن في عدم الاهتمام بهم، وعدم القيام على شؤونهم وتربيتهم خيانة يقول تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، فالله جل وعلا سوف يسأل كل راعٍ عما استرعاه، وكما يُسأل الرجل عن أهل بيته، فسوف يُسأل أيضاً عن عمره وشبابه وماله وعلمه، فهذا من الأمانات، يقول ﷺ: لا تَزولُ قَدَمَا عَبْدٍ يومَ القيامةِ، حتَّى يُسأَلَ عن عُمُرِه؛ فيمَ أفناه؟ وعن عِلْمِه؛ فيم فعَلَ فيه؟ وعن مالِه؛ من أين اكتسَبَه؟ وفيم أنفَقَه؟ وعن جِسمِه؛ فيمَ أبلاه؟)، فالتكليف برمته مجالٌ واسعٌ، والشريعة والدين أمانة في عنق كل مؤمن ومؤمنة، ولذا فليس بمستغرب أن يصور الحق سبحانه وتعالى كل ذلك في صورة في قوله تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ﴾.

وخلال كلمته نَّوَه خطيب الجامع الأزهر، إلى أن عيد تحرير سيناء يذكرنا بنصر الله عزّ وجلَّ، ومن الأمانة أن نواكب هذا العيد، بأن ننصر الله عزّ وجلَّ، وأن ننصر دينه وشريعته، لكن نرى بين الحين والآخر من يخوضون في شريعة الله ويشككون في الثوابت ويوَلون وجوه الناس عن المهمات الحياتية التي تعيش فيها الأمة إلى وجهات أخرى مكررة منذ سنوات بنصها وتفصيلها، فكان من الواجب على من أثار الثائرة، أن يتقِي الله عزّ وجلَّ في إثارة الناس، فلا يعكر عليهم دينهم، ولا يعكر على الوطن، استقراره وأمنه والفكر والاجتماعي، ويخوض في ثوابت الدين ليشتت أفكار الناس وأذهانهم واهتماماتهم، ويجرهم إلى هذا الكلام الذي تستغربه عقولهم ولا تعيه أفئدتهم، وهذا ما نبه عليه النبي ﷺ بأن كتاب الله وسنة نبيه ﷺ ليست مضماراً لأغراض دنيوية، وفي القرآن الكريم ما يشير إلى ذلك، فعلينا الاستيقاظ حتى لا نؤخذ بجرتهم.

وختم د. الصغير حديثه بقوله: عند الاحتفال بعيد تحرير سيناء لابد أن نذكر بأسباب النصر، ولابد أن يندحر وينزوي أولئك المغدورون الذين يلحدون في آيات الله ويحرفون الكلم عن مواضعه، فكلامهم مردود عليه بنص الكتاب والسنة، وهذا الكلام يفتح بابا ومجالا كبيرا لتحكيم الناس بشرع الله، فالإدعاء بالمساواة بين البنين والبنات، والأخوات والأخوة، والأب والأم، والزوج والزوجة، ادعاء باطل، والزعم بأن الآيات تقرر حقاً وليس واجباً أمر مرفوض ولا يعقل، فهذه أنصبة مفروضة، وهي حدود الله عزّ وجلَّ، لا ينبغي علينا أن نتجاوزها أو نعتدي عليها، يقول تعالى: ﴿وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُّهِينٌ﴾. ففكرة وضع قانون يخالف شريعة القرآن المحكمة وطرحه للاستفتاء أكبر كذبة، ويرد عليها بقوله تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا﴾.

ودعى خطيب الجامع الأزهر، الذين أسرفوا على أنفسهم بوجوب الرجوع ووجوب الاعتذار لجموع الناس وللوطن، فنحن في وقت أحوج ما نكون فيه بأن نذكر بأن نكون على قلب رجل واحد، وأن نثبت الناس على الحق، وأن ننبذ الفرقة بدل أن ننشرها يقول تعالى: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾، مذكراً إياهم بالتوبة والاستغفار، وتقدير الأمر بقدره، وبالعلم الذي سوف يسألون عنه يوم القيامة ماذا عملوا فيه؟

طباعة شارك الجامع الأزهر الأزهر خطبة الجمعة خطيب الجامع الأزهر

مقالات مشابهة

  • احترس.. أخطاء شائعة يقع فيها الحجاج وأمور يجب اتباعها
  • بن نافل : ليلة أخرى يبهر فيها الهلال وعشاقه العالم
  • الشيباني: سوريا لن تشكل تهديداً لأي من دول المنطقة بما فيها إسرائيل
  • مجموعة سياحية من جنسيات مختلفة تزور مدينة بصرى الشام وتطلع على آثارها
  • الشيباني: سوريا لن تمثل تهديدا لأي دولة بما فيها إسرائيل
  • خطيب الجامع الأزهر: الأمانة قيمة عظيمة يجب الحفاظ عليها وعدم التفريط فيها
  • في ذكرى تحرير سيناء .. «أرض الفيروز» تجلى فيها نور المولى وعبر منها الأنبياء
  • تحطم مروحية إثر اصطدامها بشجرة واشتغال النيران فيها .. فيديو
  • تحوّل بفعل الناس.. طريق هيئة تحرير الشام إلى السلطة في سوريا
  • القدس الدولية”: العدو يوظف السياح غير المسلمين لتغيير هوية المسجد