سلطت صحيفة "واشنطن بوست" الضوء على إضراب مشرعين وفنانين وحقوقيين وناشطين عن الطعام أمام البيت الأبيض تضامنا مع ضحايا غزة، في ظل استئناف العدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع وارتقاء عشراء الشهداء بعد ساعات من القصف.

وذكرت الصحيفة الأمريكية، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، أن، سمية عوض، فلسطينية الأصل، كانت منهكة في اليوم الرابع من مشاركتها في الإضراب، وفي منتصف الليل، ظلت تستيقظ وهي تعاني من صداع شديد، ومع ذلك، أصرت على الاستمرار في الإضراب.

تقول سمية إن التخلي عن الطعام بالنسبة لها خيار، لكن الفلسطينيين في غزة فقدوا جبرا إمكانية الوصول إلى المأوى والغذاء والماء في ظل الحرب.

وقررت سمية، التي تنحدر من مدينة نيويورك، الانضمام إلى أكثر من 20 آخرين خارج البيت الأبيض طوال هذا الأسبوع في إضراب عن الطعام لمدة 5 أيام لإجبار إدارة الرئيس، جو بايدن، على المطالبة بوقف دائم لإطلاق النار، والسماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة وإطلاق سراح المزيد من الأسرى.

وفي السياق، قالت سمية، البالغة من العمر 29 عاماً: "هذه هي الطريقة الوحيدة لوقف العنف. إنه أمر مدهش للغاية أن نضطر إلى التواجد هنا نتضور جوعًا في البرد لتوصيل رسالة مفادها أن الفلسطينيين يستحقون العيش. وأن الفلسطينيين يستحقون أن يحزنوا، مثل أي شخص آخر".

وبينما كانت سمية و7 آخرين ملتزمين بالإضراب طوال الأيام الخمسة، انضم كثيرون آخرون لفترات زمنية أقصر، بما في ذلك الممثلة، سينثيا نيكسون.

كما انضم إلى الإضراب أمريكيون من أصل فلسطيني، وممثلون عن الكونجرس مثل النائبتين رشيدة طليب (ديمقراطية من ولاية ميشيغان) وكوري بوش (ديمقراطية من ولاية ميسوري)، ومشرعي الولاية، والمدافعين، والمارة الذين لم يشاركوا في الإضراب، لكنهم توقفوا لدعم المشاركين فيه.

اقرأ أيضاً

الانحياز غير المحدود لإسرائيل يقوض دعم الشباب الأمريكي لبايدن في انتخابات 2024

ونظم المشاركون وقفات احتجاجية، ورسموا قطرات دموع حمراء على لافتة، وألقت سمية كلمة قالت فيها إن عائلة جدها طردت من منزلها في القدس الغربية إلى لبنان في عام 1948، وفي العام التالي، أعلنت إسرائيل قيام الدولة، وقام تحالف من الدول العربية، متحالف مع الفصائل الفلسطينية، بمهاجمة القوات الإسرائيلية، في حرب كانت الأولى بين عدة حروب عربية إسرائيلية.

وفي النهاية، سيطرت إسرائيل على جزء أكبر من الأراضي، وفر ما يقدر بنحو 700 ألف فلسطيني أو طردوا من أراضيهم فيما يشير إليه الفلسطينيون بالنكبة.

وقالت عوض إنها اضطرت للتضحية برفاهيتها بسبب وحشية العدوان العسكري الإسرائيلي، الذي أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين الفلسطينيين، بما في ذلك الأطفال، وخلق كارثة إنسانية.

وأضافت أنها تفكر في الأطفال داخل المستشفيات في غزة وكيف اضطرت ابنتها، التي تبلغ الآن سنة ونصف، إلى قضاء بعض الوقت في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة.

وتابعت سمية: "إن الإضراب عن الطعام هو وسيلة لتصعيد أهمية الوضع المزري والعاجل وإلحاق العار بهذه الإدارة (الأمريكية)".

وينتقد أولئك الذين يتحملون هذا الإضراب عن الطعام دعم إدارة بايدن المستمر للعدوان الإسرائيلي الذي أودت بحياة أكثر من 15 ألف شخص في غزة وشرد مئات الآلاف الآخرين، ومنهم عضو مجلس ولاية نيويورك، زهران ممداني، الذي أراد تجويع نفسه لتمثيل الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا في غزة، على أمل إيصال الرسالة إلى مقر إقامة الرئيس الأمريكي.

وقال ممداني، أثناء مشاركته في الإضراب: "الأمر المثير للقلق للغاية هو أن لدينا رئيسًا ترشح على أساس رسالة مفادها استعادة مكانة أمريكا الأخلاقية في العالم. نحن في اليوم الرابع من الإضراب عن الطعام وهو أعمى عن هذا الحزن. ليس أعمى فحسب، بل يساعد في خلقه".

وفي صباح أمس الخميس، تجمع أكثر من 12 شخصًا في دائرة أمام البيت الأبيض لمشاركة أسمائهم  وما الذي يبقي روحهم حية في وقت يتسم بالكثير من الموت والدمار والخوف.

وعندما جاء دور إحدى النساء، قالت للمجموعة إنها فلسطينية، نشأت في القدس والضفة الغربية وما زال لديها أقارب في إسرائيل، وأصدقاء طفولتها وعائلتها يعيشون في غزة. ومنذ أن اندلعت الحرب في وطنها، لم تعد قادرة على التفكير في أي شيء آخر.

وأخذت المرأة، التي لم ترغب في الكشف عن هويتها خوفا من المضايقات، إجازة من العمل وتظاهرت لصالح وقف إطلاق النار كل يوم تقريبا، وقالت إن والديها يرسلان رسائل نصية يومية إلى أحبائهم يسألونهم: "هل أنت على قيد الحياة؟"، مشيرة إلى أن انقطاع الاتصالات في غزة جعلها تنتظر بيأس من أن تسمع من أصدقائها وتتخيل الأسوأ.

 اقرأ أيضاً

بوليتيكو: إسرائيل تجاهلت طلب بايدن بعدم قصف مواقع المنظمات الإنسانية في غزة

المصدر | واشنطن بوست/ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: البيت الأبيض جو بايدن غزة العدوان الإسرائيلي إسرائيل البیت الأبیض فی الإضراب عن الطعام فی غزة

إقرأ أيضاً:

ناشطون يحتجون أمام البيت الأبيض رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة (شاهد)

احتشد ناشطون مناصرون لفلسطين أمام البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن للاحتجاج على استئناف العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة والمطالبة بوقف إطلاق النار.

وأظهرت لقطات مصورة متداولة على منصات التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء تجمع العشرات أمام البيت الأبيض، حيث رفعوا الأعلام الفلسطينية واتشح العديد منهم بالكوفية تضامنا مع فلسطين.

وردد المتظاهرون هتافات من قبيل "نطالب بوقف تزويد إسرائيل بالسلاح فورا" و"أنهوا الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية مباشرة"، مطالبين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقف الدعم العسكري لدولة الاحتلال الإسرائيلي.


كما رفع المتظاهرون لافتات كتبت عليها عبارات"فلسطين حرة"، ونددوا بجرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية.

TODAY: Pro-Palestine protesters rallied outside the White House in D.C., calling for an end to U.S. funding for Israel’s war in Gaza. pic.twitter.com/U2pILJvRyW — BreakThrough News (@BTnewsroom) March 19, 2025 من أمام البيت الأبيض، محتجون ينددون بالعدوان على #غزة ويطالبون بوقف المجازر.#الميادين pic.twitter.com/jaJ1madmdp — قناة الميادين (@AlMayadeenNews) March 19, 2025
وفجر الثلاثاء، استأنف جيش الاحتلال عدوانه على غزة، عبر شن غارات جوية عنيفة على مناطق متفرقة من القطاع، طالت عددا من المنازل المأهولة، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بين الاحتلال وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وبحسب وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن قصف الاحتلال أسفر عن استشهاد أكثر من 400 فلسطيني، وإصابة ما يزيد على 500 آخرين بجروح مختلفة.

في غضون ذلك، قال بيان صادر عن مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، إن الأخير ووزير الحرب يسرائيل كاتس أصدرا تعليماتهما للجيش بالتحرك بقوة ضد حركة حماس في قطاع غزة.

وأعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين عن صدمتها من قرار جيش الاحتلال الإسرائيلي استئناف العدوان الوحشي على قطاع غزة، معتبرة أن دولة الاحتلال قررت التخلي عن الأسرى الإسرائيليين.


ومطلع آذار/ مارس الجاري، انتهت مرحلة أولى استمرت 42 يوما من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين "حماس" و"إسرائيل"، بدأ في 19 كانون الثاني/ يناير ، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.

وتنصل نتنياهو من بدء المرحلة الثانية من الاتفاق، إذ إنه يرغب في إطلاق سراح مزيد من الأسرى الإسرائيليين، دون الوفاء بالتزامات هذه المرحلة، لا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة بشكل كامل.

في المقابل، تؤكد حركة حماس التزامها بتنفيذ الاتفاق، وتطالب بإلزام دولة الاحتلال بجميع بنوده، داعية الوسطاء إلى الشروع فورا في مفاوضات المرحلة الثانية، التي تشمل انسحابا إسرائيليا من القطاع ووقفا كاملا للحرب.

مقالات مشابهة

  • توقّف «مطار برلين الدولي».. إضراب جديد يشل حركة النقل في برلين
  • ناشطون يحتجون أمام البيت الأبيض رفضا للعدوان الإسرائيلي على غزة (شاهد)
  • واشنطن: مسيرة ضخمة أمام البيت الأبيض رفضا لاستئناف العدوان على غزة
  • البيت الأبيض: ترامب وبوتين اتفقا على منع إيران من تدمير إسرائيل
  • البيت الأبيض: إسرائيل تشاورت مع إدارة ترامب قبل شن غاراتها على غزة
  • البيت الأبيض: إسرائيل تشاورت معنا قبل الغارات على غزة
  • البيت الأبيض: إسرائيل تشاورت معنا بشأن غاراتها على غزة
  • البيت الأبيض: إسرائيل أبلغت إدارة ترامب بشأن الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة
  • البيت الأبيض: إسرائيل استشارتنا في الغارات على غزة
  • الرضوخ لترامب.. كيف انحنت أوكرانيا أمام عاصفة البيت الأبيض في أسبوع؟