مجدي أبوزيد يكتب : نحو مجتمع المعرفة والابتكار
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
يحظى ملف رعاية النابغين والمبتكرين باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، من خلال الحرص على دعم الشباب المتفوق علمياً في مختلف المجالات، طبقا لرؤية مصر 2030. حيث تتضمن الرؤية تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة تستند إلى المعرفة والبحث والابتكار.
وتؤكد القيادة السياسية على رعاية النابغين والمبتكرين وتطوير ودعم المواهب والقدرات المتميزة في مختلف المجالات، بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي، كما تؤكد على ضرورة إنتاج المعرفة واستغلالها بصورة وظيفية، لتحقق نتاجاً يساعد في التنمية البشرية والمادية على حد سواء.
كما تحرص الدولة على الاستثمار في الموهوبين والنابغين من أجل إعداد جيل قادر على الابتكار، والتطوير، والبحث العلمى، والمشاركة فى تطوير المجتمع، تنفيذاً للرؤية الاستراتيجية الشاملة للدولة لعام 2030 والتى يعتبر التعليم والابتكار والبحث العلمى أحد أهم ركائزها نحو التنمية.
كما تعمل الدولة جاهدةً لتعزيز البحث العلمي ودعم الابتكار والإبداع، ويتم ذلك من خلال بناء جسور التواصل مع الهيئات والمراكز البحثية والجهات التي تضم باحثين مبدعين، بهدف نشر ثقافة الابتكار في المجتمع. حيث يعتبر البحث العلمي المحرك الرئيسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة على المستوى الوطني والدولي.
كما تتبنى الدولة استراتيجيات وتقنيات حديثة لتعزيز البحث العلمي وتشجيع الباحثين الشباب على تطوير مهاراتهم، كما توفر الدعم المادي والمعنوي للمشاريع البحثية المبتكرة وتعمل على توفير البنية التحتية اللازمة لتحقيق الاختراعات والابتكارات العلمية.
وتعمل المجتمعات المعرفية والابتكارية على إنشاء بيئة ملائمة للتعلم المستمر وتبادل الخبرات والمعرفة ويتضمن ذلك انشاء المراكز البحثية ومراكز دعم الابتكار في الجامعات، وتنظيم الفعاليات، والمؤتمرات، وورش العمل التي تعزز التفاعل والتعاون بين أعضاء المجتمع.
كما توفر المجتمعات المعرفية والابتكارية دعماً للأفراد في مسيرتهم الابتكارية وتطوير مهاراتهم وقدراتهم في مختلف المجالات، بما في ذلك العلوم والتكنولوجيا والطب والفنون والأعمال وغيرها، بحيث يساهم هذا المجتمع في إيجاد حلول للتحديات العالمية المعقدة وتعزيز التنمية المستدامة.
وأرى أن مراكز دعم الابتكار ودعم الباحثين في الجامعات، تلعب دورًا حاسمًا في تحفيز الطلاب وتعزيز روح الابتكار والتميز لديهم، ويساعد توفر هذا الدعم الدائم على تحويل فترة الدراسة الجامعية إلى فرصة للتطور والنمو، كما يمنح الطلاب والخريجين الفرصة لتنفيذ مشاريعهم على أرض الواقع ورؤية ثمار جهودهم المبذولة، ويسهم أيضًا في التنمية والازدهار المستدام في المجتمع.
في النهاية، يعمل مجتمع المعرفة والابتكار على تعزيز التعاون والتبادل الإبداعي من أجل الارتقاء بالبشرية، ويعد أساساً مهمًا لبناء مستقبل مستدام ومزدهر للبلدان والمجتمعات.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
هناك فرق – منى أبوزيد – مهزلة العقل البشري!!!
هناك فرق – منى أبوزيد – مهزلة العقل البشري!
“أرجو من القارئ أن يضحك على نفسه كثيرًا قبل أن يدرس التاريخ، إذ لم يخلق الله مهزلة تستوجب الضحك كالعقل البشري”.. د. على الوردي..!
أعرف أُمَّاً كانت ابنتها زوجةً لرجلٍ ذي نفوذ وحيثية أو شخصيةٌ مرموقة “إن شئت” بحسب تعريف مجتمع سودان ما قبل الحرب لمنصبه المهني والسياسي، ثم شاء الله أن ينتهي ذلك الزواج – الذي بدأ بحفل عرسٍ أسطوري – بالطلاق لأن الرجل المُهم الذي كان يدير شئون مؤسسة ضخمة بكامل عدَّتها وعتَادها فشل في أن يدير بعض شئون بيته..!
وهكذا، وبعد حساب حفنة الأرباح وأطنان الخسائر قالت الأم مخاطبةً ابنتها بتلك النبرة الواقعية التي يلوذ بها معظم الناس بعد وقوع الكوارث “إن شاء الله يا بتي بعد دا الحال يجيك زول ساكت”..!
وعندما استفسرت ابنتها عن معنى أن يكون زوج المستقبل “زول ساكت” قالت الأم “يعني زول عادي، راجل عيشة، لا منصب لا جاه لا لقب”..!
ذات النَّزعة الطبقيَّة في تصنيف “العرسان” كان يلازمها عرفٌ صارم بشأن تقييم المكالمات الواردة إلى الهواتف المحمولة. فالناس ينقسمون بحسب ذلك التصنيف إلى فئات تتراوح بين الشخصيات الهامة والناس الساكت، وذلك بحسب موقع رقم الشخص المتصل من قائمة الأرقام المميزة..!
عندما كنت أقيم خارج السودان الذي كان – في مطلع هذه الألفية – اشتريتُ حال وصولي إلى الخرطوم في عطلةٍ قصيرة شريحة موبايل، ثم فوجئت بعد ذلك بعدم ترحيب معظم الناس بالمكالمات الواردة من فئة الشرائح المسكينة تلك، فشكوتُ الأمر إلى إحدى صديقاتي التي أدهشتني إجابتها “بيكونوا فاكرينك زولة ساكت” ..!
وعندما أعربت عن استنكاري لمثل هذا التصنيف المُخِلْ تناولت هاتفها المحمول بهدوء وقامت بالاتصال بذات الرقم الذي لم أجد منه رداً. فعلَتْ ذلك بكل بساطة وهي تخاطبني قائلةً بكل ثقة “أنا رقم تلفوني في آي بي عشان كدا بيردوا طوالي”، وقد كان..!
ذات النهج في تصنيف الناس كان ينطبق على ما تدلي به الشخصيات – ذات الحيثية – السياسية والاقتصادية في مختلف مجالات الحكم السياسي والشغل التنفيذي والعمل العام. فقد كان هنالك دوماً ما يمكن أن يقال لشخصية ذات قوة ونفوذ، وكان هناك دوماً ما لا يمكن الحديث عنه أمام أي “زول ساكت ..!
في سودان ما قبل الحرب كان الحديث عن بعض الحقائق في اجتماعات القيادة ومراكز صنع القرار شيء والتصريح بشأنها في المحافل الجماهيرية والزيارات الميدانية وأمام وسائل الإعلام شيءٌ آخر..!
في سودان ما قبل الحرب كانت الفتاوى الدينية – بشأن القروض الربوية أو الخروج على الحاكم أو إخماد ثورة المحكوم – تكشف عن ساقها بين يدي الحاكمين بأمرهم وتتدثر بسرابل التقييد والتشديد إن كان من يطلبها هو أي “أزول ساكت” ..!
ثم اندلعت ثورةٌ أسقطت النظام الحاكم، وكان مُشعل شرارتها ووقودها وحارسها الأمين هو ذلك “الزول الساكت” الذي سار في المواكب وهتف وتظاهر وزأر، وبات في ميدان القيادة يحرس ثورته من غارات القياديين والمهُمين وذوي الشأن والقوة والحيثية ..!
ثم اندلعت الحرب في السودان وتعاظم التآمر عليه، ونزح من نزح، ولجأ من لجأ، وبقى من بقى، واستنفر من واستنفر، واستشهد من استشهد من مختلف فئات هذا الشعب الذي يواجه التشريد والتهجير ويقاوم مشاريع الاستيطان وطمس الهوية..!
وما يزال بعض السياسيين الخونة والناشطين العملاء والكتاب الأجراء يخاطبونه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام على اعتبار أنه مجرد “زول ساكت”!.
munaabuzaid2@gmail.com
صحيفة الكرامة
منى أبوزيدهناك فرق – منى أبوزيد – مهزلة العقل البشري!