سنة الله في خلقه.. خطيب المسجد النبوي: طلب العيش بلا ألم محال
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
قال الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن سنة الله في خلقه عصف الحياة بالإنسان في جراحه وآلامه، وفي مواقف القهر والظلم، والخسارة والحرمان، والفقد والوجد، منوهًا بأن طلب العيش بلا ألم، طلب محال.
سنة الله في خلقهواستشهد " الثبيتي " خلال خطبة الجمعة من المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، بما قال الله تعالى: (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ)، مشيرًا إلى أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان متقلب الأطوار، ينبض بالإحساس، ويفيض بالمشاعر.
وتابع: يتألم ويسكن، ويضعف ويعجز، ويخاف ويأمن، تعصف به مراحل الحياة في جراحاته وآلامه، وفي مواقف القهر والظلم، والخسارة والحرمان، والفقد والوجد، منوهًا بأنه سبحانه جل وعلا هو من يقدر الضر والنفع وما يصيب المرء من الالآم الحسية فيها والنفسية بل والعضوية.
وأوضح أن هذا دليل على أن هذه الدنيا دار ابتلاء قال عز وجل : ( وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ )، منبهًا إلى أن الألم يوقظ من الغفلة، ويعرف بالنعمة، ويرشد الحيران، رحمة من الله قد تغيب عنا حكمتها.
الدنيا دار ابتلاء بالدليلوأضاف : فكم من ألم مرض عضال غير مجرى الحياة، وكم من ألم نبه وأرشد إلى مرض صامت ينخر في الجسم وصاحبه لا يدري، مرارة الألم تذيقك حلاوة الصحة وطعم الراحة وأنس العافية، لافتًا إلى أن الألم نعمة تستحق الشكر.
وأشار إلى أنه مهما امتد الألم فإنه زائل، ومهما طال فانه ماض، ومهما اشتدت حرارته فإنه إلى أفول، ويعقبه فرج وخير وتمكين؛ يوسف عليه السلام تأمر إخوته عليه، وألقوه في الجب، وراودته امرأة العزيز، وكادت له النسوة، ودخل السجن.
وأردف: ثم أعقب سنين المعاناة نصرًا وتمكينًا وعزًا، ورسول الله صلى الله عليه وسلم مكر به الماكرون في كل خطوة من خطوات حياته، وكاد له الكائدون في كل مرحلة من مراحل سيرته؛ حتى قال: (أوذيت في الله وما يؤذى أحد).
ماذا كان بعدوتساءل: فماذا كان بعد؟ لقد ذهب المكر وأهله، والكيد وجنده، إلى مزبلة التاريخ، وتلاشى، وبقيت دعوته ورسالته وأمته يزهو بريقها، ويمتد إشعاعها، ويتعاظم أثرها، وتشتد جذورها، لافتًا إلى أن المسلم يعلم يقينًا أن الألم يعقبه أمل، وفي ردهاته غنيمة، وعاقبته حميدة.
وأفاد بأن الخير الآجل لا يبصره المرء في حينه، والصبر على لأوائه يفجر سيلاً من الحسنات، كم من الهموم والغموم التي تخيم على حياتنا ثم تنقشع بفجر صادق ويوم مشرق؛ وهناك عاقبة متحققة في دار خلودها دائم، ونعيمها قائم.
ولفت إلى أنها عزاء لكل متألم، وعوض لكل مغبون؛ حتى إنه ليغمس في الجنة غمسة واحدة فيقال له: «هل رأيت بؤسًا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب، ما مر بي بؤس قط، ولا رأيت شدة قط»، منوهًا بأن الناس مع الألم أصناف يتفاوتون على قدر إيمانهم ويقينهم وعزمهم وقوة إرادتهم.
وبين أن منهم من يفقد توازنه، وتهتز قواه، وتخور عزيمته، وتسلب إرادته، ويتسلط عليه الوهم والخوف، ويغدو يائسًا بائسًا، ومن الناس من تمده عقيدته بالثبات، ويغديه إيمانه بالصبر، فيجعل من الألم أملًا، ومن الحزن فرحًا، ومن الضعف قوة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إمام و خطيب المسجد النبوي خطيب المسجد النبوي ا إلى أن
إقرأ أيضاً:
ليلة الإسراء والمعراج .. اغتنموها بـ 7 أعمال
قدمت مذيعة صدى البلد ايمان عبد اللطيف تغطية عن ليلة الإسراء والمعراج .. حيث أصبح موعد ليلة الإسراء والمعراج محل بحث المسلمين، لمعرفة تاريخ الإسراء والمعراج 2025، وتحل علينا ذكرى معجزة الإسراء والمعراج 2025، وتشهد الليلة تلك الذكرى الخالدة في أذهان المسلمين، وتكون الإسراء والمعراج في يوم 27 رجب لعام 1446 هجرية، وعلينا أن تذكر جميعًا الدروس المستفادة من رحلة الإسراء والمعراج التي خص بها الله تعالى سيدنا محمدًا -صلى الله عليه وسلم -على سائر الرسل -عليهم السلام-، وفي ليلة الإسراء والمعراج فيها أسرى الله -عز وجل- بنبيه محمد من المسجد الحرام في مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى المبارك في بيت المقدس، وفي مكان مرتفع من أرض المسجد الأقصى المبارك توجد صخرة كبيرة عرج النبي -صلى الله عليه وسلم- من فوقها إلى السماوات العُلى.
موعد ليلة الإسراء والمعراج 2025 سيكون يوم 27 رحب لعام 1446 هجرية، وميلاديًا تبدأ ليلة الإسراء والمعراج من مغرب يوم 26 يناير حتى فجر يوم الإثنين 27 يناير 2025، ليلة الإسراء والمعراج حدث مهيب وقعت فيه الآيات تلو الآيات، فلم يكن الإبهار في معجزة هائلة فقط، إنما كان في تكثيف عدد هائل من المعجزات في ليلة واحدة، ولا شكَّ أن الإسراء والمعرج كانت من أكثر الليالي تميُّزًا في حياة رسول الله -صلى الله عليه- وسلم، إن معجزة الإسراء والمعراج اختص الله بها النبي الكريم، صلى الله عليه وآله وسلم، تكريمًا له وبيانًا لشرفه، صلى الله عليه وآله وسلم، وليطلعه على بعض آياته الكبرى.
ليلة الإسراء والمعراج 2025، تبدأ من مغرب 26 رجب 1446هـ الموافق 26-1-2025 إلى فجر الاثنين 27 رجب 1446هـ الموافق 27-1-2025، الإسراء هو الرحلة الأرضية التي هيأها الله لرسوله -صلى الله عليه وسلم- من مكة إلى القدس، من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، رحلة أرضية ليلية، و المعراج رحلة من الأرض إلى السماء، من القدس إلى السماوات العلا، إلى مستوى لم يصل إليه بشر من قبل، إلى سدرة المنتهى، إلى حيث يعلم الله عز وجل.