موقع 24:
2025-02-08@22:45:11 GMT

الكتابة بوصلة أحمد بالحمر في "آناء الليل"

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

الكتابة بوصلة أحمد بالحمر في 'آناء الليل'

 صدرت مؤخراً المجموعة الشعرية "آناء الليل" للشاعر الإماراتي أحمد عمر بالحمر، عن دار ناريمان للنشر والطباعة والتوزيع في لبنان، وتقع المجموعة في 160 صفحة من الحجم المتوسط، وتضم 127 نصاً شعرياً قصيراً ومختزلاً، تنتمي لقصيدة النثر.

تحمل معظم القصائد عناوين من كلمة واحدة، ومنها، اشتياق، تراب، فقيدي، فراق، أصدقائي، قسمة، هروب، تسرب، نقطة، مكيال، توارد، حيرة، استسسقاء، احتراق، ظل، حكايتنا، حدود، الأيام، .

..إلخ، لكن القارئ لن يجد  بين صفحات المجموعة نصاً يحمل عنوانها "آناء الليل" مثلما اعتاد شعراء آخرون على ذلك؟

معظم نصوص الشاعر وجدانية عاطفية، تعكس نظرته تجاه الحياة، وتحمل من معان الليل حزنه ومفرداته وأجوائه الكثير، ولعل ذلك كان سبباً لعنوان الديوان، بالإضافة لما  كتبه الشاعر على غلاف الكتاب الذي يكتسي بسواد ليل حالك، فنقرأ هناك:
كتبته في آناء الليل وشوارع الذكريات
وكأنني في كل خطوة
وفي كل كلمة
أرسم الطريق إلى قلبي
فأمسكت بيد القصيدة ومشيت.
وهنا نستشف ما تمثله الكتابة لشاعرها، فهي بوصلته في دروب الحياة، أما القصيدة التي ترافقه في رحلته فهي صديق وفيَ، يستند على ذراعه، ويشد من أزره.

يقول أحمد عمر بالحمر الذي يحمل بكالوريس في الهندسة، ويعمل في مجالها: "بدأت رحلتي مع الكتابة منذ حوالي 10 سنوات، ثم كتبت عامود صحافي دوري بعنوان "برودكاست" في صحيفة الأنباء الكويتية، عقب ذلك كتبت في صحيفة "روز اليوسف" المصرية في نفس الفترة تقريباً، ولاحقاً جمعت المقالات وأصدرتها في كتاب بعنوان "ممكن نتعرف" عن دار الرائدية للنشر والتوزيع في السعودية، وكانت المقالات متنوعة، لكن الغالبية العظمى منها اجتماعية تناقش مشاهد تستوقفني من واقع الحياة وما بها من أحداث يومية.
وعن تطوير موهبته الأدبية أكد بالحمر لـ24: "أن عملية التطوير الذاتي للإنسان تبدأ ولا تنتهي، وهي متواصلة لا تتوقف، ومنذ الطفولة صاحبني شغف القراءة ونهم المعرفة، وما زال يرافقني لغاية اليوم".
وبالنسبة لأهم الكتاب الذين تأثر بكتاباتهم، قال: " قرأت لكثير من الكتاب والأدباء، ولم تشدني الأسماء أبداً، بل كانت تجذبني قوة الكلمات المكتوبة وعذوبتها ومدى تميزها، ولم أتأثر بكاتب دون غيره، فجميع ما قرأت من كتب أثرت بي بطريقة أو بأخرى، ولا شك بأنني أيضاً قد أثرت بفكر آخرين ممن قرأوا لي، نعم فالعملية أقرب ما تكون إلى العدوى التي تنتقل دون أن نشعر بها".
أحمد بالحمر يكتب بالفصحى والعامية، وفي إطار رده على سؤال أيهما أقرب لقلبه، وكيف يحدد نوع القصيدة لحظة الإلهام، أضاف: "كافة الأجناس الأدبية محببة لنفسي وقريبة من ذائقتي الأدبية، ولكن اللهجة العامية تكاد تكون أقرب للمستمعين، كونها لغتهم الدارجة، أما الإلهام فأعتبره كائناً غريباً يزور الإنسان دون استئذان أو مقدمات، يفاجئنا في أغرب الأوقات و الأماكن، وبصراحة تامة أنا لا أختار شكل القصيدة وهويتها عندما أكتب، فالكلمات هي سيدة الاختيار، وهي التي تفرض حضورها وشكلها على البياض، وتحدد متى تبدأ ومتى تنتهي كما تشاء".
وأثناء تعليقه على اتجاه العديد من الشعراء في العصر الراهن لكتابة الرواية، وهل سيظل بالحمر مخلصاً لحقل الشعر، أم يفكر في كتابة عمل روائي، أجاب: " حتى هذه اللحظة لا نيّة لدي لكتابة عمل روائي، ولكن مستقبلاً لا أعلم هل سأطرق هذا الباب أم أظل متشبثاً في مكاني القديم ووفياً للقصيدة فقط".
وبالنسبة لمصدر الإلهام في قصائده أو في مقالاته، ذكر: "الأفكار تولد في وجدان الكاتب من خلال احتكاكه مع الناس والمجتمع وتعامله اليومي معهم، ومن خلال متابعته لما يحدث في العالم حوله".

يذكر أن أحمد بالحمر شارك في العديد من الأمسيات الشعرية في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وفي جهات ثقافية أخرى، ودأب على حضور ومتابعة الأنشطة والفعاليات الثقافية، وسبق أن صدر له ديوان "محتلني" في اللهجة المحكية، عن دار نبطي للنشر، وترجمت بعض أعماله للغة الإنجليزية.
وتحت عنوان "فقد" في مجموعة "آناء الليل" الشعرية نقرأ:
أنت
لم يتركك ظلك منذ طلوع الشمس
حتى جاء المساء يزفه البدر والنجوم
كم أنت محظوظ
أنا أشرقت شمسي، وغابت
وما زال ظلي مفقوداً.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات

إقرأ أيضاً:

رؤية نقدي لأسلوب الكتابة بسفر- كتابات وأقوال في السياسة والفكر والحياة.للكاتبة سارا الفاضل

كتاب "كتابات وأقوال في السياسة والفكر والحياة" للكاتبة سارا الفاضل محمود، الذي حررته وقدمت له رباح الصادق، هو عمل توثيقي يجمع بين المقالات والخطب والمذكرات، مقدماً صورة شاملة عن فكر وتجربة الكاتبة في السياسة، الفكر، والمجتمع. لكن الأهم من ذلك هو أسلوب الكتابة الذي تبنّته الكاتبة، والذي يمكن تصنيفه ضمن مدرسة التوثيق السياسي - السردي، مع مزيج من الخطابة والمواقف الأيديولوجية.
مذهب الكتابة في الكتاب
يمكن تصنيف أسلوب الكتابة ضمن المنهج التوثيقي السردي التحليلي، حيث تمتزج السيرة الذاتية بالمواقف السياسية والتاريخية. ويمكن تلخيص سمات أسلوب الكتابة فيما يلي:
الأسلوب التوثيقي - السردي
الكاتبة تعتمد على التوثيق الدقيق للأحداث، حيث نلاحظ تقسيم الكتاب إلى محطات زمنية محددة تتناول فترات سياسية مختلفة، من الحكم العسكري الأول في السودان إلى الديمقراطية الثانية والثالثة. كما تستخدم أسلوبًا سرديًا قائمًا على الحكي والتجربة الشخصية، مما يعطي الكتاب بعدًا ذاتيًا، لكنه في الوقت ذاته يقدّم سردًا أقرب إلى التوثيق التاريخي.
النبرة الخطابية – السياسية
يظهر واضحًا تأثر الكتابة بالنبرة الخطابية، خصوصًا في الجزء الخاص بالخطابات والمقالات السياسية. وهذا يجعل الأسلوب مباشرًا، لكنه أحيانًا يقترب من الإنشائية. التأثير الأيديولوجي حاضر بقوة، فالكتابة تحمل موقفًا سياسيًا واضحًا، مما يجعلها أقرب إلى الكتابة السياسية الملتزمة، وأحيانًا تفتقر إلى الحياد التاريخي.
استخدام اللغة التقليدية - الرسمية
اللغة المستخدمة في الكتاب كلاسيكية، تعتمد على الفصحى التقليدية، وهو ما يجعل بعض الجمل تبدو متكلفة أو ثقيلة على القارئ الحديث. كما أن غياب البعد الأدبي العميق يجعل النصوص تركز أكثر على التوثيق السياسي، وليس على التحليل الفلسفي أو الأدبي للأحداث.
غلبة الطابع الأيديولوجي والتاريخي
الكتاب لا يخلو من الأحكام القيمية، حيث تميل الكاتبة إلى تقديم تفسيرات للأحداث من خلال منظورها السياسي، مما يجعل بعض الأجزاء تبدو دفاعية أكثر من كونها تحليلية. كما أن هناك تشديدًا على دور المرأة في حزب الأمة، مما يجعله أقرب إلى "رؤية تنظيمية داخلية" بدلاً من كونه كتابًا تحليليًا عامًا.
نقاط القوة وضبابية الطرح
نقاط القوة:
الدقة التاريخية والتوثيقية.
وضوح الأفكار وتسلسلها الزمني.
الجمع بين الخطابات السياسية والتحليل الاجتماعي.
ضبابية الطرح:
غلبة النبرة الخطابية أحيانًا على التحليل النقدي.
افتقاد الكتاب للحياد في بعض المقاطع، حيث تميل الكاتبة إلى الدفاع عن مواقفها السياسية.
بعض الفصول تبدو أقرب للتوثيق التنظيمي الداخلي، مما قد يجعلها مملة للقارئ غير المهتم بالسياق السياسي لحزب الأمة.
الكتاب يمثل نموذجًا واضحًا للكتابة السياسية التوثيقية في السودان، حيث يجمع بين السيرة الذاتية، والتاريخ السياسي، والمواقف الأيديولوجية. أسلوب الكاتبة يعكس التزامًا سياسيًا واضحًا، لكنه أحيانًا يقترب من الخطابية أكثر من التحليل العميق. ومع ذلك، يظل الكتاب مرجعًا مهمًا لفهم تجربة المرأة السودانية في العمل السياسي، خاصة ضمن حزب الأمة.

zuhair.osman@aol.com

   

مقالات مشابهة

  • يدوب هترميه في الميا .. طريقة تخزين الأرز و الشعرية لرمضان
  • رؤية نقدي لأسلوب الكتابة بسفر- كتابات وأقوال في السياسة والفكر والحياة.للكاتبة سارا الفاضل
  • عمر الشناوي: الكتابة أهم أسباب موافقتي على فيلم "لأول مرة"
  • تسببت في وفاة طفلتين بالدقهلية.. مخاطر الشعرية سريعة التحضير
  • مخرج "جريمة منتصف الليل" ينتهي من المونتاج تمهيداً لعرضه في رمضان
  • مخرج "جريمة منتصف الليل" ينتهي من المونتاج تمهيدا لعرضه رمضان 2025
  • الإسماعيلية .. إصابة 10 أشخاص في انقلاب ميكروباص بوصلة أبو سلطان
  • أحمد بن سعيد يكرِّم 131 فائزاً بجوائز «دبي للجودة»
  • عتبات الفرح للكاتبة هديل حسن: لعلها عتبات الكتابة أيضا
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة وجدان الملازمين تثير ضجة واسعة بوصلة رقص مثيرة مع ورود على رأسها