أطلقت السلطات الليبية، الجمعة، سراح عدد من معتقلين حركة "حماس"، المحتجزين في البلاد، منذ نحو 8 أعوام.

ووفق مصادر، فإن الإفراج عن المعتقلين المذكورين تم عبر وساطة تركية.

والمفرج عنهم الأربعة، وصلوا إلى مدينة إسطنبول التركية، رفقة مسؤول ليبي رفيع المستوى، وهم: مروان الأشقر ويحمل درجة الدكتوراة في علوم البيئة، ونصيب محمد شبير طالب دراسات عليا في الهندسة، ومؤيد جمال عابد طالب دراسات عليا في الهندسة، وبراء مروان الأشقر طالب في الهندسة أيضا.

وقالت المصادر، إن رئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس عبدالحميد الدبيبة، مارس ضغطا لإطلاق سراح المعتقلين، بالتزامن مع اندلاع العدوان على قطاع غزة، ونجح في ذلك أخيرا، رغم الضغوط التي مورست عليه من أطراف عدة.

وأكدت المصادر، أن المعتقلين جرى الإفراج عنهم منذ شهر تقريبا، بعد أن نقضت المحكمة العليا الليبية في طرابلس الحكم السابق الصادر بحقهم، وأعادت المحاكمة في دائرة أخرى، التي قضت بالإفراج عنهم فورا، لكن السلطات تحفظت عليهم مؤقتا لحين إجراء ترتيبات أمنية تضمن نقلهم بسلامة خارج البلاد.

اقرأ أيضاً

تحت ضغط شعبي.. قضاء ليبيا ينظر في الإفراج عن 4 أعضاء بـ"حماس"

وتناقل ناشطون، صورة للمفرج عنهم وهم في طريقهم إلى تركيا عبر طائرة خاصة.

وكانت محكمة ليبية أصدرت في شباط/  فبراير 2019 أحكاما مشددة تتراوح ما بين 17 و22 عاما بحق الأربعة، وجميعهم كانوا يدرسون في الجامعات الليبية.

ووجهت لهم المحكمة التابعة لحكومة الوفاق الوطني، التي كان يرأسها فايز السراح في حينه، تهم "تشكيل تنظيم أجنبي سري على الأراضي الليبية، وحيازة السلاح، والتآمر على أمن الدولة، وتهريب أسلحة".

وكان الفلسطينيون الأربعة يقبعون في سجن "الردع" قرب منطقة "معيتيقة" بطرابلس، وقد اعتقلوا في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 من أماكن سكنهم في العاصمة الليبية، بعد أن داهمت مجموعة مسلحة منازلهم.

اقرأ أيضاً

صحيفة: وساطة تركية للإفراج عن معتقلين لحماس في ليبيا

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: معتقلي حماس ليبيا الدبيبة وساطة تركية حماس

إقرأ أيضاً:

الربيع أيضا مؤامرة (دبرتها الأرصاد الجوية)

لم يكن عديم الدلالة أن يستهل الرئيس ماكرون تهنئته للشعب السوري بالقول: «أخيرا، سقطت دولة الهمجية». ذلك أن «دولة الهمجية» عبارة غير معروفة في بريطانيا وأمريكا، مثلا، ولكنها متداولة لدى النخبة السياسية والإعلامية في فرنسا منذ أن أطلق هذا التوصيفَ الدقيق على دولة آل الأسد الباحثُ الفرنسي الجنسية التونسي النشأة ميشال سورا الذي اغتيل في بيروت أوائل الثمانينيات.

والواقع أن نجاح الشعب السوري في انتزاع حريته من بين براثن نصف قرن من الطغيان الوحشي قد فتح مشكاة أنوار مضيئة في ظلام التشاؤم والإحباط الذي خيم على معظم البلاد العربية في الأعوام الأخيرة لأن هذا النجاح أثبت صحة الرأي القائل (ولو أنه لم يكن يقول به إلا القلائل) بأن الثورات الشعبية التي اندلعت عامي 2010 و2011 قد دشنت حقبة تاريخية متعددة الاحتمالات منفتحة الأفق، وأن ما يبدو من فشلها لا ينبغي أن يجعلنا نغفل عن حقيقة أن الثورات زلازل سياسية طويلة الأمد لها اهتزازات ارتدادية لا تقع إلا بعد سنين أو عقود.

كما يمكن تشبيه الثورات الشعبية بتسونامي كاسح يأتي في شكل موجات. ولهذا كان ثمة موجة 2010 و2011 في تونس ومصر وليبيا وسوريا والبحرين واليمن، ثم موجة 2018 و2019 في السودان والجزائر ولبنان، وها هي موجة 2024 و2025 تبدأ في سوريا، ومن يدري لعلها تمتد إلى غيرها.

والذي حدث في سوريا أوائل ديسمبر دليل على أن مقولة «النظام الإقليمي العربي» السائدة في الأدبيات السياسية ربما كانت مفيدة في فهم بعض الأمور، ولكنها تتطلب تنسيبا عندما يتعلق الشأن بالثورات الشعبية. ذلك أن تشابه الأنظمة العربية في الطبيعة لا يعني أنها كانت تتساوى في درجة الاستبداد. فشتان بين أنظمة بن علي وحسني مبارك وعلي عبد الله صالح من جهة وبين نظامي آل القذافي وآل الأسد من جهة أخرى.

إذ إن السمة المشتركة بين المجموعة الأولى هي وظيفيّة الاستبداد، أي استخدامه أداة بالمقدار اللازم لتحقيق الغايات السياسية والمنفعية. أما النظامان الليبي والسوري، نظاما جبهة الصمود والتصدي والنظرية الثالثة والكتاب الأخضر والمقاومة والممانعة الخ، فقد كان استبدادهما شموليا متجاوزا للحد الوظيفي المحقق للغايات لأنه كان استبدادا مزاجيا عشوائيا، وعبثيا مجانيا. ولذلك فإن الحاكميْن الوحيدين اللذين كانا مستعدين لـ«إحراق البلد» بِدكّ المدن دكّا أو باستخدام الدبابات والطائرات والبراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، هما «الأخ القائد» وطبيب العيون.

وقد أخذ الغربيون تهديدات القذافي مأخذ الجد فتدخلوا لتعجيل سقوطه. أما السفاح الضحّاك المُقهقه أبدا، فإنه مَدين بطول عمره في السلطة للقذافي ذاته لأن تقاعس أوباما عن تنفيذ وعيده بشأن الخط الأحمر قد أتاح لبوتين أن يملأ الفراغ ويعلن عدم السماح بأن يكرر الغربيون في سوريا ما فعلوه في ليبيا، زاعما أنهم خدعوه عندما برروا تدخلهم في ليبيا بحماية المدنيين بينما الواقع أنهم كانوا يريدون تغيير النظام.

وكان عام 2011 قد دشن نهاية حالة الاستثناء العربي. إذ كان الظن قبلا أن العالم العربي هو نموذج «الاستقرار» أي منطقة الركود والجمود الوحيدة على وجه الأرض وأن الدكتاتوريات الجاثمة على صدرها قد قطعت أنفاسها واستلّت منها الروح. فإذا بالشعوب العربية، التي كان يُظن أنها مستسلمة يائسة هامدة، تنتفض بشرف وعنفوان وتثبت أنها شعوب حية، أي شعوب عادية على غرار بقية شعوب العالم، تتوق للكرامة وتحب الحرية وتريد أن تكون سيدة في أوطانها.

ولا تزال بعض الأطراف تنكر إلى اليوم أن العرب يمكن أن ينتفضوا بمحض إرادتهم، بدليل أن المرشد الإيراني قال إن سقوط بشار مؤامرة حاكتها أمريكا وإسرائيل (ناسيا أن إسرائيل كانت تترجّى أوباما الإبقاء عليه) تماما كما كان يُزعم أن الثورة السورية السلمية عام 2011 صنيعة مؤامرة إمبريالية، بل وأن «الربيع العربي» كله ما هو إلا مكيدة من تدبير الأرصاد الجوية التابعة للاستخبارات الغربية!

ولكن بما أن تشاؤم الفكر حالة سائدة عممها فشل الثورات العربية، فإن الأمل هو أن تصير سوريا هي بلد الاستثناء الناجح، بحُكم ألم المحنة الرهيبة والعِبَر المستخلصة، وبرغم عظم التحديات المتطاولة كالجبال أخطارا داخلية وأطماعا إقليمية. إذ يكفي أن يفلح بلد عربي واحد في إنشاء ممارسة ديمقراطية ليبرالية رشيدة، جامعة للشمل الوطني، حتى يصير مثالا ملهما لسائر البلاد العربية ومثبتا أن الحرية ليست ممكنة فحسب، بل إنها واجبة لأنها في متناول تفاؤل الإرادة.

القدس العربي

مقالات مشابهة

  • ‏أمهات المختطفين تطلق مبادرة "نساء الحرية والسلام" لإطلاق سراح النساء المحتجزات لدى كافة الأطراف في اليمن
  • الربيع أيضا مؤامرة (دبرتها الأرصاد الجوية)
  • خاص عربي21: السلطات اللبنانية تطلق سراح الشاعر عبد الرحمن القرضاوي بعد توقيفه لساعات
  • كاتب إسرائيلي: إمكانية الإفراج عن البرغوثي معضلة بالنسبة لإسرائيل
  • إسرائيل تعلن اعتقال 240 من حماس في مستشفى كمال عدوان
  • ليبيا تُرحّل مهاجرين غير شرعيين إلى النيجر في أول عملية عبر الحدود البرية منذ سنوات
  • الدعم السريع تطلق سراح معتقلين بشروط .. بالأسماء
  • تقرير: تركيا تطمح لاتفاق بحري مع سوريا مستوحى من التجربة الليبية.. كيف استفادت ليبيا ؟
  • ماهي التدابير التي تتخذها الدولة تجاه طالب اللجوء وفقا للقانون؟
  • القناة 12 العبرية: القنبلة التي استهدفت هنية كانت في وسادته