52عاماً.. والإمارات وطن الإنجازات
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
لم يترك القائد المؤسّس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لحظة منذ توليه مقاليد حكم إمارة أبوظبي، تمرّ من وقته الثمين، إلّا وكان تفكيره الراقي المستقبلي، منشغلاً في تجميع الإمارات السبع، لتكون دولة واحدة تحت قيادة وعلم وجيش واحد.
وحين طرح الفكرة العميقة التي تستشرف المستقبل، على أخيه المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، حاكم دبي، آنذاك حصل على مساندة قوية، فكرّسا جهودهما لتطبيقها واقعاً، ثم تتالت اللقاءات بحضور أصحاب السمو الشيوخ حكام إمارات، الشارقة، وعجمان، وأم القيوين، والفجيرة، ورأس الخيمة، وفي 2 ديسمبر 1971، أعلن قيام هذه الدولة المباركة، وانتخب الشيخ زايد رئيساً، والشيخ راشد، نائباً للرئيس.
«في الاتحاد قوة، وفي التفرقة ضعف»، هذه العبارة جزء من التراث الوطني الإماراتي الذي نشأت عليه أجيال كثيرة، ففي ذلك التوحّد، تحت قيادة حكيمة، لم يكن هدفها، إلّا أن تحوّل هذه الصحارى، إلى جنان وارفة، فبعد هذه الأعوام الاثنين والخمسين، وتحت القيادة الرشيدة برئاسة صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله، وأخيه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وأخيهما صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، وإخوانهم أصحاب السموّ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، أصبحت دولة الإمارات، قبلة الطامحين إلى العيش الكريم، وتأمين المستقبل الآمن، تعيش في كنفها مئات الجنسيات في أرقى صور التعايش والتسامح والإنسانية.
إمارات التميّز والعطاء والخير، أبهرت بإنجازاتها الكبيرة، على مدار نصف القرن المنصرم، العالم من أقصاه إلى أدناه، فنوّعت قواعد الاقتصاد، من النفط والغاز والطاقة المتجددة والمستدامة إلى قطاعات أخرى؛ مثل: السياحة والخدمات المالية والتجارة والتكنولوجيا الحديثة، وأقامت مدناً حديثة، ومرافق تجارية وسكنية عالية الجودة، وبنت المطارات المتطورة، وأنشأت شبكة متكاملة للمواصلات، والطرق الحديثة، وطوّرت الموانئ البحرية والمناطق الحرة، لتعزيز التجارة الدولية.
وفي التعليم، حازت قصب السبق، بإنشاء جامعات عالمية مرموقة، في كل الإمارات، تضمّ آلاف الطلاب الذين يدرسون كل التخصّصات التي يتمنّاها أي طامح، ودعمت البحث العلمي والابتكار، بإنشاء مراكز بحثية، ووفّرت الفرص للعلماء والباحثين.
وفي مجالات الثقافة والفنون، بنت المتاحف العالمية، واستضافت الكثير من الفعاليات الثقافية والفنية. أما في الرياضة، فحدّث ولا حرج، بتشجيع المشاركة الرياضية، وتطوير المرافق، ودعم الرياضيين الموهوبين.
وها نحن في هذه الأيام السعيدة، تتصدر الإمارات المؤشرات العالمية، باستضافتها مؤتمر المناخ، «كوب 28» الذي سيجمع آلاف المسؤولين من كل أرجاء الدنيا في «إكسبو دبي» على مدى ثلاثة عشر يوماً، سيناقشون أهم قضية تشغل البشرية، وهي قضيّة المناخ، التي يعمل عليها مسؤولو العالم بمنتهى الجدية، لأنّ المناخ الآن من أهمّ الإنجازات التي يمكن أن تحصل في هذا القرن المتميّز، بضبطه، والتعامل العلمي الصحيح معه، لأن بقاءه بهذا الشكل، تهديد لمستقبل البشرية..
إمارات الرقيّ والحضارة والعطاء.. هنيئاً بعامك الثاني والخمسين.. والأعوام المقبلة، ستكون أكثر عطاء وإنجازاً وتحضّراً، لتبقى الإمارات وطن الإنجازات.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات عيد الاتحاد الإمارات
إقرأ أيضاً:
تحليل عبري: هل تحارب إسرائيل الحوثيين أم دولة اليمن.. وما الصعوبات التي تواجه السعودية والإمارات؟ (ترجمة خاصة)
قالت صحيفة عبرية إنه مع تراجع الصراعات مع حماس وحزب الله تدريجيا، تتجه إسرائيل الآن إلى التعامل مع الهجمات المستمرة من الحوثيين في اليمن.
وذكرت صحيفة "جيرزواليم بوست" في تحليل لها ترجمه للعربية "الموقع بوست" إنه مع تدهور حزب الله بشكل كبير، وإضعاف حماس إلى حد كبير، وقطع رأس سوريا، يتصارع القادة الإسرائيليون الآن مع الحوثيين، الذين يواصلون إطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار على إسرائيل.
وأورد التحليل الإسرائيلي عدة مسارات لردع الحوثيين في اليمن.
وقال "قد تكون إحدى الطرق هي تكثيف الهجمات على أصولهم، كما فعلت إسرائيل بالفعل في عدة مناسبات، وقد يكون المسار الآخر هو ضرب إيران، الراعية لهذا الكيان الإرهابي الشيعي المتعصب. والمسار الثالث هو بناء تحالف عالمي - بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة - لمواجهتهم، لأن الحوثيين الذين يستهدفون الشحن في البحر الأحمر منذ السابع من أكتوبر لا يشكل تهديدًا لإسرائيل فحسب، بل للعالم أيضًا.
وأضاف "لا توجد رصاصة فضية واحدة يمكنها أن تنهي تهديد الحوثيين، الذين أظهروا قدرة عالية على تحمل الألم وأثبتوا قدرتهم على الصمود منذ ظهورهم على الساحة كلاعب رئيسي في منتصف العقد الماضي ومنذ استيلائهم على جزء كبير من اليمن".
وأكد التحليل أن ردع الحوثيين يتطلب نهجًا متعدد الجوانب.
وأوضح وزير الخارجية جدعون ساعر يوم الثلاثاء أن أحد الجوانب هو جعل المزيد من الدول في العالم تعترف بالحوثيين كمنظمة إرهابية دولية.
دولة، وليس قطاعاً غير حكومي
وحسب التحليل فإن خطوة ساعر مثيرة للاهتمام، بالنظر إلى وجود مدرسة فكرية أخرى فيما يتعلق بكيفية التعامل مع الحوثيين، وهي مدرسة يدعو إليها رئيس مجلس الأمن القومي السابق جيورا إيلاند: التعامل معهم كدولة، وليس كجهة فاعلة غير حكومية.
وقال إيلاند في مقابلة على كان بيت إن إسرائيل يجب أن تقول إنها في حالة حرب مع دولة اليمن، وليس "مجرد" منظمة إرهابية. ووفقاً لإيلاند، على الرغم من أن الحوثيين لا يسيطرون على كل اليمن، إلا أنهم يسيطرون على جزء كبير منه، بما في ذلك العاصمة صنعاء والميناء الرئيسي للبلاد، لاعتباره دولة اليمن.
"ولكن لماذا تهم الدلالات هنا؟ لأن شن الحرب ضد منظمة إرهابية أو جهات فاعلة غير حكومية يعني أن الدولة محدودة في أهدافها. ولكن شن الحرب ضد دولة من شأنه أن يسمح لإسرائيل باستدعاء قوانين الحرب التقليدية، الأمر الذي قد يضفي الشرعية على الإجراءات العسكرية الأوسع نطاقا مثل الحصار أو الضربات على البنية الأساسية للدولة، بدلا من تدابير مكافحة الإرهاب المحدودة"، وفق التحليل.
وتابع "ومن شأن هذا الإطار أن يؤثر على الاستراتيجية العسكرية للبلاد من خلال التحول من عمليات مكافحة الإرهاب إلى حرب أوسع نطاقا على مستوى الدولة، بما في ذلك مهاجمة سلاسل الإمداد في اليمن".
ويرى التحليل أن هذه الإجراءات تهدف إلى تدهور قدرات اليمن على مستوى الدولة بدلاً من التركيز فقط على قيادة الحوثيين - وهو ما لم تفعله إسرائيل بعد - أو أنظمة الأسلحة الخاصة بها. ومع ذلك، هناك خطر متضمن: تصعيد الصراع وجذب لاعبين آخرين - مثل إيران. وهذا ما يجعل اختيار صياغة القرار مهمًا.
وأشار إلى أن هناك أيضًا آثار إقليمية عميقة. إن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية من شأنه أن يناسب مصالح دول الخليج مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، التي تنظر إلى الحوثيين باعتبارهم تهديدًا مباشرًا والتي قاتلتهم بنفسها.
إعلان الحرب على اليمن يعقد الأمور
أكد أن إعلان الحرب على اليمن من شأنه أن يعقد الأمور، حيث من المرجح أن تجد الإمارات العربية المتحدة والسعوديون صعوبة أكبر في دعم حرب صريحة ضد دولة عربية مجاورة.
وقال إن الحرب ضد منظمة إرهابية تغذيها أيديولوجية شيعية متطرفة ومدعومة من إيران شيء واحد، ولكن محاربة دولة عربية ذات سيادة سيكون شيئًا مختلفًا تمامًا.
وطبقا للتحليل فإن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يتماشى مع الرواية الإسرائيلية الأوسع لمكافحة وكلاء إيران، ومن المرجح أن يتردد صداها لدى الجماهير الدولية الأكثر انسجاما مع التهديد العالمي الذي يشكله الإرهاب. ومع ذلك، فإن تصنيفهم كدولة يخاطر بتنفير الحلفاء الذين يترددون في الانجرار إلى حرب مع اليمن.
بالإضافة إلى ذلك حسب التحليل فإن القول بأن هذه حرب ضد منظمة إرهابية من الممكن أن يعزز موقف الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في حربها ضد الحوثيين، في حين أن القول بأنها حرب ضد اليمن من الممكن أن يضفي الشرعية عن غير قصد على سيطرة الحوثيين على أجزاء أكبر من اليمن.
وأكد أن ترقية الحوثيين من جماعة إرهابية إلى دولة اليمن من الممكن أن يمنحهم المزيد من السلطة في مفاوضات السلام والمنتديات الدولية. كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى إقامة علاقات دبلوماسية رسمية مع دول أخرى، وتغيير طبيعة التعامل الدولي مع اليمن.
يضيف "قد يؤدي هذا الاعتراف إلى تقويض سلطة الحكومة المعترف بها دوليا في العاصمة المؤقتة عدن ومنح الحوثيين المزيد من النفوذ في مفاوضات السلام لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن بشكل دائم".
ولفت إلى أن هناك إيجابيات وسلبيات في تأطير معركة إسرائيل على أنها ضد الحوثيين على وجه التحديد أو ضد دولة الأمر الواقع في اليمن.
وتشير توجيهات ساعر للدبلوماسيين الإسرائيليين في أوروبا بالضغط على الدول المضيفة لتصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية إلى أن القدس اتخذت قرارها.
وخلص التحليل إلى القول إن هذا القرار هو أكثر من مجرد مسألة دلالية؛ فهو حساب استراتيجي له آثار عسكرية ودبلوماسية وإقليمية كبيرة.