عربي21:
2025-02-06@09:34:41 GMT

ملكة غزة في الأسر

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

منذ إعلان الهدنة في غزة، ودخولها حيز التنفيذ، وبرز على سطح الأحداث السياسية ملف وحيد هو الأبرز سياسيا، وإعلاميا، وشعبيا، وهو ملف: الأسرى، سواء الإسرائيليين، أو الفلسطينيين، رغم أهمية الملفات الأخرى وخاصة ما يتعلق بالإغاثة، ومداواة الجرحى، وغيره من الملفات المهمة لما ترتب على العدوان على غزة، بهذا الشكل غير المسبوق.



إلا أن ملف الأسرى، هو الأكثر تناولا، والأكثر تعليقا من الجميع، وبخاصة وسائل التواصل الاجتماعي، ومع بدء تبادل الأسرى بين الجانبين، وخروج أسرى إسرائيليين، بدأت تتوالى على وسائل الإعلام صور ورسائل مباشرة وغير مباشرة، عن أهداف تحققها المقاومة، سواء ما يتعلق بإدارة الملف، والرسائل العسكرية والسياسية التي تصل للعدو، وتصل للحاضنة الشعبية للمقامة.

لكن الحديث الآن وهو اللافت للنظر، عن الرسائل المعنوية التي تصل عبر صور الأسرى، وكيفية الوداع بينهم وبين آسريهم، ومقارنتها بصور أخرى للأسرى الفلسطينيين وما يجري معهم على يد الاحتلال، وما يجري داخل السجون، وهو حديث ذو شجون، يحتاج لسياق مفصل.

ثم كانت الرسالة الأبرز والأهم، للأسيرة الإسرائيلية إميليا ومعها ابنتها، وقد كتبت رسالة تعبر بكل صدق عما لاقته من معاملة حسنة في أسرها، حتى قالت عن معاملة المقاومة لابنتها، أنها كانت تعاملها كملكة لغزة، وأنها كانت تسعد بصحبتهم، ولم تشعر بأنها أسيرة، وقد شاركوها في الفاكهة والحلوى إن وجدت وقتها.

الرسالة التي نشرت على مواقع التواصل، وعلى مواقع الإعلام المختلفة، راجت وانتشرت بسرعة مذهلة، وحققت أهدافا في مرمى العدو، وأهمها: تكذيب ما يختلقه إعلامهم وساستهم، سواء نتنياهو أو بايدن، من أكذوبة قتل الأطفال، واغتصاب النساء، فها هي امرأة وطفلتها، تخرجان، وتكتبان رسالة بمحض إرادتهما، تقول شعرا وغزلا في المقاومة، وفي معاملتهم لها ولغيرها من الأسرى.

ولأن أثر الرسالة كان قويا، ومربكا ومزلزلا للكيان الصهيوني والإعلام الغربي، سلط أذرعه في محاربة وجود الرسالة، ففوجئ مرتادو التواصل الاجتماعي، وبخاصة موقع الفيس بوك، بأن كل من ينشر الرسالة، يهدد بحذف حسابه، ويقيد الحساب لمدة زمنية، رغم أن الرسالة لا تحتوي على أي مضمون عنف، ولا تحريض عليه، ولا إساءة لأديان، أو كلام عنصري، بل إشادة بأخلاق عالية وراقية!!

منذ بداية أحداث غزة، وكان السؤال الذي يثير إعجاب الغربيين من غير المسلمين: كيف ثبت وصبر هؤلاء على كل هذه المجازر والمحن، ورؤية أقرب الناس إليهم يستشهدون، بل يفقد الإنسان عددا كبيرا من ذويه أمام عينه؟ وقد كانت الإجابة: إنه الإيمان الذي تحلى به هؤلاء.

لكن الاختبار الأكبر أخلاقيا، يكون لمن بيده السلاح، وتحت يده أسرى من عدوه، وفي مكان يكون فيه مع الأسرى في الأنفاق، أو في أماكن مستهدفة من العدو، فلك أن تتخيل أن بيدك أشخاص قد يكون أحدهم قريبا من الدرجة الأولى لعسكري يحلق بطائرته الحربية في الأعلى، ويقتل ذويك وأهلك، وبين يديك بعض أهله أسرى، ومع ذلك لا يحكمك الانتقام، ولا الاعتداء، بل تحكمك قيمك ودينك.

منذ بداية أحداث غزة، وكان السؤال الذي يثير إعجاب الغربيين من غير المسلمين: كيف ثبت وصبر هؤلاء على كل هذه المجازر والمحن، ورؤية أقرب الناس إليهم يستشهدون، بل يفقد الإنسان عددا كبيرا من ذويه أمام عينه؟ وقد كانت الإجابة: إنه الإيمان الذي تحلى به هؤلاء.لقد أثبتت المقاومة للعالم كله ليس نجاحها عسكريا على الأرض، فهذا ميدان آخر، لكن النجاح الأكبر لمن بيده السلاح، وفي ساحة الوغى، أن يظل متمسكا بأخلاقه، قبل وأثناء وبعد الحرب، ورغم الدمار الهائل، والخسائر الكبرى، إلا أنهم ظلوا مصرين على أن تكون الخسائر في الماديات فقط، ولا تطال دينهم وأخلاقهم.

كانت الأكاذيب التي تروج غربيا، أنهم: يقتلون الأطفال، ويغتصبون النساء، وكل المشاهد التي برزت هي لنساء تلوح بيدها بالتوديع الحار، وإذ برسالة واحدة تهدم هذا كله، فالرسالة بينت أنهم كانوا يعطون ابنتها من الفاكهة والحلوى على ندرة ذلك وقلته، وللإنسان أن يتخيل أشخاصا ليس معهم مخزون من الطعام، يجودون به على طفلة مأسورة، كيف هي الرسالة التي تدل على الخلق والكرم العربي والإسلامي لديهم.

لم يجد الاحتلال في أسراه المحررين، أسيرا أو أسيرة واحدة، تخرج للإعلام لتقول كلمة واحدة تسيء بها للمقاومة، ولو وجد ما تأخر ثانية في إبرازهم وخروجهم والتشنيع عليهم، وقد حاو من قبل مع امرأة مسنة وقد كانت أول أسيرة تخرج، ولما شهدت لصالح المقاومة، حاول نتنياهو ومعاونوه أن يثنوها عن ذلك، أو تقول كلاما يسيء ولم تقبل.

في بداية الحرب، كنت أعول كثيرا في النظر لملف الأسرى، فعلى مدار التاريخ الإسلامي في كل الحروب الدائرة بين المسلمين وأعدائهم، وجدنا كثيرا من الأسرى، إما أنهم أسلموا، أو تغيرت فكرتهم عن الإسلام، وأصبحت إيجابية، وهذه ملاحظة تاريخية، منذ عهد النبوة، وقد كان أول أسير يسلم بسبب حسن العشرة: ثمامة بن أثال الحنفي رضي الله عنه، وقد ذهب لقتل النبي صلى الله عليه وسلم، في قصة طويلة، ليس مجال حديثنا.

وأعتقد أن من خرجوا من الأسرى رجالا ونساء، سواء كانوا من الصهاينة أو من غيرهم، فإن المشاهد التي عاشوها بين أهل المقاومة وأهل غزة، كفيلة بتحقيق مساحات من النصر الأخلاقي والمعنوي، لا يقل عن النصر العسكري والسياسي، وهو رصيد إيماني كذلك، يكون زادا للنصر، فلا قيمة لنصر ينفصل عن الخلق.

[email protected]

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة الفلسطينيين العدوان اسرى فلسطين غزة عدوان رأي مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة سياسة صحافة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

يديعوت: قد نشهد ظهور المزيد من قادة حماس بعدما ظننا أنهم قتلوا

أكدت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الأربعاء، أنّ الجيش الإسرائيلي تسرع في إعلان اغتيال قادة بحركة المقاومة الإسلامية حماس دون التأكد.

وقالت الصحيفة إنّ "إسرائيل قد تشهد ظهور مزيد من قادة حماس الذين اعتقدت أن الجيش قتلهم خلال الحرب على قطاع غزة".

ونقلت عن مصادر أمنية، أن الجيش الإسرائيلي يقر بأنه أخطأ، حينما أعلن عن مقتل بعض القادة العسكريين لحركة حماس دون التأكد الكامل من ذلك.

وأوضحت أن الاستخبارات العسكرية "أمان" تعجلت في إصدار بيانات حول مقتل قادة في "حماس"، دون التحقق من صحة المعلومات الاستخباراتية.

ظهور قائد كتيبة الشاطئ بالقسام
وذكر الصحيفة أن أحد أبرز الأمثلة على هذه الأخطاء هو ظهور قائد كتيبة الشاطئ في كتائب القسام، هيثم الحواجري، الذي شارك في عملية تسليم المختطف الإسرائيلي كيث سيغال خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي مقتله سابقًا.

كما لفتت الصحيفة إلى ظهور حسين فياض، قائد كتيبة بيت حانون في "حماس"، خلال جنازة في شمال قطاع غزة، رغم إعلان الجيش الإسرائيلي اغتياله في أيار/ مايو الماضي في جباليا شمالي القطاع.

ووفق الصحيفة العبرية، فإن الجيش وجهاز الأمن العام "الشاباك" قد اعترفا بالخطأ، حيث أوضحا أن الإعلان الذي أصدراه بشأن هيثم الحواجري قبل عدة أشهر كان مبنيا على معلومات استخباراتية، تبين الآن أنها خاطئة.



وبيَّنت الصحيفة العبرية أن الجيش الإسرائيلي أعلن خلال الحرب القضاء على أكثر من 100 من كبار القادة في "حماس"، من صفوف قادة السرايا والكتائب والألوية.

واستدركت بالقول: "من الممكن أن نشهد في المستقبل ظهور المزيد من قادة حماس الذين ظننا أننا قضينا عليهم فجأة".

واختتمت الصحيفة تقريرها بأنه "لا يزال لدى حركة حماس قادة عسكريين كبار في مختلف أنحاء قطاع غزة، يلعبون دورا مركزيا ورئيسا في إعادة بناء المنظومة العسكرية للحركة التي لا تزال تسيطر على غزة".

شكوك بشأن مصداقية جيش الاحتلال
وفي الأيام الأخيرة تكاثرت الشكوك بشأن مصداقية بيانات الجيش الإسرائيلي، ليس فقط بخصوص خسائر حماس، بل وحتى خسائر الجيش نفسه.

ففي 2 فبراير/ شباط الجاري، كشف رئيس الأركان الإسرائيلي المعين إيال زامير عن حصيلة خسائر جديدة، تختلف عن معطيات الجيش الإسرائيلي المعلنة لخسائر جنوده في حرب الإبادة بغزة.

وقال إن عدد أفراد "العائلات الثكلى" في إسرائيل جراء حرب الإبادة على قطاع غزة بلغ 5942 فردا، في حين تجاوز عدد المصابين 15 ألف جندي.

بينما يظهر الموقع الإلكتروني للجيش الإسرائيلي إن عدد قتلاه منذ بداية حرب الإبادة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 844 ضابطا وجنديا بينهم 405 منذ بدء الاجتياح البري لغزة.

ويوضح أن عدد مصابيه يبلغ 5696 ضابطا وجنديا بينهم 2572 منذ بدء الاجتياح البري لغزة.

ويرى مراقبون أن الجيش الإسرائيلي يتعمد إخفاء الحصيلة الحقيقة لخسائره البشرية والمادية، عبر سياسة رقابة صارمة تفرض تعتيما إعلاميا، لعدم التأثير على معنويات المجتمع.

مقالات مشابهة

  • رسائل حركة حماس خلال عمليات تسليم الأسرى!
  • حظك اليوم برج العذراء الخميس 6 فبراير 2025.. ابتعد عن مصادر التوتر
  • برج الأسد .. حظك اليوم الخميس 6 فبراير 2025: استثمارات محتملة
  • مدير مديرية الأمن العام في محافظة دير الزور لـ سانا: كما سنعمل على إعادة تشكيل وتموضع نقاط التفتيش التي كانت مصدراً لنشر الخوف والتوتر، والاعتقالات التعسفية، والتعذيب، والإجراءات القمعية الأخرى التي كانت تمارسها حواجز النظام البائد داخل المدن والقرى وخارج
  • يديعوت: قد نشهد ظهور المزيد من قادة حماس بعدما ظننا أنهم قتلوا
  • برج الأسد.. حظك اليوم الأربعاء 5 فبراير 2025: تولي أدوار قيادية
  • في ذكراه.. قصة زواج مجدي وهبة من ابنة عم ملكة مصر ناريمان
  • دروسٌ وعِبَرٌ في مشوار العودة إلى الجنوب
  • مشاهد تسليم الأسرى تهز كيان العدو الصهيوني وتُربك قادته وتفضح هزيمته
  • طائرات تجسس بريطانية حلقت قرب غزة أثناء تسليم الأسرى.. ماذا كانت تفعل؟