بوابة الفجر:
2025-01-24@23:11:15 GMT

أحمد ياسر يكتب: جنرالات إسرائيل وغزة

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

التاريخ هو 9 مارس 1973.. يبتهج جنرالان بنبأ الوفاة التي اعتبروها "الجائزة الكبرى"...والجنرالان هما أرييل شارون ووزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان.

وتقول الحكايات في ذلك الوقت إن ديان أراد رؤية الجثة بنفسه، وعندما فعل ذلك، أمر بتوزيع الحلوى على الجنود المشاركين.

نعم، كانت الجثة هي جثة "جيفارا غزة"، الذي أطلق سراحه من السجن قبل سنوات بتصميم متزايد على محاربة المحتلين.

(جيفارا غزة) واسمه الحقيقي محمد الأسود، ولد قبل النكبة بسنتين... وعندما حدث ذلك، نزحت عائلته من الضفة الغربية إلى غزة.

 انجذب إلى أفكار الحركة القومية العربية وانضم فيما بعد إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كان يتزعمها الدكتور جورج حبش... لقد أعجب بما حدث في فيتنام، كما أعجب بفيدل كاسترو والأسطورة إرنستو "تشي" جيفارا.

وفي أوائل السبعينيات، وصل شارون إلى غزة بجدول أعمال لتنفيذ اغتيالات... وتم تشكيل وحدة خاصة للقيام بهذه المهمة....وكان بقيادة مئير داغان، الذي أصبح فيما بعد رئيس الموساد... وخطط الأسود، لسلسلة من الهجمات بالقنابل على دوريات إسرائيلية وشارك في بعضها.

(وكانت غزة مفتونة بهذا الشبح الذي كان يغير مكان إقامته بانتظام... لقد أنهك المحتلين إلى حد أن ديان قال ذات مرة: "نحن نسيطر على غزة نهارًا وغيفارا يسيطر عليها ليلًا").

وفي أحد الأيام، حاصرت القوات الإسرائيلية منزلًا كان يختبئ فيه الرجل الأول المطلوب... خرج من المنزل وكل الأسلحة مشتعلة...وردت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار عليه وقتلته... وابتهج الجنرالان معتقدين أن هذا الفصل قد انتهى.

بعد نصف قرن من وفاة أول جنرال في غزة، فوجئ جنرالات إسرائيل عندما أعلن الجنرال الثالث في غزة عن إطلاق عملية( طوفان الأقصى) في الشهر الماضي.... اسمه محمد ضيف... ولطالما حلمت الأجهزة الإسرائيلية باغتياله... لقد استهدفوه خمس مرات... 

كما أدت النكبة إلى نزوح عائلته إلى غزة ونشأ في خان يونس... وهو أيضًا خرج من سجن إسرائيلي بتصميم أكبر على محاربة المحتلين.... فهو مثل الوهم... إنه يتنقل دائمًا ولا أحد يعرف أين يعيش!!!!.

ولم يكن جيفارا مثله الأعلى... وبدلا من ذلك، تطلع إلى عز الدين القسام وأحمد ياسين.... وانضم إلى حماس، التي تشكلت رسميًا في عام 1987... وتولى الضيف مسؤولية قوات حماس بعد اغتيال إسرائيل "للجنرال الثاني في غزة"، صلاح شحادة، في يوليو2002.

وفي منتصف القرن العشرين، وصل إلى مكان الحادث رجل اسمه ياسر عرفات....وكان يحلم بأن يُسجل في التاريخ على أنه "الرصاصة الأولى والدولة الأولى"... ولم تستخلص إسرائيل الدروس من تجربتها مع عرفات... وظلت أنهار الدم تتدفق لعقود من الزمن....ألم تتعلم أن قتل «جنرالات» غزة لن يكسر إرادتها؟

علي مدي الصراع في السنوات الخمس الماضية... تبدوا الفظائع التي شهدتها غزة مؤخرا أعادت قضية الدولة الفلسطينية المستقلة إلى أجندة القوى العالمية الكبرى في وقت نجحت فيه إسرائيل وحلفاؤها في تنحيتها جانبا... الضربات القاضية مستحيلة في هذه الأزمة... لقد جربتهم إسرائيل، ووجدت نفسها الآن في مواجهة جيل جديد لا يقل تصميما أو شراسة عن سابقيه.

فكرة القضاء التام على حماس أمر مستحيل، كما أنه من المستحيل القضاء على فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية... هذه القوات ليست مجرد جهاز عسكري... إنهم يطالبون بالحقوق قبل كل شيء.

ولكن... هل تستطيع حماس استثمار التطورات في غزة لتشكيل الدولة؟ وهل يمكن أن يتصالح مع الواقع كما حصل مع منظمة التحرير؟ هل يمكن أن نرى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية جالسًا مع وفد إسرائيلي في مؤتمر دولي؟ عندما تتفاوض مع عدوك، فإنك تعترف بوجوده... وبما أنك غير قادر على القضاء عليه، فهل أنت ملزم بالتسوية معه؟

وفي عام 2017، وافقت حماس على فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكنها لم تفكر قط في الاعتراف بإسرائيل لأن ذلك كان سيؤدي إلى هدنة مفتوحة وطويلة الأمد... فهل توافق إسرائيل على ذلك؟ فهل سيوافق أنصاره على ذلك؟ فهل توافق حماس على إقامة دولة فلسطينية خالية من السلاح؟

فهل يمكن أن نتصور هنية في البيت الأبيض يمد ذراعه ليصافح رئيس وزراء إسرائيلي كما فعل عرفات مع إسحق رابين؟..وعلينا أن نتذكر أن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، من خلال هجماتهما الانتحارية، لعبا دورًا رئيسيًا في إفشال اتفاقيات أوسلو....وإسرائيل مذنبة أيضًا عندما قوضت الاتفاقات ولم تترك شيئًا لتنفيذه.

فهل يُسمح لنا أن ننسى اللمسة الإيرانية الواضحة في سلوك حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني؟

إن إنهاء الصراع سيكون صعبًا ومعقدًا... وسيتطلب اتخاذ قرارات صارمة أخطر من تلك اللازمة لتمديد القتال أو تصعيده.

لأكثر من نصف قرن من الزمن، جاء جنرالات إسرائيليين وفلسطينيين وذهبوا، لكن نهر الدم ظل يتدفق.

لقد دفع العالم العربي ثمنًا باهظًا للقمع الإسرائيلي للفلسطينيين... لقد جرب جنرالات إسرائيل كل الخيارات للقضاء على الفلسطينيين وقمعهم، الذين استمروا في الانتفاض بقبضاتهم أو الحجارة أو الرصاص أو الأحزمة الناسفة.

لقد انخدع العالم بالاعتقاد بأن البركان سيتوقف عن الثوران ويدخل في مرحلة الخمول... لقد ارتكب العالم أخطاء عديدة لفترة طويلة، وخاصة «القوة الكبرى الوحيدة».

(أتذكر أوصاف عرفات التي كتبها محمود درويش ومحسن إبراهيم، وكلاهما كان مقربًا منه. وقالوا إن السعي إلى التسوية كان بالتأكيد أصعب بالنسبة له من إطلاق الرصاصة الأولى).

وقالوا أيضًا إنه (عندما صافح رابين، كان واثقًا من أن الدولة الفلسطينية كانت "على مرمى حجر". واتفقوا على أنه في هذا الصراع المرير كان قرار الموافقة على الحل أصعب من اختيار الحرب).

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد ياسر غزة فلسطين اخبار فلسطين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس طوفان الاقصي حركة فتح السلطة الفلسطينية هدنة إنسانية الأسرى الإسرائيليين ياسر عرفات رام الله خان يونس جنرالات إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس تصطاد جواسيس إسرائيل في غزة وتطلق النيران على أرجلهم.. فيديو

“عناصر حماس تنفذ حكم الإعدام بحق جواسيس إسرائيل في غزة”، عنوان لفيديو انتشر بشكل واسع في منصات التواصل الاجتماعي يظهر عناصر من حماس وهم يطلقون النار على أشخاص مقيدين على الأرض. 

وبحسب قناة “المشهد”، عند التعمق في تفاصيل الخبر، يتبين وجود روايات متعددة حول الفيديو، بعض الحسابات على السوشيال ميديا تشير إلى أن حماس أعدمت ستة أشخاص في رفح بتهمة التخابر مع إسرائيل، بينما تقول مصادر أخرى إن العدد وصل إلى عشرة إعدامات خلال أسبوع واحد من بداية الهدنة. 

إسرائيل: استلمنا قائمة المجندات اللاتي أعلنت حماس عنهن وسنعلق عليها لاحقا حماس تكشف أسماء المحتجزات الإسرائيليات المقرر الإفراج عنهن غدا

وهناك رواية أخرى تفيد بأنه إضافة إلى الإعدام، تم تنفيذ عقوبة أخرى بحق 17 شخصًا، حيث أطلقت عناصر حماس النار على أرجلهم بتهمة استغلال معاناة سكان غزة والتعاون مع إسرائيل في زيادة معاناة الأهالي ورفع الأسعار وسرقة المساعدات الإنسانية.

وجاءت التعليقات التي وردت على فيديو إعدام جواسيس إسرائيل في غزة متناقضة، إذ علق أحد المستخدمين، الذي يحمل اسم غيث، بأنه سمع أن البطانية تُباع بمئة دولار، بينما الأطفال يموتون من البرد. 

بينما كتب سفيان بأن الأطفال في غزة ماتوا من البرد بسبب هؤلاء المجرمين، فيما طرح وائل سؤالًا حول وجود قضاء ومحاكمات في غزة.

وبإتمام خطوة جس النبض الافتتاحية لتبادل الأسرى بين «حماس» وإسرائيل، يوم الأحد، يكون الاتفاق قد مضى على مساره؛ فما محطته التالية؟

بحسب ما هو متوافر، حتى الآن، من معلومات، فإن المرحلة الأولى التي بدأت الأحد ستمتد لـ42 يوماً، وتتضمن تسليم 33 أسيراً إسرائيلياً، ويقابلهم 1904 أسرى فلسطينيين، ويكون ذلك عبر عمليات متلاحقة للتبادل.

إذن فالخطوة التالية (ضمن المرحلة الأولى) ستكون بعد 7 أيام من أول عملية تبادل، أي يوم الأحد المقبل، لكن وسائل إعلام عبرية تشير إلى يوم السبت، وسيتضح الموعد بدقة خلال أيام على الأرجح.

في جولة التبادل التالية مباشرة (السبت أو الأحد المقبلين)، ستفرج «حماس» عن 4 رهائن تقريباً.

عدد المفرج عنهم أسبوعياً سيتغير قليلاً في الأسابيع اللاحقة بحسب الاتفاق، ليكون إجمالي من يتم تسليمهم 33 أسيراً في نهاية الأسابيع الستة.


الإسرائيليات الثلاث المفرج عنهن من «حماس» يوم الأحد قبل خروجهن من غزة (لقطة من فيديو لـ«كتائب القسام»)
حالة الإسرائيليين المفرج عنهم ومصيرهم أحياءً كانوا أم أمواتاً، سيتم إظهارها وفق كل مرحلة، وبناء على حالتهم سيتم تحديد عدد الفلسطينيين الذين ستُفرج عنهم إسرائيل.

تقوم «معادلة التبادل» في اتفاق هدنة غزة على أن يكون الإفراج عن كل عسكري إسرائيلي (بصرف النظر عن مصيره) مقابل 50 فلسطينياً (30 محكوماً بالمؤبد، و20 من ذوي المحكوميات العالية).

أما بالنسبة للمدنيين الإسرائيليين، فإن الاتفاق يتضمن الإفراج عن 30 فلسطينياً مقابل كل واحد منهم، وهو ما جرى في أول تنفيذ للتبادل.

فماذا عن المرحلة الثانية؟
تبدأ مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة يوم 3 فبراير (شباط) المقبل، أي اليوم السادس عشر، من المرحلة الأولى التي بدأت عند الثامنة والنصف من صباح الأحد (التاسع عشر من الشهر الحالي).

يتخوف كثير من السكان والمراقبين من أن تكون مفاوضات المرحلة الثانية صعبة للغاية، خصوصاً فيما يتعلق بشروط «اليوم التالي» للحرب، والمقصود به حكم «حماس» في القطاع، وكذلك مفاتيح إطلاق سراح الأسرى، خصوصاً أن من تبقى من أسرى إسرائيليين من العسكريين، بينهم ضابطان على الأقل، وقد يكون أحدهما عبارة عن جثة.

كما تشمل المرحلة الثانية قضية قد تكون الأصعب على الإطلاق؛ لكنها مرتبطة بشكل أساسي بقضية اليوم التالي للحرب، وهي «وقف إطلاق النار الدائم والشامل»، والبدء بإعمار قطاع غزة.

 

مقالات مشابهة

  • "حماس" جنّدت آلاف المقاتلين منذ اندلاع الحرب مع إسرائيل
  • حماس تصطاد جواسيس إسرائيل في غزة وتطلق النيران على أرجلهم.. فيديو
  • إسرائيل تعلن تسلمها أسماء 4 رهينات ستفرج عنهن حماس السبت
  • كان : إسرائيل تشترط الإفراج عن أسيرة لعودة النازحين
  • إبراهيم النجار يكتب: إسرائيل.. ومرحلة تصفية الحسابات السياسية
  • روبيو: دعم إسرائيل أولوية قصوى
  • اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلّق بخيط رفيع
  • أحمد الشلفي يكتب: سيناريوهات وتحديات التصعيد العسكري المحتمل في اليمن خلال 2025 بعد وقف إطلاق النار بغزة
  • مبعوث ترامب: سأتوجه إلى إسرائيل لمراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • صحيفة عبرية: ابن سلمان قال إن الفلسطينيين أغبياء حاربوا إسرائيل