إبراهيم شعبان يكتب : عودة الحرب .. جريمة مشتركة سافرة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
تجددت الحرب خلال الساعات الأخيرة على قطاع غزة، وعاد قرابة 2.5 مليون فلسطيني رهينة لحسابات سياسية سافرة على الطرفين.
فحكومة الاحتلال، وإن صدق ما قاله مكتب نتنياهو والخارجية الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي، في بيانات منفصلة، من أن حماس كانت أول من خرق الهدنة بإطلاق صاروخ نحو الأراضي الإسرائيلية، فهذا استمراء للدم ولا مراعاة لحياة وحرمة، مئات الآلاف من الفلسطينيين ولا لمقدراتهم ولا لمنازلهم، وتقديمهم بصدور عارية قرابين أمام آلة الحرب الإسرائيلية، فإن صدقت هذه الرواية الإسرائيلية، فهذا حساب خاطئ وسافر من جانب حركة حماس.
وإذا كانت حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تكذب في هذه النقطة، في المسؤول عن الشرارة الأولى لعودة الحرب، بعد انقضاء 7 أيام من الهدنة دون أن يتم تجديدها أو تمديدها بالإفراج عن مزيد من الأسرى لدى حماس، ومقابلة ذلك بمعتقلين لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فإن حركة حماس مخطئة ولم تنتهز فرصة الهدنة لأقصى فترة ممكنة.
فماذا يفيد التمسك الآن بنحو 154 إسرائيليا مدنيا وعسكريا كما تقول حماس، بعد الإفراج عن أكثر من مائة طوال أيام الهدنة، نظير سحق قطاع غزة من جديد وتدميره تدميرًا ممنهجا.
المفترض أن قادة حماس، يعلمون إنهم وبطوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضي، حققوا ما يريدون وأوقعوا بإسرائيل ضربة مدوية، واخترقوا أمنها وغلاف غزة وأسقطوا المئات، وأكدوا لإسرائيل سواء اتفقنا أو اختلفنا على الطريقة، أن المقاومة موجودة وحقوق الشعب الفلسطيني باقية، فالحرب بالنسبة لحماس انتهت وبحساباتهم هم أنفسهم. ولكن أن تفرط حركة حماس في "مكسب الهدنة"، بهذه السهولة، والتي كان يتم تمديدها يوما بيوم، مع الإفراج عن مزيد من الأسرى، وبحساب العدد الموجود لديهم فإنه كان ممكنا تمديدها قرابة أسبوعين جديدين من وقف القتال، فهذا منتهى الاستهتار بحياة الفلسطينيين والأطفال والنساء، وإعطاء الضوء الأخضر لحكومة الاحتلال الغاشمة بإعادة القصف الوحشي الهمجي على قطاع غزة، كما أن التمسك بذلك العدد ليس ذا قيمة، أمام سقوط عشرات الشهداء وآلاف الجرحي الذين سيسقطون جراء تجدد الحرب مرة ثانية.
بعضهم، داخل حركة حماس قال في تصريحات منشورة، أن التمسك بالعدد الباقي للإفراج عن العسكريين من حماس في سجون إسرائيل؟! وهذه أيضا "حسبة خاطئة"، والواجب أن تكون أرواح مئات الآلاف من الفلسطينيين المدنيين، أهم من عناصر حماس في سجون إسرائيل بحسابات اللحظة، وتحت القصف.
كما أن الإفراج عن الأسرى ليس مكسبا كبيرا كما يحاول تصويره بعض الدهماء والأغبياء كذبا على الشعب الفلسطيني، بعدما كشفت تقارير فلسطينية أمس ومنشورة كذلك، أن حكومة الاحتلال الاسرائيلي تعيد تدوير الاعتقالات، بما يعني أن إسرائيل تفرج اليوم عن 10 فلسطينيين، ثم تقوم غدا أو بعد غدٍ بإعادة اعتقال أضعافهم؟؟!
ليست هذه مكاسب يا رفاق، وأنتم تعلمون أنه عبث، والأولى أن يتم الانتباه لدمار أكثر من 50% من منازل قطاع غزة وفق تقارير أممية، ونزوح 1.7 مليون فلسطيني من شمال القطاع لجنوبه، واقتطاع شمال غزة لحساب إسرائيل، يعني احتلته من جديد ولم تسمح بالعودة له، والأكثر ألما سقوط أكثر من 50 ألف بين شهيد ومصاب.
لعبة السياسة والتجارة بالحرب بين حماس وإسرائيل، مرفوضة وسافرة وعار على الطرفين، وانكشفت تماما لكل ذي عينين بعد انتهاء الهدنة.
وليس خافيا بالطبع، أن نتنياهو كان متعطشا لانتهاء الهدنة، وحماس سمحت له بذلك ولم تستطع أن تكشفه لوقت أطول أمام الداخل الإسرائيلي، بالإفراج عن مزيد من الأسرى وإطالة وقت السلم.
الهدنة كان من المفترض أن يعقبها وقف للقتال والحرب، الهدنة كان من المفترض أن يعقبها وقف للدمار والتخريب وتهجير الفلسطينيين، وأن تكون حماس أكثر حرصا عليها، لا أن تتجدد ويعاد القتل والدمار وزهق أرواح مئات الأبرياء. كما أن تجاهل أو إغفال تقديم "مشروع حل سياسي"، للوساطة المصرية والقطرية لوقف الحرب نهائيا، خطأ استراتيجي من حماس.
الخلاصة.. عودة الحرب جريمة مشتركة سافرة، وتفعيل هدنة ثانية، سيكون حلمًا بعيدا بعض الشىء في رأيي. واذا كان الوصول لإقرار الهدنة الأولى استغرق 50 يوما كاملة من الدمار الحرب والقتل، فإن تفعيل هدنة ثانية مع إعلان حكومة نتنياهو، الالتزام بتحقيق 3 أهداف للحرب، وهى إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس. والقضاء على حركة حماس وضمان عدم تمكن غزة من تهديد إسرائيل ثانية، سيبعدها كثيرا هذه المرة.
كان الأولى أن يكون واضحا لحماس وباقي الفصائل أن الحفاظ على حياة طفل فلسطيني واحد، أو مدني فلسطيني واحد، أو سيدة فلسطينية واحدة لا ذنب لهم، أهم من الإفراج عن 10 بسجون إسرائيل، ستعيد تدوير اعتقالهم، متى أرادت وبطريقتها المعتادة.
سلام على أرواح الشهداء.. سلام على فلسطين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: حکومة الاحتلال الإفراج عن حرکة حماس قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
صاحب خطة الجنرالات: ثلاثة أسباب لفشل “إسرائيل” في الحرب على غزة
#سواليف
قال صاحب ” #خطة_الجنرالات ” غيورا إيلاند إنه “بعد عام ونصف من بداية الحرب في #غزة، يمكن كتابة ملخص مرحلي. بغض النظر عن أحداث 7 أكتوبر، يمكن القول إن #إسرائيل فشلت في #الحرب على #غزة. هناك ثلاثة معايير لتقييم مدى النجاح في الحرب، ولا واحد منها يعتمد على تصريحات القادة، حيث أن هذه التصريحات دائمًا ما تقدم الواقع بشكل مزخرف ومشوه”.
وأضاف أن يجب النظر إلى أهداف الحرب مقابل الإنجازات، والمعيار الأول هو المقارنة بين أهداف الحرب وما تحقق فعلاً. تم تحديد أربعة أهداف فيما يتعلق بغزة: إسقاط حكم حماس، خلق وضع لا يشكل فيه تهديد عسكري من غزة، إعادة مستوطني المناطق الحدودية بأمان، وإعادة كل الأسرى. الهدف الوحيد الذي تحقق جزئيًا هو إعادة #الأسرى، ولكن طالما أن هناك 59 أسيرًا في غزة، منهم أكثر من 20 على قيد الحياة، فإن هذا الإنجاز الجزئي بعيد عن أن يكون مريحًا.
ووفقا له، المعيار الثاني يتعلق بجوهر الحرب، فالغرض من كل حرب، سواء حدثت قبل 3000 سنة أو اليوم، هو فرض إرادتنا على الطرف الآخر، أي إجباره على قبول شيء يتناقض مع مصالحه. إذا تم تحقيق “نصر كامل”، فهذا يعني استسلامًا غير مشروط من الطرف الآخر، وبالتالي يمكن للطرف المنتصر فرض إرادته بالكامل. حدث ذلك في نهاية الحرب العالمية الثانية ضد ألمانيا واليابان. عندما يكون النصر جزئيًا، يمكن فرض تنازلات مؤلمة على الطرف الآخر مثل التنازل عن أراضٍ، التنازل عن الموارد الطبيعية، الالتزام بدفع تعويضات، الالتزام بتقليص الجيش، وما إلى ذلك. مثلما حدث في نهاية الحرب العالمية الأولى.
مقالات ذات صلة 60 شهيدا في غزة منذ فجر الاثنين 2025/04/08وتابع أنه “عند تحليل الاتفاق بين إسرائيل و #حماس في 19 يناير 2025، لا يمكن الهروب من الاستنتاج بأن حماس فرضت إرادتها على إسرائيل إلى حد كبير. على الرغم من أننا استعدنا 33 أسيرًا، منهم 25 على قيد الحياة، إلا أننا أطلقنا سراح مئات الأسرى ووافقنا على زيادة الإمدادات الإنسانية ثلاث مرات، وتراجعنا عن طريق نتساريم، وهو الإنجاز الرئيسي، ووافقنا على دخول كرفانات ومعدات هندسية ثقيلة إلى غزة لبدء عملية إعادة الإعمار”.
وبحسبه، “المعيار الثالث هو مدى تعافي كل طرف من الحرب. بما أن الحرب لم تنتهِ بعد، من الصعب تقييم هذا المعيار الثالث. ومع ذلك، وبالنظر إلى المعايير الأول والثاني، من الواضح أننا فشلنا”.
ورأى أن “هناك ثلاثة أسباب تشرح الفشل الإسرائيلي. السبب الأول هو تبني رواية خاطئة بشكل غبي. سارع نتنياهو في بداية الحرب إلى الإعلان أن حماس تشبه داعش. سارع المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، إلى تبني هذا التصريح وفرض الرواية التالية: على الرغم من الانسحاب في 2005، فإن الاحتلال الإسرائيلي لغزة لم ينتهِ أبدًا، وبالتالي إسرائيل تتحمل مسؤولية غزة وسكانها. صحيح أن هناك حماس ويمكن محاربتها، ولكن في الوقت نفسه على إسرائيل الاهتمام بسكان القطاع”.
وأكد أن “إسرائيل في الواقع قبلت هذا. لا يوجد ارتباط بين هذا الوصف وبين الواقع. الواقع هو أن غزة أصبحت دولة مستقلة منذ عام 2007 بكل معنى الكلمة. مصطلح “منظمة إرهابية” غير ذي صلة عندما تكون المنظمة في الواقع هي حكومة الدولة، وبالتالي الطريقة الوحيدة الصحيحة لتوصيف ما حدث في 7 أكتوبر هي أن دولة غزة فتحت حربًا ضد إسرائيل في هذا اليوم. بالمناسبة، حتى مصطلح “الحوثيين” خاطئ. العدو هو دولة اليمن التي تسيطر عليها جماعة شريرة”.
واعتبر أن “السبب الثاني للفشل هو أن القيادة السياسية والعسكرية العليا في إسرائيل لم تقم بتقييم حقيقي للأوضاع في مساء 7 أكتوبر. لو كانت قد فعلت ذلك، لكانت توصلت إلى استنتاج مفاده أن الطريقة الصحيحة لإجبار حكومة غزة على الاستجابة للمطالب الإسرائيلية بشكل عام، وفيما يتعلق بالأسرى على وجه الخصوص، هي دمج ثلاثة أدوات؛ الضغط الاقتصادي، والبحث عن بديل حكومي لحماس، والسيطرة على أراضي قطاع غزة”.
أما السبب الثالث من وجهة نظره هو أن جميع الأطراف، السياسية والعسكرية، تبنت الشعار القائل “فقط الضغط العسكري سيحقق…”، ومن الصعب شرح لماذا كان يجب أن يكون من الواضح منذ البداية أن هذا الشعار فارغ.