فرنسا – أعلنت آنا رومانوفسكايا، مديرة معهد المناخ العالمي والبيئة أن أهداف اتفاق باريس للمناخ لم تحقق، والانبعاثات مستمرة في الارتفاع.

وتقول العالمة: “أصبح واضحا كيف سيكون التقييم العالمي لهذا الواقع: لا تبذل ما يكفي من الجهود، ولم نتمكن بعد من السير على المسار الذي يقودنا إلى تحقيق أهداف اتفاق باريس – إبقاء ارتفاع درجات الحرارة عند درجتين مئويتين وبذل الجهود للوصول إلى 1.

5 درجة، وزيادة القدرة على التكيف مع تغير المناخ وإعادة توجيه التخصيصات المالية. لن يتمكن أحد من المشاركين في المؤتمر الثامن والعشرين من القول بإننا تمكنا من تحقيق أي من هذه المجالات. فالانبعاثات مستمرة في النمو”.

ووفقا لها، انخفضت الانبعاثات بنسبة 5 بالمئة في عام 2020، لكنها في عام 2021 عادت للارتفاع ووصلت إلى أكثر من 10 بالمئة.

وتقول: “لكن ليس بإمكاننا حاليا تثبيت التركيزات في الغلاف الجوي، ولسنا قادرين بعد على تثبيت الانبعاثات السنوية، كما لسنا قادرين حتى على تثبيت ما نضيفه إلى الغلاف الجوي كل عام. أي أننا لا نتحدث عن تخفيض الانبعاثات، لأننا لم نصل إلى مرحلة التخفيض بعد، ولا يمكننا إيقاف النمو بعد. وهذا أحد أهم المجالات التي يجب أن يعالجها الجميع معا في المؤتمر الثامن والعشرين”.

وتجدر الإشارة إلى أن المهمة الرئيسية لوفود أكثر من 140 دولة في مؤتمر المناخ الذي افتتح يوم الخميس 30 نوفمبر 2023 في دبي، هي تحليل التقدم المحرز في تحقيق أهداف اتفاق باريس للمناخ عام 2015. وكذلك وضع خطة شاملة لتحقيق الأهداف المناخية.

المصدر: تاس

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

كلمات دلالية: أهداف اتفاق باریس

إقرأ أيضاً:

تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسط

على مدى 7 سنوات متتالية، صُنّفت حمية البحر المتوسط كأكثر الأنظمة الغذائية الصحية في العالم، وفقا لتصنيف "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت"، كما اعترفت بها اليونسكو في عام 2010 كجزء من التراث الثقافي غير المادي للبشرية. لكن هذا النظام الغذائي، الذي يعتمد على منتجات البحر والحقول والمناخ المعتدل، بات مهددا بسبب تغيّرات المناخ التي تضرب المنطقة بوتيرة متسارعة.

ووفقا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإن منطقة البحر المتوسط ترتفع حرارتها بمعدل أسرع بنسبة 20% من المتوسط العالمي، مع توقعات بارتفاع درجات الحرارة بين 1.8 و3.5 درجات مئوية بحلول عام 2100، وهو ما قد يؤدي إلى انخفاض معدلات الأمطار بنسبة تتراوح بين 10% و15%، حتى في حال ارتفاع درجات الحرارة بدرجتين فقط.

ضغط متزايد

تغيرات المناخ لا تقتصر على تهديد الإنتاج الغذائي، بل تمتد لتؤثر على نمط الحياة التقليدي في دول المتوسط.

وأشارت دراسة لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي) إلى انخفاض عدد الأيام المناسبة للنشاطات الخارجية بسبب ارتفاع درجات الحرارة، إذ يمكن أن تفقد البرتغال ما يصل إلى 33 يوما من الطقس الملائم بحلول 2100، بينما قد تخسر اليونان 30 يوما.

وتواجه دول مثل إسبانيا والمغرب وكرواتيا وإيطاليا تحديات مشابهة، مما قد يؤثر على النشاط البدني والتواصل الاجتماعي وأساليب العيش التقليدية.

إعلان

وتُظهر دراسة أخرى من جامعة بادوفا أن الطلب على الري سيزداد بنسبة 4% إلى 18% في حوض المتوسط، بينما قد ترتفع ندرة المياه بنسبة 48%.

وفي حال وصول الاحترار العالمي إلى 3 درجات مئوية، قد تتضاعف موجات الجفاف في بعض المناطق، مهددة المحاصيل وتوفر الغذاء.

محاصيل الزيتون تتأثر بشدة في بلدان البحر المتوسط نتيجة تغير المناخ (غيتي) أضرار بالمحاصيل

وباتت الآثار ملموسة على الأرض، فقد أدى طقس غير معتاد في ربيع 2022 إلى تدمير مراحل التزهير والتلقيح في أشجار الزيتون، مما نتج عنه تراجع كبير في إنتاج الزيت. وشهدت أوروبا انخفاضا بنسبة 39% في الإنتاج، حيث سجلت إيطاليا تراجعا بنسبة 54%، وإسبانيا 27%، وفرنسا 38%، والبرتغال 39%.

كما عانت محاصيل الحبوب من انخفاضات حادة، إذ تراجعت زراعة الذرة بنسبة 30% في فرنسا، و20% في إسبانيا، و23% في إيطاليا. وشهد إنتاج القمح تراجعا بنسبة 9% في إيطاليا و28% في إسبانيا.

وفي عام 2023، واجه مزارعو الفواكه والخضروات أضرارا مماثلة، فتراجع إنتاج التفاح بنسبة 15% في إسبانيا، و20% في البرتغال، و32% في اليونان. كما انخفضت محاصيل الخوخ بنسبة 26%، والطماطم بنسبة 9% في إسبانيا و20% في اليونان، وتراجعت زراعة البرتقال في إيطاليا بنسبة 19%.

حتى البحر لم يسلم

الأزمة لا تقتصر على اليابسة، فبيانات البرلمان الأوروبي لعام 2024 تشير إلى أن أكثر من 30% من المواطن البحرية في المتوسط مهددة بالتلوث والصيد الجائر والأنواع الدخيلة وتغير المناخ.

وقد صنّف المصدر السابق 21% من الأنواع البحرية على أنها "مهددة"، و11% "مهددة بالانقراض". وفقد البحر المتوسط 40% من الأنواع المفترسة العليا، و34% من أنواع الأسماك بين عامي 1950 و2011.

نمط حياة مهدد

ويؤكد منسق التعليم في مستشفى شيشلي هاميدية بإسطنبول يوكسيل ألتونتاش أن النشاط البدني والاجتماعي من ركائز حمية البحر المتوسط، إلى جانب تناول الطعام الجماعي وتأثيره الإيجابي على الهضم والوزن، لكنه يحذر من تلوث الأسماك بالمعادن الثقيلة واللدائن الدقيقة، مما يهدد عنصرا رئيسيا في الحمية.

إعلان

من جانبها، قالت عالمة الأنثروبولوجيا الغذائية أليساندرا غويغوني إن درجات الحرارة المرتفعة تجعل الصيف غير مناسب للمشي أو اللقاءات، وهو ما يقلل فرص ممارسة نمط الحياة التقليدي القائم على الحركة والتواصل.

وأشارت إلى أن ارتفاع الأسعار يدفع السكان لاستهلاك أقل من الخضروات والفواكه، التي باتت أحيانا أغلى من اللحوم.

وأشار البروفيسور باولو تارولي من جامعة بادوفا إلى أن الاحترار العالمي يفاقم الضغط على الزراعة، خصوصا في ظل تزايد الطلب على الري وتراجع إنتاج المحاصيل. ويرى أن ارتفاع التكاليف قد يدفع الأفراد إلى تقليص استهلاك الأغذية الصحية.

ويؤكد أن الحل يكمن في التعاون الدولي، عبر ربط العلم بالسياسات وصُنّاع القرار وأصحاب المصلحة، لضمان مستقبل غذائي مستدام في منطقة تواجه تهديدا وجوديا لتقاليدها ونظامها الغذائي العريق.

يذكر أن حمية البحر المتوسط تصنف على أنها نظام غذائي نباتي في المقام الأول، وتشتمل بشكل أساسي على تناول الحبوب الكاملة وزيت الزيتون والفواكه والخضروات والفاصوليا والبقوليات الأخرى والمكسرات والأعشاب والتوابل. ويتضمن هذا النظام أيضا تقليل تناول منتجات الألبان والبروتينات الحيوانية، وتعتمد في الحصول على البروتين على تناول الأسماك والمأكولات البحرية.

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن أن يؤثر تغير المناخ على نسبة مادة الزرنيخ السامة في الأرز؟
  • «نواتوم البحرية» تعزز عمليات الإرشاد والموانئ الخالية من الانبعاثات
  • رئيس جامعة حلوان: لا يتحقق أي بناء لمجتمعات مستدامة دون تمكين المرأة
  • تغير المناخ يهدد حمية البحر المتوسط
  • الرئيس اللبناني: سحب سلاح حزب الله يتحقق مع توافر الظروف
  • تحول الطاقة بحاجة إلى إنفاق تريليون دولار سنوياً
  • بعد ارتفاع مؤشر S&P 500 القياسي.. أسبوع حافل بالأرباح يتحقق في السوق الأمريكي
  • هل يجوز للرجل كتابة أملاكه لبناته لحرمان أعمامهن من الميراث؟ عالمة أزهرية تحسم الجدل
  • تقرير جديد يكشف أن أوروبا تواجه تأثيرات كارثية لتغير المناخ
  • الخيال يتحقق.. أول سيارة أجرة طائرة تستعد لنقل الركاب عبر الجو