رئيس الدولة بمناسبة عيد الاتحاد: الإنسان أساس ومحور أي عمل حقيقي لصنع التقدم
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" أن دولة الإمارات تواصل سياستها الخارجية القائمة على دعم التعاون والسلام والحوار وتعزيز التضامن والعمل الجماعي الدولي في مواجهة التحديات العالمية المشتركة ومد يد العون والمساندة للدول والمجتمعات الفقيرة بجانب بناء الشراكات التنموية الإيجابية مع مختلف الدول والتجمعات الإقليمية والعالمية.
وقال سموه، في كلمة له بمناسبة عيد الاتحاد الـ 52، إن الإنسان أساس أي عمل حقيقي لصنع التقدم وإن الإخلاص والإيثار لأجل الوطن هو الذي الذي يحقق المنجزات وقبل كل ذلك إن الوحدة وائتلاف القلوب والولاء للوطن هي الأسس الراسخة التي أقام عليها زايد وإخوانه صرح دولتنا وهي القاعدة المتينة لكل ما حققناه خلال العقود الماضية وكل ما سنحققه خلال العقود المقبلة، بإذن الله تعالى.
وأشار سموه إلى أن عيد الاتحاد يأتي هذا العام بينما تستضيف دولة الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" بحضور عالمي رفيع المستوى في تأكيد للمصداقية التي تحظى بها الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية ودورها البارز في خدمة القضايا العالمية وفي مقدمتها قضية التغير المناخي وسجلها الثري في دعم الاستدامة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله".
وفيما يلي نص كلمة صاحب السمو رئيس الدولة بمناسبة عيد الاتحاد الــ 52:
// الإخوة والأخوات والأبناء..
إن الثاني من ديسمبر من أغلى الأيام، لأنه اليوم الذي اجتمعت فيه القلوب قبل الأيادي لبناء هذا الوطن، واجتمعت فيه الإرادة الصادقة بفضل ما أنعم الله به على هذه الأرض الطيبة وشعبها الأصيل من رجال لا يجود الزمان بمثلهم كثيراً، وهو اليوم الذي خطّ فيه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه حكام الإمارات "رحمهم الله" أول سطر في قصة الإمارات، الدولة والشعب والقيادة والنهضة الحضارية.
إن عيد الاتحاد هو مناسبة لبث روح التحدي والطموح في الأجيال الجديدة لكي تصنع مجدها وتضع بصمتها في صفحات كتاب الوطن، كما صنع السابقون مجدهم وتحدوا ظروفهم وتركوا لنا هذا الإرث الثري الذي نعتز به، وهو مناسبة لتعرف هذه الأجيال أن ما حققناه من نجاحات تنموية هو ثمرة جهد وعمل دؤوب على مدى سنوات طويلة، وأن مسؤوليتنا جميعاً الحفاظ عليها وتعزيزها.
في عيد الاتحاد، نستذكر بكل تقدير وامتنان، ما قام به المؤسس وإخوانه حكام الإمارات "رحمهم الله"، من إنجاز تاريخي يوم الثاني من ديسمبر عام 1971، ونجدد العزم على صون الأمانة والحفاظ على راية الإمارات عالية خفّاقة ورمزاً لوطن يشق طريقه إلى الأمام بثقة وإيمان.
الإخوة والأخوات والأبناء..
لقد حققنا إنجازات حضارية كبيرة خلال العقود الماضية، لكننا نمضي بإذن الله وتوفيقه إلى إنجازات أكبر وأكثر طموحاً، ونسير نحو مستقبل أكثر إشراقاً وأملاً ورخاءً، هذا المستقبل نصنعه الآن ونعمل من أجله اليوم قبل الغد. وبينما نمضي إلى الأمام لتحقيق طموحاتنا التنموية الكبرى، نحيي كل يد تبني وكل عقل يفكر، من أجل نهضة الإمارات وتقدمها، ونعتز بإخواننا المقيمين الذين يعيشون معنا على هذه الأرض الطيبة بكرامة وعزة ويقدمون إسهامات مقدرة في مسيرتنا التنموية. ونحن ندخل عاماً جديداً من عمر دولتنا، فإننا نحتاج اليوم إلى تدبُر دروس يوم الثاني من ديسمبر عام 1971، وأهم هذه الدروس أنه مهما عظم التحدي فإنه يمكن تجاوزه بالعزيمة والإصرار والعمل الجاد والثقة بالنفس والقدرات، وأن الإنسان هو الأساس والمحور لأي عمل حقيقي لصنع التقدم، وأن الإخلاص والإيثار لأجل الوطن هو الذي يحقق المنجزات، وقبل كل ذلك أن الوحدة وائتلاف القلوب والولاء للوطن، هي الأسس الراسخة التي أقام عليها زايد وإخوانه صرح دولتنا، وهي القاعدة المتينة لكل ما حققناه خلال العقود الماضية وكل ما سنحققه خلال العقود المقبلة، بإذن الله تعالى. الإخوة والأخوات والأبناء..
حققت دولة الإمارات، خلال عام 2023، إنجازاً حضارياً تاريخياً يُضاف إلى سجل إنجازاتها على مدى الأعوام الماضية لدعم التنمية وخدمة العلم والبشرية، وهو نجاح ابنها رائد الفضاء سلطان النيادي في القيام بأطول مهمة عربية في الفضاء. ومن خلال هذا الإنجاز، أكدت دولة الإمارات أنها تعتبر أبناءها ثروتها الحقيقية قبل أي مصدر آخر للثروة، وأن العلم طريقها الرئيس لصنع المستقبل الأفضل الذي تطمح إليه، فالإمارات دولة لا تتوقف عن السير إلى الأمام في جميع مجالات التنمية، لأنها تؤمن بأن التوقف عن السير لا يعني الثبات في المكان ولكنه يعني التراجع إلى الخلف.
الإخوة والأخوات والأبناء..
يأتي عيد الاتحاد هذا العام بينما تستضيف دولة الإمارات أكبر حدث دولي حول البيئة والمناخ وهو مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 28) بحضور عالمي رفيع المستوى، في تأكيد للمصداقية التي تحظى بها الدولة على الساحتين الإقليمية والدولية، ودورها البارز في خدمة القضايا العالمية وفي مقدمتها قضية التغير المناخي، وسجلها الثري في دعم الاستدامة منذ عهد الشيخ زايد، رحمه الله. إن شاء الله تعالى، سيبقى أثر هذا المؤتمر عالقاً في الأذهان بوصفه أحد أهم المؤتمرات حول المناخ على المستوى العالمي، وستعمل دولة الإمارات بالتعاون مع شركائها على الخروج بنتائج تصب في مصلحة الجميع.
الإخوة والأخوات والأبناء..
ستواصل دولة الإمارات سياستها الخارجية القائمة على دعم التعاون والسلام والحوار، وتعزيز التضامن والعمل الجماعي الدولي في مواجهة التحديات العالمية المشتركة، ومد يد العون والمساندة للدول والمجتمعات الفقيرة، وبناء الشراكات التنموية الإيجابية مع مختلف الدول والتجمعات الإقليمية والعالمية. وقد عملت الدولة، من خلال عضويتها في مجلس الأمن الدولي في عامي 2022 و2023، على تجسيد هذا المعنى عبر جهودها ومبادراتها التي تصب كلها في دعم السلام العالمي. ولعبت دوراً أساسياً في اعتماد مجلس الأمن الدولي في شهر يونيو الماضي قراره التاريخي حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، والذي أقر للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف مصدر لعدم الاستقرار وزيادة النزاعات حول العالم. لقد أصبحت دولة الإمارات في قلب كل تحرك إيجابي من أجل التنمية والتعاون على المستويين الإقليمي والدولي، وقد كان انضمامها إلى مجموعة "بريكس"، بدءاً من العام 2024، تأكيداً للثقة الدولية التي تحظى بها وتجسيداً لنهجها في دعم العمل الجماعي الدولي لمصلحة الازدهار لجميع شعوب العالم.
الإخوة والأخوات والأبناء..
نعلن اليوم التوجهات العامة للاتحاد لعام 2024، وندعو إلى تكامل القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية ومختلف شرائح مجتمع الإمارات لتبني هذه التوجهات والعمل عليها في العام المقبل من خلال مختلف المشاريع والبرامج والمبادرات والأدوات. الشخصية الإماراتية ركيزة أساسية تمثل مجتمعنا. فالإماراتيون لا يمثلون أنفسهم فحسب، بل يمثلون وطنهم وصورته وسمعته والانطباع الذي يؤخذ عنه. ندعو جميع الإماراتيين والجهات المعنية إلى العمل معاً خلال العام المقبل على ترسيخ سمات الشخصية الإماراتية والتعريف بها محلياً وعالمياً. نريد أن يرى العالم اعتزازنا بهويتنا الوطنية الأصيلة مثلما يرى انفتاحنا على مختلف الثقافات في العالم. نريد أن تكون القيم العائلية الراسخة في مجتمعنا عنواناً مستمراً لنا نحن الإماراتيين، تقاربنا، تكاتفنا، علاقاتنا الاجتماعية، برنا بالوالدين، احترامنا للآخرين، و"السنع" الذي توارثناه جيلاً بعد جيل. وفي المؤسسات، نريد أن تكون أخلاقيات العمل سمة مميزة للإماراتيين، الإخلاص والتفاني، بذل أقصى الجهود للإنجاز، احترام الوقت، والحفاظ على الموارد.
الإخوة والأخوات والأبناء..
الإمارات دولة تبحث عن الجديد، وأفراد مجتمعها هم المحرك الأساس في التقدم والنجاح والدخول في المضامير الجديدة للتنمية، والتعلم المستمر هو وقود هذا المحرك الذي يقود وطننا إلى الأمام. التعلم والتأهيل النوعي لا يتوقفان عند مرحلة معينة أو عمر محدد، ولا يقتصران على المدارس والجامعات، بل هما دأب مستمر على امتداد حياة الإنسان، وفي مختلف الأماكن حتى في المجالس والمؤسسات. التعلم المستمر يقود الإنسان إلى النجاح والارتقاء بنفسه، والإسهام في تقدم محيطه ومجتمعه والبشرية، ونجاح أي إماراتي أو مقيم هو إضافة إلى نجاح دولة الإمارات. ندعو جميع الجهات المعنية إلى العمل خلال العام المقبل على تحويل التعلم المستمر إلى مهارة راسخة في مجتمعنا. نريد أن يكون التعلم المستمر مسعى لكل الإماراتيين والمقيمين في دولة الإمارات، وأن يصبح مجتمع الإمارات مركزاً للتعلم الذي لا يعترف بالوقت ولا المكان، وموطناً لاكتساب المهارات الجديدة خاصةً مهارات المستقبل التي تفتح لدولة الإمارات آفاقاً جديدة من التقدم.
الإخوة والأخوات والأبناء..
إن الاستدامة ليست بالمسعى الجديد لدولة الإمارات، بل هي متأصلة في مجتمعنا منذ القدم، فرضتها الظروف الصعبة التي عاشها أجدادنا، والتي كانت تتطلب منهم تبنيها في مختلف مناحي الحياة. واستمر هذا النهج عند تأسيس الاتحاد، فكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "رحمه الله" راعياً للاستدامة التي أصبحت متجذرة في جميع توجهات الدولة. ينتهي عام الاستدامة في دولة الإمارات في نهاية 2023، لكن الاستدامة باقية في ثقافتنا وممارساتنا والجوانب المختلفة للحياة في وطننا. ندعو جميع الجهات إلى الاستمرار في برامجها ومبادراتها المعنية بالاستدامة خلال العام المقبل. ونحرص على مواصلة النهج الذي ورثناه من القائد المؤسس، ونريد أن يواصل أفراد المجتمع تبني ممارسات الاستدامة المتعددة. وعلى المستوى العالمي، ستواصل دولة الإمارات دورها في حشد جهود جميع الأطراف الفاعلة لدعم العمل البيئي المشترك وحماية الحياة والحفاظ على الموارد للأجيال القادمة.
الإخوة والأخوات والأبناء..
العالم يتغير بوتيرة سريعة، والعلم يتطور بشكل أسرع، والدول تتسابق نحو التنمية. وفي هذا السباق، سيكون التعليم هو رهاننا للتقدم، فمكاننا في المستقبل سيحدده التعليم، ومكانتنا بين الدول سيبنيها التعليم، والظفر بثمار التنمية والتطور لن يقرره سوى التعليم. نحث جميع الجهات المسؤولة والأطراف المعنية على العمل معاً خلال العام المقبل، لتطوير التعليم بشكل ملموس. نريد أن نخطو أهم خطوة تاريخية في تطوير تعليمنا، ونبتكر مفاهيم جديدة تتجاوز الأساليب التقليدية القائمة، وتفتح آفاقاً واسعة أمام جيل الشباب لاختصارِ المسافات على دروب العلم والمعرفة. وأن تضع المؤسسات المعنية المعلمين في صميم العمل على هذه الخطوة، وتوحيد الجهود وتنسيقها ليكون التعليم الرهان في سباقنا نحو التقدم.
الإخوة والأخوات والأبناء..
في هذه المناسبة الوطنية الغالية، أبارك لإخواني الحكام وأولياء العهود ونواب الحكام وشعب الإمارات الوفي، وأدعو الله تعالى أن يحفظ بلادنا ويديم عزتها ورفعتها، وكل عام وأنتم بخير. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته//. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: محمد بن زايد عيد الاتحاد رئيس الدولة خلال العام المقبل دولة الإمارات خلال العقود عید الاتحاد رئیس الدولة الله تعالى إلى الأمام الشیخ زاید الدولی فی آل نهیان نرید أن فی دعم
إقرأ أيضاً:
ابن طوق: 15500 شركة صينية تعمل في السوق الإماراتية
أبوظبي (الاتحاد)
أكد معالي عبد الله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، رئيس إنفستوبيا، أن قمة روّاد الأعمال الصينيين والعرب التي عقدت مؤخراً تُمثل فصلاً جديداً في العلاقات الاقتصادية بين الدول العربية والصين، مشيراً إلى أن العلاقات المشتركة شهدت زخماً متواصلاً خلال الفترة الماضية، وأن دولة الإمارات حريصة على المساهمة في تطوير هذه الشراكة الاستراتيجية، ودفعها إلى مستويات أكثر تقدماً وازدهاراً.
جاء ذلك خلال استضافة «إنفستوبيا 2025»، مؤخراً نسخة جديدة لقمة روّاد الأعمال الصينيين والعرب، تحت شعار «اغتنام الفرص الناشئة»، بحضور معالي جان بيير رافاران، الرئيس المشارك للاتحاد الصيني الدولي لرواد الأعمال ورئيس وزراء فرنسا الأسبق؛ وسعادة تشاو ليانغ، القائم بأعمال سفارة جمهورية الصين الشعبية في دولة الإمارات.
وشهدت القمة عدداً من الجلسات بمشاركة 18 متحدثاً، ومشاركة وحضور أكثر من 400 من قادة وصناع القرار وروّاد الأعمال من العالم العربي والصين.
وأضاف معاليه أن دولة الإمارات والصين ترتبطان بعلاقات اقتصادية وتجارية قوية، حيث تعد الصين أكبر شريك تجاري للإمارات، وبالمقابل تمثل الإمارات أكبر شريك للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا سيما مع وجود قرابة الـ 15500 شركة صينية عاملة في الأسواق الإماراتية حتى الآن.
وأضاف: «نحن على ثقة بأن القواسم المشتركة في الرؤى والاستراتيجيات بالتوسع في قطاعات الاقتصاد الجديد، سوف تعزز مستقبل العلاقات الاقتصادية والاستثمارية».
وأكد معاليه أن السوق الإماراتية نجحت خلال العقود الماضية في جذب استثمارات صينية كبيرة حيث استثمرت مئات الشركات الصينية أكثر من 6 مليارات دولار في قطاعات متنوعة مثل التجزئة والخدمات المالية والعقارات والبناء، مستفيدةً من بيئة الأعمال التنافسية التي طورتها الدولة، مثل برامج الإقامة طويلة الأجل وإتاحة التملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، وتسهيل إجراءات التراخيص التجارية وسهولة تأسيس الأعمال، بما يرسخ مكانة الإمارات كوجهة رائدة للأعمال والاستثمار، في ضوء مستهدفات رؤية «نحن الإمارات 2031».
وأشار معاليه إلى أن دولة الإمارات تدعم مبادرة الحزام والطريق لتعزيز الرخاء المشترك والتنمية الاقتصادية، حيث تساهم في تنمية التجارة وزيادة تدفقات الاستثمار، وبناء شراكات اقتصادية ممتدة يستفيد منها الجانبان العربي والصيني.
ودعا معالي بن طوق إلى أهمية توظيف التقنيات الحديثة وتعزيز بيئة ريادة الأعمال وتحويل التحديات الاقتصادية العالمية إلى فرص من خلال تعزيز مرونة اقتصادات المنطقة.
وقال معاليه: «تُعد قمة رواد الأعمال الصينيين والعرب منصة حيوية لتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية بين العالم العربي والصين، وتوفر فرصة مهمة لاستكشاف آفاق جديدة في قطاعات الاقتصاد الجديد، بما في ذلك التكنولوجيا والابتكار وريادة الأعمال، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك».
ومن جانبه، قال جان بيير رافاران، رئيس وزراء فرنسا الأسبق، والرئيس المشارك للاتحاد الصيني الدولي لرواد الأعمال: «نؤمن بالإمكانات الكبيرة للنمو الاقتصادي لمنطقة الشرق الأوسط خلال العقد القادم، وتعد دولة الإمارات مركزاً مثالياً للشركات الصينية لتأسيس حضور محلي يربط بين أبرز قادة الأعمال والسياسات العامة والمجتمع على مستوى المنطقة والعالم».
وبدوره، قال ويليام وانغ، الممثل الرئيسي للاتحاد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا: «نجحنا خلال العشر سنوات الماضية في تعريف أكثر من 800 من قادة الأعمال والسياسات العامة في الصين ببيئة الأعمال في دولة الإمارات، حيث أتيحت لهم الفرصة لاستكشاف الفرص والممكنات التي توفرها أسواق الدولة، وساهمنا في تسهيل وصولهم إلى أسواق جديدة انطلاقاً من دولة الإمارات، نظراً لما تتمتع به من انفتاح وتواصل مع كافة الأسواق إقليمياً وعالمياً».
وتضمنت القمة جلسات لنخبة من المتحدثين من الجانبين العربي والصيني، حيث ألقت شو شياولان، رئيسة المعهد الصيني للإلكترونيات، ونائبة وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات السابق في الصين، كلمة بعنوان «التعاون في تطوير صناعة الروبوتات.. فرص جديدة في العصر الذكي»، سلطت فيها الضوء على الإمكانات التي تحملها تقنيات الذكاء الاصطناعي والروبوتات في تعزيز الشراكات الاقتصادية بين العالم العربي والصين.
وشهدت القمة جلسة حوارية رفيعة المستوى بعنوان «تمويل الابتكار والنمو»، وركزت الجلسة على الحوار الصيني-العربي-الأمريكي حول دور المؤسسات المالية في دعم الاقتصاد الجديد والتنمية الصناعية من خلال التعاون الدولي، حيث ناقش المتحدثون أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات المالية في تحفيز التحول الصناعي وتعزيز الابتكار، مؤكدين أن التعاون المالي العابر للحدود يعد عاملاً محورياً في دعم الشركات الناشئة وتمكين رواد الأعمال من الوصول إلى التمويل اللازم لتطوير مشاريعهم.
وفي جلسة بعنوان «تعزيز الاستثمار عبر الحدود لدعم نمو الاقتصاد الجديد» ناقش المشاركون سبل تعزيز التدفقات الاستثمارية العالمية ودورها في دعم الشركات الناشئة وتنمية الابتكار. وأشار المتحدثون إلى أن التعاون الاقتصادي بين الأسواق العربية والصينية والعالمية يسهم في بناء بيئة استثمارية مستدامة تدعم التحول نحو الاقتصاد الجديد، من خلال ربط الأسواق الناشئة بالتمويل العالمي.
وألقى حمد المزروعي، الرئيس التنفيذي لسلطة التسجيل في «سوق أبوظبي العالمي»، كلمة حول «تمكين القوى العاملة المستقبلية»، أكد فيها أن تمكين هذه القوى أصبح عاملاً أساسياً في تعزيز النمو الاقتصادي وضمان التنمية المستدامة.
وسلط المزروعي الضوء على أهمية تطوير المهارات الرقمية وتعزيز برامج التدريب والتأهيل لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغير.
وأكد أن الاستثمار في التعليم والتطوير المهني يعد ركيزة أساسية لضمان قدرة القوى العاملة على التكيف مع التحولات التكنولوجية والمساهمة في نمو الاقتصاد الجديد.
إلى ذلك، ناقشت جلسة «كشف عقول الغد» خلال القمة أهمية التعليم من أجل تطوير الأعمال، وإعداد قادة عالميين لمواجهة تحديات اليوم وبناء مستقبل أكثر استدامة. وركزت الجلسة على دور المؤسسات الأكاديمية في إعادة تشكيل بيئات الأعمال بما يتماشى مع التطورات التكنولوجية والتغيرات الاقتصادية المتسارعة.
وأكد المتحدثون أهمية الاستثمار في التعليم لإعداد الشركات والمؤسسات لمستقبل تنافسي وأكثر ديناميكية.
وشهدت القمة الإعلان توقيع 6 شراكات جديدة للاتحاد الصيني الدولي لرواد الأعمال مع مجموعة من المؤسسات، بحضور معالي عبدالله بن طوق المري، وجان بيير رافاران، وشملت قائمة الشركاء كلاً من إنفستوبيا، واللجنة الوزارية الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجي لمنظمة التعاون الإسلامي، وأكاديمية سوق أبوظبي العالمي، وكلية أبوظبي للإدارة، وHub 71، وSaal، و WeCarbon.
ويُعد الاتحاد الصيني الدولي لرواد الأعمال (SIEF)، الذي يبلغ عدد أعضائه أكثر من 15 ألف عضو تقليدي حول العالم، منظمة عالمية غير ربحية وغير حزبية، تأسست عام 2008 من قبل معالي غوردون براون، ومعالي جان بيير رافاران، ومعالي جون هاورد، ومعالي لونغ يونغتو. يقع مقرها الرئيسي في بكين، ويتخذ من سوق أبوظبي العالمي «ADGM» مقراً إقليمياً له منذ مطلع العام الحالي.
ويهدف الاتحاد إلى أن يكون منصة موثوقة تربط بين كبار قادة الأعمال عبر مختلف الصناعات والقارات والثقافات.
واستضاف الاتحاد الصيني الدولي لرواد الأعمال «القمة السنوية لرواد الأعمال الصينيين والعرب» منذ عام 2023، وهي مبادرة بارزة لربط كبار قادة الأعمال والقطاع العام من الصين والشرق الأوسط.