تقرير: مقتل مبرمجة غزيّة يثير انتقادات لتعاون "غوغل" وإسرائيل
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
ندد موظفون سابقون وحاليون في غوغل وأمازون، بالعقود المبرمة بين الشركتين والجيش الإسرائيلي، خلال فعالية أقيمت في نيويورك لتكريم متدربة من غزة قتلت بغارة جوية مع جميع أفراد أسرتها، بحسب تقرير لصحيفة الغارديان.
وأقيمت الفعالية لتكريم مي عبيد، وهي شابة مصابة بضمور العضلات من غزة، ومتدربة سابقة في برنامج وشركة مدعومة من غوغل، قُتلت في غارة جوية إسرائيلية في غزة مع جميع أفراد أسرتها.وقالت الصحيفة إن العمال انتهزوا الفعالية لـ"توبيخ أصحاب عملهم بسبب العقود المبرمة مع الجيش الإسرائيلي".
وحظيت الشابة الراحلة بالإشادة باعتبارها صاحبة رؤية قوية وحازمة، خلال مقابلات أجرتها الصحيفة البريطانية مع أشخاص عرفوها عن قرب.
تقول الصحيفة "كانت عبيد تحلم يوماً ما بتطوير منصة للأشخاص ذوي الإعاقة للتواصل والتواصل" بحسب كاثرين تينغارد نيكولايسن، مديرة الاتصالات السابقة في غزة في برنامج "سكاي جيكس" في الضفة الغربية والتي عرفت مي والتقت بها.
بالنسبة لسكان غزة، يشير التقرير إلى أن مي شكلت مثالًا ساطعاً لما يمكن لأي شخص في القطاع المحاصر أن يحققه في صناعة التكنولوجيا إذا أتيحت له الإمكانيات.
وقال نيكولايسن إن "ما كانت عليه في حياتها (مي عبيد) كان علامة فارقة هائلة".
ويشير التقرير إلى أن مقتل المتدربة السابقة، كان بمثابة تذكير بالعقد الذي أبرمته غوغل بقيمة 1.2 مليار دولار لتزويد الحكومة الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي بخدمات تكنولوجية والذي يحمل اسم "نيمبوس".
ويكمل التقرير:" أمضى العديد من العاملين في شركة غوغل العامين الماضيين في الاحتجاج على المشروع، قائلين إن صاحب العمل يوفر الأدوات التي تساعد بالفصل العنصري الذي تفرضه إسرائيل على الفلسطينيين".
لكن على الرغم من جهود العمال لجذب المزيد من الاهتمام لمقتل عبيد، رفضت الشركة حتى الآن الحديث علنًا أو داخليًا عن وفاتها، وفقاً للعديد من الموظفين الذين تحدثوا في الوقفة الاحتجاجية.
واعتبر محمد خاتمي، مهندس البرمجيات في غوغل وأحد منظمي الوقفة الاحتجاجية، أن صمت الشركة والرئيس التنفيذي ساندر بيتشاي بشأن وفاة عبيد "يعد خيانة بكل معنى الكلمة".
وقال خاتمي في الوقفة الاحتجاجية التي أقيمت يوم الثلاثاء خارج مكاتب غوغل: "لا بريد إلكتروني، لا قرار، لا بيان علنياً ولا خجل على الإطلاق. العار على بيتشاي والعار على غوغل".
ورفضت كورتيناي مينشيني، المتحدثة باسم غوغل الرد على الأسئلة المباشرة حول عدم اعتراف الشركة بوفاة عبيد، لكنها قالت إن هذا "وقت وموضوع حساس للغاية في كل شركة" وأن غوغل لديها "العديد من الموظفين الذين تأثروا شخصياً بالحرب".
وأشارت مينشيني إلى أن العقد المبرم مع إسرائيل يوفر "فقط خدمات تجارية لوزارات الحكومة الإسرائيلية بما في ذلك المالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم، وليس له علاقة "بالعمل العسكري والأسلحة أو الاستخباري".
بعد انتهاء هدنة غزة.. صفارات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل https://t.co/eGVzVeLHrr
— 24.ae (@20fourMedia) December 1, 2023 لكن الغارديان قالت إن وزارة المالية الإسرائيلية كشفت في وقت سابق لصحيفة "هآرتس" العبرية أن العقد يتضمن توفير "حلول سحابية" للحكومة و"المؤسسة الدفاعية".ومي عبيد، بحسب الأمم المتحدة، لاجئة فلسطينية تنحدر عائلتها من قرية برير المهجرة، كانت من بين 13 ألفاً يعملون مع وكالة الأونروا في غزة، وقتلت في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني).
وذكر موقع الأونروا أن الراحلة عملت مُطورة للواجهات الأمامية ومُبرمجة للتطبيقات مع الوكالة بالشراكة مع مركز الحوسبة الدولي التابع للأمم المتحدة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل غوغل
إقرأ أيضاً:
أوروبا تدعو لمرور المساعدات إلى غزة وإسرائيل تواصل التصعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية المكثفة على قطاع غزة، أطلقت كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا نداءً مشتركاً لإسرائيل بضرورة الالتزام بالقانون الدولي، والسماح الفوري بمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق. البيان الثلاثي، الذي صدر عن وزراء خارجية الدول الثلاث، أشار بشكل واضح إلى أن المساعدات لا يجب أن تُستخدم كأداة ضغط سياسي، كما شدد على رفض أي تقليص للأراضي الفلسطينية أو تغييرات ديموغرافية مفروضة بالقوة.
يأتي هذا الموقف الأوروبي وسط تصعيد غير مسبوق من الجيش الإسرائيلي الذي نفذ، على مدار يومين، أعنف سلسلة غارات على غزة منذ أسابيع، أودت بحياة ما لا يقل عن 19 فلسطينياً، بينهم نساء وأطفال، واستهدفت بشكل خاص المرافق الحيوية، بما في ذلك المعدات المستخدمة لانتشال الضحايا من تحت الركام.
واحدة من أكثر الغارات دموية طالت مدرسة يافا في حي التفاح، والتي كانت تؤوي آلاف النازحين، وأسفرت عن مقتل 11 شخصاً على الأقل، بعضهم تفحّمت جثثهم بفعل الحريق الكبير الذي اندلع نتيجة القصف. كما طالت الغارات منازل مدنيين في مناطق جباليا وخان يونس والزيتون، ما يؤكد اتساع رقعة الاستهداف الإسرائيلي للمناطق المأهولة.
في موازاة الكارثة الإنسانية، تحذّر وزارة الصحة في غزة من انهيار وشيك لمنظومة الرعاية الصحية، وسط نقص حاد في المعدات والمستلزمات الأساسية، بل وتعمّد استهداف المرافق الطبية. فجر الأربعاء، استهدفت الطائرات الإسرائيلية مستشفى الدرة للأطفال، ما ألحق أضراراً جسيمة بمنظومة الطاقة البديلة وقسم العناية المركزة.
ويواجه القطاع أزمة صحية خانقة، بعد تعليق حملة التطعيم ضد شلل الأطفال المدعومة أممياً، والتي كانت تستهدف أكثر من 600 ألف طفل، في وقت تظهر فيه مؤشرات سوء تغذية على عشرات الآلاف من الأطفال، ما يُنذر بكارثة صحية قد تمتد آثارها لأجيال.
منذ انهيار وقف إطلاق النار في 18 مارس، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على غزة، مانعة دخول أي مساعدات أو إمدادات، بما في ذلك الغذاء والدواء. وأدى هذا الحصار إلى إغلاق جميع المخابز المدعومة من الأمم المتحدة، والتي كانت آخر خطوط الإمداد الغذائي المتبقية.
ووفق تصريحات من مسؤولي الصحة والسكان المحليين، فإن الغارات الإسرائيلية دمّرت عشرات المركبات الهندسية التي كانت تُستخدم لرفع الأنقاض، بما فيها تسع مركبات قدمتها مصر حديثاً، ما فُسّر على أنه استهداف متعمّد لجهود الإنقاذ. الجيش الإسرائيلي، من جهته، برر القصف بزعم أن تلك المركبات كانت تُستخدم في "أفعال هجومية"، في تبرير لا يجد صداه في المجتمع الدولي، خاصة في ظل العجز الواضح في معدات الدفاع المدني.
في حين تطالب الدول الأوروبية بوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، تتزايد حدة الانتقادات الدولية للحصار، الذي وصفه السيناتور الأميركي بيرني ساندرز بـ"جريمة حرب"، في حين دافع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن الممارسات الإسرائيلية معتبراً أنها "تخضع للمراقبة" وتُنفذ "وفق القانون الدولي".
لكن مفوض الأونروا، فيليب لازاريني، قدم تقييماً مختلفاً، مشيراً إلى أن المساعدات أصبحت أداة للمساومة وسلاحاً في الحرب، مؤكداً أن ما يحدث هو عقاب جماعي لملايين المدنيين.