محمد بن راشد: ذكرى قيام اتحادنا ودولتنا حافلة بالفضائل والمعاني النبيلة والدروس والعبر
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أكد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن ذكرى قيام اتحادنا ودولتنا حافلة بالفضائل والمعاني النبيلة والدروس والعبر وهي بمثابة جسر يصل حاضرنا بماضينا، ونافذة نطل منها على مستقبل نريده أكثر إشراقاً وتألقاً.
وقال في كلمة بمناسبة عيد الاتحاد الـ52: "اليوم تظلل صورة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، أرجاء وطننا، نراه في كل إنجاز حققناه، وفي كل تقدم أحرزناه؛ فالبناء لا يعلو من دون أُسُس متينة، وعمران البشر والحجر لا ينجح ويتحقق من دون رؤية صائبة، والنهر لا يجري من دون منبع غزير.
أبارك لكم حلول عيد الاتحاد الثاني والخمسين، وأدعو الله معكم أن يحفظ وطننا ويحقق أمالنا، ويديم علينا نِعَم الأمن والاستقرار والازدهار... إن ذكرى قيام اتحادنا ودولتنا حافلة بالفضائل والمعاني النبيلة والدروس والعبر. وهي بمثابة جسر يصل حاضرنا بماضينا، ونافذة نطل منها على مستقبل نريده أكثر إشراقاً وتألقاً.
وقال: "في مستهل عامنا الاتحادي الجديد نتطلّع بثقة وتفاؤل لتحقيق هدفنا الثابت، وهو الوصول بدولتنا إلى مصاف دول العالم الأكثر تقدماً وازدهاراً وفاعلية. ومبعث ثقتنا وتفاؤلنا هو إيماننا بأننا نستطيع؛ نعم نستطيع بما نملكه من قدرات وإنجازات وخبرات ذاتية وكفاءات وطنية، وبما نحققه سنوياً من تقدُّم في كل جوانب التنمية المستدامة والتنافسية، وهو تقدم تشهد له المؤسسات الدولية ذات الاختصاص في مؤشراتها السنوية".
#محمد_بن_راشد : أبارك لكم حلول عيد الاتحاد الثاني والخمسين وفي مستهل عامنا الاتحادي الجديد نتطلّع بثقة وتفاؤل لتحقيق هدفنا الثابت، وهو الوصول بدولتنا إلى مصاف دول العالم الأكثر تقدماً وازدهاراً وفاعلية، ومبعث ثقتنا وتفاؤلنا هو إيماننا بأننا نستطيع، نعم نستطيع بما نملكه من قدرات… pic.twitter.com/E4JL0HzLGI
— وكالة أنباء الإمارات (@wamnews) December 1, 2023لقد بات الاستعداد للمستقبل من ثوابت عملنا نستعد له بالرؤى والاستراتيجيات والخطط والمؤسسات المتخصصة، ونترك لأعمالنا وإنجازاتنا التحدث نيابةً عنّا. وقد حرصنا منذ زمن بعيد على استشراف المتغيرات وتهيئة متطلبات التفاعل الإيجابي مع تحدياتها المنطوية دائماً على مخاطر وفرص، ولم يساورنا الشك لحظةً في قدرتنا على اغتنام الفرص وتحييد المخاطر، وهو ما مكننا من التكيّف مع المتغيرات وهكذا كانت دولتنا سبّاقة في استيعاب الأبعاد المُصاحبة لثورة المعلومات والاتصالات، وللصناعات الفضائية، وللطاقة النظيفة، وللثورة الصناعية الرابعة، وللذكاء الاصطناعي.
وفي سياق استعدادنا للمستقبل استلهمنا من رؤية "مئوية الإمارات 2071" واستراتيجية "نحن الإمارات 2031" بأن نكون المجتمع الأكثر ازدهاراً عالمياً، والمركز العالمي للاقتصاد الجديد، والداعم الأبرز للتعاون الدولي، والمنظومة الحكومية الأكثر ريادةً وتفوقاً.
وقد اقتضى تحقيق هذه الأهداف إعادة هيكلة الوزارات، والهيئات المتخصصة، وتطوير التشريعات بما يوفر المرونة والسرعة في اتخاذ القرارات، ويعزز قدراتنا على مواكبة المتغيرات ونتيجة لذلك أنجزنا هذا العام أكثر من 152 مشروعاً حكومياً واتحادياً في كافة القطاعات، وقطعنا شوطاً مهماً على طريق تحقيق هذه الأهداف. وعلى سبيل المثال تجاوزنا في العام الماضي كل الآثار التي ترتبت على جائحة كورونا. وارتفع ناتجنا المحلي الإجمالي من 1.49 تريليون درهم سنة 2021 إلى 1.64 تريليون درهم سنة 2022.
كما حققنا تقدماً مهماً في مؤشرات التنمية والتنافسية الدولية، مثل مساهمة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي، وفي التنمية البشرية، وفي استقطاب الاستثمار الأجنبي المباشر، واستقطاب المواهب، والسياحة، ونمط الحياة النشط، والأداء البيئي، والأداء الحكومي والرقمي واللوجستي والثقة بالحكومة.
وأضاف "تعلمون أن الهدف الأول الذي يتصدّر أهداف رؤية "نحن الإمارات 2031" هو أن يكون مجتمعنا الأكثر ازدهاراً في العالم. والواقع أن هذا الهدف هو غاية بقية الأهداف، بل هو غاية سعى إليها آباء التأسيس وآباء التمكين. وسيظل ازدهار وطننا وسعادة شعبنا محوراً لكل رؤانا واستراتيجياتنا وخططنا ومشاريعنا، كما سيظل البوصلة التي تهتدي بها ميزانيات الاتحاد، والتي تخصص النسبة الأكبر من مصروفاتها للمنافع الاجتماعية".
لقد قادت كوادرنا الوطنية، جيلاً بعد جيل، مسيرة التنمية في بلادنا، وبعقولنا وسواعدنا بنينا نموذجنا الإماراتي المتألق. وأنا متأكد أن أجيالنا الشابة ستواصل المسيرة وستنجح وستكون المحرك الفاعل في اقتصادنا حالياً ومستقبلاً. وقد وضعنا السياسات والبرامج الكفيلة بتزويد شبابنا وشاباتنا بأهم العلوم والمعارف، لتكوين جيل من الرواد والمبتكرين المسلحين بمهارات المستقبل والمؤهلين للتفاعل الإيجابي مع مستجداته ومتغيراته، والقادرين على المنافسة في بيئة اقتصادية مفتوحة على العالم.
وقال: "إن الوضع المتغير إقليمياً ودولياً يدعونا للتمسك أكثر بمبادئنا وثوابتنا، وتعزيز مصادر قوتنا الذاتية، وروابطنا مع الدول الشقيقة، وعلاقاتنا مع الدول الصديقة عبر العالم. وسوف نبقى أوفياء لما نؤمن به بأن المعضلات الكبرى التي تواجهها البشرية، سواء كانت أمنيّة أو اقتصاديّة، أو بيئيّة لا تُحل إلا بالعمل المشترك، وتجنُّب العنف، واعتماد الوسائل السلميّة لحل الخلافات، والسعي الجاد لتطبيق شعارات تعايش الحضارات والثقافات والأديان والأعراق".
لقد عرفتكم أهلاً للمسؤولية، تضعون وطننا في مقدمة أولوياتكم، وتلبّون نداءه إلى حد الاستشهاد في سبيل حريته وعِزه وأمنه واستقراره. وقد أثبتم على مدار السنين كفاءتكم في مواكبة المتغيرات، متمثلين بـآبائكم وأسلافكم الذين تكيّفوا دائماً مع الظروف، وفي الوقت نفسه حافظوا على عاداتهم وتقاليدهم وقيمهم في الانتماء والولاء والعطاء ومكارم الأخلاق.
أجدّد تهنئتي لكم أبناء وبنات وطني بحلول الذكرى الثانية والخمسين لقيام اتحادنا، وأهنئ معكم أخي صاحب السمو رئيس الدولة وإخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى حُكّام الإمارات وفي هذا اليوم الأغر أتوجه بالتحية والتقدير لكوادرنا في القطاع الحكومي ولكل منسوبي قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية وأجهزة الحماية المدنية، مقدراً إخلاصهم وحرصهم على أداء واجباتهم بكفاءة واتقان وأختم بما بدأت به؛ دعوة المولى سبحانه وتعالى أن يوفقنا إلى ما فيه مرضاته، وأن يحفظ وطننا، ويحقق آمالنا، ويديم علينا نعم الأمن والاستقرار والازدهار.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات
إقرأ أيضاً:
ذكرى إنشاء متحف الفن الإسلامي .. ما المغزي ؟
يُعد متحف الفن الإسلامي من أكبر وأهم متاحف الفنون الإسلامية في العالم، ويمثل منارة للفن والحضارة الإسلامية عبر العصور. افتُتح المتحف لأول مرة أمام الزوار في مثل هذا اليوم، 28 ديسمبر 1903، خلال عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، بهدف جمع وعرض الآثار الإسلامية من مختلف أنحاء العالم، مثل مصر وشمال إفريقيا والشام والهند والصين وإيران وشبه الجزيرة العربية والأندلس.
نشأة الفكرة والتنفيذبدأت فكرة إنشاء المتحف في عهد الخديوي إسماعيل عام 1869، لكنها لم تدخل حيّز التنفيذ إلا في عهد الخديوي توفيق عام 1880، حين قام فرانتز باشا بجمع التحف الإسلامية وعرضها في الإيوان الشرقي لجامع الحاكم بأمر الله. تغير اسم المتحف من “المتحف العربي” إلى “متحف الفن الإسلامي” في عام 1951، ليعكس طابعه الشامل للفنون الإسلامية عبر العصور.
يتميز المتحف بواجهة مطلة على شارع بورسعيد مزخرفة بزخارف مستوحاة من العمارة الإسلامية المصرية. يحتوي على مدخلين، أحدهما في الجهة الشمالية الشرقية والآخر في الجنوبية الشرقية. يتكون من طابقين: الأول مخصص لقاعات العرض التي تضم 4400 قطعة أثرية، من بينها قاعة مخصصة لعصر محمد علي، أما الطابق الثاني فيشمل المخازن وقسم ترميم الآثار، ويضم إجمالاً أكثر من 100 ألف قطعة أثرية.
في 24 يناير 2014، تعرض المتحف لدمار كبير نتيجة تفجير استهدف مديرية أمن القاهرة المجاورة، ما أدى إلى تدمير واجهته وعدد من مقتنياته النادرة. تطلبت أعمال الترميم مبلغاً كبيراً وصل إلى 57 مليون جنيه، تم تمويله جزئياً من الإمارات واليونسكو والولايات المتحدة وسويسرا.
شملت أعمال الترميم تحسين العرض المتحفي ليضم 4400 قطعة، منها 400 تُعرض لأول مرة، وزيادة عدد القاعات المفتوحة إلى 25 قاعة. كما تضمنت أعمال التطوير تحديث منظومة التأمين وترميم المبنى وتطوير بطاقات شرح المقتنيات.
افتُتح المتحف مجدداً في 18 يناير 2017 بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، ليعود بثوبه الجديد ويؤكد صمود مصر أمام الإرهاب. تم تصميم مسار زيارة يبدأ من العصر الأموي ويمر بالعصور العباسية والفاطمية والأيوبية والمملوكية والعثمانية، مع قاعات مخصصة للعلوم، الحياة اليومية، والنسيج والسجاد. كما يضم المتحف شاشات عملاقة تسرد مراحل الترميم ولوحات تحمل قصصاً تحت عنوان “أجدادنا علموا العالم”، لتعريف الزوار بإنجازات العلماء المسلمين.