أبوظبي- وام
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة بعيد الاتحاد الـ52، مواصلة مسيرتها نحو المستقبل الزاهر، بفضل ما حققته من إنجازات ومكتسبات فارقة خلال عام 2023 «عام الاستدامة»، تحت قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة «حفظه الله».

واستدعت الإمارات مناحي التنمية كافة التي عملت على تعزيزها على مدى أكثر من 5 عقود، لتقف اليوم مشكلة أنموذجاً استثنائياً تواصل عبره السير بخطى حثيثة نحو غد أفضل لشعبها والمقيمين على أرضها.

ونجحت الإمارات في تعزيز حضورها الدولي الفاعل هذا العام الذي عبر عنه دخولها قائمة أقوى 10 دول في العالم في القوة الناعمة، والإنجازات التي حققتها خلال فترة رئاستها الثانية لمجلس الأمن الدولي التي اختتمت في يوليو الماضي، وشهدت اعتماد العديد من القرارات التي تعزز السلم والاستقرار الدوليين، وتكثيف جهودها الإنسانية حول العالم، ومشاركتها الفاعلة في العديد من القمم العالمية مثل قمة «جي 20» في الهند، إضافة إلى استضافتها مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28» الذي يعلق العالم عليه آمالا كبيرة للخروج بنتائج عملية وقرارات مفصلية في مواجهة التحديات المناخية.

وحافظت الإمارات في عام 2023 على نهجها المتميز في العمل الحكومي القائم على التخطيط الاستباقي، واستشراف المستقبل بإطلاق العديد من الخطط والإستراتيجيات التي تعزز مسيرتها التنموية الشاملة، فيما واصلت تقدمها الحثيث في مؤشرات التنافسية العالمية، وواكب ذلك كله تحديث مستمر في منظومة التشريعات والقوانين لمواءمة روح العصر ومتطلباته، إضافة إلى العديد من الإنجازات والتطورات على الأصعدة والقطاعات المختلفة.

- «COP 28»

توجت الإمارات جهودها المحلية والدولية البارزة في مجال مواجهة تحديات التغير المناخي وتعزيز الاستدامة البيئية، باستضافة وتنظيم مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ «COP28»، حيث تتطلع الإمارات إلى العمل مع الأطراف المعنية كافة؛ لتحقيق نتائج ومخرجات متوازنة وطموحة وشاملة تحقق التقدم وترفع سقف الطموح المناخي عبر الانتقال من مرحلة وضع الأهداف إلى تنفيذها.

ويحضر الحدث أكثر من 70 ألفَ مشارك، بما في ذلك رؤساء الدول والمسؤولون الحكوميون وقادة الصناعة الدوليون وممثلو القطاع الخاص والأكاديميون والخبراء والشباب والمنظمات غير الحكومية، ووفقًا لما نَصَّ عليه اتفاق باريس للمناخ، ستجري دولة الإمارات أول تقييم عالمي شامل للتقدم المحرز نحو تحقيق أهداف معالجة تغير المناخ.

وقبل الوصول إلى «COP28»، الذي انطلق أمس ويستمر حتى 12 ديسمبر الجاري، شهدت الإمارات طوال عام 2023 العديد من المؤتمرات والفعاليات العالمية الخاصة بقضايا التغير المناخي والاستدامة البيئية ومنها أسبوع أبوظبي للاستدامة، والمنتدى العالمي لتكنولوجيا وسياسة المناخ، وملتقى الإمارات لتكنولوجيا المناخ، ومنتدى الأمن المائي والطاقة النظيفة، ومنتدى الاستدامة المستقبلية، وقمة قادة الأديان من أجل المناخ، ومعرض تكنولوجيا المياه والطاقة والبيئة (ويتيكس) ودبي للطاقة الشمسية، والقمة العالمية للاقتصاد الأخضر.

- الفضاء

واصلت دولة الإمارات تحقيق الإنجازات التي تعزز وصولها إلى قطاع فضائي رائد ومتقدم وتنافسي على المستوى العالمي.

وبرز في عام 2023 نجاح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي، في إتمام أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب «طموح زايد 2»، التي امتدت 6 أشهر وشكلت علامة مضيئة في مسيرة برنامج الإمارات لرواد الفضاء حيث تضمنت المهمة إجراء 200 تجربة علمية استهدفت خدمة البشر وتحسين حياتهم.

وأعلنت الإمارات في عام 2023 إطلاق المرحلة التنفيذية لمشروع تطوير الأقمار الاصطناعية الرادارية «سرب»، الأوَل من نوعه لتطوير سرب من الأقمار الاصطناعية الرادارية، التي تستخدم تكنولوجيا تصوير حديثة ليلاً ونهاراً، كما مددت الإمارات رحلة مشروع الإمارات لاكتشاف المريخ «مسبار الأمل» عاماً إضافيا، وكشفت عن مهمة «راشد 2» لاستكشاف القمر، وغيرها العديد من الإنجازات الفارقة.

- التجربة البرلمانية الخامسة

أكدت الإمارات التزامها بتعزيز المشاركة المجتمعية في عملية صنع القرار الوطني، وترسيخ دور المجلس الوطني الاتحادي باعتباره سلطة تشريعية مساندة للسلطة التنفيذية في تطوير وتعزيز مسارات التنمية والازدهار التي تشهدها الدولة.

وشهدت الإمارات هذا العام تنظيم الدورة الخامسة من انتخابات المجلس الوطني الاتحادي، التي سجلت ارتفاعاً في أعداد أعضاء الهيئات الانتخابية بنسبة تصل إلى 18.1% مقارنة مع قوائم الهيئات الانتخابية للعام 2019.

وحظيت المرأة الإماراتية بحضور مميز في القوائم الانتخابية للعام 2023 بنسبة تصل إلى 51% مقابل نسبة الذكور التي بلغت 49%.

وأظهرت سحت القوائم المعلنة مشاركة الشباب بصورة كبيرة في الانتخابات، حيث بلغت نسبتهم في قوائم العام 2023 (من الفئة العمرية 21 عاماً ولغاية 40 عاماً) 55% من إجمالي قوائم الهيئات الانتخابية.

- الاجتماعات الحكومية

شكلت الاجتماعات السنوية لحكومة الإمارات لعام 2023 وقفة للتقييم، والمراجعة، وتشخيص الواقع، وتحديد الأولويات الوطنية خلال الفترة المقبلة.

وشهدت الاجتماعات إطلاق «وثيقة المبادئ الاقتصادية لدولة الإمارات» التي تعد منهجية عمل طموحة لتسريع وتيرة أداء القطاعات الاقتصادية كافة، وإطلاق «استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050»، والإعلان عن برنامج «تصفير البيروقراطية الحكومية» لتبسيط وتقليص الإجراءات الحكومية وإلغاء الإجراءات والاشتراطات غير الضرورية، إضافة إلى إطلاق «المنصة الوطنية للتوازن بين الجنسين» لتكون أداة فاعلة لقياس ورصد بيانات ومشاريع التوازن بين الجنسين في الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية.

وأسفرت الاجتماعات عن اتفاق على إعداد مقترح سياسات حكومية تضمن استدامة التوطين، وإطلاق برامج تأهيلية للمواطنين تضمن دخولهم واستمرارهم في سوق العمل بالقطاع الخاص، والإعلان عن نموذج التميز الحكومي الإماراتي الجديد ليكون مرجعية حكومية موحدة في مجالات التميز والريادة والجودة الشاملة في حكومة دولة الإمارات، وتطوير «نظام الفحص الطبي لحديثي الولادة» و«النظام الوطني للفحوصات الدورية لأمراض القلب والشرايين» تعزيزا لصحة أفراد المجتمع.

- التنافسية العالمية

تقدمت دولة الإمارات إلى المرتبة العاشرة عالمياً في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2023، مقارنة مع المرتبة الثانية عشرة عالمياً في نسخة العام 2022 من التقرير الصادر عن مركز التنافسية العالمية، التابع للمعهد الدولي للتنمية الإدارية «IMD» في سويسرا.

وحافظت الإمارات للعام السابع على التوالي على صدارتها دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الإصدار الخامس والثلاثين لكتاب التنافسية العالمية.

وأسهم الأداء الإيجابي لدولة الإمارات في المحاور والمؤشرات كافة التي رصدها التقرير، في ترسيخ موقعها ضمن المراكز العشرة الأولى في نحو 48 مؤشراً من مؤشرات التنافسية الرئيسة والفرعية بما في ذلك محور الأداء الاقتصادي، الذي صعدت فيه الدولة إلى المرتبة الرابعة عالمياً، والثامنة عالمياً في محور الكفاءة الحكومية، فيما حلت في المرتبة الأولى عالمياً في مؤشرات التجارة العالمية، وتكيفية السياسات الحكومية، وإدارة المدن وجودة النقل الجوي ومستخدمي الإنترنت والبنية التحتية للطاقة.

- الجهود الإنسانية

برزت استجابة دولة الإمارات لإغاثة المتضررين من الأحداث الطارئة والكوارث الطبيعية كعنصر ثابت ودائم في مواجهة أغلب الأزمات التي شهدها العالم خلال العام 2023، مؤكدة بذلك أن عطاءها معين لا ينضب بصرف النظر عن البقعة الجغرافية أو العرق أو الدين.

وسطرت الإمارات العديد من الملاحم الإنسانية البطولية خلال العام الجاري، حيث أطلقت عملية «الفارس الشهم 2» لتخفيف المعاناة عن الأصدقاء والأشقاء في تركيا وسوريا في أعقاب الزلزال الذي ضرب البلدين في 6 فبراير الماضي، والتي سيرت خلالها مئات الطائرات لنقل المساعدات الإغاثية والمواد الغذائية، فضلا عن المشاركة في عمليات الإنقاذ والبحث وتقديم الخدمات العلاجية للمصابين.

وشهدت حملة «جسور الخير» التي أطلقتها الإمارات بعد أيام قليلة من الزلزال تسابق الجهات الحكومية والخاصة والأفراد إلى مد يد العون وتقديم جميع أشكال المساعدة لإغاثة المحتاجين والتخفيف عنهم.

وفي نوفمبر الماضي أعلنت الإمارات إطلاق عملية «الفارس الشهم 3» الإنسانية لدعم الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة، وقررت في إطار العملية إقامة مستشفى ميداني إماراتي متكامل داخل القطاع، كما أعلنت اعتزامها إقامة 3 محطات لتحلية مياه البحر في رفح.

ووجه صاحب السمو رئيس الدولة «حفظه الله» باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية في مستشفيات الدولة، كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.

وكانت الإمارات قد أطلقت حملة لإغاثة الأشفاء الفلسطينيين المتأثرين من الحرب في قطاع غزة، تحت شعار«تراحم من أجل غزة» بمشاركة المؤسسات الإنسانية والخيرية ومراكز التطوع والقطاع الخاص وأطياف المجتمع كافة في الدولة، ووسائل الإعلام.

وفي إطار الحملة، أرسلت الإمارات عشرات الأطنان من المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية المتنوعة إلى أهالي قطاع غزة.

وجسد التحرك الإماراتي لإغاثة المتضررين من إعصار «دانيال» في ليبيا جانبا مشرقا من جوانب العمل الإنساني في الدولة؛ إذ أسهمت استجابتها العاجلة في تعزيز الجهود المبذولة للتخفيف من حدة الوضع الإنساني الصعب هناك الناجم عن تداعيات الإعصار.

وسارعت الإمارات إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية العاجلة للمتأثرين من الزلزال الذي تعرضت له بعض مناطق المملكة المغربية الشقيقة في سبتمبر الماضي، كما أنجز فريق البحث والإنقاذ الإماراتي مهامه الإنسانية في عمليات البحث والإنقاذ في المناطق التي ضربها الزلزال.

وغطت مظلة الجهود الإغاثية والإنسانية لدولة الإمارات عددا كبيرا من الدول خلال العام الجاري مثل السودان والصومال وموزمبيق وباكستان وأفغانستان وتشاد وغيرها من الدول التي شهدت كوارث طبيعية أو أزمات إنسانية طارئة.

- الاقتصاد

حافظ الاقتصاد الوطني على تصنيفه الأنشط والأفضل إقليميا والأكثر تنافسية عالميا، فيما رسمت اتفاقيات الشراكة الاقتصادية الشاملة التي وقعتها دولة الإمارات مع عددٍ من دول العالم خلال هذا العام مستقبلاً مشرقاً للأجيال المقبلة، حيث ستفتح آفاقاً جديدة للاستثمارات الإماراتية في العالم، إلى جانب أهميتها في تحصين الاقتصاد الوطني من الأزمات ودعم توسع الشركات الإماراتية في الخارج واكتشافها قطاعات غير مطروقة في الدول الخارجية، ما يسهم في التنويع الاقتصادي بفاعلية.

وعزز الاقتصاد الوطني نموه المطرد خلال العام الجاري، حيث توقع مصرف الامارات المركزي، في أكتوبر الماضي، أن يحقق اقتصاد الدولة نمواً على أساس سنوي بنسبة 3.3% خلال عام 2023، بعد أن سجل معدل نمو بنسبة 3.8% خلال الربع الأول من العام الجاري، ما يعكس نشاطا اقتصاديا مرنا.

واعتمد مجلس الوزراء، خطة ميزانية السنوات 2024 -2026 التي تقدر بمبلغ (192) مليار درهم، كما تم اعتماد الميزانية العامة للاتحاد للعام 2024، بإيرادات قدرها 65 مليارا و728 مليون درهم، وبنسبة نمو قدرها 3.3% مقارنة بالسنة المالية 2023، ومصروفات قدرها 64 مليارا و60 مليون درهم، وبنسبة نمو قدرها 1.6% مقارنة بالسنة المالية 2023.

- الإعلام

نال قطاع الإعلام في دولة الإمارات عناية خاصة في عام 2023 بهدف الارتقاء بأدائه وتعزيز دوره والنهوض بالمحتوى الذي يقدمه، وقد برز ذلك جليا بصدور المرسوم بقانون اتحادي بإنشاء المكتب الوطني للإعلام، والمرسوم بقانون اتحادي بإنشاء مجلس الإمارات للإعلام، والمرسوم بقانون اتحادي رقم (55) لسنة 2023 في شأن تنظيم الإعلام.

ورسخت الإمارات خلال العام الجاري مكانتها ودورها الفاعل في صياغة المشهد الإعلامي الإقليمي والدولي واستشراف مستقبله وذلك باستضافتها وتنظيمها فعاليات الدورة الثانية من «الكونغرس العالمي للإعلام» بمشاركة الآلاف من رواد قطاع الإعلام والمتخصصين والمؤثرين العالميين من 6 قارات.

وناقش الحدث الذي تنظمه سنوياً مجموعة «أدنيك» بالشراكة مع وكالة أنباء الإمارات «وام»، العديد من المحاور الرئيسية التي تركز على الإعلام البيئي والاستدامة، وتعليم الإعلام والتحديات والفرص والابتكار، إلى جانب الإعلام الرياضي، ودور التقنيات الجديدة والذكاء الاصطناعي.

وتحولت الإمارات إلى الوجهة الأولى لصناع القرار الإعلامي من خلال أحداث وفعاليات الدورة الـ 12 من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي في مركز إكسبو الشارقة، والدورة الـ 21 من منتدى الإعلام العربي في دبي.

- الصحة

رسخ قطاع الصحة في دولة الإمارات خلال عام 2023 حضوره المتميز وريادته الإقليمية والدولية على مستوى الخدمات الطبية والإنجازات العلمية، ليؤكد مجددا جاهزيته وقدرته على مواجهة التحديات الصحية كافة وفق أفضل المعايير والأنظمة العالمية المعتمدة.

وجاءت الإمارات في المركز الأول في 3 مؤشرات تنافسية عالمية رئيسة بقطاع الصحة، هي «وجود برامج وطنية للكشف المبكر»، و«مدى تغطية الرعاية الصحية»، و«تغطية الرعاية السابقة للولادة»، وفقاً لتقرير مؤشر الازدهار الصادر عن معهد ليجاتيم.

وحلت الدولة في المركز الثاني عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر النتائج الصحية الصادر عن منظمة البيانات المفتوحة بتقرير مخزون البيانات المفتوحة 2022، والمركز الثالث عالمياً والأول إقليمياً في مؤشر قلة المشاكل الصحية الصادر عن معهد ليجاتيم في تقرير مؤشر الازدهار، فيما جاءت في المرتبة السابعة عالمياً والأولى إقليمياً في مؤشر مستوى الرضا عن الرعاية الصحية الصادر عن المؤسسة ذاتها.

وفي سياق متصل تصدرت الإمارات قائمة مجموعة الدول في الشرق الأوسط وإفريقيا في مجال عدد الأدوية المبتكرة التي تحتوي على مادة فعالة جديدة، وكذلك على صعيد سرعة دراسة واعتماد الملفات التنظيمية للأدوية.

- التعليم

يعد التعليم، من أهم القطاعات التي ركزت عليها الإمارات على مدى العقود الماضية، وفي هذا المجال برز هذا العام إنجاز كبير تمثل في افتتاح 11 مجمعاً ضمن «مجمعات زايد التعليمية»، يعادل كل منها أربع مدارس، وتصل طاقتها الاستيعابية مجتمعة إلى نحو 28 ألف طالب وطالبة.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات عيد الاتحاد التنافسیة العالمیة خلال العام الجاری دولة الإمارات الإمارات إلى الإمارات فی الصادر عن العدید من هذا العام فی عام 2023 قطاع غزة فی مؤشر

إقرأ أيضاً:

خبراء: قرار ترامب بالانسحاب من الصحة العالمية سيعرقل جهود المنظمة في الاستجابة الفورية عالميا

حذر خبراء في الصحة العامة من قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من منظمة الصحة العالمية، مشيرين إلى أن ذلك قد يؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على صحة الأمريكيين، بل صحة على الملايين من الناس حول العالم.

ويأتى ذلك التحذير عقب توقيع ترامب، أمس الاثنين، بعد ساعات قليلة من أدائه اليمين الدستورية كرئيسا للولايات المتحدة، على الأمر التنفيذي أن الولايات المتحدة قررت الانسحاب بسبب سوء تعامل المنظمة مع جائحة كورونا كوفيد-19 التي نشأت في ووهان الصين، والأزمات الصحية العالمية الأخرى، بالإضافة إلى فشلها في تبني الإصلاحات العاجلة المطلوبة، وعدم قدرتها على إثبات استقلاليتها عن التأثير السياسي غير المناسب لدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية

وأشار بعض الخبراء، ومن بينهم علماء وخبراء في الصحة العامة وأساتذة في الجامعات الأمريكية، إلى أن هذه الخطوة قد تعرقل التقدم المحرز في مكافحة الأمراض المعدية، مثل الملاريا والسل وفيروس نقص المناعة البشرية إيدز كنتيجة لضعف تمويل المنظمة، حيث ان الولايات المتحدة تعد من أكبر ممولى المنظمة العالمية.

وقالوا إنه "في ظل إدارة الرئيس الامريكى المنتهية ولايته جو بايدن، استمرت الولايات المتحدة في كونها أكبر ممول لمنظمة الصحة العالمية، حيث ساهمت في عام 2023 بحوالي خمس ميزانية الوكالة.. وتبلغ الميزانية السنوية للمنظمة 6.8 مليار دولار (5.5 مليار جنيه إسترليني)، فيما أشار الأمر التنفيذي إلى أن الانسحاب جاء نتيجة لـالمدفوعات الباهظة وغير العادلة التي قدمتها الولايات المتحدة لمنظمة الصحة العالمية، التي تُعد جزءًا من الأمم المتحدة.

وحذر أشيش كومار جا عميد كلية الصحة العامة بجامعة براون الإمريكية وهو طبيب باطني عام وأكاديمي هندي-أمريكي شغل منصب منسق استجابة البيت الأبيض لجائحة كوفيد-19 تحت إدارة الرئيس بايدن من أن الانسحاب سيضر ليس فقط بصحة الناس حول العالم، ولكن أيضًا بزعامة الولايات المتحدة وقدراتها العلمية.. وأضاف، في تغريدة على موقع إكس، أن قرار الانسحاب لن يؤثر فقط عل عمل المنظمة لعام واحد، بل سيكون له تأثيرا ممتدا وطويل الأمد.

ووصف خبير الصحة العامة العالمي وأستاذ بجامعة جورج تاون لورانس غوستين القرار بأنه كارثي، وقال: الانسحاب يمثل جرحًا فادحًا للصحة العالمية، ولكنه جرح أعمق للولايات المتحدة، أما على مستوى الضرر الذي قد يلحق بالولايات المتحدة، فانسحاب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية سيقطع أيضا روابط المنظمة مع وكالات أمريكية رائدة، مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها CDC وإدارة الغذاء والدواء FDA، والتي تقدم حاليا إرشادات للمنظمة حول مجموعة واسعة من الموضوعات، وتتلقى في المقابل معلومات حيوية، بحسب تقرير للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم AAAS، وهي منظمة دولية غير ربحية مقرها الولايات المتحدة.

وقالت عالمة الفيروسات ماريون كوبمانز، وهي خبيرة في الأمراض المعدية الناشئة في مركز إيراسموس الطبي في هولندا إن "الانسحاب سيعزل مركز السيطرة على الأمراض عن الكثير من المعلومات الاستخباراتية التي تعد ضرورية لأمننا العالمي".

وعلى المستوى العالمي، فخلال السنوات الماضية خُصص جزء كبير من الأموال التي ساهمت بها الولايات المتحدة للاستجابة للتفشي والأزمات الأخرى.. وقال جيريمي كونينديك رئيس منظمة اللاجئين الدولية، الذي قدّم مشورة لمنظمة الصحة العالمية بشأن نظام الاستجابة للطوارئ بعد تفشي الإيبولا في غرب إفريقيا بين عامي 2014 و2016، إن فقدان تلك الأموال سيحد من قدرة المنظمة على الاستجابة السريعة، وسيكون ذلك أمرًا سيئًا للولايات المتحدة، لأن منظمة الصحة العالمية تقوم بمهام لا تضطلع بها أي منظمة أخرى حاليًا.

وأضاف أنه خلال فترة ترامب الأولى وقعت عدة تفشيات لفيروس الإيبولا، وبفضل استجابة الطوارئ التي فعلتها منظمة الصحة العالمية، لم نكن بحاجة إلى نشر الجيش الأمريكي، ولم نضطر إلى إنفاق مليار دولار من الأموال الأمريكية للسيطرة على الوضع.

وتتفق ماريون كوبمانز عالمة الفيروسات مع أن الانسحاب سيترك الولايات المتحدة أكثر عرضة للخطر، قائلة: "أفضل وسيلة دفاع لدينا هي التعاون العالمي وتبادل البيانات"، وفضلا عن التأثيرات المحتملة لقرار الانسحاب على جهود المنظمة في الصحة العامة حول العالم، لايزال مصير العالمين في مراكز المنظمة بالولايات المتحدة غير واضح، فيمكن للمواطنين الأمريكيين الذين يعملون مباشرة لدى منظمة الصحة العالمية البقاء في وظائفهم. ويشمل ذلك، على سبيل المثال، عالمة الأوبئة ماريا فان كيركوف مديرة قسم الاستعداد والوقاية من الأوبئة والجائحات في المنظمة، والتي أصبحت وجه المنظمة خلال جائحة كوفيد-19.. ومن المحتمل، أن يظل بإمكان المواطنين الأمريكيين العمل في المجالس الاستشارية المؤثرة، مثل المجموعة الاستراتيجية الاستشارية للخبراء في مجال التحصين.

ومع ذلك، فإن أولئك الذين يعملون لدى الوكالات الأمريكية وينتدبون للعمل في منظمة الصحة العالمية سيكون عليهم على الأرجح العودة إلى الولايات المتحدة.. ويشير لورانس غوستين خبير قانون الصحة الوطنية والعالمية في جامعة جورج تاون إلى أن العشرات من موظفي مراكز السيطرة على الأمراض CDC وإدارة الغذاء والدواءFDA ووكالات فيدرالية أخرى يتم نشرهم سنويًا للعمل في مقر المنظمة بجنيف أو في مناطق الأزمات نيابة عن منظمة الصحة العالمية.

ومن غير الواضح ما سيحدث لما يعرف بـ"مراكز التعاون التابعة لمنظمة الصحة العالمية"، والتي تستضيف الولايات المتحدة منها 72 مركزًا، وهو العدد الأكبر مقارنة بأي دولة أخرى.. وتصنف هذه المراكز من قبل منظمة الصحة العالمية على أنها رائدة عالميًا في مجالها، وتوفر تحليلات ونصائح للمنظمة، فيدير غوستين، على سبيل المثال، مركز التعاون التابع للصحة العالمية لقانون الصحة الوطنية والعالمية، فيجب إعادة اعتماد هذه المراكز من قبل كل من مقر منظمة الصحة العالمية والبيت الأبيض كل أربع سنوات.

وبحسب تقرير الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، فإن الولايات المتحدة ستفقد بقرار الانسحاب صوتها المؤثر في جمعية الصحة العالمية، وهو اجتماع سنوي للدول الأعضاء يتم خلاله انتخاب المدير العام، ومراجعة واعتماد ميزانية منظمة الصحة العالمية، ووضع السياسات المتعلقة بقضايا، مثل استئصال الأمراض، ومكافحة التبغ، والمساواة في توزيع اللقاحات.

وقال جيريمى كونينديك رئيس منظمة اللاجئين الدولية ومسئول سابق فى إدارة الرئيسين باراك أوباما وجو بايدن إذا كان القلق الحقيقي هو أن منظمة الصحة العالمية تقع تحت تأثير الصين، فإن إبعاد الولايات المتحدة عن المعادلة سيجعل الأمر محسوماً لصالح الصين.

اقرأ أيضاًيسيل الدم من العينين والفم.. الصحة العالمية تحذر من تفشي فيروس ماربورغ القاتل

فيروس ماربورج يتسبب في 8 وفيات بتنزانيا.. والصحة العالمية تحذر

ما هي التدابير الوقائية ضد فيروس HMPV؟.. متحدث الصحة العالمية يوضح

مقالات مشابهة

  • سفيرة الباراغواي: المرأة الإماراتية نموذجاً يقتدى به
  • الصين تحافظ على صدارتها كأكبر قوة صناعية عالميا للعام الـ 15
  • الصين تحافظ على صدارتها كأكبر قوة صناعية عالمياً للعام الـ 15
  • جناح الإمارات في “دافوس 2025” يستضيف جلسة حول التنافسية العالمية
  • كواليس زيارة رئيسي اتحادي الملاكمة العالمية والمصرية لنادي الجزيرة
  • خبراء: قرار ترامب بالانسحاب من الصحة العالمية سيعرقل جهود المنظمة في الاستجابة الفورية عالميا
  • قبائل آل حميقان في مديرية الزاهر بالبيضاء يعلنون النكف و النفير العام لمواجهة أي تصعيد للعدو
  • «الرعاية الصحية»: خطة لوضع الدولة على خريطة السياحة العلاجية العالمية بـ«نرعاك في مصر»
  • سياسات ترامب الاقتصادية.. تحول جذري في علاقات واشنطن مع القوى العالمية
  • «الإمارات الصحية» لـ «الاتحاد»: 105 أزواج مواطنين استفادوا من الاختبار الجيني خلال 10 أيام