بوابة الوفد:
2025-03-26@14:21:16 GMT

الندم التاريخى الداعم لإسرائيل!

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

فكرة أن ألمانيا تعانى من جرعة زائدة من Vergangenheitsbewältigung المصطلح الألمانى للتعامل مع الماضى النازى ليست جديدة. لقد ادعى اليمين المتطرف لعقود من الزمن أن ألمانيا مقيدة سياسياً بشكل مفرط بسبب العار الوطنى. وفى هذا السياق، يرفض حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف ثقافة الذكرى فى ألمانيا باعتبارها مجرد عبادة الذنب.

ويريد حزب البديل من أجل ألمانيا، الذى تبلغ نسبة تأييده فى استطلاعات الرأى نحو 20% على مستوى البلاد التقليل من التركيز على الجوانب المظلمة لتراثهم والتركيز على الجانب المشرق من تاريخهم.
ومن المثير للدهشة أن التفنيد اليمينى المتشدد لمسئوليتهم التاريخية أصبح شائعاً على الجانب الآخر من الطيف السياسى. أصبح شعار «حرروا غزة من الذنب الألمانى» شعاراً شائعاً يردده اليساريون فى المسيرات المؤيدة للفلسطينيين فى برلين.
عندما تتضافر قوى اليمين المتشدد واليسار والمستبد، فإنك تعلم أن هناك خطأ ما. دعونا نكن واضحين: لا يحتاج الساسة الألمان إلى التحرر من التاريخ حتى يتمكنوا من الإبحار فى المناقشة الدائرة حول الحرب فى غزة. إنها أسطورة أن ألمانيا لا تنتقد فى دعمها للحكومة الإسرائيلية.
جميعنا يعلم أن ألمانيا غارقة فى الندم التاريخى إلى الحد الذى يجعلها غير قادرة على فهم واقع الشرق الأوسط. إن موقف ألمانيا المؤيد لإسرائيل بشكل غير مشروط تقريباً يضع برلين فى صراع مع العديد من شركائها الأساسيين. 
وعندما استخدمت إسرائيل العنف المفرط فى حروبها السابقة فى غزة، أثارت ألمانيا مخاوف عامة. وانتقدت برلين باستمرار توسيع المستوطنات. قبل أكثر من عقد من الزمن، وصف وزير الخارجية آنذاك، زيجمار جابرييل، الوضع فى الخليل (فى الضفة الغربية المحتلة) بـ«الفصل العنصرى». وقد دعمت برلين السلطة الفلسطينية بأكثر من مليار يورو، وهى من بين أكبر الجهات المانحة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين «أنروا».
لم يكن هناك أى حب مفقود بين حكومتى ميركل أوشولتز وبنيامين نتنياهو. عرفت أنجيلا ميركل أنه كان يعمل مع دونالد ترامب من أجل إنهاء الاتفاق النووى مع إيران من وراء ظهرها. وأنه كان يكذب بشأن قبوله بالدولتين. لا أحد منخرطاً فى ملف الشرق الأوسط فى برلين يثق بنتنياهو. ويلفت السياسيون فى برلين أعينهم إلى الإشارة إلى أنهم فى جيب إسرائيل.
إذن، ما الذى يفسر الدعم العنيد الذى تقدمه برلين لإسرائيل فى حربها ضد حماس؟ يجب أن تنظر إلى ما هو أبعد من الأزمة المباشرة. لقد عانت مؤسسة السياسة الخارجية الألمانية من صدمة عميقة، بل الصدمة الثانية، بعد أن أدركت فى العام الماضى أن روسيا لا يمكن استرضاؤها بالمبادرات الدبلوماسية، وصفقات خطوط الأنابيب، و«التغيير من خلال التجارة». لقد قيل للألمان إنهم «محاطون بالأصدقاء»، على حد تعبير هيلموت كول. لقد استيقظوا وهم غير مجهزين لمواجهة عالم من الأعداء اللدودين. لقد سحقت روسيا عقوداً من السياسة الألمانية الشرقية عندما هاجمت أوكرانيا، ومعها النظام الأوروبى فى مرحلة ما بعد الحرب.
لقد انهارت الركائز الأساسية للسياسة الخارجية الألمانية. لقد فشل التعامل مع روسيا وإيران. هذه هى وجهة النظر من برلين: يجب وقف هاتين القوتين، وهذا يشمل تدمير حماس. وهذا هو السبب وراء دعم ألمانيا القوى للحرب التى تشنها إسرائيل ضد حماس، على الرغم من انعدام الثقة العميق فى نتنياهو؛ والرغبة فى رحيله بمجرد انتهاء الأعمال العدائية.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى محمود اللاجئين الفلسطينيين النظام الأوروبي أن ألمانیا

إقرأ أيضاً:

وزيرة الخارجية النمساوية: الحوار مع روسيا “أمر هام” في التسوية الأوكرانية

النمسا – اعتبرت وزيرة الخارجية النمساوية الجديدة بياتا ماينل رايزنجر أنه من المهم الحفاظ على الصيغة التي تشارك بها روسيا في المناقشات بشأن التسوية الأوكرانية.

وقالت ماينل رايزنجر: “نعم، لقد اقترحت مرارا هذا الأمر (أن تصبح فيينا منصة لمفاوضات السلام حول أوكرانيا)، بما في ذلك داخل أوكرانيا. كما تحدثتُ عن هذا في اجتماعٍ لمجلس وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. وبالطبع، نحن مستعدون لتوفير هذه الفرصة. إضافة إلى ذلك، لدينا منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، التي يبدو لي أنها يجب أن تطرح على نفسها عدة أسئلة. وعلى وجه الخصوص: ما هو الدور الذي نريد أن نلعبه في ضمان السلام في أوكرانيا؟”.

وأضافت أن وزير الخارجية السابق للجمهورية ألكسندر شالينبيرغ أصر في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا على أن “روسيا يجب أن تستمر في المشاركة في المناقشات”، وقد تسبب ذلك بالعديد من الانتقادات لنا.

وتابعت: “لكنني أعتقد أنه من المهم وجود صيغة تشارك فيها روسيا أيضا، وتتيح مساحة للحوار. ومع ذلك، يجب على منظمة الأمن والتعاون في أوروبا نفسها أن تطور أفكارا حول المساهمة التي يُمكنها تقديمها في هذه العملية”.

المصدر: “نوفوستي”

مقالات مشابهة

  • الاستخبارات الأمريكية: حماس لا تزال تشكل تهديداً لإسرائيل
  • وزيرة الخارجية النمساوية: الحوار مع روسيا "أمر هام" في التسوية الأوكرانية
  • وزيرة الخارجية النمساوية: الحوار مع روسيا “أمر هام” في التسوية الأوكرانية
  • الخارجية الألمانية: التزام تركيا بمواصلة عضويتها في الاتحاد الأوروبي يتراجع بشكل متزايد
  • كاتب صحفي: تهجير الفلسطينيين هدف استراتيجي لإسرائيل وليس مجرد مواجهة عسكرية
  • الخارجية الألمانية تدين سياسات الاستيطان الصهيونية بالضفة الغربية المحتلة
  • ألمانيا "قلقة للغاية" إثر وقوع الكثير من الضحايا المدنيين في غزة
  • نائبة ويتكوف تقر بـإطلاق العنان لإسرائيل وتزويدها بكل الأسلحة اللازمة
  • أميركا: أطلقنا العنان لإسرائيل وزودناها بالأسلحة لمواصلة الحرب في غزة
  • نائبة ويتكوف : أطلقنا العنان لإسرائيل لمواصلة الحرب في غزة