قال بيل غيتس، الجمعة، إن العالم من المرجح أن يتجاوز عتبة درجة الحرارة الحرجة التي حذر العلماء منذ فترة طويلة من أنها قد تؤدي إلى آثار خطيرة وربما لا رجعة فيها على الناس والحياة البرية والنظم البيئية.

وقال غيتس خلال مشاركته في مؤتمر «كوب 28»، إنه بالتأكيد كان نصف كوب ممتلئاً عندما يتعلق الأمر بأزمة المناخ، وإنه متفائل بأن قمة دبي يمكن أن تساعد على دفع التقدم.

ومع ذلك، قال المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت: «إن أي تقدم في مكافحة المناخ لن يكون كافياً على الأرجح لمنع ارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين».

وتأتي تعليقاته في الوقت الذي يجتمع فيه صناع السياسات وقادة الأعمال في دبي لحضور قمة المناخ السنوية الأكبر والأكثر أهمية التي تعقدها الأمم المتحدة. ويُنظر إليها بنطاق واسع على أنها فرصة محورية لتسريع العمل المناخي، في وقت يسير فيه العالم على الطريق الصحيح لتسجيل العام الأكثر سخونة على الإطلاق، وفي الوقت الذي تؤثر فيه الظواهر الجوية المتطرفة في جميع أنحاء العالم.

وقال غيتس يوم الجمعة: «لا يوجد حد فاصل ثنائي حيث يكون كل شيء فظيعاً عند درجة حرارة معينة».

ارتفاع بدرجة الحرارة

وأضاف: «سيكون لدينا ارتفاع في درجة الحرارة، على الأرجح أعلى من أهدافنا، وهنا يأتي التكيف ليقول حسناً، بسبب هذا الاحترار، ما يمكنك القيام به غير مكلف للغاية، مثل أنظمة إنذار أفضل لأحداث الطقس السيئة أو بيانات طقس أفضل لمساعدة المزارعين الذين يعرفون متى يزرعون».

وأشار غيتس إلى أنه سيكون من الضروري مساعدة أشد الناس فقراً على التكيف مع تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري ومحاولة تقليل الأضرار التي تلحق بالنظم البيئية، مثل الشعاب المرجانية.

وتابع: «لحسن الحظ، لقد أحرزنا تقدماً كافياً، لدرجة أننا لن نواجه الحالات القصوى، مثل ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية، ولكن من المؤسف أننا ربما نفشل حتى في تحقيق هدف الدرجتين المئويتين. لذا، سيكون لدينا التكيف كأولوية».

وفي مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 28)، ستقوم الدول لأول مرة بتقييم مدى انحرافها عن المسار الصحيح لتحقيق أهداف اتفاق باريس التاريخي. ويهدف اتفاق عام 2015 إلى «الحد من الاحتباس الحراري العالمي إلى أقل من درجتين، ويفضل أن يكون 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل الصناعة».

ويقول العلماء إن درجة حرارة العالم ارتفعت بالفعل بنحو 1.1 درجة مئوية، بعد أكثر من قرن من حرق الوقود الأحفوري، فضلاً عن استخدام الطاقة والأراضي غير المتكافئ وغير المستدام.

تحذير برنامج الأمم المتحدة للبيئة

وفي الفترة التي سبقت مؤتمر «كوب 28» في دبي، حذر برنامج الأمم المتحدة للبيئة من أن «التعهدات الحالية بموجب اتفاق باريس تضع العالم على المسار الصحيح نحو ارتفاع درجات الحرارة بمقدار 2.9 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الصناعة». وقال برنامج الأمم المتحدة للبيئة: «إن النتائج التي توصل إليها، تؤكد مجدداً الحاجة الملحة إلى زيادة العمل المناخي».

وكانت الأمم المتحدة قد قالت في وقت سابق: «إن عتبة 1.5 درجة مئوية هي التي تعد الحد الأعلى، إذا أرادت البشرية تجنب أسوأ ما تخبئه أزمة المناخ».

وعندما سُئل عن كيفية تفكيره في التحديات التي تواجه الأجيال القادمة في سياق أزمة المناخ، أجاب غيتس: «حسناً، هناك الكثير من الأشياء المدهشة التي تأتي من خلال الابتكار البشري، والأدوية الأفضل، والذكاء الاصطناعي. يمكن أن تساعد على تعليم الأطفال أشياء مختلفة».

وأضاف: «في الوقت نفسه، تعلمون أن لدينا استقطاباً، وتغيراً مناخياً، وبالتالي فإن الوضع ديناميكي للغاية. بشكل عام، أرى الكثير من الأشياء الإيجابية، ولكننا بحاجة إلى إعطاء الأولوية لتجنب تلك السلبيات؛ لأننا لا نريد لأطفالنا فقط، بل نريد لأجيال عديدة أن تحظى بحياة أفضل مما نعيشه».

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات كوب 28 الإمارات المناخ الأمم المتحدة درجة الحرارة درجة مئویة

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تنسحب من صندوق تعويض الدول الفقيرة عن الاحتباس الحراري العالمي

انسحبت إدارة ترامب من الاتفاق العالمي الذي تعهدت بموجبه الدول المتقدمة الأكثر مسؤولية عن أزمة المناخ بتعويض الدول النامية جزئيا عن الأضرار التي لا رجعة فيها الناجمة عن الانحباس الحراري العالمي .

وتم الاتفاق على إنشاء صندوق الخسائر والأضرار في مؤتمر المناخ للأمم المتحدة Cop28 في أواخر عام 2023 – وهو انتصار تم تحقيقه بشق الأنفس بعد سنوات من الدعوة الدبلوماسية والشعبية من قبل الدول النامية التي تتحمل العبء الأكبر من أزمة المناخ على الرغم من أنها ساهمت بأقل قدر في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي. أشار الصندوق إلى التزام الدول المتقدمة الملوثة بتقديم الدعم المالي لبعض الخسائر الاقتصادية وغير الاقتصادية التي لا رجعة فيها الناجمة عن ارتفاع مستوى سطح البحر والتصحر والجفاف والفيضانات التي تحدث بالفعل.

وتمتلك الولايات المتحدة سجلاً طويلاً من أساليب المماطلة والعرقلة، ولم تتعهد حتى الآن سوى بـ 17.5 مليون دولار لصندوق الخسائر والأضرار، الذي بدأ العمل في الأول من يناير/كانون الثاني من هذا العام. والآن لن تشارك الولايات المتحدة، أكبر مصدر للغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، في المبادرة.

وقالت ريبيكا لولور، نائبة مدير مكتب المناخ والبيئة الأمريكي، في رسالة إلى الصندوق: “نيابة عن وزارة الخزانة الأمريكية، أكتب لإبلاغكم بأن الولايات المتحدة ستنسحب من مجلس إدارة صندوق الاستجابة للخسائر والأضرار، اعتبارًا من الآن”.


ولقي القرار بإلغاء صندوق الخسائر والأضرار إدانة شديدة من جانب دعاة المناخ من الشمال والجنوب العالميين.

وقد انسحب ترامب بالفعل من اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015 – للمرة الثانية بعد إعادة الولايات المتحدة تحت قيادة جو بايدن – مدعياً أن الاتفاق الدولي بشأن خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري ومنع كارثة المناخ قد خدع الولايات المتحدة.

وقال ترامب أثناء توقيعه على الأمر التنفيذي في أول يوم له في منصبه: “سأنسحب على الفور من عملية الاحتيال غير العادلة التي تمت في إطار اتفاقية باريس للمناخ”. وأضاف: “لن تخرب الولايات المتحدة صناعاتنا بينما تلوث الصين البيئة دون عقاب”.

وتحتل الصين حالياً المرتبة الأولى في انبعاثات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي، ولكنها أيضاً الرائدة عالميا في تصنيع ونشر الطاقة المتجددة. والولايات المتحدة هي أكبر مصدر للانبعاثات على الإطلاق، ورغم انخفاض الانبعاثات إلى جانب انخفاض استخدام الفحم، فقد أصبحت أكبر منتج للنفط والغاز في العالم بهامش ضخم في السنوات الأخيرة.

مقالات مشابهة

  • الدمام 30 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة
  • الرئيس البرازيلي يقترح إنشاء مجلس تغير المناخ داخل الأمم المتحدة
  • الأمم المتحدة والبرازيل تطلقان مبادرة لمحاربة حملات التضليل حول المناخ
  • الولايات المتحدة تنسحب من صندوق تعويض الدول الفقيرة عن الاحتباس الحراري العالمي
  • الولايات المتحدة تتعهد بالعمل على استعادة السلام في شرق الكونغو الديمقراطية
  • بريطانيا تلجأ للصين لمواجهة سياسات ترامب المعادية للمناخ
  • القلب النابض للنظام المناخي.. ماذا يحدث في المحيطات؟
  • العيسى في الأمم المتحدة: لا لربط الإرهاب بدين يعتنقه قرابة ملياري إنسان.. مواجهة “رهاب الإسلام” بترسيخ قيم التعايش السلمي
  • الذكاء الاصطناعي يعزز الاستدامة ويسرع مكافحة التغير المناخي
  • الأمم المتحدة: ارتفاع مقلق في التعصب ضد المسلمين على مستوى العالم