تجددت الحرب خلال الساعات الأخيرة على قطاع غزة، وعاد قرابة 2.5 مليون فلسطيني رهينة لحسابات سياسية سافرة على الطرفين.


فحكومة الاحتلال، وإن صدق ما قاله مكتب نتنياهو والخارجية الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، في بيانات منفصلة، من أن حماس كانت أول من خرق الهدنة بإطلاق صاروخ نحو الأراضي الإسرائيلية، فهذا استمراء للدم ولا مراعاة لحياة وحرمة، مئات الآلاف من الفلسطينيين ولا لمقدراتهم ولا لمنازلهم، وتقديمهم بصدور عارية قرابين أمام آلة الحرب الإسرائيلية، فإن صدقت هذه الرواية الإسرائيلية، فهذا حساب خاطئ وسافر من جانب حركة حماس.


 

وإذا كانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تكذب في هذه النقطة، في المسؤول عن الشرارة الأولى لعودة الحرب، بعد انقضاء 7 أيام من الهدنة دون أن يتم تجديدها أو تمديدها بالإفراج عن مزيد من الأسرى لدى حماس، ومقابلة ذلك بمعتقلين لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فإن حركة حماس مخطئة ولم تنتهز فرصة الهدنة لأقصى فترة ممكنة.


فماذا يفيد التمسك الآن بنحو 154 إسرائيليا مدنيا وعسكريا كما تقول حماس، بعد الإفراج عن أكثر من مائة طوال أيام الهدنة، نظير سحق قطاع غزة من جديد وتدميره تدميرًا ممنهجا.


المفترض أن قادة حماس، يعلمون إنهم وبطوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضي، حققوا ما يريدون وأوقعوا بإسرائيل ضربة مدوية، واخترقوا أمنها وغلاف غزة وأسقطوا المئات، وأكدوا لإسرائيل سواء اتفقنا أو اختلفنا على الطريقة، أن المقاومة موجودة وحقوق الشعب الفلسطيني باقية، فالحرب بالنسبة لحماس انتهت وبحساباتهم هم أنفسهم. ولكن أن تفرط حركة حماس في "مكسب الهدنة"، بهذه السهولة، والتي كان يتم تمديدها يوما بيوم، مع الإفراج عن مزيد من الأسرى، وبحساب العدد الموجود لديهم فإنه كان ممكنا تمديدها قرابة أسبوعين جديدين من وقف القتال، فهذا منتهى الاستهتار بحياة الفلسطينيين والأطفال والنساء، وإعطاء الضوء الأخضر لحكومة الاحتلال الغاشمة بإعادة القصف الوحشي الهمجي على قطاع غزة، كما أن التمسك بذلك العدد ليس ذا قيمة، أمام سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحي الذين سيسقطون جراء تجدد الحرب مرة ثانية.


بعضهم، داخل حركة حماس قال في تصريحات منشورة، أن التمسك بالعدد الباقي للإفراج عن العسكريين من حماس في سجون إسرائيل؟! وهذه أيضا "حسبة خاطئة"، والواجب أن تكون أرواح مئات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين، أهم من عناصر حماس في سجون إسرائيل بحسابات اللحظة، وتحت القصف. 

كما أن الإفراج عن الأسرى ليس مكسبا كبيرا كما يحاول تصويره بعض الدهماء والأغبياء كذبا على الشعب الفلسطيني، بعدما كشفت تقارير فلسطينية أمس ومنشورة كذلك، أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تعيد تدوير الاعتقالات، بما يعني أن إسرائيل تفرج اليوم عن 10 فلسطينيين، ثم تقوم غدا أو بعد غدٍ بإعادة اعتقال أضعافهم؟؟!


ليست هذه مكاسب يا رفاق، وأنتم تعلمون أنه عبث، والأولى أن يتم الانتباه لدمار أكثر من 50% من منازل قطاع غزة وفق تقارير أممية، ونزوح 1.7 مليون فلسطيني من شمال القطاع لجنوبه، واقتطاع شمال غزة لحساب إسرائيل، يعني احتلته من جديد ولم تسمح بالعودة له، والأكثر ألما سقوط أكثر من 50 ألف بين شهيد ومصاب.


لعبة السياسة والتجارة بالحرب بين حماس وإسرائيل، مرفوضة وسافرة وعار على الطرفين، وانكشفت تماما لكل ذي عينين بعد انتهاء الهدنة.


وليس خافيا بالطبع، أن نتنياهو كان متعطشا لانتهاء الهدنة، وحماس سمحت له بذلك ولم تستطع أن تكشفه لوقت أطول أمام الداخل الإسرائيلي، بالإفراج عن مزيد من الأسرى وإطالة وقت السلم.


الهدنة كان من المفترض أن يعقبها وقف للقتال والحرب، الهدنة كان من المفترض أن يعقبها وقف للدمار والتخريب وتهجير الفلسطينيين، وأن تكون حماس أكثر حرصا عليها، لا أن تتجدد ويعاد القتل والدمار وزهق أرواح مئات الأبرياء. كما أن تجاهل أو إغفال تقديم "مشروع حل سياسي"، للوساطة المصرية والقطرية لوقف الحرب نهائيا، خطأ استراتيجي من حماس.


الخلاصة.. عودة الحرب جريمة مشتركة سافرة، وتفعيل هدنة ثانية، سيكون حلمًا بعيدا بعض الشىء في رأيي. واذا كان الوصول لإقرار الهدنة الأولى استغرق 50 يوما كاملة من الدمار الحرب والقتل، فإن تفعيل هدنة ثانية مع إعلان حكومة نتنياهو، الالتزام بتحقيق 3 أهداف للحرب، وهى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. والقضاء على حركة حماس وضمان عدم تمكن غزة من تهديد إسرائيل ثانية، سيبعدها كثيرا هذه المرة.


كان الأولى أن يكون واضحا لحماس وباقي الفصائل  أن الحفاظ على حياة طفل فلسطيني واحد، أو مدني فلسطيني واحد، أو سيدة فلسطينية واحدة لا ذنب لهم، أهم من الإفراج عن 10 بسجون إسرائيل، ستعيد تدوير اعتقالهم، متى أرادت وبطريقتها المعتادة.


سلام على أرواح الشهداء.. سلام على فلسطين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: حکومة الاحتلال الإفراج عن حرکة حماس قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

مجـ.زرة جديدة في جنوب غزة.. والأونروا تؤكد انتهاك إسرائيل لقواعد الحرب

واصل جيش الاحتلال عدوانه الوحشي على قطاع غزة  الذي بدأ في 7 أكتوبر 2023، مخلفا عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على القطاع المحاصر. 

وأعلنت وزارة الصحة بغزة اليوم أن الاحتلال ارتكب 5 مجـ.ازر جديدة ضد العائلات في القطاع راح  ضحيتها 58 شهيدا و56 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية.

وارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 45317 شهيدا و107713 مصابا منذ 7 أكتوبر من العام الماضي. 

وارتكبت قوات الاحتلال مجـ.زرة جديدة في منطقة المواصي -التي وصفتها سابقا بأنها آمنة- غرب مدينة خان يونس، في حين اتهمت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إسرائيل بانتهاك جميع قواعد الحرب في غزة. 

وأكد المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني في منشور على موقع إكس "لكل الحروب قواعد، إلا أنه تم انتهاك جميع هذه القواعد في غزة، الهجمات على المدارس والمستشفيات باتت أمرا شائعا، ولا ينبغي للعالم التعود على ذلك".

كما واصلت قوات الاحتلال استهداف مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا شمالي القطاع، وقال محاصرون من الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى إنهم "معرضون لخطر الموت جوعا بعد نفاد كل مقومات الحياة الأساسية".

وأوضح المحاصرون أنهم غارقون في الظلام، بسبب قصف الاحتلال لمولدات الكهرباء، ولا يعرفون بعضهم بعضا إلا بأصواتهم، كما أكدوا وجود عدد من الشهداء لا يستطيع أحد دفنهم منذ السبت الماضي خشية القصف المستمر.

من جهتها، أكدت منظمة أوكسفام غير الحكومية أن 12 شاحنة مساعدات إنسانية فقط وزعت الغذاء والماء في شمال غزة خلال شهرين ونصف الشهر، محذرة بشدة من تدهور الوضع الإنساني هناك.

وشددت المنظمة على أن الجيش الإسرائيلي يعرقل بشكل ممنهج "إيصال المساعدات إلى المدنيين الفلسطينيين الذين يتضورون جوعا".

وينفذ جيش الاحتلال ما تعرف باسم خطة الجنرالات التي تهدف لتهجير أهالي شمال القطاع، ومحاصرتهم بالجوع، ومنع عودة المهجرين إلى ديارهم.

في غضون ذلك، أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء إلى سكان منطقة الشجاعية وطالبهم بالانتقال لغرب مدينة غزة.

في الأثناء، قالت كتائب القسام إن "مجاهديها تمكنوا في عملية أمنية معقدة من طعن وقتل 3 جنود صهاينة كانوا في مهمة حماية مبنى تحصنت به قوة صهيونية بمشروع بيت لاهيا شمال غزة".

وأضافت القسام أن مقاتليها اقتحموا المنزل وأجهزوا على كافة أفراد القوة الإسرائيلية من مسافة الصفر واغتنموا أسلحتهم وأخرجوا عددا من المواطنين الذين احتجزهم الاحتلال داخل المنزل.

وفي القدس المحتلة، زعمت إذاعة جيش الاحتلال إن "الشرطة أطلقت النار على شاب فلسطيني حاول تنفيذ عملية طعن قرب حاجز حزما شمال القدس دون وقوع ضحايا".

وأكدت أن قوات الأمن أغلقت الطرق المحيطة بموقع عملية الطعن قرب حاجز حزما بالقدس المحتلة. 

مقالات مشابهة

  • مجـ.زرة جديدة في جنوب غزة.. والأونروا تؤكد انتهاك إسرائيل لقواعد الحرب
  • «الصفقة المحتملة» لتبادل الأسرى مع حماس تثير انقساما بين وزراء الاحتلال والمعارضة
  • بين تفاؤل حذر وتحديات معقدة .. هل تنجح جهود الهدنة في غزة ؟
  • حراك سياسي في لبنان للضغط على إسرائيل لوقف خروقات اتفاق الهدنة
  • أصرت عليه حماس..الخلاف على مروان البرغوثي يمنع تقدم المفاوضات على الهدنة في غزة
  • عائلات الأسرى الصهاينة تطالب بصفقة شاملة وانهاء الحرب لضمان عودة الأسرى
  • عائلات المحتجزين بغزة: إنهاء الحرب ليس إخفاقا والأهم عودة أبنائنا
  • إبراهيم شعبان يكتب: نظرية العصر الإسرائيلي
  • إبراهيم عثمان يكتب: الإعلان والإعلان الضرار !
  • اقرأ في عدد «الوطن» غدا .. «تقارير»: مفاوضات الهدنة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل تقترب من الحسم