مسؤولون إسرائيليون: الموساد يخطط لقتل قادة حماس حول العالم بعد حرب غزة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
زعم مسؤولون إسرائيليون، الجمعة، أن جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلي "الموساد" يستعد لقتل قادة حركة حماس في جميع أنحاء العالم عندما تنتهي الحرب في قطاع غزة.
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال"، عن المسؤولين (لم تسمهم) أن رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، أصدر أوامره بأن تعمل المخابرات على خطط لمطاردة قادة حماس الذين يعيشون في لبنان وتركيا وقطر، وفقا لما ترجمه "الخليج الجديد".
وأضاف المسؤولون أن حملة الاغتيال ستكون امتدادًا للعمليات الإسرائيلية السرية، المستمرة منذ عقود، فقد طارد قتلة إسرائيليون ناشطين فلسطينيين في بيروت وهم يرتدون زي النساء، وقتل آخرون أحد قادة حماس في دبي بينما كانوا متنكرين في زي سائحين.
كما استخدمت إسرائيل سيارة مفخخة لاغتيال أحد قادة حزب الله في سوريا، وبندقية يتم التحكم فيها عن بعد لقتل عالم نووي في إيران.
ولسنوات، قامت دول مثل قطر ولبنان وإيران وروسيا وتركيا بإضفاء قدر من الحماية على قادة حماس السياسيين، وامتنعت إسرائيل في بعض الأحيان عن استهدافهم الفلسطينيين لتجنب خلق أزمات دبلوماسية.
وتمثل الخطط الجديدة فرصة ثانية لنتنياهو، الذي أمر بمحاولة فاشلة عام 1997 لتسميم زعيم حماس، خالد مشعل، في الأردن، وأدت المحاولة الموثقة جيداً إلى إطلاق سراح الزعيم الروحي لحركة حماس، الشيخ أحمد ياسين بدلا من قتل مشعل.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن عددا من قادة الأجهزة الأمنية الإسرائيلية عبروا عن عدم ارتياح من الكشف عن نوايا العمليات، التي يفضلونها سرا، إذ قال نتنياهو في خطاب عام ألقاه في 22 نوفمبر/تشرين الثاني: "لقد أصدرت تعليماتي للموساد بالعمل ضد قادة حماس أينما كانوا".
وفي نفس الخطاب، قال وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، إن قادة حماس يعيشون في "الوقت الضائع"، مضيفا: "المعركة هي على مستوى العالم، وتشمل الإرهابيين في غزة أو أولئك الذين يسافرون على متن طائرات".
إعلان نوايا
وبينما تحاول إسرائيل عادةً إبقاء هذه الجهود سرية، لم يُظهر قادة الدولة العبرية سوى القليل من التحفظ بشأن الكشف عن نواياهم لملاحقة كل المسؤولين عن عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال المسؤولون إن إسرائيل تعمل بالفعل على قتل أو اعتقال قادة حماس داخل غزة، وأن السؤال المطروح الآن على القادة الإسرائيليين لا يتعلق بما إذا كانوا سيحاولون قتل قادة حماس في أماكن أخرى من العالم، بل أين وكيف.
إن الخطط الخاصة باغتيال قادة حماس هي امتداد لحرب إسرائيل في غزة وانعكاس لنواياها لضمان ألا تشكل الحركة الفلسطينية تهديدًا خطيرًا للدولة العبرية مرة أخرى. وفي إطار هذه الجهود، تدرس إسرائيل أيضًا طرد الآلاف من مقاتلي الصفوف الدنيا بحماس من غزة بالقوة كوسيلة لتقصير الحرب.
اقرأ أيضاً
بلينكن لكابينيت الحرب الإسرائيلي: ليس لديكم أشهر للإطاحة بحماس
وقال المسؤولون إن بعض قيادات إسرائيل أرادوا شن حملة فورية، بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، لقتل مشعل وغيره من قادة حماس الذين يعيشون في الخارج، وكانوا غاضبين بشكل خاص من مقطع فيديو لمشعل وغيره من قادة حماس، بما في ذلك رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية، وهم يحتفلون في أحد مكاتبهم أثناء مشاهدة التغطية الإخبارية الحية لهجمات "طوفان الأقصى".
ولم يسبق لإسرائيل أن نفذت أي عمليات قتل في قطر، بحسب المسؤولين، الذين قالوا إن القيام بذلك بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول كان من الممكن أن ينسف الجهود المستمرة للتفاوض على إطلاق سراح الأسرى المحتجزين في غزة.
وأضافوا أن هذه المخاوف ساعدت في تخفيف الجهود المبذولة للشروع على الفور في حملة الاغتيال لقادة حماس، لكن التخطيط لذلك لايزال مستمرا.
وأصبحت قطر المحور الرئيسي لمحادثات الرهائن، حيث التقى رئيس الموساد ديفيد بارنيا مع رئيس وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز في الدوحة في وقت سابق من هذا الأسبوع لإجراء المزيد من المناقشات.
وساعدت الدوحة في تأمين إطلاق سراح عشرات الأسرى الإسرائيليين الذين يحتجزهم مسلحون في غزة مقابل إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، ولا يزال أكثر من 130 أسيرا في غزة، بحسب الرواية الإسرائيلية.
غير حكيم
وأثار تعهد نتنياهو بمطاردة قادة حماس في جميع أنحاء العالم جدلا بين مسؤولي المخابرات السابقين، إذ وصفه، إفرايم هاليفي، مدير الموساد السابق، ذلك بأنه "غير حكيم"، وقال إن "قتل قادة حماس لن يقضي على التهديد"، بل سيؤجج أتباع حماس وقد يسفر عن تهديدات أسوأ.
كما وصف هاليفي إعلان نتنياهو بتعقب قادة حماس بأنه "بعيد المنال"، فملاحقة حماس على نطاق عالمي ومحاولة قتل جميع قادتها بشكل منهجي "هي رغبة في الانتقام، وليست رغبة في تحقيق هدف استراتيجي" حسب قوله.
وفي السياق، قال عاموس يادلين، الجنرال الإسرائيلي المتقاعد الذي كان يرأس وكالة المخابرات العسكرية في السابق، إن الحملة "هي ما تتطلبه العدالة"، مضيفا: "يجب تقديم جميع قادة حماس، كل أولئك الذين شاركوا في الهجوم، والذين خططوا للهجوم، والذين أمروا بالهجوم، إلى العدالة أو القضاء عليهم. إنها السياسة الصحيحة".
اقرأ أيضاً
رئيس إسرائيل يناشد حاكم الإمارات باستخدام ثقله السياسي للضغط على حماس
وهنا تشير الصحيفة الأمريكية إلى أنه لا توجد دولة أخرى تتمتع بخبرة إسرائيل في تنفيذ حملات الاغتيالات في جميع أنحاء العالم، فمنذ تأسيسها نفذت أكثر من 2700 عملية من هذا النوع، بحسب كتاب "انهض واقتل أولاً" للصحفي الإسرائيلي، رونين بيرغمان.
وحتى قبل تأسيس إسرائيل عام 1948، قتل مسلحون يهود الدبلوماسيين الأوروبيين الذين شاركوا في إدارة الانتداب البريطاني لفلسطين. وفي الستينيات، استخدم جواسيس إسرائيليون رسائل مفخخة لاستهداف علماء ألمانيا النازية السابقين، الذين ساعدوا مصر في تطوير الصواريخ.
لكن بعض هذه العمليات أدت إلى نتائج عكسية، ففي عام 1997، أمر نتنياهو، الذي كان يقضي فترة ولايته الأولى كرئيس للوزراء، جواسيس إسرائيليين بقتل خالد مشعل، الذي كان يعيش آنذاك في الأردن، ودخل الفريق الإسرائيلي الأردن متنكراً في هيئة سائح كندي وهاجم مشعل خارج المكتب السياسي لحماس في عمان.
وقام أحد القتلة الإسرائيليين برش مادة سامة في أذن مشعل، ولكن تم القبض عليه مع عضو آخر في الفريق قبل أن يتمكنوا من الفرار.
ودخل مشعل في غيبوبة، وهدد الأردن بإنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل، وضغط الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون، على نتنياهو لإنهاء الأزمة بإرسال رئيس الموساد إلى عمان ومعه الترياق الذي أنقذ حياة مشعل.
ولاحقا حررت إسرائيل جواسيسها في الأردن من خلال الموافقة على إطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، الزعيم الروحي لحماس، و70 سجينًا فلسطينيًا آخر.
وواصلت إسرائيل حملة الاغتيالات ضد حماس لسنوات، ففي عام 2010، طار فريق من العملاء الإسرائيليين باستخدام جوازات سفر أوروبية مزورة إلى دبي، وتنكروا كسياح أثناء انتظار وصول محمود المبحوح، مؤسس الجناح العسكري لحماس، الذي قاد جهود الجماعة لشراء الأسلحة.
وأظهر مقطع فيديو لكاميرا مراقبة، في وقت لاحق، أعضاء الفريق وهم يرتدون زي لاعبي التنس، ويتبعون المبحوح إلى غرفته، حيث أصاب الإسرائيليون زعيم حماس بالشلل ثم خنقوه.
وفي حين بدا في البداية أن المبحوح توفي لأسباب طبيعية، إلا أن مسؤولي دبي تمكنوا في نهاية المطاف من التعرف على فريق الاغتيال واتهموا إسرائيل به.
واستغرق الأمر سنوات لإصلاح الضرر الذي لحق بعلاقات إسرائيل مع دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي أصبحت اليوم رائدة الدول العربية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
اقرأ أيضاً
انتهاء الهدنة بين إسرائيل وحماس.. واشتباكات وغارات وإطلاق نار شمال غزة
المصدر | وول ستريت جورنال/ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: إسرائيل غزة حماس نتنياهو خالد مشعل إسماعيل هنية أحمد ياسين الأردن قطر تركيا إطلاق سراح قادة حماس قتل قادة حماس فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
محللان: حماس رمت بـكرة من نار على إسرائيل
رأى محللان سياسيان أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رمت بـ"كرة من نار" على إسرائيل وفاقمت من معضلتها الداخلية، من خلال ردها على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وتضمن الموافقة على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأميركية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.
وأعلنت حركة حماس أنها سلمت ردّها فجر اليوم على المقترح الذي تسلمته من الوسطاء، وأكدت جاهزيتها التامة لبدء المفاوضات والوصول إلى اتفاق شامل بشأن قضايا المرحلة الثانية، ودعت إلى إلزام الاحتلال بتنفيذ التزاماته كاملة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وفي تعليقه على هذا التطور، قال الباحث والمحلل السياسي سعيد زياد إن حماس حاولت تفكيك المعضلة التي تواجهها المفاوضات وتجاوز السردية الإسرائيلية، عبر الموافقة على العرض الأساسي لآدم بولر، مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الخاص لشؤون الأسرى، والذي قدمه الوسطاء ليلة أمس.
وأوضح أن "موافقة حماس هي موافقة على نوايا وليست موافقة إجرائية، أي أنها توافق إذا تم ربط المسألة بمفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة".
كما أن رد حماس على عرض الوسطاء سيغري الأميركيين -يواصل زياد- ويثبت للجميع أن حماس معنية بالتفاوض وغير متعنتة وتريد مفاوضات المرحلة الثانية دون أن تقدم شيئا، بالإضافة إلى أن موفقة حماس على إطلاق سراح أسير يحمل الجنسية الأميركية سيدفع عائلات الأسرى والمجتمع الإسرائيلي للقول إن من يمتلك جنسية مزدوجة له امتياز تفاوضي وله دولة تفاوض عنه.
إعلانوبينما أعرب عن اعتقاده بأن "موقف حماس سيضع إسرائيل في مواجهة مع الأميركيين"، لم يستبعد زياد أن يؤدي هذا الموقف إلى إعطاء دفعة لمفاوضات المرحلة الثانية ولإعادة انتظام دخول المساعدات إلى غزة، ولمستوى المفاوضات المباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية.
مناورة نتنياهو
وفي توقعه لطبيعة الرد الإسرائيلي على رد حماس على مقترح الوسطاء، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، إن إسرائيل ستتعامل مع الموقف بحذر شديد، موضحا أنها ذهبت إلى المفاوضات وهي تطرح مقترح المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، ويتحدث عن هدنة محدودة الأمد مع إطلاق سراح مجموعة من الأسرى الإسرائيليين، مقابل تمديد وقف إطلاق النار في غزة.
ورأى أن قبول حماس بمقترح الوسطاء يضع إسرائيل في مأزق، الأول يتعلق بالمقابل، وهل وعد الوسطاء حماس بالانتقال إلى المرحلة الثانية؟ وهو ما يشكل معضلة لإسرائيل، لأنها ترفض الدخول في مباحثات هذه المرحلة وتسعى إلى تمديد المرحلة الأولى أو إيجاد إطار جديد يتم فيه تمديد وقف إطلاق النار مقابل استعادة المزيد من الأسرى.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يتعرض لضغوط من أجل أن يوافق على صفقة شاملة وليس صفقة محدودة، بالإضافة إلى ضغوط سيواجهها في حال إطلاق سراح الأسرى الذين يحملون الجنسية المزدوجة، لكن نتنياهو سيستغل هذا الموضوع للمناورة، وسيحاول كسب الوقت، كما قال الدكتور مصطفى.
وفي سياق الموقف الإسرائيلي، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مسؤول إسرائيلي قوله: إن "مقترح حماس بالإفراج عن رهائن يحملون الجنسية الأميركية يهدف لتخريب المفاوضات".
وبرأي الباحث والمحلل السياسي زياد، فقد "رمت حماس بكرة من نار إلى الجانب الإسرائيلي"، مشيرا إلى أن المعضلة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي ستتفاقم، خاصة أن "التقارب الأميركي مع حماس ربما يفكك أي دعم أميركي لإسرائيل ويبعد شبح عودة الحرب إلى غزة"، ولأن "مفتاح تطور المفاوضات هو بيد الأميركيين".
إعلانوكان آدم بولر مبعوث الرئيس الأميركي لشؤون الأسرى التقى في وقت سابق مسؤولين كبارا من حماس في العاصمة القطرية الدوحة دون علم إسرائيل، لإجراء مباحثات حول إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة وبينهم 5 أميركيين.
يذكر أنه في مطلع مارس/آذار الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، بدأ في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.