نظم سفير مصر في  فرنسا ومندوبها الدائم لدى اليونسكو، علاء يوسف مساء أمس، لقاء موسعًا مع وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، سها جندي في البيت المصري بالمدينة الجامعية بباريس، المحطة الخامسة ضمن جولتها الأوروبية في إطار حملة (شارك بصوتك)؛ لتحفيز وتشجيع المصريين بالخارج على المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024.

 

ألقت الوزيرة بصفوة من أعضاء الجالية المصرية في فرنسا الذين قدموا من باريس وليون ومارسيليا وبعض الأقاليم والمحافظات الفرنسية.

وافتتحت وزيرة الدولة للهجرةسها جندي حوارًا مفتوحًا مع أبناء الجالية المصرية، استهلته بقولها: "إن من أهم أولويات زيارتها الحديث عن أهمية وضرورة الحشد للانتخابات الرئاسية المقبلة وحيوية المشاركة في التصويت بالانتخابات؛ من أجل أن نؤكد كوننا دولة ديمقراطية فاعلة ومصيرها بيد أبنائها، ولا يوجد أهم من اختيار ربان سفينة الوطن في المرحلة المقبلة، وسط كل هذه الأمواج والتحديات التي تواجه العالم من حولنا، فنحن لا نواجه التحديات والكوارث العالمية فقط، بل نواجه أيضًا الشائعات المغرضة التي يروج لها البعض ضد الوطن، ونحتاج إلى قيادة حكيمة لديها القدرة على العبور بنا إلى بر الأمان، مشيرة إلى أن الانتخابات الرئاسية المصرية مقرر إجراؤها للمصريين بالخارج أيام الجمعة والسبت والأحد 1 و2 و3 ديسمبر المقبل، خلال عطلة نهاية الأسبوع؛ ليتمكن الجميع رجالًا ونساء من المشاركة في هذه الاحتفالية الوطنية الكبرى". 

 

وأعلنت الوزيرة انطلاق غرفة عمليات وزارة الهجرة لمتابعة انتخابات المصريين بالخارج في الانتخابات الرئاسية 2024، والتي تستمر لمدة 3 أيام ، حيث يتم الرد على كافة استفسارات وأسئلة المصريين بالخارج على مدار الساعة، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات. 

وقالت "إن هذا اللقاء يأتي بهدف الحديث عن ضرورة المشاركة في التصويت بالانتخابات الرئاسية القادمة من أجل أن نعطي رسالة للعالم أننا دولة ديمقراطية ومصيرها بيد أبنائها ولا يوجد أهم من اختيار قائد السفينة وسط كل هذه الأمواج والتحديات التي تواجه الدولة المصرية، وخاصة الشائعات التي يروج لها البعض ضد الوطن، مؤكدة أن المصريين بالخارج أمام مهمة وطنية بجدارة، لاختيار القيادة والتوجه المستقبلي للدولة، والحفاظ على مكتسبات الاستقرار، واستكمال طريق البناء والتنمية في الجمهورية الجديدة، مطالبة بعدم الالتفات لأي مزاعم يتم الترويج لها عن أن نتيجة الانتخابات محسومة"، 

وأضافت: "لقد عاشت مصر تجربة سابقة صعبة بسبب عدم النزول والمشاركة وعلينا أن نتعلم من أخطائنا".

 وأوضحت الوزيرة "أننا حريصون على تذليل أي عقبات قد تواجه المصريين في الخارج أثناء التصويت، مثل بعد مكان السفارة والقنصلية عن تمركزات المصريين والتي يمكن أن نتغلب عليها عن طريق توفير وسائل الانتقال الجامعي"، لافتة إلى أنها قد التقت بأبناء الجالية المصرية في الخارج ولمست حماسا وروحا معنوية عالية للمشاركة في الانتخابات.

 

ونبهت قائلة : "لقد تكاسلنا مرة من قبل وجاءت نتيجة بما لا يحمد عقباه وبكينا و(دخلنا في الحيطة طيب ما ننتخب الشخصية المناسبة في ظل هذه الازمات العالمية المصريين ). 

 

وقالت بأنها لن تحث المصريين على انتخاب مرشح بعينه فالدولة المصرية تقف على مسافة واحدة متساوية من جميع المرشحين "لكنكم تعلمون من هو الرجل المناسب لقيادة الدولة بسياسة حكيمة تساهم في بناء الدولة ودفع عجلة التنمية وشرحت المشهد السياسي الدولي" ووجهت كلامها لأبناء الجالية المصرية في فرنسا قائلة: "فمن أجل هذا المشهد المضطرب والخطير ، نحتاج ان تنزلوا لصناديق الانتخابات وتختاروا القائد للمرحلة الجديد لذلك فانتخابات اليوم ليست كغيرها، لأننا جئنا في وقت العالم كله يعج بالأزمات السياسية والنزاعات المسلح وزلازل والسوان في جنوب نزاع مسلح والفلسطينيين وفي ليبيا في كارثة كبرى والمغرب والعالم الزلازل والبراكين والاعاصير والحرب الأوكرانية الروسية اثرت على العالم وتسببت بأزمة طاحنة في كل اقتصاديات العالم ناهيك عن ام الازمات المتمثلة في وباء كوفيد 19 ". 

وأضافت :"لو نظرنا الى الدول المحيطة بنا فسنجد أنها دول مليئة بالتوترات والنزاعات المسلحة والأزمات والكوارث الطبيعية، فغزة فيها نزاع مسلح وجنوب مصر السودان أيضا فيها نزاع مسلح وليبيا تحارب الإرهاب وكذلك أصابها إعصار دانيال وتسبب في فيضانات مميتة كذلك المغرب والزلزال المدمر وزلزال تركيا وسوريا بالإضافة الى الحرب الروسية الأوكرانية التي اثرت على اقتصاديات العالم وتسببت في أزمة الطاقة وارتفاع الأسعار وشح في بعض المواد التموينية الرئيسية . 

وأوضحت وزيرة الهجرة بأن الانتخابات ستستمر على مدار هذه الأيام في التوقيتات من 9 صباحا حتى 9 مساء بتوقيت كل دولة، وتنعقد اللجان الانتخابية بمقار السفارات والقنصليات المصرية حول العالم.وأشارت وزيرة الهجرة إلى أن الهيئة الوطنية للانتخابات حددت ضوابط الانتخاب للمصريين بالخارج، حيث يشترط القانون وجود جواز السفر المصري، على أن يكون ساريا، أو بطاقة الرقم القومي، سواء كانت سارية أم غير سارية، وأن يكون الناخب مسجلا بقواعد بيانات الناخبين. وأضافت سها جندي أنه بموجب قانون الانتخابات، فكل مصري بلغ 18 عاما قبل إغلاق دعوة الناخبين، يحق له المشاركة في الانتخابات الرئاسية 2024، واختيار من يمثله لقيادة الوطن، في السنوات المقبلة، ويمكن التأكد من وجود الأسماء في قواعد بيانات الناخبين من عدمه، بإدخال الرقم القومي عبر موقع الهيئة الوطنية للانتخابات.

 وأكدت وزيرة الهجرة أن المصريين بالخارج جزء مهم من صناعة القرار في مصر، وصوتهم مهم، ولذلك حريصون على أن يشاركوا بفاعلية، للحفاظ على مكتسباتهم الدستورية، حيث منحهم الدستور المصري حق التصويت، ولذلك فمن المهم أن يمارسوا هذا الحق الدستوري. وقالت بأنه لابد لكل مصري بالخارج أن يكون شريكًا في رسم مستقبل وطنه.

تمكنا عبر جيشنا الباسل الدخول الى عمق الدول التي فيها نزاعات مسلحة أنقذنا جميع ابناءنا في السودان اكثر من 10 طالب وطالبة.


وقالت الوزيرة بأن "مصر دولة عظيمة ومؤثرة في العالم فمصر جاءت ثم جاء التاريخ ونحن نسير بطفرات كبيرة ونخلق بنية تحتية جديدة وتطوير للتعليم" كما تحدثت عن معدلات التنمية المصرية في عز الازمات الاقتصادية العالمية وسط الأمواج التي ترفع الجميع وقالت بأننا "اثبتنا بأننا قادرين ان نبحر في السفينة بسلام، فمصر مستقبلنا ومستقبل أولادنا واستثمارنا فيهم وهي الملجأ".


وعن الموضوع الثاني الذي من أجله جاءت الوزيرة ويعتبر ضمن اهم أولويات زيارتها  في الخارج، ألا وهو تواجد الدولة لصالح أبنائها في الخارج وأكدت بأن مصر في ظهر كل مواطن مصري في الخارج ولم ولن تتركه وسيجدها دائما خير سند له فهي أمه ومن المستحيل أن تتخلى الأم عن أبنائها فهم أغلى ما تملك والعكس صحيح أيضا.. وحول ماذا عملت في الوزارة على مدى سنة ونصف التي شرفت بتولي مسئوليتها ؟ 

 

وشرحت الوزيرة باستفاضة عن عدد البرامج والمبادرات ومناخ الاستثمار والمقترحات التي عرضتها على زملائها وزراء في الحكومة كوزراء الصحة والتعليم والتجارة  أما اهم شيء تعتز به فهي محاولة التواصل مع جميع الجاليات المصرية في الخارج واشعار كل مصري بأن مصر في ظهره واشعار كل مصري مهما كانت متواجد في الخارج حتى لو في بلد صغير أن الدولة المصرية الكبيرة تهتم به شخصيا وهي في ظهره وهذا ما حرضت عليه بجدية  لتكون ضمن الأولية القصوى بالوزارة لذلك تقوم بجولات مع جميع الجاليات المصرية على مدار السنة ونص لذلك زارت كل دول القارة الأوروبية نحو 30 دولة أوروبية كذلك سافرت لكندا ولدول الخليج لألتقي بأبناء مصر المغتربين. 

أما الدول التي فيها نزاعات فتفتخر الوزيرة قائلة : "لقد تمكنا عبر جيشنا الباسل الدخول الى عمق الدول التي فيه أزمات وتوتر أو نزاعات مثل السودان وليبيا حيث تم انقاذ جميع ابناءنا في السودان في عز الضرب والصواريخ والانفجارات تمكنا نعود بأبنائنا وانقذنا اكثر من 10 طالب وطالبة في السودان منهم طلبة الثانوية والجامعات".

 وأضافت " نفس الوضع في أوكرانيا وروسيا، ففي عز الحرب الدائرة، تمكنا من انقاذ ابناءنا وهذا من خلال تطوير مركز شباب المصريين بالخارج ميدسي (  MEDCE) التابع للوزارة، لتعظيم دور أعضائه والاستفادة منهم ودمجهم في خطط التنمية للدولة في ضوء استراتيجية تمكين الشباب التي يتبناها رئيس الجمهورية ويحرص على تطبيقها، لتضم عددا من الأنشطة الجديدة لتعزيز التواصل مع الشباب المصري بالخارج.

 وقالت بأنه عبر منصة ميدسي تمكننا من معرفة الكترونيا أين يتواجد ابنانا، كنا نتواصل من خلال الجسور البرية والبحرية والجوية كذلك في خلال الازمات زلزال تركيا وسوريا واعصار المغرب وليبيا" 

وتابعت الوزيرة أن مصر حباها الله بالكثير من الموارد الطبيعية النادرة مثل الكوارتز والرمال السوداء، والمعادن والثروات المحجرية والأراضي الزراعية الخصبة، وكوننا من أوائل الدول التي تنتج النيتروجين الأخضر، جميعها من سبل جذب الاستثمارات، بالإضافة إلى الشريان العالمي الأهم للتجارة العالمية قناة السويس والأيدي العاملة الماهرة الشابة التي يسعى العالم لاستقطابها وتسعى وزارة الهجرة لتدريبها وتأهيلها من خلال المركز المصري الألماني للهجرة والتوظيف وإعادة الإدماج في إطار المبادرة الرئاسية "مراكب النجاة".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أعضاء الجالية المصرية الانتخابات الرئاسية 2024 الزلزال المدمر العملة الصعبة العلاقات الخارجية الجالیة المصریة فی المصریین بالخارج وزیرة الهجرة المشارکة فی الدول التی کل مصری

إقرأ أيضاً:

ترامب يحمل اليهود مسؤولية فشله في الانتخابات الرئاسية

يحاول المرشحان دونالد ترامب، وكامالا هاريس جاهدَين – مع تصاعد حمى الحملات الانتخابية الرئاسية الأميركية – حشدَ كافة أشكال الدعم المادي والانتخابي في أوساط شرائح اجتماعية وعرقية عديدة. لذلك يبدي الرئيس السابق ترامب اهتمامًا خاصًا بالصوت الانتخابي اليهودي؛ لضمان فوزه في هذه الانتخابات التنافسية الحادة.

بيدَ أن ترامب أثار حفيظة العديد من قيادات الجماعات الأميركية اليهودية في خطابه الأخير في مدينة واشنطن دي سي بصالشهر الماضي، حين جاء محذرًا من تصاعد العداء للسامية في الولايات المتحدة الأميركية، ولكنه تضمّن نقدًا سياسيًا قاسيًا لم تتعوّد المجتمعات الأميركية اليهودية سماعه من المرشحين للرئاسة الأميركية طيلة العقود السابقة.

كشف خطاب ترامب وتصريحاته طوال الفترة الماضية عن أحقّيته في الحصول على كافة أصوات اليهود الأميركيين لصالحه بنسبة مئة بالمئة، معتبرًا أن التصويت خلاف ذلك يعني أن الناخب اليهودي شخص يكره ذاته وديانته اليهودية وإسرائيل. كما حمّل ترامب الناخبين اليهود مسؤولية احتمال فشله في الانتخابات الرئاسية هذا العام، محذرًا في الوقت نفسه من العواقب الوخيمة لهزيمته وأثرها الممكن على مجتمعاتهم في أميركا الشمالية، وعلى دولة إسرائيل.

تنبأ ترامب في خطابه بأن هزيمته في هذه الانتخابات الرئاسية تعني زوال إسرائيل خلال السنتين المقبلتين، وذلك لأن منافسته الديمقراطية ونائبة الرئيس بايدن الحالية كامالا هاريس تكنّ – على حسب زعمه – كراهية لإسرائيل، متجاهلًا حقيقة دعم هاريس المطلق لأمن واستقرار إسرائيل، وزواجها من رجل أميركي يهودي يخوض حاليًا حملات إعلامية؛ لمجابهة العداء للسامية في الولايات المتحدة.

وجّه ترامب نقدًا عنيفًا لهاريس وإدارة بايدن، متهمًا إياهما بالتساهل حيال المظاهرات الطلابية القوية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية في غزة، واصفًا هذه المظاهرات بأنها جزءٌ من العداء للسامية وسببٌ في تصاعدها في الولايات المتحدة.

وعد ترامب الأميركيين اليهود بسياسة فدرالية أكثر صرامة مع الجامعات الأميركية التي تنشط فيها المظاهرات المناهضة لحكومة إسرائيل، وحربها المدمرة في غزة، مهددًا بترحيل الطلاب الأجانب المتعاطفين مع حماس، وكذلك إعادة سياسة منع دخول المسلمين للولايات المتحدة، وخاصةً من البلدان التي تشهد حروبًا ونزاعاتٍ عسكرية، مثل: اليمن، والسودان، وسوريا.

لم ينسَ كذلك ترامب مهاجمة زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، السيناتور الأميركي اليهودي تشاك شومر، واصفًا إياه بالعضو في منظمة حماس الفلسطينية، رغم ما عُرف عن الأخير من صهيونية متشددة في الدفاع عن إسرائيل.

أعاد تشكيك ترامب في ولاء المجتمعات الأميركية اليهودية وخياراتها السياسية، التذكير بدعاوى تشكيك الولاء خلال قرون طويلة من العداء للسامية، عانى اليهود خلالها في أوروبا سياساتٍ اجتماعيةٍ عنصريةٍ بغيضة.

ماذا قدّم ترامب لإسرائيل؟

أظهر ترامب أثناء فترة رئاسته دعمًا سخيًا لإسرائيل وجرأة سياسية مجحفة في شأن الحقوق الفلسطينية التاريخية التي تضمنتها قرارات مجلس الأمن الدولي العديدة بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. تمثل ذلك في قراره الشهير بنقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى مدينة القدس، مما يُعد اعترافًا أميركيًا بها كعاصمة رسمية لدولة إسرائيل.

تجنب الرؤساء الأميركيون السابقون تطبيق قانون الكونغرس الأميركي المتعلق بنقل السفارة الأميركية إلى القدس، مستخدمين في ذلك سلطاتهم التي خوّلها لهم القانون، تاركين تقرير مصير المدينة المقدسة المحتلة لمفاوضات السلام النهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وجد قرار ترامب بنقل السفارة الأميركية ترحيبًا واسعًا في الأوساط الإسرائيلية، وسخطًا عارمًا بين المدافعين عن الحقوق الفلسطينية. قام ترامب أيضًا بالإقرار بحق إسرائيل في ضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة لها، ضاربًا عرض الحائط بقرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن، ومواقف الإدارات الأميركية السابقة.

كما ساهم ترامب بقوة دبلوماسية في توسيع دائرة التطبيع العربي الإسرائيلي، لتشمل أربع دول عربية جديدة، دون تقديم أي تنازلات إسرائيلية للفلسطينيين، متبنيًا خط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإمكانية الحصول على تطبيع كامل مع الدول العربية، دون تقديم أي تنازلاتٍ حقيقية على الأرض.

تعكس سيكولوجية ترامب شخصية مادية بحتة تؤمن بوجوب المقابل المادي لكل عمل سياسي تقوم به، حيث يعتبر التعاملات السياسية صفقات تجارية. لذلك، يرى ترامب أنه وحده من يستحق أصوات كل الأميركيين اليهود لما قدّمه لإسرائيل من خدمات عظيمة، وليس لما قدّمه للناخبين اليهود هنا في أميركا من خدمات.

بعض ملامح السلوك الانتخابي لليهود الأميركيين

يشكل الناخبون الأميركيون اليهود نسبة تقل عن 3٪ من إجمالي الناخبين الأميركيين، ويتميزون بأمرَين ذوَي أهمية بالغة، وهما: مشاركتهم العالية جدًا في التصويت في الانتخابات الأميركية، وكذلك دعمهم المالي السخي للحملات الانتخابية. وبينما يتوزع اليهود الأميركيون في معظم الولايات الأميركية، إلا أن ثقلهم السياسي من ناحية التصويت الانتخابي يتمركز في ولايات: نيويورك، وكاليفورنيا، وفلوريدا، وبعض الولايات الأخرى.

من الملاحظ في توجهات السلوك الانتخابي لمعظم أفراد المجتمعات الأميركية اليهودية ميلها للتصويت للمرشح الديمقراطي الأميركي، وذلك لاعتبارات عدة، منها اعتبار الحزب الديمقراطي حزبًا يجمع الأقليات العرقية والدينية المختلفة منذ تبني الحزب في منتصف الستينيات القضايا الليبرالية، مثل: الحقوق المدنية، وحرية المرأة، بخلاف الحزب الجمهوري الذي اتجه منذ ذلك العهد لاستمالة الأغلبية البيضاء المحافظة، خصوصًا في الجنوب الأميركي.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن دعم إسرائيل لا يشكّل نقطة خلاف جوهرية بين مرشّحي الرئاسة الأميركية، حيث يتبارى المرشحون، عادةً، في تقديم الكثير من الوعود لإسرائيل في سباق الحملات الانتخابية، ونادرًا ما يغرّد مرشحٌ للرئاسة خارج هذا السرب. لذا، لا تتغير سياسة الولايات المتحدة الأميركية حيال إسرائيل بتغير إداراتها المختلفة، سواء كانت جمهورية أم ديمقراطية.

على الرغم من التأييد المطلق الذي تبديه الجماعات اليهودية نحو إسرائيل، فإنّ هناك بوادر لظهور أصوات معارضة – وإن كانت قليلة – للوحشية الإسرائيلية القاتلة في حربها الأخيرة ضد الفلسطينيين، حيث طالب – مثلًا – بيرني ساندرز، المرشح الأميركي اليهودي السابق للرئاسة الأميركية، وأحد القيادات الليبرالية القوية في مجلس الشيوخ الأميركي، بقطع الدعم العسكري عن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة؛ حتى ترضخ للموافقة على وقف القتال في غزة وإتمام صفقة عودة الأسرى الإسرائيليين.

تجدر الإشارة إلى أن ساندرز حظي بتأييد قوي من الجماعات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة إبان ترشحه للرئاسة في عامي 2016 و2020؛ تقديرًا لمواقفه المتعاطفة مع حقوق الفلسطينيين والحقوق المدنية للمسلمين والعرب الأميركيين.

لا شك أن الاستجداء الرخيص لترامب لاستمالة الأصوات اليهودية الأميركية لصالحه في الانتخابات الأميركية لن يكون ذا تأثيرٍ كبيرٍ؛ نسبةً للميل التقليدي للناخبين الأميركيين اليهود لصالح الحزب الديمقراطي والقضايا الليبرالية.

كما أن نفورهم الطبيعي من ادعاء الوصاية على أصواتهم الانتخابية التي يزعمها ترامب في خطاباته السياسية، يزيد من تخوفهم من وجود بعض الجماعات العنصرية البيضاء ذات التاريخ القديم في العداء للسامية في أوساط قاعدة ترامب الانتخابية، وتأثيرهم المحتمل في حال فوزه بالانتخابات الرئاسية القادمة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تونس.. بدء التصويت بالانتخابات الرئاسية في الخارج
  • النزول إلى الناخبين.. أوباما يلقي بثقله خلف هاريس في الانتخابات الرئاسية
  • ترامب يحمل اليهود مسؤولية فشله في الانتخابات الرئاسية
  • ماذا تغير في الانتخابات الرئاسية بتونس بين الأمس واليوم؟
  • بدء عملية الاقتراع للانتخابات الرئاسية التونسية
  • بدء التصويت بالخارج لاختيار رئيس تونس.. ومظاهرات مرتقبة الجمعة
  • المنصف المرزوقي يدعو التونسيين لمقاطعة الانتخابات التي وصفها بـ المهزلة
  • وزيرة المالية المهندسة نورة الفصام تلتقي مدير عام صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا
  • أمر مرعب.. رئيس الوزراء يكشف أبرز مشكلة تواجه الدولة المصرية
  • السلة الغذائية ومنحة المليون تضعان وزيرة الهجرة تحت قبة البرلمان