هكذا.. منينا النفس بأن يطول الهدوء وتنبت من بين الدمار أغصان الزيتون، تمنينا أن تصبح الهدنة هدنًا، حتى يعلَن عن توقف آلة الحرب الغاشمة نهائيًّا، تمنينا وتمنينا.. ونسينا أننا بإزاء عدو لا يعرف للسلم سبيلا، ولا يبنى أحلامه إلا على دماء الأطفال وعويل الثكالى وقهر الآباء..
فها هو مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو يعلن صباح أمس الجمعة، وبعد أسبوع من توقف الحرب بين الجانبين، أن «الحكومة ملتزمة بتحقيق أهداف الحرب» فى قطاع غزة، بعد انتهاء الهدنة مع حركة حماس، وراح يتلو ثلاثة أهداف للحرب، هى «إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، والقضاء على الحركة، وضمان عدم تمكن غزة من تهديد شعب إسرائيل مرة أخرى».
فرغم أن أيام الهدنة شهدت إطلاق سراح ما مجموعه 83 إسرائيليًّا، من بينهم مواطنون مزدوجو الجنسية، كما حرر 24 رهينة آخرين، هم 23 تايلاندياً وفلبينى واحد، إلا أن الصلف الصهيونى يرى أن هذا غير كافٍ، وأن على حماس أن تطلق سراح كل الأسرى..
والواقع أن حماس تلزم جانباً حذراً تفرضه تداعيات حرب مع طرف لا عهد له، فتدرك جيداً أن تحرير كل الأسرى من جانبها يعنى سقوط آخر ورقات الضغط على إسرائيل، والمجتمع الدولى المنحاز للعدو، وبالتالى العودة للمربع صفر، بل انتظار انتقام سيتخطى فى وحشيته كل ما سبق.
لكنها إسرائيل تعود لتكشف عن وجهها الأقبح ونواياها الأشر، لندرك أن مائة وخمسة وعشرين أسيراً إسرائيلياً، ما زالت حماس تحتجزهم لديها، ليسوا هم هدف استمرار الحرب، وبالتالى فإن الأسرى لم يكونوا هدفها من البداية، كشفت ذلك بإعلان نتنياهو أهداف الحرب الحقيقية، ولنعد سطوراً قليلة للخلف، لنطالع أهداف الحرب التى أعلنها.. ألم يقل «القضاء على الحركة، وضمان عدم تمكن غزة من تهديد شعب إسرائيل مرة أخرى»...
إذن تلك هى الأهداف الحقيقية التى يدركها العالم منذ بدء مجازر العدو الصهيونى، لكنه يغض الطرف عنها، مركزا جل الأسباب على الأسرى.. فما قولك إذن أيها العالم؟ فإن لم تكن وحشية الحرب وعدد الشهداء وحجم الدمار الذى منى به شعب أعزل، بقادر على كشف الأمر أمامكم، فهل يكفى إعلانه صراحة، هل يكفى أن تعلن حكومتهم فى قول يدعو للسخرية إنهم يريدون القضاء على حماس، وضمان عدم تمكن شعب غزة «الأعزل»- الذى لا تستر مقاومة أطفاله وشبابه سوى الحجارة- من تهديد شعب إسرائيل الذى يمتلك جيشاً تمده أمريكا ودول أوروبا بأحدث الأسلحة وأشدها فتكًا، والأهم أنه يمتلك الآلة الإعلامية الأكثر كذبا فى التاريخ؟!
ودعونا نسأل السؤال الأهم: ترى بأية كيفية ستضمن إسرائيل عدم تمكن شعب غزة من تهديدهم؟ بالطبع باستكمال خطتها فى القضاء عليه وإبادته تماما، أو دفعه للهجرة القسرية، وهو جل ما تحلم به ويحلم به كل مناصريهم..
ألتلك الدرجة تخشون العزة؟ ألتلك الدرجة صارت الشجاعة والرجولة والإصرار على النصر تؤرق مضاجعكم يا من تفتقرون إليها؟ بل ألهذا الحد غاب ضمير العالم؟
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نبضات رئيس الوزراء الاسرائيلي شعب إسرائيل شعب غزة
إقرأ أيضاً:
غالانت: دعم صفقة الإفراج عن الأسرى سبب إقالتي
يمانيون../
كشف مايسمى بوزير الحرب الصهيوني المقال يؤاف غالانت اليوم عن قضايا هامة لها علاقة باستمرار الحرب وصفقة التبادل وان احد اسباب اقالته هو دعمه لتوصل الى صفقة للافراج عن الاسرى لدى حركة المقاومة الاسلامية حماس.
وحث غالانت عائلات المختطفين على تعزيز علاقاتهم مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والدفع باتجاه تنفيذ الاتفاق الذي تمت مناقشته في أوائل شهر يوليو.وفقا لوكالة معا الفلسطينية
وأضاف “إذا انسحبنا من الأراضي فيمكننا العودة إليها. واعتبارات رفض الاتفاق ليست عسكرية ولا سياسية”. وقال غالانت للتوضيح أن على العائلات أن تركز جهودها أمام نتنياهو: “إنه يقرر وحده”.
وهاجم غالانت فكرة البقاء في طريق فيلادلفيا كذريعة لإفشال صفقة الاختطاف: “أستطيع أن أقول لكم ما لم يحدث، لم يكن هناك اعتبار أمني”.
وأوضح لهم “أستطيع أن أخبركم بما لم يكن كذلك – لم يكن هناك أي اعتبار أمني هناك. قلت أنا ورئيس الأركان لم يكن هناك أي اعتبار أمني في البقاء على طريق فيلادلفيا. يقول نتنياهو إن هذا اعتبار سياسي، وأنا أقول لك إنه لا يوجد أي اعتبار سياسي هناك أيضًا.
سئل غالانت عن سبب عدم تقدمهم بالصفقة فأجاب: “لم يبق شيء لنفعله في غزة، لقد حققنا انجازات عظيمة”. بعد ذلك سُئلنا عن سبب بقائهم هناك؟، أجاب غالانت: أخشى أن نبقى هناك من باب الرغبة في البقاء هناك، للسيطرة على المنطقة على ما يبدو كشرط لخلق الأمن. بالنسبة لي، يبدو الأمر وكأنه غرض غير مناسب لتعريض الجنود للخطر من أجل ذلك”.
وأخيراً، سُئل غالانت عما إذا كان متفائلاً بشأن التوصل إلى اتفاق، فأجاب : “في هذه القضية، أنا لست متفائلاً”.