ياسين أقطاي: إنسانية حماس مع المحتجزين ألحقت هزيمة أخلاقية بإسرائيل
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
نشرت صحيفة "يني شفق" مقالا للكاتب والأكاديمي التركي ياسين أقطاي يشيد فيه بكتائب القسام ويصف أداءها القتالي بالبطولي، ومعاملتها للمحتجزين الإسرائيليين بالإنسانية التي تفوقت على معاملة إسرائيل للمعتقلين الفلسطينيين.
وأشار أقطاي إلى أن إسرائيل لم تغادر مكانتها ككيان "إرهابي" غير أخلاقي وغير قانوني، بل أظهرت ذلك بشكل أقوى من أي وقت سابق.
وأضاف أن المشاهد التي حدثت أثناء تبادل المحتجزين قدمت فرصة للعالم للمقارنة بين كتائب القسام وقوات الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى اعتقال إسرائيل للأطفال، حتى البالغين من العمر 12 عاما. وقال، في المقابل، إن كل أسير يتم إطلاق سراحه من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) يتحول إلى أسطورة إعلامية رائعة لها ولجناحها العسكري؛ كتائب القسام.
معاملة مدروسةواستمر يقول إن معاملة المحتجزين الإسرائيليين لم تظهر وكأنها استثناء أو تصرف فردي لشخص أو شخصين، وإنما كانت معاملة مدروسة بعناية ومبدئية من قبل جميع أعضاء القسام ولكل المحتجزين دون تمييز، الأمر الذي يشي بأنها تطبيق ملتزم للأخلاق العظيمة للإسلام حتى في حالة الحرب.
وعلق على لقطات تسليم المحتجزين الإسرائيليين، قائلا إن كل أسير يودع رجال القسام وكأنهم أصدقاء يتفارقون مثلما يحدث في الأفلام، وذلك من فرط المعاملة اللطيفة لهم أثناء الاحتجاز، ناهيك عن التعذيب والتعسف، وبذلك تحقق حماس والقسام انتصارا أخلاقيا، بينما ظلت إسرائيل تعيش هزائم متتالية.
إلغاء فرضية ألا بطولة مع التكنولوجيا
وتناول الكاتب فرضية ألا مكان للبطولة في الحروب المعاصرة التي تحكمها صناعة الدفاع التكنولوجية المتطورة، وقال إن كتائب القسام، بصفتها مجموعة بشرية صغيرة تتمتع بإمكانيات محدودة للغاية تصمد في مواجهة جيوش العالم الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية، قد ألغت هذه الفرضية تماما ودفنتها مع ما دفنت تحت طوفان بطولاتها العظيمة.
وأضاف أن اختراق القسام لـ القبة الحديدية وصمودها طوال 50 يوما ضد الهجمات العنيفة وغير الأخلاقية من قبل إسرائيل، قدم مثالا فريدا واستثنائيا من البطولة، وأن البراعة والشجاعة والجرأة التي أظهرها جنود القسام، الذين طاردوا الدبابات الأسطورية ذات التقنية العالية بأسلحتهم البسيطة نسبيا والمتفجرات خلال الهجوم البري على غزة، كانت أكثر مظاهر البطولة وضوحا.
تبديد أجواء اليأسواستمر أقطاي ليقول إن بطولات القسام ستكون لها تأثيرات متتالية على العالم بأسره، إذ حطمت صورة إسرائيل وبددت أجواء اليأس التي لا ترى أي احتمال للتغيير في النظام العالمي الصهيوني- الرأسمالي الظالم.
وذكر أن النبل والأدب والكرامة التي أظهرها جنود القسام أثناء إطلاق كل محتجز، أثبتت أن بطولتهم لم تكن محض صدفة ولم تكن حادثة معزولة، بل كانت لها جذور خاصة بالأبطال تعود إلى تكوينهم الإسلامي، وبالتالي ينقلون عظمة الإسلام ورسالته الحقيقية إلى العالم بأسره ومحو الصور المشوهة التي تحاول صناعة الإسلاموفوبيا نشرها منذ سنوات بمنتجات مثل تنظيم الدولة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كشف وثيقة عملياتية لكتائب القسام تفضح فشل الاستخبارات الإسرائيلية في اكتشاف هجوم طوفان الأقصى
كشفت وسائل إعلام عبرية عن وثيقة عملياتية هامة عُثر عليها خلال العمليات البرية التي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة، تتعلق بهجوم "طوفان الأقصى" الذي وقع في السابع من أكتوبر 2023.
الوثيقة التي أصدرها قائد كتائب القسام الشهيد محمد الضيف تم توزيعها على عدد كبير من قادة حركة حماس، إلا أن الاستخبارات الإسرائيلية لم تتمكن من الحصول عليها أو اكتشاف تفاصيل الهجوم حتى وقوعه.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن الوثيقة تم إصدارها في 23 سبتمبر 2023، أي قبل نحو أسبوعين من الهجوم، وتحتوي الوثيقة على تفاصيل دقيقة بشأن خطة الهجوم، تشمل مواعيد التنفيذ، وتوزيع القوات، والأهداف المحددة لكل وحدة.
ورغم أن الوثيقة تم توزيعها على نحو 25 من كبار قادة حماس، إلا أن أجهزة الأمن الإسرائيلية لم تتمكن من الحصول عليها أو كشفها قبل الهجوم.
وفي إطار تحليل أوسع، ذكرت الصحيفة أنه في 27 سبتمبر 2023، أي قبل عشرة أيام من الهجوم، عقدت الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية اجتماعًا لتقييم الأوضاع.
وفي الاجتماع، قدّر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية ووزير جيش الاحتلال السابق، يوآف جالانت، أن الفصائل الفلسطينية تسعى إلى تسوية طويلة الأمد مع إسرائيل، وهو ما يشير إلى أن التخطيط للهجوم كان يُجرى بسرية تامة، وأنه تم بشكل متكتم دون أي تسريب للمعلومات إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
من جانبها، سخرت صحيفة "هآرتس" من الفشل الاستخباراتي الإسرائيلي في اكتشاف الخطة، مشيرة إلى أن الوثيقة تؤكد مستوى عالٍ من التنسيق والتخطيط داخل حركة حماس، وقدرتها على الحفاظ على سرية تحركاتها حتى أمام الأجهزة الأمنية الإسرائيلية المتقدمة.