الوطن:
2024-11-12@19:34:46 GMT

الأميرة رشا يسرى تكتب: انفلات الهدنة

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

الأميرة رشا يسرى تكتب: انفلات الهدنة

جهود مصرية حثيثة تُبذل الآن لاحتواء انفلات تمديد الهدنة، فقد استيقظنا صباح الجمعة على انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحماس التى تم تمديدها يوماً بعد يوم مقابل دخول المساعدات الإنسانية الإغاثية والاستمرار فى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين والذى تم الأيام الماضية بنجاح رغم الصعوبات التى أحاطت بكل يوم على حدة، واستطاعت مصر، بفضل جهودها المتلاحقة، التغلب على العديد من نقاط الخلاف بين الطرفين.

تذرعت إسرائيل بانتهاك الهدنة من قبَل «حماس» صباح يوم الجمعة الأول من ديسمبر لتنطلق فى قصف خان يونس جنوب قطاع غزة المأهول بالسكان فى جريمة تنضم إلى قائمة جرائمها الطويلة.

ورغم خطورة المشهد وما يمكن أن يحدث من تداعياته حول استئناف القتال وانفلات الهدنة والوصول إلى نقطة اللاعودة، ورغم أن أمس الجمعة الأول من ديسمبر 2023 هو عرس ديمقراطى بالنسبة للمصريين، حيث تشهد سفارات مصر فى كل دول العالم افتتاح صناديق الاقتراع لممارسة الواجب الوطنى لمواطنى مصر المقيمين فى الخارج بالتصويت فى الانتخابات الرئاسية، فإن المساعى المصرية تسير على قدم وساق لاحتواء الانفلات فى اللحظة التى أكتب فيها مقالى هذا.

وعلى الجانب الآخر، فى إسرائيل من المنتظر أن نشهد مزيداً من الانقسام، حيث تم الإفراج عما يزيد على ثمانين محتجزاً إسرائيلياً فى الأيام الماضية التى شهدتها الهدنة بين إسرائيل وحماس، وأصبح الأمل فى أعلى درجاته لدى باقى الأسر الإسرائيلية، متمنين الإفراج عن ذويهم الباقين المحتجزين لدى «حماس» فى أسرع وقت ممكن، الأمر الذى سيشكل ضغوطات شعبية هائلة على الحكومة الإسرائيلية من أجل استعادة باقى الأسرى، سواء من المدنيين أو من الجنود، حيث إن تمديد الهدنة فى مرحلتها الأولى كان أملاً لكل الجوانب بشكل عام وللأسر الإسرائيلية بشكل خاص، إلا أن فشلها الآن يُعد أزمة حقيقية والعودة لنقطة الصفر.

إنه لم يكن من السهل الوصول للهدنة الإنسانية، فمن خلال الجهود المصرية الأمريكية القطرية، تم وقف الأعمال القتالية لمدة سبعة أيام، بعد شهر ونصف الشهر من بداية التصعيد العسكرى الذى أسفر عن خسائر فادحة فى الأرواح، فقد كان الوضع داخل غزة قد وصل إلى كارثة إنسانية رغم الجهود المصرية منقطعة النظير فى إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة.

ولكن يظل السؤال الجوهرى الذى يطرح نفسه: هل سيشكل استئناف إسرائيل للقتال وارتكاب المزيد من المجازر جحر عثرة أمام استئناف التفاوض، أم أن تلك المجازر التى ترتكبها إسرائيل ستسير جنباً إلى جنب مع التفاوض؟ بات الهدف أكثر وضوحاً، المزيد من القتلى والبدء فى ضرب جنوب قطاع غزة والعمل على الدفع بالفلسطينيين إلى سيناء.

هذا الأمر الذى رفضه الرئيس عبدالفتاح السيسى صراحة وبوضوح تام فى الكثير من المناسبات، وكان آخرها فعالية (تحيا مصر وغزة) التى عُقدَت تحت رعايته، حيث أكد أن تهجير الفلسطينيين إلى سيناء خط أحمر؛ كررها الرئيس أربع مرات، فى رسالة ضمنية أن الأهداف الإسرائيلية من استمرار الحرب على غزة فى دفع الفلسطينيين للهروب إلى سيناء ستواجَه بكل حزم، فى رسالة واضحة من الدولة المصرية، معناها أن استمرار الحرب على غزة لن يحقق طموحات الإسرائيليين.

لا شك أن الحكومة الإسرائيلية لا تُلقى بالاً لا للحفاظ على أرواح الفلسطينيين ولا الأسر الإسرائيلية الطامحة إلى الإفراج عن أسراها، الذين من المنتظر أن يشكلوا أزمة داخلية ملحة فى الساعات القادمة بسبب استئناف القتال، حيث يتعين على قادة إسرائيل إعادة باقى الأسرى إلى بيوتهم، كما تمت إعادة ما يزيد على ثمانين أسيراً إسرائيلياً بفضل جهود مصرية أمريكية قطرية. إن الهدنة بين إسرائيل وحماس تشكل أهمية قصوى للداخل الإسرائيلى قبل خارجه، وهى نواة جيدة لاحتواء التصعيد فى المنطقة وإيقاف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الهدنة حماس

إقرأ أيضاً:

كيف استغل طلاب جامعة كولومبيا يوم المحاربين القدامى للتضامن مع فلسطين؟

يعتزم نشطاء في جامعة كولومبيا تنظيم احتجاج بمناسبة يوم المحاربين القدامى، حيث أكد المنظمون أنهم يهدفون إلى إعادة توجيه المناسبة بعيدًا عن "آلة الحرب الإسرائيلية-الأمريكية" وإحيائها تضامنًا مع الفلسطينيين الذين فقدوا حياتهم.

ذكرت صحيفة "نيويورك بوست" أن مجموعة Apartheid Divest توزع منشورات في جامعة كولومبيا للإعلان عن حدث مقرر الاثنين في الحرم الجامعي الرئيسي في Morningside Heights.

وجاء في المنشور: "يوم المحاربين القدامى هو يوم عطلة أمريكي مخصص لتكريم الوطنية وحب الوطن وتضحيات المحاربين القدامى. نحن نرفض هذا اليوم ونرفض الاحتفال به"، مضيفًا: "لا ينبغي الاحتفاء بآلة الحرب الأمريكية بسبب الفظائع التي تسببت بها للآخرين.

وبدلاً من ذلك، سنحيي يوم الشهداء تكريمًا لأولئك الذين استشهدوا على يد آلة الحرب الإسرائيلية-الأمريكية، كتكريم للوطنية والتضحيات التي قدموها".

ما هو عيد المحاربين القدامى؟
وتحتفل الولايات المتحدة الاثنين بعيد المحاربين القدامى، وهو مناسبة سنوية تهدف لتكريم الذين خدموا في الجيش الأمريكي خلال الحروب الكبرى، بدءًا من الحرب العالمية الأولى مرورًا بالحرب العالمية الثانية والحروب الأخرى حول العالم.

ويعود أصل الاحتفال إلى نهاية الحرب العالمية الأولى، حيث في الساعة الحادية عشرة من صباح 11 تشرين الثاني/نوفمبر 1918، وبعد معارك عنيفة على جبهات متعددة، أعلنت ألمانيا استسلامها ووقعت اتفاقية لوقف إطلاق النار مع الحلفاء، ليصبح هذا اليوم معروفًا بـ"يوم الهدنة".

في عام 1926، قرر الكونغرس الأمريكي جعل "يوم الهدنة" مناسبة سنوية للتذكر والصلاة، ليكون يومًا مخصصًا لتكريم الجنود الذين قدموا أرواحهم في الحرب العالمية الأولى.

وفي عام 1938، تحولت هذه المناسبة إلى عطلة رسمية تحت اسم "يوم الهدنة"، وكانت في البداية تقتصر على تكريم المحاربين الذين شاركوا في الحرب العالمية الأولى فقط.


في عام 1945، اقترح الجندي ريموند ويكس، الذي شارك في الحرب العالمية الثانية، تغيير اسم "يوم الهدنة" ليشمل جميع المحاربين القدامى، بدلاً من الاقتصار على من خدموا في الحرب العالمية الأولى فقط.

وفي 1 حزيران/يونيو 1954، وافق الكونغرس على هذا التعديل، ليُطلق على اليوم اسم "عيد المحاربين القدامى"، وأصبحت الاحتفالات تشمل جميع أفراد القوات المسلحة، سواء الأحياء منهم أو الذين توفوا.

مقالات مشابهة

  • الدكتورة مها الأنصاري تكتب: «حياة كريمة».. عدالة اجتماعية وتنمية متكاملة لابن البلد
  • تسريبات اسرائيلية متناقضة حول وقف الحرب ومشروع الهدنة بعد لقاء البيت الأبيض
  • د. غادة عبدالرحيم تكتب: الشباب في قلب الرئيس.. وأطلقنا "نقدر" للتأهيل لسوق العمل
  • "حزب الله": لم نتلق مقترحات بشأن الهدنة في لبنان
  • ولى العهد السعودى يطالب إسرائيل باحترام سيادة إيران
  • كيف استغل طلاب جامعة كولومبيا يوم المحاربين القدامى للتضامن مع فلسطين؟
  • هيئة البث الإسرائيلية: الاتصالات بين إسرائيل ولبنان تبدو «أكثر جدية» من ذي قبل
  • نتنياهو وحلم إسرائيل الكبرى (2)
  • يسرى الشيذانية: أفخرُ بكوني أول عُمانية في مجلس إدارة شركة أرجنتينية لإنتاج الأسمدة
  • إسرائيل تعدم 3 معتقلين في غزة بعد الإفراج عنهم بلحظات