كتاب وساسة عرب ينتقدون استئناف العدوان ضد غزة ويستغربون الموقف الغربي
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أجمع كتاب ونشطاء سياسيون عرب على أن استئناف القوات الإسرائيلية لعدوان ضد قطاع غزة بعد أسبوع من التهدئة، يمثل هروبا أإلى الأمام وإمعانا في تنفيذ سياسة تهجير قسرية ضد الشعب الفلسطيني وانتهاك صارخ لكل القوانين الدولية.
وقلل الكاتب والجامعي السعودي الدكتور تركي الفيصل الرشيد في تغريدة له اليوم نشرها على صفحته الخاصة على منصة "إكس" من أهمية الرهان على القوة مجددا في إنجاز ما فشلت فيه إسرائيل على مدى الأيام الثمانية والأربعين الماضية.
وأكد الرشيد أن استئناف الحرب الإسرائيلية ضد غزة مجددا هي محاولة لإنقاذ سمعة إسرائيل، وقال: "اختلفَ معي البعض حين قلت إن الحرب على غزة ستعود عقب التهدئة المؤقتة وكنت أتمنى بالفعل ألا تعود، غير أن عودتها باعتقادي كانت مؤكدة، لأن رقبة نتنياهو وحكومته وسمعة الكيان ككل مرتبطة بعودتها، إنها هروب للأمام لا مفر منه ولا يوجد أمامهم سبيل غيره إلا أنه غير ذي جدوى ولن يأتي بجديد، فالجيش الاسرائيلي استنفد أقصى قدراته النارية والقتالية خلال الخمسين يوماً الماضية ولم يحقق هدفاً واحدًا من الأهداف التي حددها لنفسه، وليس لديه خيارات إضافية تغير المعادلة إلا أنه كما أسلفت مجبر على الاستمرار في هذا الطريق، لأن التوقف يعني حل الحكومة ومحاسبة القادة والبحث عن كبش فداء واضطرابات بالداخل واعتراف بالهزيمة وفقدان الردع وفرضية الأمن للإسرائيليين".
وأشار الرشيد إلى أن الظروف الدولية تغيرت على الرغم من استمرار الدعم الغربي لإسرائيل، وقال: "عموماً الظروف والرأي العام العالمي وتغير الناخبين على بايدن والمظاهرات وتململ بعض القادة الغربيين وتصريحاتهم الأخيرة المنتقدة لإسرائيل والموقف العربي الأخير الأكثر قوة نوعاً ما كل ذلك لن يعطي إسرائيل نفس الضوء الأخضر لمثل الإبادة التي كانت تقوم بها خلال الأسابيع الماضية لفترة أخرى طويلة".
وأضاف: "الحقيقة إسرائيل ومن ورائها أمريكا في مأزق حقيقي تبحث الخروج منه غير أنها لا تهتدي لطريق، وما تناقض التصريحات إلا دليل على ذلك، يريدون حلًا يحفظ ماء وجههم بعد تيقنهم بعدم القدرة على حسم المعركة وتحقيق أهدافها، لذلك فالقادم قاسي للأسف على أهلنا في غزة، استهداف كبير للمدنيين على أمل إخضاع المقاومة وإجبارها على تقديم تنازلات تحفظ لهم ماء وجههم فيوقفوا الحرب التي يتضرر منها بايدن شخصياً إلى أن يمسكوا بزمام المبادرة في حرب جديدة تكون لهم فيها المبادرة واليد الطولى"، وفق تعبيره.
اختلفَ معي البعض حين قلت إن الحرب على غزة ستعود عقب التهدئة المؤقتة وكنت أتمنى بالفعل ألا تعود، غير أن عودتها باعتقادي كانت مؤكدة، لأن رقبة نتنياهو وحكومته وسمعة الكيان ككل مرتبطة بعودتها، إنها هروب للأمام لا مفر منه ولا يوجد أمامهم سبيل غيره إلا أنه غير ذي جدوى ولن يأتي بجديد،… pic.twitter.com/bJz7XcmdS5
— د. تركي الفيصل الرشيد (@TurkiFRasheed) December 1, 2023أما الدكتور خالد الدخيل، فأعرب في تغريدات له نشرها على منصة "إكس" عن استغرابه الشديد للدعم الأمريكي لإسرائيل، وقال: الدعم الأمريكي الكبير لإسرائيل. إغراءات مالية لتفريغ غزة عبر تهجير سكانها. القضاء على حماس يتطلب تفريغ القطاع من أهله، كما ترى إسرائيل".
الدعم الأميركي الكبير لإسرائيل. اغراءات مالية لتفريغ غزة عبر تهجير سكانها. القضاء على حماس يتطلب تفريغ القطاع من أهله، كما ترى إسرائيل.https://t.co/OqwYTbnGz3
— خالد الدخيل (@kdriyadh) December 1, 2023وتساءل: "لماذا الموقف الأمريكي ينحاز لإسرائيل ويؤيد سياساتها في فلسطين بدون استثناء تقريبا؟ يقول الرئيس السابق جيمي كارتر أن من أسباب ذلك أن الأميركيين لا يريدون معرفة حقيقة ما يحصل في فلسطين، وأن أحد أهم منطلقات الموقف الأميركي حيال إسرائيل منطلق ديني ـ مسيحي".
لماذا الموقف الأميركي ينحاز لإسرائيل ويؤيد سياساتها في فلسطين بدون استثناء تقريبا؟ يقول الرئيس السابق جيمي كارتر أن من أسباب ذلك أن الأميركيين لا يريدون معرفة حقيقة ما يحصل في فلسطين، وأن أحد أهم منطلقات الموقف الأميركي حيال إسرائيل منطلق ديني - مسيحي.https://t.co/QFAFxCXATn
— خالد الدخيل (@kdriyadh) December 1, 2023من جهته رأى وزير الخارجية التونسي الأسبق الدكتور رفيق عبد السلام في تغريدة له نشرها اليوم على صفحته على منصة "إكس"، أن استئناف الحرب مجددا ضد الفلسطينيين في قطاع غزة بدعم أمريكي وغربي هو إمعان في استهداف العرب والمسلمين.
وقال: "سؤال كبير ردده المحافظون الجدد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001، التي أدانها كل العالم، وهو سؤال استخدم من زمرة اليمين الأمريكي ذريعة لتبرير احتلال أفغانستان ثم العراق والعدوان على العالم الإسلامي، ولكن من حقنا اليوم كفلسطينيين وكعرب ومسلمين، ونحن نرى ما يجري في غزة من أهوال أن نعيد لهم دات السؤال الاستنكاري الذي طرحوه، لماذا تكرهوننا الى هذا الحد؟ ولماذا تبررون قتل نسائنا وأطفالنا؟ ولماذا تبررونا تهجيرنا وتشريدنا في البراري والصحاري؟ ولماذا كل هذه الأسلحة الفتاكة والأساطيل التي تجيش ضدنا في البر والبحر والجو؟ وما هو التهديد الذي نمثله نحن ضحايا عدوانكم بالامس واليوم عن العالم والبشرية؟ هل نحن من شن الحربين العالمية الأولى والثانية؟ هل نحن من يحتل الدول والأوطان ويجيش الجيوش للغزو والسحق والضرب؟ هل نحن من فجر القنابل النووية والذرية؟ هل نحن من برر ويبرر قتل الآمنين المسالمين وهدم الكنائس والمساجد والمعابد وحرق الشجر والحجر والولد؟ هل نحن شردكم من بيوتكم وحرمكم من أحضان أمهاتكم زوجاتكم واولادكم؟ هل وهل وهل؟".
وأنهى عبد السلام تغريدته قائلا: "يا عالم، يا " مجتمع دولي"، يا أمم متحدة، يا ضمير دولي، نحن ضحايا الاحتلال والعدوان والقتل والتهجير والتشريد، فمن لم يمت منا بدكتاتارياتكم التابعة والمدعومة، مات بقصفكم وحرقكم"، وفق تعبيره.
سؤال كبير ردده المحافظون الجدد بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001، التي أدانها كل العالم، وهو سؤال استخدم من زمرة اليمين الأمريكي ذريعة لتبرير احتلال أفغانستان ثم العراق والعدوان على العالم الإسلامي، ولكن من حقنا اليوم كفلسطينيين وكعرب ومسلمين، ونحن نرى ما يجري في غزة من… pic.twitter.com/6Ed2ApTrC6
— Dr Rafik Abdessalem. د. رفيق عبد السلام (@RafikAbdessalem) December 1, 2023أما القيادي السياسي السوري أحمد رمضان، فقلل من أهمية الإمعان الإسرائيلي في الحرب على قطاع غزة، وأكد أنها سياسة فاشلة لن تنجز شيئا على الأرض.
وقال رمضان في تغريدة له نشرها على صفحته على منصة "إكس"، بعنوان: "تذكروا تلك الوقائع .. وتوقعوا ما سيحدث": "في ٩ نيسان ٢٠٠٣ احتلَّت أمريكا (بوش) #بغداد، فاحتفى شارون وطالب مقاومة غزة بالاستسلام. خلال ٤٨ ساعة أُعلنتْ من #الفلوجة المقاومة، وارتفع معها صوتُ التحدي الفلسطيني، وعندما غاص الأمريكي في المستنقع هربَ شارون من غزة في ٢٠٠٥ وفكَّك المستوطنات وسحب ٩ آلاف مستوطن، بعد فشل معركة أيام الغضب (٢٩ أيلول - ١٦ تشرين أول ٢٠٠٤) في وقف إطلاق الصواريخ من غزة باتجاه المستعمرات".
وأضاف: "عندما جلس شارون بكل عنجهيته يُقنع حكومته ونواب الكنيست بخطة الانسحاب من جانب واحد، كان نتنياهو في حينه يجلس عن يمينه، وشهد انكسار جيشه أمام الصمود الفلسطيني رغم أجواء الإحباط التي سادت المنطقة عقب احتلال #العراق".
وأكد رمضان أن "أمريكا (بايدن) أضعفُ الآن مما كانت قبل عقدين، وإسرائيل (نتنياهو) تعاني من التفكك والهشاشة، وواقعة ٧ أكتوبر كشفت ضعف بُنيتها العسكرية والأمنية، وتصدُّعَ جبهتها الداخلية، وما تطرحه من أهداف أكبرُ من إمكاناتها ومن قدرات حلفائها، والهزيمةُ التي مُني بها شارون (جزار صبرا وشاتيلا) ستكون أكبر وأقوى على حكومة اليمين المتطرف والعنصري، وسيرضخُ نتنياهو كما رضخَ شارون".
وأضاف: "مَنْ أخفقَ في كسرِ المقاومة خلال ٥٠ يوماً وقد استخدام أقصى ما لديه من قوة ومن دعم غربي، لن يُفلح في تحقيق إنجاز وجيشُه خائر القوى، سوى قتل مزيدٍ من الأطفال والنساء، وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها، وهذا عارٌ على المحتل ومن يدعمه"، وفق تعبيره.
تذكروا تلك الوقائع .. وتوقعوا ما سيحدث
في ٩ نيسان ٢٠٠٣ احتلَّت أمريكا (بوش) #بغداد، فاحتفى شارون وطالب مقاومة غزة بالاستسلام. خلال ٤٨ ساعة أُعلنتْ من #الفلوجة المقاومة، وارتفع معها صوتُ التحدي الفلسطيني، وعندما غاص الأمريكي في المستنقع هربَ شارون من غزة في ٢٠٠٥ وفكَّك المستوطنات…
وفور انتهاء هدنة إنسانية استمرت 7 أيام، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد القطاع، حيث استهدفت منذ صباح الجمعة مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة الفلسطيني احتلال احتلال فلسطين غزة مواقف عدوان سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی فلسطین على منصة فی غزة
إقرأ أيضاً:
صناعة الفخار تنتعش في غزة لتعويض النقص جراء العدوان
يقول جعفر عطاالله البالغ 28 عاما وهو صاحب ورشة لصناعة الفخار، في دير البلح في وسط قطاع غزة إنه يواجه “طلبا غير مسبوق” على الأطباق والأواني الفخارية.
بعدما تراجعت في العقد الأخير، يبدو أن صناعة الفخار على الطريقة الفلسطينية التقليدية عادت إلى الظهور كبديل يسهل حياة النازحين قليلاً مع انعدام خيارات أخرى في المنطقة.
ويؤكد عطا الله الذي يتحدر من عائلة اشتهرت بصناعة الأواني الفخارية، أنه يعمل بلا توقف لتلبية الطب المتزايد.
ويقول إنه قادر راهنا على صناعة حوالى مئة قطعة يوميا غالبيتها أوان للحساء والأوعية التي يوضع فيها الطعام أو يطهى فيها مثل “الزبدية” و”الإبريق”، والأكواب.
ويقول لوكالة فرانس برس إنه كان قبل العدوان ينتج نحو 1500 قطعة فخارية في اليوم الواحد في مشغله في حي “الفواخير” في منطقة الدرج شمال وسط مدينة غزة.
وكان حي “الفواخير” يضم عشرات الورش ومصانع الفخار قبل الحرب الأخيرة لكنها دمرت كلها تقريبا في القتال المتواصل منذ 14 شهرا تقريبا.
– ارتفاع في الأسعار –
وأدت الحاجة المتزايدة للأواني الفخارية، إلى ارتفاع كبير في الأسعار.
ويقول عطاالله الذي نزح مع عائلته من مدينة غزة إلى دير البلح، لوكالة فرانس برس إنه يبيع كل قطعة في مقابل 10 شيكل (2,7 دولار)، أي أكثر بخمس مرات تقريبا عن سعرها قبل العدوان.
وتشير منظمات الإغاثة الدولية بانتظام إلى صعوبات كبيرة في إدخال السلع الشحيحة وتوزيعها في قطاع غزة بسبب القيود الإسرائيلية. وتوقفت مصانع قطاع غزة عن الإنتاج بسبب الدمار الذي لحق ببعضها أو بسبب القتال، بينما أغلقت أخرى بسبب عدم توافر المواد الخام وانقطاع الكهرباء.
وتسببت الحرب بشلل القطاع الصناعي في غزة، بينما تكافح المستشفيات أيضا للحصول على الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لتوفير الحد الأدنى من الرعاية الصحية.
وفتح عطاالله بعد نزوحه ورشة عمل صغيرة في ظل شادر بلاستيكي أزرق، وهو يجبل الطين الأحمر بيديه لصناعة الأواني الفخارية ثم يتركها لتجف في الشمس وتتحول إلى لون الطين المألوف.
أما في السابق فكان يصنعها بآلات ويجففها في فرن مخصص لحرق الطين.
– طرق مبتكرة للصمود –
ورغم توافر الأواني المعدنية والمصنوعة من الألمنيوم والزجاج والخزف قبل اندلاع الحرب، إلا أن الكثير كانوا يحرصون على اقتناء الأواني الفخارية إذ تفضل بعض العائلات وعددا من المطاعم، إعداد الأطعمة التقليدية فيها لأنها تحافظ على مذاق مميز.
تقول لارا الترك “بعد 13 شهرا على بدء الحرب، ذهبت إلى السوق لشراء الأطباق وأدوات المائدة، وكل ما تمكنت من العثور عليه هو هذا الإناء الفخاري”.
وتضيف الترك وهي ربة عائلة تبلغ الأربعين وتقيم في مركز إيواء موقت في مخيم النصيرات، المجاور لمخيم ومدينة دير البلح، “اضطررت إلى شرائه لإطعام أطفالي”، وتقول إن سعر الإناء الفخاري أصبح الآن “أكثر من ضعف” ما كان عليه قبل الحرب.
وفي الأسواق المقامة على جوانب الطريق، الخيار الآخر الوحيد المتاح هي الصحون المخصصة لاستخدام واحد في حال توافرها.
في قطاع غزة حيث توقفت شبكة توزيع المياه عن العمل بسبب الضرر الكبير اللاحق بها، أصبحت أواني الشرب الفخارية شائعة في الصيف لأنها تحافظ على المياه باردة وصالحة للشرب لفترة أطول.
ويحصل النازحون على هذه المياه من نقاط قليلة توفرها منظمات إنسانية أو جمعيات خيرية محلية.
ودفع العدوان كل سكان القطاع المدنيين تقريبا البالغ عددهم 2,4 مليون شخص نحو ثلثيهم من لاجئي عام 1948، للنزوح مرة واحدة على الأقل في خلال العام الماضي، وفقًا للأمم المتحدة.
وبات أكثر من مليون ونصف المليون منهم يعيشون في خيام أو مراكز إيواء في مدارس تابعة لوكالة الأونروا وآلاف منهم على الأرصفة.
بعد كل أمر يصدره جيش العدو الإسرائيلي بالإخلاء، ينطلق مئات الأشخاص على الطرقات، سيرا على الأقدام بغالبيتهم، وهم يحملون بعضا من مقتنياتهم وبينها في غالب الأحيان أوان من الألمنيوم أو البلاستيك.
مع استمرار الحرب والنزوح المتكرر، تبدو الأمتعة التي يحملها الناس أقل.
ونتيجة للعدوان، اعتاد سكان قطاع غزة ابتكار طرق ووسائل جديدة للتعويض عن الصعوبات من أجل الاستمرار، مثل اعتمادهم على الحمير في النقل وسط ندرة الوقود.