الندم التاريخى الداعم لإسرائيل!
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
فكرة أن ألمانيا تعانى من جرعة زائدة من Vergangenheitsbewältigung المصطلح الألمانى للتعامل مع الماضى النازى ليست جديدة. لقد ادعى اليمين المتطرف لعقود من الزمن أن ألمانيا مقيدة سياسياً بشكل مفرط بسبب العار الوطنى. وفى هذا السياق، يرفض حزب البديل من أجل ألمانيا اليمينى المتطرف ثقافة الذكرى فى ألمانيا باعتبارها مجرد عبادة الذنب.
ومن المثير للدهشة أن التفنيد اليمينى المتشدد لمسئوليتهم التاريخية أصبح شائعاً على الجانب الآخر من الطيف السياسى. أصبح شعار «حرروا غزة من الذنب الألمانى» شعاراً شائعاً يردده اليساريون فى المسيرات المؤيدة للفلسطينيين فى برلين.
عندما تتضافر قوى اليمين المتشدد واليسار والمستبد، فإنك تعلم أن هناك خطأ ما. دعونا نكن واضحين: لا يحتاج الساسة الألمان إلى التحرر من التاريخ حتى يتمكنوا من الإبحار فى المناقشة الدائرة حول الحرب فى غزة. إنها أسطورة أن ألمانيا لا تنتقد فى دعمها للحكومة الإسرائيلية.
جميعنا يعلم أن ألمانيا غارقة فى الندم التاريخى إلى الحد الذى يجعلها غير قادرة على فهم واقع الشرق الأوسط. إن موقف ألمانيا المؤيد لإسرائيل بشكل غير مشروط تقريباً يضع برلين فى صراع مع العديد من شركائها الأساسيين.
وعندما استخدمت إسرائيل العنف المفرط فى حروبها السابقة فى غزة، أثارت ألمانيا مخاوف عامة. وانتقدت برلين باستمرار توسيع المستوطنات. قبل أكثر من عقد من الزمن، وصف وزير الخارجية آنذاك، زيجمار جابرييل، الوضع فى الخليل (فى الضفة الغربية المحتلة) بـ«الفصل العنصرى». وقد دعمت برلين السلطة الفلسطينية بأكثر من مليار يورو، وهى من بين أكبر الجهات المانحة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة اللاجئين الفلسطينيين «أنروا».
لم يكن هناك أى حب مفقود بين حكومتى ميركل أوشولتز وبنيامين نتنياهو. عرفت أنجيلا ميركل أنه كان يعمل مع دونالد ترامب من أجل إنهاء الاتفاق النووى مع إيران من وراء ظهرها. وأنه كان يكذب بشأن قبوله بالدولتين. لا أحد منخرطاً فى ملف الشرق الأوسط فى برلين يثق بنتنياهو. ويلفت السياسيون فى برلين أعينهم إلى الإشارة إلى أنهم فى جيب إسرائيل.
إذن، ما الذى يفسر الدعم العنيد الذى تقدمه برلين لإسرائيل فى حربها ضد حماس؟ يجب أن تنظر إلى ما هو أبعد من الأزمة المباشرة. لقد عانت مؤسسة السياسة الخارجية الألمانية من صدمة عميقة، بل الصدمة الثانية، بعد أن أدركت فى العام الماضى أن روسيا لا يمكن استرضاؤها بالمبادرات الدبلوماسية، وصفقات خطوط الأنابيب، و«التغيير من خلال التجارة». لقد قيل للألمان إنهم «محاطون بالأصدقاء»، على حد تعبير هيلموت كول. لقد استيقظوا وهم غير مجهزين لمواجهة عالم من الأعداء اللدودين. لقد سحقت روسيا عقوداً من السياسة الألمانية الشرقية عندما هاجمت أوكرانيا، ومعها النظام الأوروبى فى مرحلة ما بعد الحرب.
لقد انهارت الركائز الأساسية للسياسة الخارجية الألمانية. لقد فشل التعامل مع روسيا وإيران. هذه هى وجهة النظر من برلين: يجب وقف هاتين القوتين، وهذا يشمل تدمير حماس. وهذا هو السبب وراء دعم ألمانيا القوى للحرب التى تشنها إسرائيل ضد حماس، على الرغم من انعدام الثقة العميق فى نتنياهو؛ والرغبة فى رحيله بمجرد انتهاء الأعمال العدائية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د مصطفى محمود اللاجئين الفلسطينيين النظام الأوروبي أن ألمانیا
إقرأ أيضاً:
وفد من حماس يلتقي نائب وزير الخارجية في موسكو
الثورة نت/..
التقى وفد من حركة المقاومة الإسلامية حماس، برئاسة عضو المكتب السياسي ورئيس مكتب العلاقات الدولية موسى أبو مرزوق ، نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، في مقر وزارة الخارجية الروسية في موسكو.
وناقش الجانبان وفق بيان صدر عن حركة حماس اليوم الاثنين، مستجدات الأوضاع في قطاع غزة، خصوصًا فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، والاستعدادات لمفاوضات المرحلة الثانية.
كما تطرق اللقاء إلى الانتهاكات المستمرة التي يرتكبها العدو الصهيوني ، بما في ذلك المماطلة في تنفيذ البروتوكول الإنساني، ومنع إدخال الخيام والبيوت الجاهزة (الكرفانات) والوقود، والمعدات الثقيلة، إضافة إلى عرقلة إعادة بناء المستشفيات وآبار المياه والبنية التحتية الأساسية.
وأكد القيادي أبو مرزوق خلال اللقاء أهمية الدور الروسي في دعم حقوق الشعب الفلسطيني ، مشددًا على ضرورة توفير كل الاحتياجات الإنسانية العاجلة لسكان غزة، ودور روسيا في المساعدات الإنسانية والإغاثة العاجلة والإيواء، ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد عبر الحصار أو التهجير القسري.
من جهته، أكد بوغدانوف على موقف روسيا الثابت في دعم حقوق الشعب الفلسطيني، وترحيبهم باتفاق وقف إطلاق النار، وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
كما شدد على رفض موسكو لأي محاولات لفرض حلول قسرية على الفلسطينيين، مؤكدًا استمرار الجهود الروسية في المحافل الدولية لدعم القضية الفلسطينية.