بوابة الوفد:
2025-06-30@22:35:49 GMT

فلسطين عبر التاريخ

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

لم يكن الفتح العربى الإسلامى لفلسطين من أجل التوسع أو نشر النفوذ أو إقامة الإمبراطوريات، إنما لدوافع دينية لنشر دين الله وتخليص الشعوب المغلوبة على أمرها، ويبدو ذلك فى عدم تعرض مدن فلسطين إلى أى تدمير عند فتحها. فلقد استطاعت الموجة العربية الإسلامية القادمة من الجزيرة العربية، فى القرن السابع الميلادى تحرير بنى قومها من سيطرة البيزنطيين، ومن ثم تعزيز الوجود العربى فيها، ورفده بدماء عربية جديدة، حيث سبقتها الموجات العربية القديمة، من أنباط وآراميين، وأموريين وكنعانيين.

فى عهد الدولة الإسلامية أصبحت القدس مدينة مقدسة بالنسبة للمسلمين، بعد الإسراء والمعراج وفق المعتقد الإسلامى، وبعد أن فرضت الصلاة على المسلمين وأصبحوا يتوجهون أثناء إقامتها نحو المدينة، وبعد نحو 16 شهراً، عاد المسلمون ليتوجهوا فى صلاتهم نحو مكة بدلاً من القدس.

تم فتح فلسطين من قبل المسلمين ابتداء من عام 634 للميلاد، فى 636 وقعت معركة اليرموك بين المسلمين والروم البيزنطيين فى وسط بلاد الشام، انتصر فيها المسلمون، وفى عهد عمر بن الخطاب والفتوحات الإسلامية أرسل عمرو بن العاص وأبوعبيدة بن الجراح لفتح فلسطين عامة ونشر الدعوة الإسلامية فيها، لكن القدس عصيت عليهم ولم يتمكنوا من فتحها لمناعة أسوارها، حيث اعتصم أهلها داخل الأسوار، وعندما طال حصار المسلمين لها، طلب رئيس البطاركة والأساقفة المدعو «صفريونيوس» طلب منهم ألا يسلم القدس إلا للخليفة عمر بن الخطاب بشخصه، فكان الفتح العمرى لبيت المقدس، كتب عمر مع المسيحيين وثيقة عرفت باسم «العهدة العمرية» وهى وثيقة تمنحهم الحرية الدينية مقابل دفع الجزية، وتعهد بالحفاظ على ممتلكاتهم ومقدساتهم.

ابتداء من 878، حكمت فلسطين من مصر مع تمتعها بحكم ذاتى شبه مستقل لقرن تقريباً، فى العهد الفاطمى اجتيحت المنطقة فى 970 بجيش من البربر، وهو التاريخ الذى يصادف بداية الفترة المتواصلة من الحروب بين القبائل التى دمرت الكثير من مدن البلاد. وفى 1073 تمت السيطرة على فلسطين من قبل الإمبراطورية السلجوقية الكبرى إلى أن استعادها الفاطميون عام 1098، ثم فقدوها لصالح الصليبيين فى 1099، الذين غزوا فلسطين فى حملات مختلفة وأسسوا فيها مملكة بيت المقدس، واستمرت سيطرتهم على القدس ومعظم فلسطين قرناً تقريباً حتى هزيمتهم على يد قوات صلاح الدين الأيوبى فى معركة حطين عام 1187، بعد ذلك تمت السيطرة على معظم فلسطين من قبل الأيوبيين، وبقيت الدولة الصليبية تنازع فى المدن الساحلية الشمالية لمدة قرن من الزمان.

فى العهد المملوكى كانت فلسطين إحدى إقطاعيات الظاهر بيبرس، وفى عام 1260 تحديداً شهدت منطقة عين جالوت الواقعة بين بيسان وجنين واحدة من المعارك الفاصلة فى تاريخ العالم الإسلامى، انتصر فيها المسلمون المماليك انتصاراً ساحقاً على المغول فى معركة حاسمة منذ عهد جنكيز خان، أدت المعركة إلى انحسار نفوذ المغول فى بلاد الشام وخروجهم منها نهائياً وإيقاف المد المغولى المكتسح الذى أسقط الخلافة العباسية سنة 1258.

وتعد حملة نابليون على مصر وبلاد الشام بداية الصراع الاستعمارى الأوروبى لاحتلال أقطار الوطن العربى فى أعقاب الثورة الصناعية فى أوروبا. فقد توجه نابليون بونابرت بحملته إلى بلاد الشام بعد انتصاره على المماليك ودخوله القاهرة عام 1798، اقتصرت حملة نابليون على فلسطين، ولم يتجاوز الشريط الساحلى منها سوى منطقة الناصرة- طبرية، حيث هزمت الجيش العثمانى، وبدأت الحملة باحتلال منطقة قطبة على الحدود مع الشام فى 1798، فى سيناء ثم قلعة العريش وبعد ثلاثة شهور أخذت الحملة بالتراجع إلى مصر بعد فشلها فى احتلال عكا عام 1799.

وفى السنوات الأخيرة من العهد العثمانى كانت فلسطين من الناحية الإدارية تقع على قسمين إداريين، الأول هو متصرفية القدس الشريف المرتبطة بوزارة الداخلية فى اسطنبول، وكانت أقضية بئر السبع والخليل وغزة ويافا تابعة لها، بالإضافة إلى بيت لحم، والثانى شمال فلسطين الذى كان يتبع لواءين «سنجق نابلس» ومن أعماله طولكرم وجنين وطوباس وبيسان، وسنجق عكا ومن أعماله صفد وطبرية والناصرة وحيفا. أما من الناحية العسكرية فكانت فلسطين جزءاً من القيادة العسكرية العامة لسوريا.

فى عام 1917، سقطت فلسطين بيد الجيش الإنجليزى، ودخلت مدن فلسطين تحت مظلة الانتداب البريطانى عام 1920، والذى سمح بالهجرة اليهودية إلى فلسطين. 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن فلسطين عبر التاريخ فلسطین من

إقرأ أيضاً:

كاتب صحفى: مصر عبر التاريخ أثبتت أنها دولة تصنع السلام

قال الكاتب الصحفي علي السيد، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي حينما يتحدث عن السلام اليوم في ذكري ثورة 30 يونيو، فإنه ينطلق من إرث تاريخي عظيم لمصر، الدولة التي وقعت أول معاهدة سلام في تاريخ البشرية، معاهدة قادش عام 1259 قبل الميلاد، بين الملك رمسيس الثاني والحيثيين .

وأضاف علي السيد  خلال مداخلة مع الإعلامية عزة مصطفي عبر برنامجها الساعة 6 على قناة الحياة أن إسرائيل خاضت حروبًا على مدار 77 عامًا لكنها لم تجرب السلام إلا مع مصر، والنتيجة أن الجبهة المصرية ظلت الجبهة الوحيدة الآمنة والمستقرة، وهو أكبر دليل على أن السلام الحقيقي لا يصنع بالقهر ولا بالعدوان 

وتابع قائلا :  أن مصر عبر التاريخ، أثبتت أنها دولة تصنع السلام بعد أن تخوض الحروب دفاعًا عن أرضها وكرامتها، موضحًا أن تجربة مصر مع إسرائيل نموذج واضح، حيث خاضت حربًا عظيمة في أكتوبر 1973 بقيادة الرئيس الراحل أنور السادات، ثم انتزعت أرضها بقوة السلاح وأعادت ما تبقى من خلال معركة دبلوماسية شريفة حتى استعادت طابا .

مصطفى شردى عن 30 يونيو : كنت بفكر بالهجرة .. والمصريين مكنش بيهمهم أى تهديد من جماعة الاخوانمستقبل وطن: 30 يونيو أعادت الهوية الوطنية ومهدت الطريق لدولة عصريةفي ذكرى ثورة 30 يونيو.. نائب بالشيوخ: أنقذت مصر من السقوط وقادتنا للجمهورية الجديدةبرلماني : ثورة 30 يونيو براند عالمى يدرس في كيفية إنقاذ الأوطانباسم الجمل: 30 يونيو أعادت الروح لجسد الدولة المصرية

وأوضح أن الرئيس السيسي اليوم يكرر نفس الرسالة بوضوح، بأن السلام لا يُفرض بالقوة ولا يولد تحت القصف، ولن يتحقق مع وجود احتلال أو ظلم أو اغتصاب لأراضي الآخرين، مضيفًا: "الذين يظنون أن الجولان يمكن أن تصبح يومًا غير سورية واهمون .

طباعة شارك الرئيس عبد الفتاح السيسى ثورة 30 يونيو معاهدة سلام

مقالات مشابهة

  • كاتب صحفى: مصر عبر التاريخ أثبتت أنها دولة تصنع السلام
  • للمواطنين.. لا عمل في دوائر الدولة حتى هذا التاريخ
  • نمل أبيض ومتسللون.. اتهام الهند بشن حملة ترحيل غير قانونية تستهدف المسلمين
  • حلوى شامية لذيذة.. طريقة عمل بلح الشام بخطوات بسيطة
  • نهاية قرن الإخوان المسلمين: انتفاضة ديسمبر علامته الكبرى
  • أيها الإيرانيون عليكم بالإتصال الحضاري مع العرب المسلمين
  • ديمبلي يحتفي بلقاء ميسي: "أنت الأفضل في التاريخ"
  • حكم التاريخ لن ينقذ غزة
  • التعليم الشرعي في بصرى الشام… حلقات مكملة للتعليم العام
  • التاريخ المعقّد للعلاقات بين الولايات المتحدة وإيران: تسلسل زمني