أبوظبي: سلام أبوشهاب

منذ تأسيس المجلس الوطني الاتحادي، أراد له الوالد المؤسس، المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، تكامل اختصاصاته الدستورية وتجسيده للثوابت والروح الاتحادية، وأسهم المجلس الذي عقدت أولى جلساته في 12 فبراير/شباط من عام 1972، في مسيرة البناء والتطور والتنمية والنهضة الشاملة، ويواصل العطاء والجهد، لمواجهة تحديات الحاضر واستشراف مقتضيات المستقبل المشرق، بمسؤولية وطنية عمادها قيم الولاء والانتماء وتلاحم القيادة والحكومة والمجلس والشعب.

أولى المجلس الوطني الاتحادي، منذ أولى مراحل إنشائه، اهتمامه بالتعاون مع الحكومة، لمناقشة أكبر قدر من مشروعات القوانين والموضوعات العامة التي تهم الوطن والمواطن، وصولاً إلى أفضل النتائج التي تعود بالخير على المجتمع، وبفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ونائبيه، صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، يؤدي المجلس دوره الفاعل في تحقيق انطلاق أكبر استراتيجية عمل وطنية، للاستعداد لرحلة تنموية رائدة للسنوات الخمسين المقبلة في كافة القطاعات الحيوية.

الصورة

وتزامن تأسيس المجلس مع انطلاق اتحاد دولة الإمارات، على أيدي مؤسسين قدموا من وقتهم وجهدهم الكثير لإنجاح هذه التجربة، وأسهموا في تأسيس علاقة متميزة بين مختلف السلطات، لتمثل التجربة السياسية بمضامينها وآلياتها والرؤية التي توجهها، نموذجاً في دعم القيادة ومشاركة المواطنين في عملية صنع القرار.

محطة جديدة:

نيابة عن صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الثامن عشر للمجلس الوطني الاتحادي، بتاريخ 6 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.

مستقبل مشرق

حدد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في خطاب افتتاح دور الانعقاد العادي الأول من الفصل التشريعي الأول للمجلس، في 13 فبراير/شباط من عام 1972، مهام المجلس ودوره بقوله: «إن جماهير الشعب في كل موقع تشارك في صنع الحياة على تراب هذه الأرض الطيبة، وفي بناء مستقبل باهر ومشرق وزاهر لنا وللأجيال الصاعدة من أبنائنا وأحفادنا».

وخاطب، طيب الله ثراه، أعضاء المجلس بقوله: «إخواني الأعضاء المحترمين، في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي يجتمع فيها مجلسكم الموقر، فإن جماهير الشعب على هذه الأرض الطيبة المؤمنة بربها وبوطنها وبتراثها تتطلع إليكم واثقة من أنكم بعون الله ستشاركون في تحقيق آمالها في العزة والمنعة والتقدم والرفاهية».

قال المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، في أول خطاب له في المجلس خلال افتتاح دور الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الرابع عشر بتاريخ 12 فبراير/شباط من عام 2007: «نفتتح الانعقاد العادي الأول للفصل التشريعي الرابع عشر، في انطلاقته الجديدة، بعد أن خاضت بلادنا أول تجربة انتخابية في تاريخ المجلس، وهو الآن أكبر تمثيلاً، وأعظم قدرةً، صيانةً للمكتسبات، وتعزيزاً للمسيرة الاتحادية المباركة التي أرسى دعائمها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والمغفور لهما الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، والشيخ مكتوم بن راشد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، وأصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، حكام الإمارات، الذين رفدوا حياة هذا الوطن بجهدهم وفكرهم ورعايتهم وصبرهم وأسهموا بتفانٍ، وإخلاص في بناء هذه الدولة التي نعتز بالانتماء لها، ونفاخر بها الأمم».

تفعيل الدور

أكد المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، أن ما تشهده المنطقة من تحولات تتطلب تفعيل أكبر لدور المجلس، وقال في كلمته بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثلاثين، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول من عام 2005: «إن المرحلة القادمة من مسيرتنا وما تشهده المنطقة من تحولات، تتطلب تفعيلاً أكبر لدور المجلس الوطني الاتحادي وتمكينه ليكون سلطة مساندة ومرشدة وداعمة للمؤسسة التنفيذية، وسنعمل على أن يكون مجلساً أكثر قدرة وفاعلية والتصاقاً بقضايا الوطن وهموم المواطنين تترسّخ من خلاله قيم المشاركة الحقة ونهج الشورى من خلال مسار متدرج منتظم، وقررنا بدء تفعيل دور المجلس الوطني عبر انتخاب نصف أعضائه من خلال مجالس لكل إمارة وتعيين النصف الأخر بادئين مسيرة تكلل بمزيد من المشاركة والتفاعل من أبناء الوطن».

دور المرأة

تولي القيادة الرشيدة اهتماماً لدور المرأة وتمكينها، وقال المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في خطاب افتتاح الدور الأول من الفصل التشريعي الرابع عشر في 12 فبراير/شباط 2007: «إن ما يميز مجلسكم اليوم هو الوجود القوي للمرأة، الأمر الذي يعكس الثقة اللامحدودة بقدراتها ودورها، ومساهماتها الفاعلة في دفع مسيرة العمل الوطني نحو آفاق أرحب، وممارسة العمل التنفيذي والتشريعي بكل اقتدار».

وجاء قرار الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، مع نهاية عام 2018 برفع نسبة تمثيل المرأة في المجلس إلى النصف.

أداء نموذجي

في افتتاح دور الانعقاد العادي الثاني للمجلس، من الفصل التشريعي السابع عشر، وجه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، كلمة قال فيها: «إخواني وأخواتي أعضاء المجلس.. تستأنفون اليوم أعمال مجلسكم في مرحلة حافلة بالتحديات والمتغيرات الإقليمية والدولية، ومنذ شهر فبراير/شباط من عام 2020، واجهنا مع العالم بأسره جائحة (كورونا) والآثار المترتبة عليها.. لقد غيرت الجائحة كل شيء في حياة البشر وأوضاع الدول وبدلت أولويات الحكومات، وتسببت في جمود الاقتصاد العالمي، وكان أداء دولتنا في مواجهة الجائحة نموذجياً وفي مستوى تقدمها ومكانتها، وقدرتها على الإنجاز.. وتعزز هذا المستوى بمواصلة نهجنا في العطاء، حيث قدمنا مساعدات طبية وإغاثية لأكثر من مئة دولة في العالم».

في دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي السابع عشر، فقدت الإمارات، ومعها الأمتان العربيةِ والإسلامية، قائد مسيرة التمكين المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، الذي جسد خير امتداد لإرث مؤسس الدولة، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بتأكيد المبادئ التي تأسست عليها دولتنا المباركة في الحكمة والاعتدال، كما شهد العالم الانتقال السلس والميمون للسلطة عندما انتخب أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد، وبصوت جامع واحد، صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيساً للدولة، حفظه الله، ليكون امتداداً أصيلاً لخير الأسلافِ.

نجاح الانتخابات

مع نجاح الدورة الخامسة لانتخابات نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي للفصل التشريعي الثامن عشر والتي تمت خلال أكتوبر/تشرين الأول 2023، حققت الإمارات إنجازات جديدة في العمل الانتخابي والذي امتاز بسلاسة وانسيابية تامة، والأهم زيادة نسبة المشاركين في العملية الانتخابية مقارنة بالدورات السابقة.

وأكدت نتائج الانتخابات، والتي أسفرت عن فوز 13 رجلاً و7 نساء، تحقيق إنجاز جديد يضاف إلى نجاحات برنامج التمكين السياسي الذي أعلنه المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثلاثين، في الثاني من ديسمبر/كانون الأول 2005.

وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية لعام 2023، بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور والتي بلغت 49%، على الرغم من أن نسبة النساء الناخبات اللائي أدلين بأصواتهن 44.14% من إجمالي عدد المصوتين البالغ عددهم 175 ألفاً و487 ناخباً وناخبة.

امتازت الدورة الخامسة من الانتخابات بالعديد من المستجدات في العملية الانتخابية والتحول الإلكتروني في عملية التصويت، حيث انتقلت الإمارات إلى مرحلة الاحتراف في العمل الانتخابي، حيث شهدت هذه الدورة عملية التصويت «عن بعد»، وأظهرت البيانات الإحصائية أن عدد الأصوات التي أدلى بها الناخبون والناخبات من خارج الإمارات وصلت إلى 5042 صوتاً، أي بنسبة 2,87% من إجمالي المصوتين.

وبلغت نسبة التصويت عن بعد من داخل وخارج الدولة 92.29%، أي أكثر من 162 ألف ناخب وناخبة، صوتوا عن بعد على مدى 84 ساعة متواصلة، من إجمالي 175 ألفاً و487 ناخباً وناخبة أدلوا بأصواتهم، الأمر الذي يؤكد أهمية الانتخابات عن بعد والتوسع فيها في الانتخابات المقبلة، من خلال زيادة عدد ساعات وأيام التصويت عن بعد.

برنامج التمكين

تضمن برنامج تمكين المجلس الوطني الاتحادي، إجراء التعديل الدستوري رقم (1) لسنة 2009، وتعزيز مشاركة المرأة عضوة وناخبة، وتنظيم انتخابات لعضوية المجلس والتي جرت خلال الأعوام 2006 و2011 و2015، و2019، و2023، وتم خلالها زيادة أعداد الهيئات الانتخابية التي قاربت من سبعة آلاف، عام 2006 في أول تجربة انتخابية، لترتفع في التجربة الثانية عام 2011 إلى نحو 135 ألف ناخب وناخبة، ثم ارتفعت إلى ما يقارب 224 ألف ناخب عام 2015، وإلى 337 ألفاً و738 ناخباً وناخبة في 2019، وإلى 398 ألفاً و879 ناخباً وناخبة في 2023، لتشهد زيادة بنسبة تصل إلى 18.1%، وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية لعام 2023 بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور والتي بلغت 49%.

666 جلسة

للمجلس الوطني الاتحادي دور وطني رائد، تجسد بعقد 666 جلسة على مدى 17 فصلاً تشريعياً، أسهم خلال مسيرته البرلمانية في تحديث وتطوير التشريعات بمناقشة 651 مشروع قانون، وطرح الموضوعات العامة التي لها علاقة مباشرة بالوطن والمواطنين للمناقشة وتبني التوصيات بشأنها، وتجسد ذلك بمناقشة 346 موضوعاً عاماً بحضور ممثلي الحكومة، وتوجيه 1048 سؤالاً إلى ممثلي الحكومة تناولت مختلف القطاعات، وأصدر 83 بياناً.

تريم عمران

شهدت جميع الفصول التشريعية مشاركة الشباب في تشكيلات عضوية المجلس، حيث ترأس تريم عمران تريم، رحمه الله، المجلس الوطني الاتحادي في الفصلين التشريعيين الثالث والرابع وعمره 35 عاماً خلال الفترة من 1977 ولغاية 1981، وكان أصغر الأعضاء سناً، غانم بن حمدان الفلاحي، رحمه الله، في الفصل التشريعي الأول 1972، وعمران حمد الشامسي، رحمه الله، في الفصل التشريعي الثالث 1977، وبلغ عمرهما 22 عاماً لدى تعيينهما في المجلس.

وعكست زيادة مشاركة الشباب في انتخابات المجلس، الاهتمام الاستثنائي الذي توليه القيادة بهذه الفئة والإيمان بدورهم باعتبارهم عماد التقدم والرهان الحقيقي نحو المستقبل.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات المجلس الوطني الاتحادي عيد الاتحاد الشیخ زاید بن سلطان آل نهیان صاحب السمو الشیخ محمد بن المجلس الوطنی الاتحادی الانعقاد العادی الأول دور الانعقاد العادی من الفصل التشریعی أعضاء المجلس رئیس الدولة رحمه الله فی العمل الأول من آل مکتوم من خلال عن بعد

إقرأ أيضاً:

تربويات وثقافيات لـ ” الثورة  “: الاحتفاء بالمولد النبوي تجديد الولاء لرسول الله

 

المرأة اليمنية تحيي المناسبة بالمجالس الدينية وحلقات الذكر في البيوت والمساجد والاجتماعات النسوية

الثورة / رجاء عاطف – أمل الجندي

ذكرى المولد النبوي الشريف، مناسبة عظيمة يقدسها كل اليمنيين ويحتفلون بها ويعظمونها أيما تعظيم، كيف لا وهي ذكرى مولد خير البرية وخير من وطأ الثرى سيد الخلق أجمعين منذ أن خلق الله الأرض حتى يرثها.. هكذا بدأت أمة الإله حجر – ناشطة ثقافية وتربوية، حديثها عن إحياء ذكرى مولد رسول الله في المجالس النسائية، حيث أشارت إلى أن من عادة النساء في بلدنا الحبيب أنهى يقُمن بالاحتفال بمولد سيد البشرية في كل أيام السنة وليس في شهر ربيع فقط بل يقام في كل مناسبة فيها فرح واستبشار.
وأضافت أنه حينما يكون لدى العائلة أي مناسبة (عرس أو مولود جديد) يحتفلون بالمولد وتأتي النشادة ويجهز لها مكان خاص بها مميز غير كل الحاضرات وتسمى تلك النشادة سيدتنا تقديرا لها على ما تقوم به من إحياء مولد رسول الله صلوات الله عليه وآله وتنشد الأناشيد وتذكر سيرته العطرة.
مجالس نسوية
تواصل أمة الإله حجر حديثها قائلة: إن مجالس النساء في بلادنا تكون معطرة بذكر رسول الله صلوات الله عليه وآله طوال أيام السنة …أما في شهر ربيع فالمناسبة تكون اكبر وأعظم، فنساء اليمن يفتحن المجالس للنساء خاصة في شهر ربيع، فمن عليها نذر أو نية بأن يصلح الله أولادها أو يقضي حاجة في نفسها تأتي بالنشادة وتدعو نساء الحي وأقاربها لحضور المجلس وهذا المولد النبوي ترش فيه العطور والعود والبخور وماء الورد، ليعبق المجلس بالذكر الحكيم والصلاة على رسول الله صلوات الله عليه وآله طوال المجلس مع ذكر سيرته العطرة .
وقالت حجر: إن تفاعل النساء اليمنيات العظيمات في إقامة المولد النبوي الشريف في ازدياد والجميع يتسابق وذلك لقداسة وعظمة هذه المناسبة فتتزين المجالس النسائية لاستقبال يوم المولد النبوي ومن لديها القدرة تقوم بتوزيع الحلوى والمسابح والبخور أو تقديم بعض الهدايا الرمزية لضيفات هذه المجالس لأنهن يعتبرن ضيفات رسول الله وقد جئن ولبين الدعوة محبة وقربة لرسول الله صلوات الله عليه وآله .
قدوة حسنة
ومن جانبها أوضحت أمة الرحمن محمد الحاكم – ناشطة ثقافية أنه بعد غياب طويل وممنهج من عملاء أمريكا لشخصية عظيمة وقدوة حسنة بشهادة كتاب الله تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِـمَنْ كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا)، ظهر من جديد سيد الأولين والآخرين إلى محبيه، من قال عنهم ومدحهم بأنهم أهل الإيمان والحكمة، ظهر من جديد هذا النور الإلهي لصنع المتغيرات العظيمة التي أرادها الله لعباده المتقين، ظهر دين رسول الله صلوات الله عليه وآله وسلم وتجسد ذلك في بلادنا اليمن قولا وعملا.
وقالت الحاكم إن جئت إلى الاقتداء، فأهل اليمن أول من اقتدى برسول الله في جهاده وتضحياته وعطائه وصبره وعنفوانه.. اليمنيون عندما يحيون هذا المولد العظيم، فإنهم قد أحيوه أولا في مواقفهم التي زلزلت قوى الشرك والطاغوت بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدفت عمق قلب العدو فجعلته يتراجع آلاف الخطوات إلى الوراء.
استقبال ضيوف رسول الله
وأكدت الحاكم أن المرأة اليمنية تُعد الداعم الأول والسند الحقيقي، بل تعتبر جبهة للتصدي لقوى الكفر والطاغوت، ونشاهد ذلك – حسب أمة الرحمن محمد الحاكم – في عدة مجالات واهمها إحياء هذه الذكرى العظيمة، فكل عام نرى تواجدها يزداد أكثر من الأعوام السابقة وتزداد بذلك استبصارا وتنويرا ويقينا أنها في طريق يرضاه الله ويحبه.. تقول: نشاهد الفتيات الصغار وهن يستبشرن بهذه المناسبة وأصبح الحال يتكلم عن نفسه بلبس القبعات والفساتين والأشياء ذات اللون الأخضر الذي يدلل على هذه المناسبة ونرى الفرح باد على وجوه الصغار، ولا ننسى أن هناك من الإحسان وتذكر الفقراء الجزء الكبير وكل هذا اقتداء بسيد المناسبة عليه وآله افضل الصلاة والتسليم.
أقدس مناسبة
فيما قالت أنيسة زايد – ناشطة ثقافية: إن أرض اليمن تشهد أعظم وأقدس مناسبة على وجه الأرض مناسبة لا مثيل لها تعلن فيها نساء اليمن تجديد الولاء لمن أنار له الكون مشرقا ومغربا محمد صلى الله عليه وآله وسلم محبة وإعزازا وتقديسا وتعظيما وتوقيرا لطبيب القلوب وروح الأرواح محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
وتابعت زايد : تحيي اليمنيات هذه المناسبة عرفانا بالنعمة وشكرا لله وامتثالا لأمر الله عندما قال: ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون))، وأضافت أن الفرح بمولده صلى الله عليه وآله وسلم له مظاهر عديدة عند أهل اليمن خاصة حيث تكاد لا تمر من شارع أو محل أو مول أو منزل إلا وكلٌ يعبَّر عن حبه للمصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، منهم من يعلق اللوحات القماشية الخضراء والبيضاء ومنهم من يعلق المصابيح الخضراء بطرق إبداعية وتشكيلة رائعة مكتوبة باسم محمد يتلألأ ليلا لينير الظلمة ويبهج ويسر الناظرين، فترتفع الأصوات بالصلاة على محمد وآله ويهتف الكل صغارا وكبارا بـ (لبيك يا رسول الله).
مظاهر الفرح
وأكدت أنيسه على أن الشعب اليمني العظيم تميز بالاحتفال بهذه المناسبة بطريقة استثنائية حتى أنهم أقاموا المسابقات والندوات وأعمال البر والإحسان للمستضعفين وكان للمرأة دور كبير جدا في هذا المجال، وكذلك الزيارات الميدانية لأسر الشهداء والجرحى والمرابطين اقتداء بسيد المناسبة وعظمته، من قال فيه الله ((لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة))، خاصة ونحن نعيش مظلومية أهل غزة في صبرهم وثباتهم مقابل إجرام الكيان الصهيوني تجاه الأطفال والنساء والوحشية الرهيبة لإبادة شعب كامل لم يشهد التاريخ لها مثيلاً.
وزادت بالقول: إن هذه المناسبة تعطينا كثير من الدروس والعبر لتكون مرآة تتجسد في واقعنا، ونحن بحاجة اليوم أن نظهر عظمة هذه المناسبة بكل قوة وفي جميع بقاع الأرض تصديا لقوى الشر والطغيان وخصوصا لما يتعرض له رسول الله والمقدسات الإسلامية من اغتصابات وانتهاكات وحرق للمصحف الشريف، كما نحتاج إلى إظهار رسول الله وصاحب هذه المناسبة، بما يليق بعظمته تصديا لما يظهره الأعداء من إساءات يستنقصون من مكانة محمد صلى الله عليه وآله في القلوب.. وإظهار المحبة له فيه إغاظة لأعداء الله وأجر كبير، واعتبره الله عملاً صالحاً ((ولا يطئون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عملاً صالحاً)).
تفاعل سنوي مميز
من جانبها تقول تهاني شماخ – ناشطة ثقافية: يعتبر إحياء هذه المناسبة مهم جدا لكل فئات المجتمع في تأثيرها على الروح الإيمانية والطاقة التنويرية في نفوس الناس جميعا، حيث أصبح المجتمع النسائي يزيد من انتشار النور الإلهي في أعماق نفوس الحاضرات، مما يعزز حالة الارتباط الحقيقي بالحبيب المصطفى واتخاذه قدوة حسنة تتبع في كل المجالات الإنسانية العبادية والمعاملاتية والسلوكيات الحسنة والأخلاقيات الفاضلة بل يزداد الوعي والبصيرة والتأثر الفعلي بحياة وحركة سيد الخلق ومحاولة تجسيدها في واقع حياة كل من تحضر المجالس النسوية وتستمع لزكاء واستقامة ذلك النور تلك الرحمة المهداة للعالمين من الله.. فالاستزادة بالهدى والاقتداء من سيرته العطرة يوصل إلى مستوى إيماني وأخلاقي عالٍ وتغرس كثير من القيم الفاضلة في النفوس.
وأوصت شماخ بالحضور لهذه المجالس كونها تؤثر فعليا وعمليا في نظام الحياة والروح المعنوية للوصول للارتقاء الإيماني والأخلاقي والمبدئي والقيمي وهذا يجعل الحياة أكثر نورا وسكينة وطمأنينة وسعادة ورضا..
تفاعل قوي
وعن التفاعل بهذه المناسبة، أكدت شماخ أن التفاعل قوي ممتاز وكل سنة يكون أوسع وأفضل من السنة السابقة، بل إن هذا العام أصبح في كل حارة أكثر من 5 مجالس للمولد النبوي، بالإضافة إلى فعاليات في كل المدارس للبنات وكل فصل يقيم إذاعة خاصة ليوم محدد وأصبح كل فصل وكل مجلس يحاول أن يبدع ويتميز في الأنشطة التي تقام لإحياء هذه المناسبة، وهذه نعمة عظيمة حتى نتعرف على من نحبه ونقتدي به من هو معلمنا ومرشدنا وهادينا معرفة حقيقية، معرفة تجعلنا وتجعل أبناءنا وبناتنا أكثر تعلقا وحبا وإعجابا وتطلعا بالنموذج الأرقى والأسمى.
بركة الانتصارات بمولده
وتوافقها الرأي أمة الوهاب السبسب – تربوية وناشطة ثقافية، في أن التفاعل في المجالس النسائية كبير ومستمر، في الاحتفالات وإقامة المولد النبوي الشريف وتعظيم صاحبها عليه أفضل الصلاة والسلام، وهذه المجالس في تزايد مستمر كل عام لما لهذه الذكرى والمناسبة من فضل عظيم وأهمية كبيرة لأننا نحيا بجهاده وثباته وصبره، وأيضا نحيا بأخلاقه العظيمة وعزته وكرامته ونحيا بكرمه وإحسانه نحيا بوحدتنا لأنه يجمعنا، نحيا بعظيمه ونفوز ونفلح، نحيا بإحياء مولده لنغيظ أعداءه ونحيا بالانتصارات ببركة مولده والارتباط به ونحيا بإصلاح واقعنا بالعبودية أو بالعودة إليه..

مقالات مشابهة

  • تربويات وثقافيات لـ ” الثورة  “: الاحتفاء بالمولد النبوي تجديد الولاء لرسول الله
  • موسيقى عمر خيرت بمدينة الشيخ زايد.. غدًا
  • سفير مصر في رام الله يلتقي مع رئيس المجلس الوطني الفلسطيني
  • نائب سابق:الكتل السياسية تتحمل مسؤولية القوانين التي صدرت في زمن المندلاوي
  • الليلة.. هيفاء وهبي تحيي حفل غنائي في الشيخ زايد
  • مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية وهيئة المساهمات المجتمعية – معاً تطلقان حملة «علِّمني» لسداد الرسوم الدراسية المستحقة على أبناء الأسر ذات الدخل المحدود في أبوظبي
  • الشؤون الإسلامية توجه بتخصيص خطبة الجمعة عن نعمة الأمن في المملكة وجه وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، اليوم الاثنين، خطباء الجوامع بعموم مناطق المملكة، بتخصيص خطبة الجمعة المقبلة يوم 17 ربيع الأول 144
  • لجمهور حفل كايروكي في الشيخ زايد.. اعرف شكل المسرح قبل الحضور
  • مصرع عامل بصعق كهربائي داخل مزرعة في الشيخ زايد
  • صعق كهربائي ينهي حياة عامل داخل مزرعة في الشيخ زايد