أيادي «دار زايد الخيرة» ترسّخ الاستقرار في العالم
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أبوظبي: عبد الرحمن سعيد
رسخت دولة الإمارات، بناء على توجيهات القيادة الرشيدة وعلى مدى أكثر من خمسة عقود، مكانتها داعماً رئيسياً لجهود تعزيز الأمن والاستقرار في العالم، عبر برامجها التنموية، ومساعداتها الإنسانية، ومبادراتها التي تستهدف خير البشرية، ونشر قيم الخير والسلام.
وتحتفل دولة الإمارات بعيد الاتحاد ال52 وقد حققت إنجازات كبيرة، جعلتها تقود جهود الإغاثة والعمل الإنساني إقليمياً ودولياً، وهو الأمر الذي جسّده تصدر الإمارات لسنوات كثيرة، المراكز الأولى عالمياً ضمن أكبر الجهات المانحة للمساعدات الخارجية في العالم قياساً إلى دخلها القومي.
وتطبق الإمارات نهجاً رائداً يراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب، ما جعل الدولة تحظى باحترام المحافل الدولية، وقدمت دولة الإمارات الكثير من أشكال الدعم للمشاريع التنموية في العالم، كما واصلت دورها الفاعل في المنظمات والمؤسسات الدولية في سبيل تحقيق التطلعات المشتركة.
وتمتلك دولة الإمارات تجربة فريدة في العمل الإغاثي والإنساني، قائمة على استمرارية التأثير، بتنفيذ مشروعات تنموية تصب في مصلحة شعوب الدول المستفيدة؛ كبناء المساكن والمستشفيات وشق الطرق، وبناء محطات الكهرباء وحفر الآبار، بدلاً من عمليات الإغاثة النمطية، وهو ما وفّر استدامة توافر الموارد الأساسية والإسهام في تحسين الظروف المعيشية في الدول المستهدفة.
تتبوّأ دولة الإمارات مكانة كبيرة في السخاء والعطاء الإنساني والتنموي، بفضل الأسس الراسخة التي وضعها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، والمبادرات التي تضطلع بها القيادة الرشيدة، حتى باتت الإمارات مقصد المستغيثين والداعمة الأولى للمنكوبين والمحتاجين عالمياً.
ويكتسب العمل الإنساني في دولة الإمارات ميزته وريادته من سمات عدة؛ أبرزها أنه عمل مؤسسي تنهض به كثير من الجهات الرسمية والأهلية التي فاق عددها ال 43 مؤسسة وهيئة، والشمولية؛ حيث لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية، وإنما يمتد إلى التحرك لمناطق الأزمات الإنسانية، والتفاعل المباشر مع مشكلاتها أيضاً.
الأولى عالمياً
وتصدرت الإمارات، في السنوات الأخيرة، قائمة المانحين من حيث المساعدة الإنمائية الرسمية، مقارنة بالدخل القومي الإجمالي، ما يعكس قيمها في الدعم غير المشروط للبشرية؛ حيث تقدم مساعدات إنسانية؛ لإنقاذ الأرواح؛ وتخفيف المعاناة؛ وحماية الكرامة الإنسانية في ظل الأزمات. وأسهمت في مجموعة واسعة من حالات الطوارئ الإنسانية، عبر العمل المتعدد الأطراف.
ويرجع تاريخ المساعدات الخارجية الإماراتية إلى بداية تأسيس الدولة حين أمر المغفور له الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، بإنشاء «صندوق أبوظبي للتنمية»، لإضفاء الطابع المؤسسي على المساعدات الإماراتية في عام 1971، وانضم المجتمع المدني إلى الجهود الرامية إلى تقديم المساعدات إلى الخارج في أواخر السبعينات، وقد كان إنشاء «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي في عام 1983، هيئةً إنسانيةً تطوعيةً رئيسيةً في البلاد، خطوة مهمة في المساعدات الخارجية الإماراتية التي تقودها وزارة الخارجية.
304 مليارات درهم
ومنذ تأسيس الدولة عام 1971 وحتى عام 2019، بلغت قيمة المساعدات الخارجية 304.39 مليار درهم، كما بلغ عدد الدول التي استفادت من المشاريع والبرامج التي قدمتها المؤسسات الإماراتية المانحة، أكثر من 178 دولة عبر العالم.
ووفقاً لتقرير وزارة الخارجية عن المساعدات الخارجية لعام 2019 بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية 29.4 مليار درهم، ما يعادل 8 مليارات دولار، بزيادة قدرها 782 مليون درهم، ما يعادل 213 مليون دولار، مقارنة بعام 2018.
وأشار التقرير إلى أنّ المساعدات الخارجية تندرج ضمن ثلاث فئات «تنموية وإنسانية وخيرية»، و«الأنشطة التي تسهم في إنقاذ الأرواح»، و«المشاريع ذات الطابع الديني أو الثقافي».
مساعدات لمتضرري الزلازل
واستجابت دولة الإمارات فوراً لنداء الواجب الإنساني، بعد الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، مؤكدة تضامنها التام مع قيادة البلدين وشعبيهما؛ حيث سارعت إلى إنشاء مستشفى ميداني، وإرسال فريقي بحث وإنقاذ، إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال في تركيا الصديقة، وسوريا الشقيقة، لإغاثة الأسر في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الزلزال.
وتنفيذاً لتوجيهات القيادة الرشيدة، أعلنت قيادة العمليات المشتركة في وزارة الدفاع، بدء عملية «الفارس الشهم 2»؛ لدعم الأشقاء والأصدقاء في سوريا وتركيا، بمشاركة القوات المسلحة، ووزارة الداخلية، ووزارة الخارجية، ومؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، ومؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، وهيئة الهلال الأحمر الإماراتي.
وقدمت الإمارات بتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، 100 مليون دولار، لإغاثة المتضررين من الزلزال، وتشمل تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الشعب السوري الشقيق، و50 مليون دولار إلى الشعب التركي الصديق.
مواجهة التحديات
وأسهمت دولة الإمارات بفاعلية في دعم مجموعة دول الساحل الخمس في إفريقيا جنوب الصحراء، والتي تضم موريتانيا وبوركينا فاسو وتشاد ومالي والنيجر، التي تعدّ من بين أقل البلدان نمواً في العالم. وكانت دولة الإمارات وما تزال شريكاً موثوقاً لدول منطقة الساحل من خلال تقديم الدعم لها في مواجهة التحديات عبر مساعداتها التنموية المتواصلة، فمن 2018 إلى 2023 بلغت قيمة المساعدات الخارجية الإماراتية لدول الساحل الإفريقي الخمس 750 مليون دولار، ما يشكل 3% من إجمالي مدفوعات المساعدات الخارجية للدولة، وقدّمت 75% من المساعدات الخارجية لدول الساحل في صورة مساعدات تنموية، في حين شكلت المساعدات الخيرية والإنسانية 16% و9% على التوالي.
مساعدات متنوعة
أعلنت دولة الإمارات في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 مشاركتها في تمويل الصندوق الائتماني للنمو والحد من الفقر (PRGT)، وتخصيصها 200 مليون دولار (735 مليون درهم)، ضمن جهودها في توسيع الإقراض الميسر للدول ذات الدخل المنخفض.
وافتتح في أغسطس/ آب الماضي، في منطقة أم جراس في جمهورية تشاد، المكتب التنسيقي الثاني للمساعدات الخارجية الإماراتية ببعثات الدولة بالخارج، في إطار جهود دولة الإمارات المتواصلة لدعم الشعب التشادي الصديق.
ويتواصل تدفق الأشقاء السودانيين اللاجئين في جمهورية تشاد وأبناء المجتمع المحلي في مدينة أم جرس بمختلف فئاتهم إلى المستشفى الميداني الإماراتي، للحصول على خدماته الطبية منذ افتتاحه في التاسع من يوليو/ تموز الماضي.
أفغانستان
وأرسلت دولة الإمارات في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 طائرتي مساعدات بحمولة 53 طناً لمتضرري الزلزال الذي ضرب منطقة غرب أفغانستان، ضمن الجسر الجوي الإنساني، وتضمنت المساعدات طروداً غذائية من السلع الأساسية، و500 خيمة للإيواء العاجل.
وواصلت جهودها في العطاء الإنساني والدعم المتواصل للشعب الليبي الشقيق، لمساعدة المتضررين من إعصار دانيال الذي ضرب مدينة درنة في 10 سبتمبر/ أيلول الماضي، على تجاوز تداعيات الكارثة؛ حيث سيّرت جسراً جوياً، بلغ عدد طائراته 42 طائرة محملة بالمواد الغذائية الأساسية والمستلزمات الطبية، وبإجمالي حمولات بلغت 967.6 طن، كما أسهمت جهود فريق البحث والإنقاذ الإماراتي الموجود في ليبيا ضمن مهمته الإنسانية المتواصلة، في العثور على 274 مفقوداً في درنة.
13 مليار درهم
ووفقاً لآخر بيانات صادرة عن وزارة الخارجية، فقد بلغ إجمالي قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات منذ بداية عام 2021 وحتى منتصف أغسطس/ آب العام الماضي 13 مليار درهم.
واستحوذت اليمن على النصيب الأوفر، بمبلغ مليار و160 مليون درهم، فيما ضمت القائمة عدداً من الدول العربية والآسيوية والإفريقية والغربية، في ترجمة واضحة لشمولية الدعم الإماراتي للمشاريع والاحتياجات الإنسانية في العالم، ولا ترتبط المساعدات الإماراتية بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية أو العرق أو اللون أو الطائفة أو الديانة.
وتصدرت المساعدات التي تستهدف البرامج العامة قائمة القطاعات الأكثر استفادة ب4 مليارات و547 مليون درهم، تلاها القطاع الصحي بمليارين و565 مليون درهم، ثم المساعدات من السلع المختلفة بمليار و989 مليون درهم، ثم الخدمات الاجتماعية بمليار و314 مليون درهم، ثم قطاع التعليم ب 547 مليون درهم.
وبلغت قيمة المساعدات المقدمة للقطاعات المرتبطة بالنقل والتخزين نحو 414 مليون درهم، وقطاع السلام والأمن 273 مليون درهم، وقطاع المياه والصحة العامة 268 مليون درهم. ودعم الحكومات والمجتمع المدني نحو 224 مليون درهم، ثم قطاع الطاقة وإمدادها بنحو 212 مليون درهم. وقطاع الزراعة نحو 184 مليون درهم.
أوضاع استثنائية
في عام 2020 بذلت الجهات المانحة والمؤسسات الإنسانية والخيرية الإماراتية، جهوداً مضاعفة في ظل أوضاع استثنائية من أجل دعم الدول الشقيقة والصديقة سواء في دعم المشاريع التنموية أو بالاستجابة الإنسانية للكوارث والأزمات، أو التخفيف من حدة التداعيات القاسية التي فرضتها جائحة «كورونا».
وبالتعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين ووكالات الأمم المتحدة العاملة في المجالين الإنساني والتنموي، بلغت قيمة مساعدات الإمارات الخارجية 10.24 مليار درهم خلال عام 2020، وهو ما يعد إنجازاً في ظل حالات الحظر والإغلاق والقيود المفروضة على السفر دولياً، وصعوبة تنفيذ المشاريع التنموية والإنسانية في الدول المستفيدة، خاصة أن المساعدات الإماراتية تنتشر على نطاق جغرافي واسع امتد إلى 170 دولة، منها على الأقل 46 دولة من الأقل نمواً أو المنخفضة الدخل.
زايد الإنسانية
بذلت «مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية»، منذ تأسيسها عام 1992 على يد مؤسسها وصاحب مكرمتها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، الذي خصص لها وقفاً بلغ مليار دولار، ليعود ريعه على المشاريع والأنشطة والفعاليات الخيرية والإنسانية داخل الدولة وخارجها، جهوداً تنموية وإنسانية مختلفة؛ حيث مضت قدماً في تنفيذ مشروعاتها ومبادراتها الإنسانية والتنموية، وشملت مساعداتها عدة مجالات رئيسية، لمواجهة المعاناة المعيشية للأفراد من كبار السن والأسر المتعففة، لمساعدتها على توفير الحياة الكريمة ؛خاصة في مجال الصحة والتعليم والمساعدات الاجتماعية المتنوعة.
وبلغ إجمالي إسهامات المؤسسة داخلياً وخارجياً منذ تأسيسها وحتى العام الماضي 434 مليوناً و325 ألف دولار، وبلغ عدد الدول المستفيدة 188 دولة.
وخلال عام 2021، بلغ عدد الدول المستفيدة من برامج «إفطار صائم وكسوة زايد والأضاحي» 35 دولة، وفيما يتعلق بشهر رمضان، عملت المؤسسة على توفير المير الرمضاني، ووزعت التمور في 15 دولة، تجسيداً لقيم التآخي والتسامح، كما وزعت كسوة العيد والأضاحي على الأيتام.
وفي مجال قطاع البحث العلمي والدراسات التعليمية، كان من أكبر المشروعات التي أطلقتها المؤسسة، تأسيس «كرسي الشيخ زايد للبحث العلمي» في جامعة سنغافورة بمبلغ 3 ملايين و671 ألف دولار. كما وضعت حجر أساس مشروع «الأكاديمية الإسلامية» في جمهورية قرغيزستان، ونفذت مشروعات متنوعة أخرى، منها حفر الآبار في موريتانيا، ومشاريع أخرى اجتماعية للمرأة في موريتانيا، كتوفير آلات خياطة وأدوات أخرى، وفي الجبل الأسود تم تجهيز المستشفيات.
وفي القارة السمراء كانت أبرز مشروعات المؤسسة، إنجاز أكبر مجمع تعليمي في إفريقيا؛ حيث أكملت المؤسسة مشروع مجمع الشيخ زايد التعليمي في تشاد بمبلغ 2,500,000 درهم، وفي مجال الإغاثة، سارعت المؤسسة إلى تقديم إغاثات عدة إلى الدول المنكوبة بالكوارث الطبيعية؛ مثل الزلازل والفيضانات، وخلال العام الماضي دعمت باكستان وقبائل الروهينغا في بنغلاديش.
وأعلنت وضع حجر الأساس ل«مستشفى الشيخة فاطمة بنت مبارك للأمومة والطفولة» في العاصمة السنغالية، وعهدت بالمشروع إلى إحدى الشركات الهندسية بعقد قيمته مليون و500 ألف دولار.
ويعد «برنامج زايد للحج» أحد برامج المؤسسة الأساسية السنوية الذي أرسى معالمه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لتمكين المسلمين غير القادرين، من أداء فريضة الحج؛ حيث تعمل المؤسسة على إيفاد 1000 حاج سنوياً، منهم 600 من المواطنين الذين لم يسبق لهم أداء الفريضة من داخل الدولة، و400 من خارجها.
وأسهمت المؤسسة منذ إطلاقها برنامج «زايد للحج» عام 2005 وحتى موسم الحج 2021 في إيفاد 15 ألفاً و210 حجاج، وبلغت كلفة إيفادهم 293 مليوناً، و127 ألف درهم.
مؤسسة خليفة
وحققت «مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية»، عبر مشروعاتها المحلية والخارجية، نقلة نوعية في عملها الإنساني والخيري والتنموي. وهي ثالث أكبر جهة مانحة للمساعدات الخارجية في الدولة، ويشمل نشاطها الإنساني مختلف أنحاء الدولة، وعدداً كبيراً من الدول العربية والإسلامية وقطاعات عريضة من الفئات الفقيرة والمحتاجة من شعوب الدول الشقيقة والصديقة.
وتنوعت هذه المساعدات، لتشمل مشاريع كثيرة منها إفطار الصائم داخل الدولة وخارجها، ومساعدة المتأثرين من الكوارث الطبيعية والحروب والمشاريع التنموية. والمساعدات العينية والمادية للطلاب المحتاجين، ومشروع السلع الغذائية المدعمة في المناطق الشمالية وبرنامج العلاج الصحي، ومبادرة دعم الأسر المواطنة داخل الدولة وغيرها من المساعدات.
ومن أهم الإنجازات الخارجية، بناء سلسلة مستشفيات «الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان» في المغرب، ولبنان، وسوقطرى، وجزر القمر، وكازاخستان وباكستان، وكذلك المساجد في القدس، وكازاخستان، والصين، وإعادة بناء جسر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان على نهر سوات في باكستان.
واستثمرت المؤسسة 550 مليون درهم في مبنى الشيخ زايد لأبحاث أمراض السرطان في هيوستون، بولاية تكساس، ويضم المبنى الذي يتكون من 12 طابقاً، معهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان للعلاج التخصصي التشخيصي لأمراض السرطان، ومركز أحمد بن زايد آل نهيان لعلاج أمراض سرطان البنكرياس.
الهلال الأحمر
منذ تأسيسها عام 1983 عملت «هيئة الهلال الأحمر» الإماراتي، عبر برامجها ومشاريعها على تلبية النداءات الإنسانية، وترسيخ قيم العطاء والتسامح الإنساني داخل الدولة وخارجها، وتنامت مساعداتها الإنسانية سنة تلو أخرى إلى أن أصبحت صرحاً إنسانياً وتنموياً يشار إليه بالبنان محلياً وإقليمياً ودولياً.
وتحمل الهيئة على عاتقها مسؤولية إيصال رسالة المحبة والسلام من الإمارات إلى كل شعوب العالم التي تعاني وطأة الأوضاع؛ وذلك عبر برامجها ومشاريعها المنتشرة في العالم من دون تمييز.
دعم اللاجئين
تحظى جهود الهيئة ومشروعاتها بدعم من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، «أم الإمارات»، الرئيسة الفخرية للهيئة، ومن أبرز مبادراتها تأسيس «صندوق الشيخة فاطمة للمرأة اللاجئة» الذي أسس لتخفيف معاناة المرأة وحمايتها من آثار اللجوء الصعبة بسبب النزاعات والكوارث.
جائحة «كورونا»
تعد دولة الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة «كورونا»؛ حيث شكلت المساعدات التي قدمتها 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتضررة خلال الجائحة، ومنذ بدء الجائحة في 2020 وحتى يوليو/ تموز 2021، بلغ إجمالي المساعدات الطبية، والأجهزة التنفسية، وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية، والإمدادات 2154 طناً إلى 135 دولة.
وبلغ إجمالي رحلات المساعدات الطبية المرسلة 196 رحلة، كما تم إنشاء مستشفيات ميدانية في السودان، وغينيا، وكوناكري، وموريتانيا، وسيراليون، ولبنان، والأردن، وتجهيز عيادة متنقلة في تركمانستان، كما أرسلت مساعدات إلى 117 دولة من مخازن المنظمات الدولية المتواجدة في المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بدبي، إضافة إلى التبرع ب10 ملايين دولار مساعدات عينية إلى منظمة الصحة العالمية.
أزمة اليمن
بلغ إجمالي المساعدات التي قدمتها الإمارات إلى اليمن نحو 22.97 مليار درهم من 2015 وحتى 2021، وكان النصيب الأكبر لبرامج الدعم العامة التي بلغت قيمتها 10.94 مليار درهم، تلتها المساعدات السلعية 4.54 مليار درهم، والصحية 2.67 مليار درهم.
وبلغت قيمة مساعدات قطاع توليد الطاقة وإمداداتها 1.78 مليار درهم، ومساعدات الحكومة اليمنية والمجتمع المدني 780 مليون درهم، أما قطاع النقل والتخزين فقد دعمت الإمارات اليمن ب 670 مليون درهم، فضلاً عن تقديم 600 مليون درهم مساعدات خاصة للخدمات الاجتماعية، و980 مليون درهم مساعدات متعددة.
جهود كبيرة لإنقاذ الأطفال والمصابين بالسرطان
عشرات الطائرات ضمن «تراحُم من أجل غزة»
أطلقت دولة الإمارات حملة لإغاثة الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار «تراحُم من أجل غزة»، وتهدف الحملة إلى إقامة مراكز لتجميع وتعبئة حزم الإغاثة الإنسانية بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وكافة أطياف المجتمع في الدولة.
وأسفرت حصيلة الحملة منذ انطلاقها عن جمع عشرات الأطنان من مواد الإغاثة الغذائية والصحية والطبية وتجهيز عشرات الآلاف من الحزم الإغاثية تنوعت بين حزم الأطفال والأمهات والحزم الغذائية، بمشاركة آلاف المتطوعين من المواطنين والمقيمين.
وتنفيذاً لتوجيهات صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قررت دولة الإمارات، إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل قطاع غزة، لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين في القطاع، وسيّرت جسراً جوياً لنقل معدات المستشفى في إطار عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية التي أطلقتها الإمارات ضمن جهودها للتخفيف من معاناة الأشقاء الفلسطينيين، ودعم المنظومة الصحية في غزة. وسيرت حتى الثلاثين من نوفمبر 2023 أكثر من 82 طائرة شحن تحمل مواد إغاثية ومستلزمات طبية ضمن حملة «الفارس الشهم 3».
وانطلقت من مطار أبوظبي الدولي في مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني خمس طائرات تحمل جميع المعدات والمتطلبات اللازمة لإقامة المستشفى الميداني وتشغيله. ويضم المستشفى الذي تبلغ سعته 150 سريراً وسيجري تنفيذه على مراحل، أقسام الجراحة العامة وجراحة العظام والأطفال والنساء، والتخدير وعناية حثيثة للأطفال والبالغين، إلى جانب عيادات في تخصصات الباطنية، والأسنان وعيادة نفسية، وطب العائلة، إضافة إلى خدمات الأشعة المقطعية، ومختبر وصيدلية والخدمات الطبية المساندة.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت في وقت سابق تقديم مساعدات عاجلة إلى الأشقاء الفلسطينيين بمبلغ 20 مليون دولار، إضافة إلى مبادرتها لاستضافة 1000 طفل فلسطيني من قطاع غزة برفقة ذويهم، لتوفير العلاج الطبي لهم والرعاية في مستشفيات الدولة، إلى جانب استقبال 1000 مصاب بالسرطان لعلاجهم في مستشفيات الدولة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات عيد الاتحاد الإمارات المساعدات الخارجیة الإماراتیة الشیخ زاید بن سلطان آل نهیان خلیفة بن زاید آل نهیان الخیریة والإنسانیة مساعدات الإمارات وزارة الخارجیة دولة الإمارات الهلال الأحمر التی قدمتها ملیون دولار داخل الدولة بلغ إجمالی ملیون درهم ملیار درهم إضافة إلى فی العالم فی الدول بلغ عدد
إقرأ أيضاً:
محمد بن راشد: الإمارات بقيادة محمد بن زايد تحقق مستهدفاتها الوطنية بوتيرة أسرع من المتوقع
محمد بن راشد: الإمارات تغرد خارج السرب الاقتصادي العالميمحمد بن راشد: محمد بن زايد يحرص على بناء جسور اقتصادية غير مسبوقة مع دول العالم
دبي - وام
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، تواصل عاماً بعد عام تحقيق المستهدفات الوطنية في المجالات كافة، وفي مقدمتها المستهدفات الاقتصادية التي تسير بوتيرة أسرع وأفضل من المخطط له.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، إنه في إنجاز تاريخي لاقتصادنا الوطني، لامست تجارتنا الخارجية لأول مرة 3 تريليونات درهم مع نهاية 2024، حرص أخي محمد بن زايد حفظه الله خلال السنوات الأخيرة على بناء جسور اقتصادية غير مسبوقة مع مختلف دول العالم.. واليوم نجني الثمار.
وأضاف سموه: نمت التجارة الخارجية العالمية بمعدل 2% سنوياً في 2024، ونمت تجارتنا الخارجية سبعة أضعاف بمعدل 14.6% في نفس العام.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: محمد بن راشد: أضافت اتفاقيات الشراكات الاقتصادية الشاملة التي كان يرعاها أخي محمد بن زايد 135 مليار درهم
للصادرات غير النفطية مع الدول التي تم توقيع اتفاقيات معها بنمو مذهل بلغ 42% في 2024 عن العام الذي سبقه.
وقال سموه: الهدف الذي وضعناه للتجارة الخارجية لدولة الإمارات في 2021 كان 4 تريليونات درهم سنوياً، بحلول 2031، ومع نهاية 2024 تم تحقيق 75% من الهدف، واستمرار وتيرة النمو بهذا المعدل سيحقق هدفنا قبل سنوات من الموعد.
وأضاف سموه: دولة الإمارات تغرد خارج السرب الاقتصادي العالمي، وخارج سرب نمو التجارة العالمي التقليدي، لأن الاقتصاد لديها قبل السياسة، وبناء الجسور لديها أولوية مع جميع الشعوب، وسعيها لتحقيق الاستقرار هو مفتاح للازدهار.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أن دولة الإمارات لديها أهداف اقتصادية عليا محددة، ولديها رؤية واضحة، والعالم يفسح الطريق لمن يعرف ماذا يريد.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عبر منصة «إكس» «في إنجاز تاريخي لاقتصادنا الوطني.. لامست تجارتنا الخارجية لأول مرة 3 تريليونات درهم مع نهاية 2024..».
وأضاف سموه: «حرص أخي محمد بن زايد حفظه الله خلال السنوات الأخيرة على بناء جسور اقتصادية غير مسبوقة مع مختلف دول العالم.. واليوم نجني الثمار».
وقال سموه «نمت التجارة الخارجية العالمية للسلع بمعدل 2% سنوياً في 2024... ونمت تجارتنا الخارجية غير النفطية سبعة أضعاف بمعدل 14.6% في نفس العام».
وتابع سموه «أضافت اتفاقيات الشراكات الاقتصادية الشاملة التي كان يرعاها أخي محمد بن زايد 135 مليار درهم تجارة غير نفطية مع الدول التي تم توقيع اتفاقيات معها بنمو مذهل بلغ 42% في 2024 عن العام الذي سبقه».
وأضاف سموه «الهدف الذي وضعناه للتجارة الخارجية لدولة الإمارات في 2021 كان 4 تريليونات درهم سنوياً، بحلول 2031... ومع نهاية 2024 تم تحقيق 75% من الهدف. واستمرار وتيرة النمو بهذا المعدل ستحقق هدفنا قبل سنوات من الموعد».
وقال سموه: «دولة الإمارات تغرد خارج السرب الاقتصادي العالمي... وخارج سرب نمو التجارة العالمي التقليدي.. لأن الاقتصاد لديها قبل السياسة.. وبناء الجسور لديها أولوية مع جميع الشعوب.. وسعيها لتحقيق الاستقرار هو مفتاح للازدهار. دولة الإمارات لديها أهداف اقتصادية عليا محددة... ولديها رؤية واضحة.. والعالم يفسح الطريق لمن يعرف ماذا يريد».
وتفصيلاً، واصلت التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مسارها الصاعد الذي كانت قد بدأته منذ سنوات، لتحقق في نهاية 2024 قمة تاريخية جديدة وغير مسبوقة في تاريخ الدولة بملامستها مستوى 3 تريليونات درهم، وتحديداً 2 تريليون و997 مليار درهم “815.7 مليار دولار” بنمو 14.6% مقارنة مع عام 2023، وتأتي نسبة النمو القياسية في التجارة الإماراتية خلال 2024 لتتفوق بشكل كبير على نظيرتها المسجلة في حركة التجارة العالمية، حيث تشير أحدث بيانات منظمة التجارة العالمية إلى أن تجارة السلع التراكمية منذ مطلع 2024 ولنهاية سبتمبر 2024 قد حققت نمواً محدوداً من حيث الحجم بنسبة 2.4%، مقارنة بالفترة ذاتها من 2023، فيما ارتفعت قيمة لتجارة السلع بنسبة 1.6% خلال فترة المقارنة.
وحققت التجارة الخارجية غير النفطية نمواً بنسبة 10% مع أهم 10 شركاء تجاريين عالميين للدولة، وزيادة بنسبة 19.2% مع باقي الدول خلال 2024 مقارنة مع 2023، وجاء استمرار انتعاش التجارة الخارجية الإماراتية وتحقيقها معدلات نمو غير مسبوقة، بفضل الزيادة القياسية في صادرات السلع غير النفطية التي بلغت 561.2 مليار درهم في نهاية 2024، بنسبة نمو تجاوزت 27.6% مقارنة 2023، وهو ما أدى إلى زيادة مساهمتها إلى 18.7% من تجارة الإمارات غير النفطية خلال 2024، مرتفعة من 16.8% في 2023 وما نسبته 14.1% فقط خلال 2019.
وحققت الصادرات غير النفطية مع أهم 10 شركاء تجاريين للدولة نمواً بنسبة 37.1% وباقي الدول نمواً بنسبة 13.4%.
جني ثمار الشراكاتوواصلت الصادرات الإماراتية من السلع غير النفطية جني ثمار برنامج اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة، حيث بلغ إجماليها مع الدول التي دخلت الاتفاقيات معها حيز التنفيذ 135 مليار درهم بنمو قياسي 42.3% وبحصة نسبتها 24% من إجمالي الصادرات غير النفطية.
وشكل الذهب والمجوهرات والسجائر والزيوت النفطية والألمنيوم وأسلاك النحاس والمطبوعات والعطور والصناعات الحديدية أهم صادرات الدولة خلال 2024، والتي حققت نمواً إجمالياً بنسبة 40.8% بالمقارنة مع 2023، فيما زادت باقي السلع بنسبة 1%.
وسجلت قيمة عمليات إعادة التصدير 734.4 مليار درهم خلال 2024 بنسبة نمو 7.3% مقارنة مع 2023، وبزيادة أكبر بنسبتي 14.1%، و36.2% بالمقارنة مع عامي 2022 و2021 على التوالي، وبلغت واردات الإمارات من السلع غير النفطية ترليون و701 مليار درهم في 2024 بنسبة نمو 14.2% بالمقارنة مع 2023، وزادت من أهم 10 شركاء تجاريين للدولة بنسبة 6.7% وباقي الدول 22.3%.
وخلال عام 2024، ارتفعت الواردات الإماراتية من معظم الأسواق الرئيسية، وضمت قائمة أهم السلع المستوردة نمواً الذهب، وأجهزة الهاتف، والزيوت النفطية، والسيارات، والحلي والمجوهرات ومصنوعاتها، والألماس، وأجهزة الحاسوب.