بوابة الفجر:
2025-05-02@20:21:19 GMT

أحمد ياسر يكتب: جنرالات إسرائيل وغزة

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

التاريخ هو 9 مارس 1973.. يبتهج جنرالان بنبأ الوفاة التي اعتبروها "الجائزة الكبرى"...والجنرالان هما أرييل شارون ووزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشيه ديان.

وتقول الحكايات في ذلك الوقت إن ديان أراد رؤية الجثة بنفسه، وعندما فعل ذلك، أمر بتوزيع الحلوى على الجنود المشاركين.

نعم، كانت الجثة هي جثة "جيفارا غزة"، الذي أطلق سراحه من السجن قبل سنوات بتصميم متزايد على محاربة المحتلين.

(جيفارا غزة) واسمه الحقيقي محمد الأسود، ولد قبل النكبة بسنتين... وعندما حدث ذلك، نزحت عائلته من الضفة الغربية إلى غزة.

 انجذب إلى أفكار الحركة القومية العربية وانضم فيما بعد إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي كان يتزعمها الدكتور جورج حبش... لقد أعجب بما حدث في فيتنام، كما أعجب بفيدل كاسترو والأسطورة إرنستو "تشي" جيفارا.

وفي أوائل السبعينيات، وصل شارون إلى غزة بجدول أعمال لتنفيذ اغتيالات... وتم تشكيل وحدة خاصة للقيام بهذه المهمة....وكان بقيادة مئير داغان، الذي أصبح فيما بعد رئيس الموساد... وخطط الأسود، لسلسلة من الهجمات بالقنابل على دوريات إسرائيلية وشارك في بعضها.

(وكانت غزة مفتونة بهذا الشبح الذي كان يغير مكان إقامته بانتظام... لقد أنهك المحتلين إلى حد أن ديان قال ذات مرة: "نحن نسيطر على غزة نهارًا وغيفارا يسيطر عليها ليلًا").

وفي أحد الأيام، حاصرت القوات الإسرائيلية منزلًا كان يختبئ فيه الرجل الأول المطلوب... خرج من المنزل وكل الأسلحة مشتعلة...وردت القوات الإسرائيلية بإطلاق النار عليه وقتلته... وابتهج الجنرالان معتقدين أن هذا الفصل قد انتهى.

بعد نصف قرن من وفاة أول جنرال في غزة، فوجئ جنرالات إسرائيل عندما أعلن الجنرال الثالث في غزة عن إطلاق عملية( طوفان الأقصى) في الشهر الماضي.... اسمه محمد ضيف... ولطالما حلمت الأجهزة الإسرائيلية باغتياله... لقد استهدفوه خمس مرات... 

كما أدت النكبة إلى نزوح عائلته إلى غزة ونشأ في خان يونس... وهو أيضًا خرج من سجن إسرائيلي بتصميم أكبر على محاربة المحتلين.... فهو مثل الوهم... إنه يتنقل دائمًا ولا أحد يعرف أين يعيش!!!!.

ولم يكن جيفارا مثله الأعلى... وبدلا من ذلك، تطلع إلى عز الدين القسام وأحمد ياسين.... وانضم إلى حماس، التي تشكلت رسميًا في عام 1987... وتولى الضيف مسؤولية قوات حماس بعد اغتيال إسرائيل "للجنرال الثاني في غزة"، صلاح شحادة، في يوليو2002.

وفي منتصف القرن العشرين، وصل إلى مكان الحادث رجل اسمه ياسر عرفات....وكان يحلم بأن يُسجل في التاريخ على أنه "الرصاصة الأولى والدولة الأولى"... ولم تستخلص إسرائيل الدروس من تجربتها مع عرفات... وظلت أنهار الدم تتدفق لعقود من الزمن....ألم تتعلم أن قتل «جنرالات» غزة لن يكسر إرادتها؟

علي مدي الصراع في السنوات الخمس الماضية... تبدوا الفظائع التي شهدتها غزة مؤخرا أعادت قضية الدولة الفلسطينية المستقلة إلى أجندة القوى العالمية الكبرى في وقت نجحت فيه إسرائيل وحلفاؤها في تنحيتها جانبا... الضربات القاضية مستحيلة في هذه الأزمة... لقد جربتهم إسرائيل، ووجدت نفسها الآن في مواجهة جيل جديد لا يقل تصميما أو شراسة عن سابقيه.

فكرة القضاء التام على حماس أمر مستحيل، كما أنه من المستحيل القضاء على فتح ومنظمة التحرير الفلسطينية... هذه القوات ليست مجرد جهاز عسكري... إنهم يطالبون بالحقوق قبل كل شيء.

ولكن... هل تستطيع حماس استثمار التطورات في غزة لتشكيل الدولة؟ وهل يمكن أن يتصالح مع الواقع كما حصل مع منظمة التحرير؟ هل يمكن أن نرى رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية جالسًا مع وفد إسرائيلي في مؤتمر دولي؟ عندما تتفاوض مع عدوك، فإنك تعترف بوجوده... وبما أنك غير قادر على القضاء عليه، فهل أنت ملزم بالتسوية معه؟

وفي عام 2017، وافقت حماس على فكرة إقامة دولة فلسطينية مستقلة، لكنها لم تفكر قط في الاعتراف بإسرائيل لأن ذلك كان سيؤدي إلى هدنة مفتوحة وطويلة الأمد... فهل توافق إسرائيل على ذلك؟ فهل سيوافق أنصاره على ذلك؟ فهل توافق حماس على إقامة دولة فلسطينية خالية من السلاح؟

فهل يمكن أن نتصور هنية في البيت الأبيض يمد ذراعه ليصافح رئيس وزراء إسرائيلي كما فعل عرفات مع إسحق رابين؟..وعلينا أن نتذكر أن حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، من خلال هجماتهما الانتحارية، لعبا دورًا رئيسيًا في إفشال اتفاقيات أوسلو....وإسرائيل مذنبة أيضًا عندما قوضت الاتفاقات ولم تترك شيئًا لتنفيذه.

فهل يُسمح لنا أن ننسى اللمسة الإيرانية الواضحة في سلوك حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني؟

إن إنهاء الصراع سيكون صعبًا ومعقدًا... وسيتطلب اتخاذ قرارات صارمة أخطر من تلك اللازمة لتمديد القتال أو تصعيده.

لأكثر من نصف قرن من الزمن، جاء جنرالات إسرائيليين وفلسطينيين وذهبوا، لكن نهر الدم ظل يتدفق.

لقد دفع العالم العربي ثمنًا باهظًا للقمع الإسرائيلي للفلسطينيين... لقد جرب جنرالات إسرائيل كل الخيارات للقضاء على الفلسطينيين وقمعهم، الذين استمروا في الانتفاض بقبضاتهم أو الحجارة أو الرصاص أو الأحزمة الناسفة.

لقد انخدع العالم بالاعتقاد بأن البركان سيتوقف عن الثوران ويدخل في مرحلة الخمول... لقد ارتكب العالم أخطاء عديدة لفترة طويلة، وخاصة «القوة الكبرى الوحيدة».

(أتذكر أوصاف عرفات التي كتبها محمود درويش ومحسن إبراهيم، وكلاهما كان مقربًا منه. وقالوا إن السعي إلى التسوية كان بالتأكيد أصعب بالنسبة له من إطلاق الرصاصة الأولى).

وقالوا أيضًا إنه (عندما صافح رابين، كان واثقًا من أن الدولة الفلسطينية كانت "على مرمى حجر". واتفقوا على أنه في هذا الصراع المرير كان قرار الموافقة على الحل أصعب من اختيار الحرب).

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: احمد ياسر غزة فلسطين اخبار فلسطين الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الاحتلال الاسرائيلي نتنياهو حماس طوفان الاقصي حركة فتح السلطة الفلسطينية هدنة إنسانية الأسرى الإسرائيليين ياسر عرفات رام الله خان يونس جنرالات إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

البطولة العربية لألعاب القوى.. ياسر تريكي يتوج بذهبية الوثب الثلاثي

تألق النجم الجزائري ياسر تريكي في نهائي مسابقة الوثب الثلاثي ضمن البطولة العربية لألعاب القوى المقامة في مدينة وهران.

وتمكن من إنتزاع الميدالية الذهبية عن جدارة بعد أن حقق قفزة بلغت 16.84 متر. مؤكدًا تفوقه على منافسيه في أمسية رياضية جزائرية بامتياز.

وجاء في المركز الثاني السعودي سامي بخيت الذي نال الميدالية الفضية بقفزة بلغت 16.14 متر. بينما عاد المركز الثالث والميدالية البرونزية لمواطنه حسن داوشي الذي سجل 16.08 متر.

بهذا الإنجاز، يؤكد تريكي مرة أخرى مكانته كأحد أعمدة ألعاب القوى الجزائرية والعربية، ويمنح الجزائر ميدالية ذهبية جديدة تُضاف إلى رصيدها في البطولة.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تواصل العرقلة .. ما مصير اتفاق وقف إطلاق النار في غزة؟
  • صحف عالمية: إسرائيل تخوض حرب جنرالات ضد أطفال غزة وتؤزم وضع سوريا
  • لأول مرة.. لبنان يحذر حماس من استخدام أراضيه لشن هجمات على إسرائيل
  • إسرائيل تشن غارت قرب القصر الرئاسي في دمشق وتحذر من المساس بالدروز  
  • "حماس" تدين الموقف الأمريكي الداعم لقرار إسرائيل حظر عمل وكالة الأونروا
  • ياسر ريان: زيزو لن يكون الفتى المدلل بالأهلي.. وبن شرقي يتراجع تدريجيًا
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • البطولة العربية لألعاب القوى.. ياسر تريكي يتوج بذهبية الوثب الثلاثي
  • كسور وبقع.. حماس تتهم إسرائيل بتعذيب الأسير عبد الله البرغوثي والسعي لقتله
  • «مفاوضات غزة» بين تأكيد حدوث انفراجة ونفي إسرائيل