صحيفة الخليج:
2025-04-02@10:55:49 GMT

أطفال الإمارات.. في قلب القيادة

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

أطفال الإمارات.. في قلب القيادة

إعداد : جيهان شعيب

الحنوّ كاملاً والعطف مجملاً والاحتواء شاملاً، كانت ديدن الأب المؤسس المغفور له، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في تعامله مع أطفال الدولة، منذ توليه سدّة الحكم، وتأسيس الاتحاد، لرؤيته الواعية بأن مستقبل الدولة يقوم على أكتاف أبنائها، وتشييد أركانها، وبناؤها يعتمد على سواعدهم، وتكريس مكانتها، وقيمها، وقيمتها، تتأتّى بالاهتمام بتنشئتهم على أسس سليمة دينياً وأخلاقياً، واجتماعياً، مع تعزيز مفردات المواطنة الحقّة في نفوسهم وعقولهم، وتضافرها في ذلك بالمحافظة على العادات، والتقاليد الأصيلة.

كان الشيخ زايد، دائم القول إن صغار الدولة هم الثروة البشرية الحقيقية، لذا عمل على الاهتمام بهم صحياً، مع شمولهم برعاية اجتماعية، وتجلّى اهتمامه الرئيسي، بتعليم الأطفال، وبناء عقولهم، بمنحه راتباً شهرياً لكل طالب، فضلاً عن توفيره الوسائل التعليمية الحديثة، وإقامة المدارس وسط التجمعات السكانية بما فيها الصحراء. وكان دائم الفخر بطلبة المدارس داخل الدولة، والمبعوثين خارجها، فحين مجالستهم يوماً، قال «الآن أعلم أنّي ربحت».

الصورة

وحرص الشيخ زايد، دائماً على مخاطبة الأطفال، في كل مناسبة تتوافق معهم، حيث خلال زيارته مدارس رأس الخيمة في 7 مارس 1973، قال لهم «دوركم الآن تحصيل العلم، وسوف يأتي دوركم في الغد، لمتابعة مسيرة الآباء، والأجداد، وإننا نعلق الآمال الكبيرة على الجيل القادم، ليعمل بخطى أوسع. كما أن كل بناء يزيد من قدرات أمتنا العربية، ويدعم الجسم الكبير الذي ننتمي إليه».

وفى زيارته للمعرض الثاني لمدارس أبوظبي في 24 إبريل 1973 قال «العلم والثقافة أساس تقدم الأمة، وأساس الحضارة، وحجر الأساس في بناء الأمة، وأنه لولا التقدم العلمي لما كانت هناك حضارات، ولا صناعة متقدمة، أو زراعة تفي بحاجة المواطنين، وبالتعليم الممتاز نستطيع أن نوفر جيلاً من المواطنين، يشرف على بناء المصانع، ويدر المشروعات التي بدأت تقام في مختلف أنحاء الدولة».

اهتمام شامل

وعلى صعيد الاهتمام بالأطفال، جاء إنشاء المبنى الجديد للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة بمكرمة سخية من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، الداعم الأول للطفولة في دولة الإمارات، فيما كان تأسس في 30 يوليو 2003، بمرسوم بالقانون الاتحادي الذي أصدره المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، لتنظيم جميع الشؤون المتعلقة بقضايا الأمومة والطفولة، والارتقاء بمستوى الرعاية، والعناية.

ويعمل المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، كذلك، على متابعة الشؤون المتعلقة بذلك، وتقديم الدعم الواجب في جميع المجالات، لاسيما التعليمية والثقافية والصحية، والاجتماعية والنفسية والتربوية، وتحقيق أمن وسلامة الطفل والأم، ومتابعة وتقييم خطط التنمية والتطوير، ونشر الثقافات الشاملة للطفولة والأمومة، وغير ذلك.

على صعيد متصل، اعتمدت الدولة إجراءات وتشريعات عدة، لضمان تقديم أعلى مستويات الجودة في دور الحضانة، وتجهيزها بشكل ملائم لتلبية احتياجات الأطفال، وتحفيز نموهم الجسدي والفكري والعاطفي، والاجتماعي، حيث يجب أن يكون مبنى دار الحضانة آمناً وصحياً، ويضم مناطق داخلية وخارجية واسعة تتناسب مع عدد الأطفال وأعمارهم، كما يجب التقيد باشتراطات الأمن، والسلامة داخلياً، وخارجياً، وتأهيل الموظفين، وتوعيتهم بمتطلبات، وإجراءات السلامة، وذلك لكون صحة، وغذاء الطفل من أهم الجوانب التي ينبغي الحفاظ عليها في دور الحضانة، باتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنع التلوث، وانتشار الأمراض.

الصورة

حماية تشريعية

جاءت قوانين الإمارات وتشريعاتها، وفق توجيهات الأب المؤسس الشيخ زايد، في حماية حقوق الأطفال، وكانت من الأهمية لدى الجهات المعنية في الدولة، حيث وفرت حماية تشريعية قانونية لهم عبر مواد القانون الاتحادي رقم 3 لسنة 2016 بشأن حقوق الطفل، والمعروف باسم «قانون وديمة»، وتشدد مواده على حق الطفل في الحياة والبقاء، والنماء وتوفير كل الفرص اللازمة لتسهيل ذلك. كما يعمل القانون على حماية الطفل من كل مظاهر الإهمال والاستغلال، وسوء المعاملة، ومن أي عنف بدني، ونفسي.

ونص القانون على أنه يُمنع التدخين في أي من وسائل المواصلات العامة والخاصة، والأماكن المغلقة في حال وجود الطفل، وأفرد عقوبات على من يخالف ذلك. كما يعطي القانون اختصاصي حماية الطفل صلاحية إخلاء الطفل عن موقع الخطر، ووضعه في مكان آمن، لضمان حمايته، ويخضع لعقوبة الحبس أو الغرامة، أو كليهما كل من تسبب في تعريض سلامة الطفل للخطر، أو اعتاد تركه دون رقابة أو متابعة، أو من لم يسجّل الطفل في المدارس، وتسجيله فور ولادته، وينطبق القانون على جميع الأطفال حتى سن 18 عاماً.

الصورة

ركيزة أساسية

حرص صاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على مواصلة نهج الأب المؤسس الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، في الحرص على رعاية الأطفال ودعمهم، وتكريس مستقبل آمن ومشرق لهم، حيث قال سموّه في تغريدة على حسابه الرسمي في يوم الطفل الإماراتي مارس الماضي «نسعى بكل ما نقوم به اليوم إلى إيجاد عالم أفضل لأطفالنا في الغد. وفي يوم الطفل الإماراتي، نؤكد أن تنشئة الأطفال، وتوفير البيئة المناسبة، وتأمين مستقبل أفضل لهم، يمثل أولوية وركيزة أساسية يقوم عليها عملنا في دولة الإمارات، فالاستثمار في الطفولة، استثمار في المستقبل».

يذكر أن يوم الطفل الإماراتي الذي تحتفي به الدولة في 15 مارس من كل عام، يتزامن مع اعتماد «قانون وديمة» في اليوم والشهر ذاته من عام 2016. فيما جاء بمبادرة من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، ضمن الاستراتيجية الوطنية للأمومة والطفولة 2017 -2020، بهدف توعية فئات المجتمع الإماراتي، والمقيمين كافة بحقوق الطفل، وأهميته في مجال الأسرة والمجتمع.

الأعظم أثراً

كلمات الشيخ زايد، طيّب الله ثراه، عن أهمية رعاية الأطفال، كانت تتوالى في كل مناسبة، ومنها قوله خلال افتتاح الندوة الخاصة بدور الإعلام ورعاية الطفولة التي عقدت في أبوظبي مستهل ديسمبر 1983 «موضوع رعاية الطفولة ضمن خطط التنمية الشاملة، وتجهيز الطاقات البشرية القادرة على النهوض بالمهمات الجسام، التي تنتظر أمتنا، تعدّ من أهم موضوعات الساعة، وأعظمها أثراً في تطور حياة شعوبنا، ومستقبل أبنائنا وأحفادنا. والتنمية وسيلة وليست غاية في حد ذاتها، ووسيلة لضمان كرامة الإنسان، وتوفير متطلبات الحياة له».

خطوط ساخنة

خصصت الجهات المعنية بالأطفال في الدولة خطوطاً ساخنة لتلقّي أية بلاغات عن حالات اعتداء أو عنف، أوتنمر معهم. كما أنشأت وزارة الداخلية اللجنة العليا لحماية الطفل عام 2009، ومركز وزارة الداخلية لحماية الطفل عام 2011، لتطوير وتنفيذ وتقنين المبادرات والإجراءات، لتوفير السلامة والأمن والحماية للأطفال الذين يعيشون في الدولة، أو من يزورونها. كما أطلق مركز وزارة الداخلية لحماية الطفل حملة التوعية «معاً لمنع إساءة معاملة الأطفال»، لرفع الوعي المجتمعي، وتثقيف الآباء والمعلمين والعاملين مع الأطفال، عن الأشكال المختلفة لإساءة معاملتهم، وسبل الحدّ منها، بعقد الندوات، والدورات، وإطلاق الحملات الإعلامية.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات عيد الاتحاد أطفال الإمارات للأمومة والطفولة حمایة الطفل الشیخ زاید

إقرأ أيضاً:

سحر السنباطي: تعاملنا مع 1557شكوى وبلاغا لحماية الأطفال من الخطر

تابعت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، انتظام العمل بخط نجدة طول أيام عيد الفطر المبارك.

كما تلقت تقريرًا عن أداء الإدارة العامة لنجدة الطفل خلال شهر مارس الماضى، والذي تضمن أن الخط الساخن 16000 تلقى 30 ألفا و942 مكالمة بمتوسط يومي 998 مكالمة.  

وأوضحت الدكتورة سحر السنباطي، أن الخط الساخن 16000 قد سجل 1557 شكوى وطلب مساعدة وخدمة أي بمتوسط يومي 50 شكوى يوميًا، مشيرة إلى أن 89% من إجمالي طالبي الخدمة كان للدعم والمساندة للأطفال في وضعية الخطر، وأن 11% كان طلبا للاستشارات النفسية والقانونية.

وأضافت "السنباطي"، أن الشكاوى التي استقبلها خط نجدة الطفل تنوعت ما بين "الإهمال الأسري، والعنف سواء المعنوي أو البدني، وعمل الأطفال، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث "الختان"، وزواج الأطفال، فضلا عن تقديم خدمات الإيواء للأطفال المعثور عليهم، واستخراج الأوراق الثبوتية، بالإضافة إلى المخاطر التي يتعرض لها الأطفال على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالشكاوى الخاصة بالتنمر، والتنمر الإلكتروني، والابتزاز والتهديد".

ولفتت إلى أن خط نجدة الطفل نجح في إنقاذ 5 فتيات من الأطفال من جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وإيقاف 13 حالة لزواج فتيات أطفال دون السن القانونية، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال تلك الجرائم.

وقالت "السنباطي"،  إن أكثر المحافظات طلبًا للخدمة كانت محافظات “القاهرة، والإسكندرية، والجيزة، والدقهلية، والقليوبية، والبحيرة”.

وأكدت أن المجلس القومي للطفولة والأمومة متمثلا في الإدارة العامة لنجدة الطفل قد اتخذ جميع الإجراءات اللازمة بالتعاون مع الجهات المعنية لحماية الأطفال وإزالة الخطر والضرر عنهم وتقديم الدعم اللازم لهم.

وأضافت “السنباطي” أن المجلس يوفر الخدمة الخاصة بتقديم الاستشارات التليفونية المجانية سواء القانونية أو النفسية على الخط الساخن 16000، فضلا عن خدمات الدعم النفسي والإرشاد الأسري وتعديل السلوك، والتخاطب، من خلال جلسات مقدمة من وحدة الدعم النفسي والإرشاد الأسري التابعة للإدارة العامة لنجدة الطفل، والتي تعمل على مدار 5 أيام أسبوعيا من الأحد إلى الخميس من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة الثانية ظهرا من فريق عمل متخصص في هذا الشأن، وذلك بمقر المجلس القومي للطفولة والأمومة بالمعادي.

ووجهت الشكر لجميع الجهات المعنية والتي تتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة في إنقاذ الأطفال وتقديم الدعم اللازم لها، وعلى رأسها النيابة العامة "مكتب حماية الطفل" بمكتب المستشار النائب العام، والتي لا تدخر جهدا في إنفاذ حقوق الطفل الواردة بالقانون والمواثيق الدولية، ووزارة التضامن الاجتماعى، وكذلك وحدات حماية الطفل بالمحافظات، والتي تقوم باستقبال الشكاوى على مدار الساعة للتدخل السريع، فضلاً عن جهود العاملين بالجمعيات الأهلية التى تتعاون مع المجلس.

من جانبه، أوضح صبري عثمان، مدير الإدارة العامة لنجدة الطفل، أنه يتم استقبال الشكاوى على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع من خلال آليات استقبال الشكاوى وهي خط نجدة الطفل 16000 او من خلال تطبيق الواتس اب على الرقم 01102121600 او من خلال الصفحة الرسمية للمجلس القومي للطفولة والأمومة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك،.

وأكد أنه يتم التدخل الفوري والعاجل في جميع البلاغات الواردة، ويتم التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، والتعاون مع وحدات حماية الطفل بالمحافظات لاتخاذ تدابير عاجلة لإزالة الخطر والضرر عن الأطفال، فضلا عن التعاون مع شبكة من الجمعيات الأهلية والتى بها فريق من الأخصائيين الاجتماعيين على كفاءة عالية في التعامل مع هذه الحالات.

مقالات مشابهة

  • سحر السنباطي: تعاملنا مع 1557شكوى وبلاغا لحماية الأطفال من الخطر
  • باسم 75 دولة.. المملكة تقدِم بيانًا عن حماية الأطفال في الفضاء السيبراني
  • باسم 75 دولة.. المملكة تقدِّم بيانًا مشتركًا حول حماية الأطفال في الفضاء السيبراني
  • المملكة تشد على حماية الأطفال في الفضاء السيبراني
  • في ثان أيام العيد.. رئيس حماية الأراضي بكفر الشيخ يتابع منع التعديات على الأراضي الزراعية
  • رئيس الدولة ومحمد بن راشد وسلطان والحكام: وفق الله الإمارات لتعزيز المكتسبات
  • محمد بن زايد: سعدت باستقبال إخواني حكام الإمارات داعين الله أن يحفظ بلادنا بالأمن والازدهار
  • حمدان بن زايد يؤدي صلاة العيد في الظفرة ويستقبل المهنئين
  • كبسولة فى القانون.. اعرف عقوبة جريمة تعريض حياة الأطفال للخطر
  • شرطة دبي تهنئ قيادة الإمارات وشعبها بعيد الفطر