عودة الحرب تعرقل دخول المساعدات إلى غزة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
تقطعت السبل بشاحنات المساعدات بالقرب من الحدود المصرية مع غزة بينما استأنفت إسرائيل حملتها العسكرية اليوم الجمعة، ويتوقع سائقو الشاحنات مزيداً من التأخير في عمليات تسليم المساعدات التي ارتفعت وتيرتها خلال هدنة استمرت أسبوعاً.
وقال السائق صالح عبادة الذي ينتظر دخول المعبر للتفتيش منذ ثمانية أيام إن القصف مستمر منذ السابعة صباحاً، مضيفاً "هناك طائرات ومدفعية ولم نتحرك".وقالت مصادر أمنية مصرية ومسؤول في الهلال الأحمر إن شاحنات الوقود والمساعدات توقفت عن الدخول إلى قطاع غزة من مصر. ووصف مسؤولون في الأمم المتحدة استئناف القتال بأنه "كارثي" وقالوا إن استمرار إيصال المساعدات أصبح موضع شك.
ومعبر رفح هو النقطة الوحيدة التي أمكن من خلالها إدخال المساعدات إلى غزة منذ أن بدأت إسرائيل حصار القطاع وقصفه رداً على هجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) واحتجزت خلاله رهائن.
وتهبط طائرات دولية في مطار العريش في سيناء لتوصيل شحنات المساعدات. كما تنقل الشاحنات مساعدات الإغاثة من القاهرة.
وبموجب نظام معمول به منذ 21 أكتوبر (تشرين الأول)، يتعين على شاحنات المساعدات أن تخضع للتفتيش في معبر العوجة/نيتسانا على الحدود المصرية مع إسرائيل قبل التوجه إلى رفح لتسليم حمولاتها في رحلة تزيد مسافتها على 80 كيلومتراً ويصفها عمال الإغاثة ومسؤولون مصريون أنها تتسبب في اختناقات.
وسمحت هدنة جرى التوصل إليها الأسبوع الماضي بتسليم المزيد من الغذاء والأدوية والوقود والمياه، لكن الكميات أقل بكثير من المطلوب لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، معظمهم نازحون داخلياً بسبب الحرب.
وقال سائقو شاحنات مصريون إنهم يتأخرون لفترات طويلة خلال انتظارهم تفتيش البضائع التي يحملونها من جانب أفراد أمن إسرائيليين في معبر العوجة.
وقال جميل محمود إدريس وهو سائق شاحنة ينتظر بالقرب من معبر رفح ومعه شحنة من الإمدادات الغذائية: "بالنسبة للدخول المشكلة كلها في معبر كرم أبو سالم (العوجة) إللي هو المعبر إللي في الجنب الآخر بتاع إسرائيل هو العواقب كلها فيه لأنهم هم إللي موقفين حركة الشغل لكن هنا المعبر مفتوح باستمرار بنخش المعبر هناك يمكن نقعد 3 أو 4 أيام لحد ما نخلص تفتيش".
وتضغط الأمم المتحدة على إسرائيل لفتح معبر كرم أبو سالم قرب رفح الذي كان يمر عبره كميات كبيرة من البضائع قبل الحرب.
لكن إسرائيل ترفض ذلك حتى الآن "خشية" وصول المساعدات إلى حماس.
وسمحت الهدنة بدخول نحو 200 شاحنة مساعدات إلى غزة يومياً، أي أكثر من مثلي العدد الذي كان يدخل القطاع في المتوسط في الفترة السابقة. وكانت تدخل نحو 500 شاحنة إلى القطاع يومياً قبل الحرب، عندما كانت الاحتياجات للإمدادات العاجلة أقل مما هي عليه الآن.
اليونسيف: إسرائيل تستأنف"المذبحة" في غزة https://t.co/huw6A2iJNe
— 24.ae (@20fourMedia) December 1, 2023 وقبل الهدنة، كان سائقو الشاحنات المصريون يفرغون حمولاتهم في رفح حيث يتم تحميل البضائع على شاحنة أخرى لتوزيعها في غزة، وكانت عمليات التسليم تتوقف في بعض الأحيان بسبب نقص الوقود أو القصف.وقال عبادة إن بعض الشاحنات كانت تنطلق من الجانب المصري مباشرة إلى داخل غزة خلال الهدنة.
وقال سائق شاحنة آخر يدعى إدريس إنه قد يظل عالقاً لمدة أسبوع مع تجدد القتال.
وقال: "إحنا واقفين لغاية (إلى حين نحصل على) الاستدعاء الأمني وقت ما يقول لنا خوشوا (ادخلوا) حنخش لأن فيه جوه (في العوجة) حوالي 350 عربية (شاحنة) لازم يخلصوا الأول".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل رفح مصر
إقرأ أيضاً:
هل تفلح الضغوط الدولية على إسرائيل في إدخال المساعدات لغزة؟
قال محللان سياسيان إن الضغط الدولي على إسرائيل لاستخدامها سلاح التجويع ضد أهالي قطاع غزة، بالإضافة إلى فشلها وعجزها عن تحقيق أي هدف ميداني بالحرب المتواصلة منذ أكثر من 18 شهرا جعلها تطرح موضوع إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع على الطاولة.
وقالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت) سيجتمع غدا بعد طلب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو من الجيش العودة بخطة بشأن توزيع المساعدات في غزة.
وحسب الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى، فإن استخدام الاحتلال الإسرائيلي سلاح التجويع ضد الفلسطينيين في غزة دون أفق زمني جعل المجتمع الدولي يضغط عليه.
وفي هذا السياق، جاء في بيان أوروبي مشترك أن إسرائيل ملزمة قانونيا بإدخال المساعدات إلى غزة، وقال وزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا "ندعو إسرائيل إلى استئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا وبسرعة ودون عوائق، لتلبية حاجات جميع المدنيين التزاما بالقانون الدولي".
وأوضح مصطفى أن للجيش الإسرائيلي موقفا واضحا، وهو الرفض التام لأن يتحول إلى حاكم عسكري في غزة يوزع المساعدات الإنسانية.
إعلانواعتبر مصطفى أن الخلاف بين الإسرائيليين ليس بشأن توزيع المساعدات، بل حول الرؤية السياسية: إلى أين تتجه إسرائيل في حربها على غزة؟
وأشار المتحدث نفسه إلى غياب هدف سياسي واضح للعملية العسكرية الحالية في غزة باستثناء الاحتلال الذي ينظر إليه الجيش الإسرائيلي على أنه وسيلة وليس هدفا.
عجز وتعثر
ووفق الأكاديمي والخبير بالشأن الإسرائيلي، فإن إسرائيل تتخبط في مأزق سياسي وعسكري، فهناك تعقيدات في العملية العسكرية، وعندما جاء رئيس الأركان الجديد إيال زامير وضع سقفا زمنيا لاحتلال غزة من 4 إلى 5 أسابيع، لكنه عجز عن تنفيذ خطته بسبب مشاكل الاحتياط والانقسام داخل الجيش.
يذكر أن اجتماع مجلس الوزراء المصغر للشؤون السياسية والأمنية أمس شهد شجارا، وكشفت القناة الـ12 الإسرائيلية أن وزير المالية بتسلئيل سموتريتش هاجم كلا من رئيسي الأركان إيال زامير وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) رونين بار بسبب إدارة الحرب في غزة.
وحسب الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر، فإن القيادة الجديدة في إسرائيل ممثلة في رئيس الأركان ووزير الدفاع يسرائيل كاتس تعاني من عجز ومن تعثر ميداني، إذ لم تحقق أي مكسب ميداني أو أي انجاز تفاوضي، في حين بلغت ذروة الوحشية في عدوانها على القطاع.
وفي تعليقه على موقف الأوروبيين، قال شاكر إنهم عبّروا عن انزعاجهم من سياسة إسرائيل، لكن بيانهم المشترك ليس ضغطا حقيقيا على الاحتلال الإسرائيلي، وشدد على أن الحل يكون بموقف عربي موحد.
وكانت المفوضية الأممية للشؤون الإنسانية قالت إن غزة تختنق، وإن ما يحدث هو حرمان متعمد ومقصود، مؤكدة أن السكان في القطاع حرموا من الضروريات الأساسية للبقاء أحياء.
من جهتها، تؤكد وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أن إسرائيل تمنع منذ 7 أسابيع دخول المساعدات الإنسانية والإمدادات الطبية والتجارية والأغذية ولقاحات الأطفال والوقود.
إعلان