وزارة العمل تطلق 22 برنامجا تدريبيا مهنيا لشباب 8 محافظات بالصعيد
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
بدأت وزارة العمل في تنفيذ 22 برنامجًا تدريبيًّا مهنيًّا،لتدريب 440 من شباب وفتيات،في 8 محافظات بصعيد مصر،تتراوح أعمارهم 18 و35 عاماً،على مِهن: صيانة الحاسب الآلي ،وصيانة المحمول، والخياطة والاشغال اليدوية،لتأهيلهم لسوق العمل،وذلك داخل مراكز التدريب المهني التابعة للوزارة في المحافظات المُستهدفة، والتي تقع جميعها في نطاق المبادرة الرئاسية: "حياة كريمة"، ومبادرة: "مهنتك مُستقبلك"، ومن مُستفيدي برنامج "تكافل وكرامة".
وتأتي هذه البرامج في إطار المرحلة الثانية من التدريبات المهنية للشباب من الجنسين بمجالات الوظائف المُستقبلية،التي تُنفذها الوزارة بالتعاون مع برنامج الأغذية العالمي"WFP"،التابع للأمم المتحدة،وشركة قُدرة للتنمية والحلول التكنولوجية للتعليم ،والتي تستهدف تدريب 920 شاباً وفتاة حتى نهاية الربع الأول من عام 2024.
وقال وزير العمل حسن شحاتة أن هذه النوعية من البرامج ،من أبرز أنواع التعاون مع "WFP" ،لتعزيز قُدرات الشباب للتوظيف والوصول إلى فرص عمل لائقة، ويحتاجها سوق العمل، موجهاً بمشاركة ذوى الإحتياجات الخاصة في هذه البرامج التدريبية ؛ حيث تُوفر الوزارة لهم كافة الأدوات المُساعِدة للتدريب من أجل دمجهم في سوق العمل تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي .
وقالت الوزارة : إن المحافظات الـ 8 المُستهدفة هي: أسوان، والأقصر، وسوهاج، وقنا، وأسيوط، والمنيا، وبنى سويف،والفيوم،وذلك للتدريب المِهني على 3 من الحِرف ذات الأولية وهى : صيانة الحاسب الآلي ،وصيانة المحمول، والخياطة والاشغال اليدوية.
وأوضحت الوزارة؛َ أنه قد سبق مرحلة التنفيذ وإختيار المُتدربين من الشباب ،تطبيق منظومة متكاملة من الإعداد الجيد لهذه البرامج التدريبية والتي مرت بثلاث مراحل مختلفة.
الأولى : تنظيم ورشة عمل تعريفية لقيادات الإدارة المركزية للتدريب المهني بالوزارة والسادة مديري مديريات العمل ومديري مركز التدريب المهني بالمحافظات المستهدفة لاطلاعهم على خطة العمل التي سيجرى تنفيذها خلال المرحلة المقبلة.
الثانية: تنظيم ورشة عمل تدريب لثّقل مهارات وقُدرات المُدربين بمراكز التدريب المهني بالمحافظات ،على المناهج التدريبية الحديثة التي جرى بلورتها وتطويرها من خلال التعاون الثلاثي بين الوزارة وبرنامج الأغذية العالمي وشركة قدرة .
ثالثاً: تنظيم ورشة عمل تنسيقية بين مُدربي شركة قدرة المُنفذين للبرامج التدريبية ،ومُدربي مراكز التدريب المهني بالمحافظات المختلفة لوضع خطة عمل وإدارة البرنامج التدريبي، وتوزيع الاختصاصات، والمسئولية داخل كل حِصة تدريبة لتحقيق أقصى إستفادة مُمّكِنة من الدورات التدريبة،والتكامل بشأن منهاجية التدريب لدى كليهما.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التدریب المهنی
إقرأ أيضاً:
مخرجات التعليم المهني وبوصلة المستقبل
يتغير مشهد الطلب على المهارات في أسواق العمل العالمية نتيجة ثلاثة محركات رئيسية؛ أولها: سطوة التقانة؛ بما في ذلك ما يُحدثه الذكاء الاصطناعي من تغيرات في الأدوار والوظائف والمهام في أسواق العمل، ومزاحمة سوق الروبوتات للأدوار البشرية في قطاعات العمل والإنتاج والمساعدة الشخصية وأداء المهام الاعتيادية والتصنيعية، تشير التحليلات على سبيل المثال إلى توقع أن تحل الروبوتات محل ما يقرب من 20 مليون وظيفة تصنيع في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2030، مع قدرتها في المقابل على خلق ما يقرب من 170 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم بحلول عام 2030، وخاصة في المجالات المتعلقة بتطوير الذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات، وذلك بحسب المنتدى الاقتصادي العالمي. أما المحرك الثاني: فيتمثل في الانتقال من الأنماط التقليدية للإنتاج القائمة على استنزاف الثروة، والكم الهائل من الانبعاثات، ونموذج الاقتصادات القائمة على الهيدروكربونات، إلى نموذج جديد تقوده فكرة الاستدامة، ويدفع بالاقتصادات نحو التخضير، والبناء على المعرفة، وينشط الاستثمار في أنماط الطاقة المتجددة، شهد عام 2023 أعلى زيادة تاريخية في وظائف الطاقة المتجددة، حيث نمت الوظائف التي خلقها القطاع بنسبة 18% مقارنة بالعام السابق له لتصل 16.2 مليون وظيفة، وفقًا لبيانات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة. أما المحرك الثالث: فيتصل بالطبيعة الديموغرافية للعالم؛ فما تشهده بعض الاقتصاديات من شيخوخة في السكان، وتراجع لمعدلات السكان في سن العمل، والحاجة إلى تكثيف المهارات في القطاعات الإنتاجية، والحاجة إلى جيل المهارات الرقمية يدفعها إلى فتح أسواقها للعمل والهجرة وتحسين جاذبية ظروف العمال، في مقابل تلك الدول التي تتمتع بشريحة عريضة من السكان في سن العمل، وتراكم للمهارات والتي بدأت بعضها تضع استراتيجيات وخططا لتهجير تلك القدرات والكفاءات إلى الدول ذات الاحتياج الأقصى.
بإيجاز؛ ما تعيشه أسواق العمل والإنتاج عالميًا اليوم هو صراعٌ في الطلب على المهارات، ويبدو أن الـ (5 – 10) سنوات القادمة ستكون معملًا عالميًا لإعادة تأهيل المهارات البشرية، وهو ما يمكن أن نسميه التحول المهاري الأكبر (The biggest skill shift) الذي تقوده المحركات الثلاثة التي أسلفنا ذكرها، وهو ما يدفع بالمجتمعات إلى مواكبة والتأقلم مع مهارات الثورة الصناعية الرابعة، والاستفادة القصوى من المُكن الحضارية والإنتاجية والاقتصادية التي تتيحها للبشرية بعدالة. في القراءة التي قدمها تقرير (مستقبل الوظائف 2025) الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، قدم مثالًا بسيطًا عن حجم الحاجة إلى إعادة تأهيل المهارات للقوى العاملة عالميًا، «فإذا كانت القوى العاملة مثلًا 100 شخص، سيحتاج 59 منهم إلى التدريب بحلول عام 2030. بحيث سيكون 29 منهم يمكن رفع مهاراتهم في أدوارهم الحالية، ورفع مهارات 19 آخرين وإعادة نشرهم في أماكن أخرى داخل مؤسستهم. وفي المقابل من غير المرجح أن يتلقى 11 منهم إعادة التأهيل أو رفع المهارات اللازمة، مما يجعل آفاق توظيفهم معرضة للخطر بشكل متزايد». يضرب لنا هذا المثال المبسط طبيعة المشهد العالمي المتغير للمهارات، والكيفية التي يجب فيها من اللحظة الراهنة التفكير في سبل إعادة التمحور للمهارات، ليس فقط على مستوى القطاعات والمؤسسات ووسائط الإنتاج الاقتصادية، وإنما حتى على المستويات الوطنية بما في ذلك العاملين في القطاعات الحكومية.
على المستوى المحلي، يقود مستقبل التغير في المهارات خمسة عوامل رئيسية في تقديرنا: الأول؛ الطلب والاستثمار في قطاعات الطاقة المتجددة؛ وما يمكن أن يخلقه من فرص جديدة، وطلب على أشكال محددة من المهارات، أو طلب في تحويل مهارات قائمة. العامل الثاني؛ يتشكل في تغير أنماط العمل الحكومي، بما في ذلك التحول الرقمي للحكومة، والانتقال إلى نمط الحكومة التفاعلية والميدانية، وهو ما يتطلب مهارات نوعية بعينها تجسر هذا الانتقال وتسرعه. أما العامل الثالث؛ فهو أنماط الاقتصاد الجديد، وهنا نعني الكيفية التي يمكن من خلالها للمتعلمين والقوى العاملة أن تكتسب مهارات مرنة تكيفها للاندماج في الاقتصاد الجديد؛ هذا الاقتصاد الذي تقوده أنماط ريادة الأعمال، وريادة الأعمال الاجتماعية، والفرص التي يتيحها تنشيط أنماط العمل الحر، وكذلك الفرص الممكنة لاندماج هذه القوى العاملة في مشهد العمل العالمي عبر الحدود. العامل الرابع؛ الذي يقود التغير في مستقبل المهارات هو طبيعة المشروعات الاستراتيجية الكبرى التي تنفذ أو يعتزم تنفيذها، وكيف يمكن لمهارات القوى العاملة الوطنية أن تلبي احتياج تلك المشروعات في مختلف القطاعات، وليس ذلك فحسب بل تنتقل إلى أن تضيف ميزة تنافسية للأداء في تلك المشروعات عبر الابتكار وتخليق النماذج الإبداعية. العامل الخامس؛ هو إدراك التغير المطلوب والمُلِح في الأنماط التقليدية للتعليم، والضرورة التي يجب من خلالها أن تتحول ساحات التعلم إلى ساحات ممارسة وتطبيق تكسب مهارات التكيف والتدبير، وأن تتحول بها مناهجه ووسائله من أدوات لإكساب المعرفة إلى أدوات لتبسيط القدرات المتقدمة في التفكير والنقد والتحليل وإعادة البناء. هذه العوامل الخمسة تجعل من النظر إلى دور التعليم المهني محوريًا في مواكبة هذه المتغيرات، وذلك لثلاثة اعتبارات أساسية: أولها القيمة الاقتصادية لهذا النوع من أنواع التعليم، حيث تشير الأدلة التاريخية عبر العالم إلى تلك القيمة المضافة للاقتصادات والأفراد الذين انخرطوا في هذا الشكل من أشكال التعليم مقارنة بأقرانهم في أنماط التعليم الأكاديمي، الاعتبار الآخر هو قدرة هذا النوع من التعليم على تجسير المهارات بشكل أسرع وأكثر مرونة مقارنة بأنماط التعليم الأخرى. أما الاعتبار الثالث فيتثمل في سهولة الربط بين هذا الشكل من التعليم مؤسسيًا وهيكليًا بالقطاعات الإنتاجية بشكل مباشر. وسنتناول في الجزء التالي من هذه المقالة هذه الاعتبارات وكيفية إسقاطها في واقع سياسات التعليم المهني محليًا.
مبارك الحمداني مهتم بقضايا علم الاجتماع والتحولات المجتمعية فـي سلطنة عُمان