مساهمة الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي 9.4%
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
إنتاج الحديد الأخضر في الدقم يدخل في مرحلة الإنتاج بحلول 2027.. ويتزامن معه تشغيل مشروع الحديد في صحار
الصناعات الثقيلة ركيزة لبناء قاعدة إنتاجية قوية ومتنوعة للاقتصاد الوطني
الصناعات المستهدف التوسع فيها هي الحديد والألومنيوم وغيرها من صناعات تستفيد من الموارد المحلية وخامات التعدين
اهتمام بالتقنيات وتحقيق التكامل في سلسلة الإنتاج الصناعي في المشروعات الجديدة والقائمة
يبدو أفق توسع قاعدة المنتجات المحلية واعدا في صناعات استراتيجية متنامية بقوة في سلطنة عمان خاصة البتروكيماويات
اجتذب قطاع الصناعة عددا من المشروعات الاستثمارية النوعية المهمة خلال العام الجاري، وكان من أهمها مصنع إنتاج الحديد الأخضر من الهيدروجين الذي تم الاحتفال الأسبوع الماضي بوضع حجر أساسه في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم باستثمارات تتجاوز 3 مليارات دولار.
يندرج المشروع ضمن الصناعات الثقيلة التي تستهدف سلطنة عمان جذبها لبناء قاعدة إنتاجية قوية ومتنوعة للاقتصاد الوطني، وتشمل الصناعات المستهدف التوسع فيها الحديد والألومنيوم وغيرها من الصناعات التي تستفيد من الموارد المحلية وخامات التعدين في سلطنة عمان وتستغل أيضا الخامات التي يتم استيرادها عبر تحويلها إلى منتجات تقدم قيمة مضافة لقاعدة الصناعة الوطنية، مع طموح نحو توجيه إنتاج هذه الصناعات الوطنية نحو التكامل مع صناعات أخرى جديدة أو قائمة.
وفي الوقت ذاته تعزز صناعة الحديد الأخضر طموحات تحول قطاع الصناعة نحو الطاقة النظيفة في إطار سعي سلطنة عمان للوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وبينما يعني النمو الصناعي الحاجة لمزيد من الطاقة وهو ما يقود لزيادة الانبعاثات، فهنا تأتي المصادر المتجددة والنظيفة لتمثل دعما متجددا لنمو قطاع الصناعة مع الحفاظ على البيئة وضمان توفير مصادر متجددة لتحقيق استدامة الصناعات خاصة الثقيلة التي تعد من بين الأكثر كثافة في استهلاك الطاقة.
وإضافة للعديد من المبادرات المهمة التي تعزز نمو قطاع الصناعة، تأتي منهجية التكامل بين مختلف القطاعات الاقتصادية التي تتبناها الخطة الخمسية العاشرة لتعطي أفقا أكثر اتساعا للنمو في مختلف الأنشطة الصناعية عبر تكامل سلاسل الإنتاج، ومن المقرر أن يدخل المشروع المتكامل لإنتاج الحديد الأخضر في الدقم في مرحلة الإنتاج بحلول عام 2027 وهو توقيت يقترب من الموعد المقرر لبدء الإنتاج من مشروع آخر مهم لإنتاج الحديد في صحار.
وتقدم هذه الكيانات الصناعية نموذجا واعدا للتكامل بين عدد من الصناعات والقطاعات، فإنتاجها سيتم استخدامه في قطاعات البناء والسيارات والأدوات الكهربائية وطواحين الهواء ضمن مشروعات الطاقة المتجددة في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، ويقدم ذلك دعما كبيرا للمنتجات عمانية الصنع وكذلك يفتح أمامها مزيدا من بوابات التصدير لمختلف دول العالم من خلال منتجات جديدة متطورة تجد طلبا كبيرا في الأسواق العالمية.
ويبدو أفق توسعة قاعدة المنتجات المحلية واعدا أيضا في صناعات استراتيجية متنامية بقوة في سلطنة عمان خاصة البتروكيماويات، وبعد أن تم خلال الفترة الماضية افتتاح مجمع لوى للصناعات البلاستيكية كواحد من أهم المشروعات البتروكيماوية، تسعى سلطنة عمان للتوسع في الصناعات القائمة على منتجات اللدائن والبلاستيك، وقد تم خلال أكتوبر الماضي توقيع ميناء صحار والمنطقة الحرة اتفاقية حق انتفاع من الباطن مع شركة العالمية للكيماويات الدقيقة؛ لإنشاء ثاني أكبر مصنع لتصنيع البوليمرات في العالم في ميناء صحار، حيث سوف يتم إنتاج البولي أكريلاميد والمونومرات التي سوف تخدم صناعات متنوعة بما في ذلك الطاقة والزراعة وإدارة مياه الصرف الصحي وصناعة اللب والورق، ويتكامل هذا المشروع مع مجمع البتروكيماويات بميناء صحار.
وضمن توجهاتها نحو تنويع الاقتصاد، وضعت سلطنة عمان قطاع الصناعة كأحد الركائز الأساسية لتعزيز النمو خلال الخطة الخمسية العاشرة، ويتم العمل عبر عديد من المحاور لتحقيق ذلك منها جذب الصناعات النوعية والتوسع في الوقت ذاته في المناطق والمدن الصناعية لدعم نمو القطاع حيث تستهدف سلطنة عمان إقامة مجمعات للصناعات المتقدمة بمختلف المدن الصناعية بهدف توطين الصناعات واستقطاب الاستثمارات الأجنبية والتوسع في تبني تطبيقات الثورة الصناعية في عدد من المصانع القائمة حاليا لرفع تنافسيتها وقدراتها الإنتاجية والتصديرية، ويصاحب ذلك سعي إلى تحويل المدن الصناعية في سلطنة عمان إلى مدن خضراء خصوصا في مجال استخدام الطاقة المتجددة وزيادة كفاءة استخدامها، وخفض الانبعاثات الكربونية وصولا إلى تحقيق هدف سلطنة عمان في الحياد الصفري بحلول عام 2050.
وخلال النصف الأول من العام الجاري، سجل إجمالي الناتج المحلي لسلطنة عمان نموا جيدا مدعوما بنشاط في القطاعات غير النفطية، وزاد من 16.7 مليار ريال عماني خلال النصف الأول من 2022 ليتجاوز 17 مليار ريال عماني بنهاية النصف الأول من العام الجاري، وارتفعت القيمة المضافة للأنشطة غير النفطية من 11.5 مليار ريال عماني إلى 11.8 مليار ريال عماني خلال نفس الفترة المشار إليها، وضمن الأنشطة غير النفطية، زادت مساهمة الأنشطة الصناعية في الناتج المحلي إلى 3.144 مليار ريال عماني مقارنة مع 3.130 مليار ريال عماني بنهاية الفترة نفسها من عام 2022. وتشمل الأنشطة الصناعية قطاعات التعدين واستغلال المحاجر والصناعات التحويلية وإمدادات الكهرباء والمياه وأنشطة الصرف الصحي والإنشاءات، وتمثل القيمة المضافة لإجمالي الأنشطة الصناعية في سلطنة عمان نحو 18.2 بالمائة من إجمالي الناتج المحلي لسلطنة عمان بنهاية النصف الأول من هذا العام. وكان إجمالي القيمة المضافة للأنشطة الصناعية قد صعد إلى 7.1 مليار ريال عماني خلال عام 2022 منها 3.4 مليار ريال عماني من قطاع الصناعات التحويلية.
وارتفعت مساهمة الصناعات التحويلية في الناتج المحلي الإجمالي الى 1.654 مليار ريال عماني بنهاية النصف الأول من 2023 مقارنة مع 1.652 مليار ريال عماني بنهاية نفس الفترة من العام الماضي، ومن المتوقع أن تحقق الصناعات التحويلية نموا بمعدلات جيدة خلال العام المقبل مع التشغيل الكامل لمصفاة أوكيو 8 في منطقة الدقم.
وتشمل الصناعات التحويلية المنتجات النفطية المكررة وصناعات المواد الكيماوية الأساسية والصناعات التحويلية التقليدية، وبنهاية النصف الأول من هذا العام بلغت نسبة مساهمة الصناعات التحويلية في الناتج المحلي 9.4 بالمائة كما تمثل نسبة 13.5 بالمائة من إجمالي القيمة المضافة للأنشطة غير النفطية.
وتركز الاستراتيجية الصناعية 2040 على القطاعات التي تعتمد على الموارد المحلية، والتوسع في القطاعات التي تعتمد على المعرفة والبحث والتطوير بهدف مواكبة التطور التكنولوجي والثورة الصناعية الرابعة من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة ورفع مساهمة التكنولوجيا في التصنيع. وخرجت المختبرات الوطنية لقطاع الصناعة وصناعات المستقبل خلال الفترة الماضية بمبادرات مهمة لدعم المنتج الوطني، وتمويل مشروعات قطاع الصناعات التحويلية والمجمعات الصناعية، وإدارة النفايات الصناعية، كما تتركز جهود وزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار على توسعة التعاون والتكامل مع مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة بهدف تطوير حزم من التسهيلات والحوافز والإجراءات لرفع إسهامات قطاعات التجارة والصناعة وتشجيع وجلب الاستثمارات الجديدة وتطوير وتنمية الصناعات الوطنية.
ويذكر أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة في قطاع الصناعة التحويلية تجاوز 1.5 مليار ريال عماني بنهاية العام الماضي، ويعد الصناعة ثاني أكثر القطاعات جذبا للاستثمارات الأجنبية المباشرة بعد قطاع النفط والغاز
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ملیار ریال عمانی بنهایة بنهایة النصف الأول من الصناعات التحویلیة الأنشطة الصناعیة فی الناتج المحلی القیمة المضافة الحدید الأخضر فی سلطنة عمان إنتاج الحدید قطاع الصناعة غیر النفطیة الصناعیة فی
إقرأ أيضاً:
تقنيات الرفع الاصطناعي مستقبل كفاءة الإنتاج النفطي في سلطنة عُمان
برزت تقنيات الرفع الاصطناعي كأحد الحلول الفعّالة لدعم عمليات الإنتاج من الآبار النفطية. تمثل هذه التقنيات عاملاً حيوياً في رفع النفط من جوف البئر إلى محطات عزل الغاز ومنها إلى الأنابيب الناقلة، مما يُسهم في تحسين الكفاءة التشغيلية وتقليل التكاليف لتعزيز إنتاج النفط بطرق مبتكرة ومستدامة.
تتنوع تقنيات الرفع الاصطناعي لتشمل أربع فئات رئيسية، هي الرفع بالغاز والتي تعتمد على حقن الغاز لتحسين تدفق النفط، وتقنية المضخات الكهربائية الغاطسة وهي الأكثر استخداما لتعزيز كفاءة الإنتاج، والمضخات القضيبية الماصة والتي تناسب الآبار ذات العمق المتوسط، ومضخات الرفع الهيدروليكية.
أجرت "عمان" استطلاعا صحفيا حيّا مع المشاركين في المعرض المصاحب لمنتدى الشرق الأوسط للرفع الاصطناعي الذي عقد الأسبوع الماضي. وأكد المشاركون أن سلطنة عمان تعد من الأسواق الواعدة لتقنيات الرفع الاصطناعي، حيث تسهم في تعزيز كفاءة الإنتاج، وخفض الكلفة التشغيلية، وتحقيق تحول نوعي في قطاع النفط والغاز.
الإنتاج من الآبار
قال المهندس جاسم بن علي الجابري رئيس منتدى الشرق الأوسط للرفع الاصطناعي: يُعد الرفع الاصطناعي إحدى التقنيات الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها في قطاع النفط والغاز، وتعزز هذه التقنية الإنتاج من الآبار، خاصة تلك التي تواجه تحديات في التدفق الطبيعي. كما أنها تُسهم في إطالة عمر الآبار، مما يتيح للشركات الاستفادة منها لفترات أطول بكفاءة أعلى. إلى جانب ذلك يساعد الرفع الاصطناعي في تقليل التكاليف التشغيلية، وهو ما يُعد عنصرًا أساسيًا في تحسين اقتصاديات الحقول النفطية، خصوصًا الحقول المُعمّرة التي تحتاج إلى حلول مبتكرة لاستمرار الإنتاج. والأهم من ذلك، أنها تلعب دورًا في دعم أمن الطاقة من خلال تعزيز الإنتاجية والاستدامة البيئية عبر تقنيات تُقلل من الأثر البيئي.
وأوضح الجابري أن المنتدى يهدف إلى تحقيق عدة أهداف محورية، أهمها تقديم حلول تقنية متقدمة من خلال عرض أحدث الابتكارات التي تدعم تحسين كفاءة الإنتاج وتعزيز أداء تقنيات الرفع الاصطناعي، وتعزيز تبادل المعرفة، حيث يُعد المنتدى منصة تفاعلية تجمع خبراء الصناعة من مختلف أنحاء العالم، لتبادل الخبرات وأفضل الممارسات، ومواجهة تحديات المستقبل من خلال توفير استراتيجيات وحلول تلبي احتياجات الصناعة المتزايدة، خصوصًا مع التغيرات الاقتصادية والبيئية، والتشجيع على الشراكات، يركز المنتدى على بناء تعاون إقليمي ودولي بين الشركات العمانية والعالمية لتطوير تقنيات تتناسب مع متطلبات السوق المحلي والدولي، والترويج للاستدامة من خلال استخدام تقنيات مستدامة تقلل من استهلاك الطاقة وتحافظ على البيئة.
أنظمة الرفع الاصطناعي
وأنهى الجابري حديثه بقوله: " نحن متفائلون جدًا بمستقبل هذه التقنيات في سلطنة عمان، السوق العماني يتمتع بفرص واعدة، خاصة أن الحقول العمانية تُعتبر من بين الأكثر استفادة من أنظمة الرفع الاصطناعي مع الالتزام بتطوير هذه الصناعة، ومع وجود شراكات استراتيجية بين الشركات المحلية والدولية، نتوقع أن تلعب هذه التقنيات دورًا كبيرًا في زيادة الإنتاج بنسبة تتراوح بين 15% و20% خلال السنوات القليلة المقبلة.
وفي حديث مع أحمد الغافري، مدير الأعمال الدولية في مجموعة شركات رأس الحمراء، أشار إلى أن الشركة تقدم تقنيات متطورة، مثل الفلاتر المنقية للكهرباء والموصلات الكهربائية المتطورة التي تعزز عمر المضخات الافتراضي وتزيد كفاءتها.
وأكد الغافري أن الشركة تتطلع -ضمن خططها المستقبلية- للتعاون مع شركة سعودية لإنشاء مصنع محلي لإنتاج مضخات الرفع الاصطناعي، مما يسهم في خلق فرص عمل للعمانيين ودعم الاقتصاد الوطني.
من جهته أوضح محمد ساحلي، نائب رئيس الشرق الأوسط في شركة الخريّف للبترول، أن سوق الرفع الاصطناعي في سلطنة عمان سوق واعد من المتوقع أن يسهم في رفع الإنتاج بنسبة 15-20% خلال السنوات الخمس المقبلة. كما أكد على أهمية المنتدى في تعزيز الشراكات بين الشركات المحلية والدولية.
الاستدامة والذكاء الاصطناعي
وتحدثت عايدة الرقيشية، مديرة التسويق في شركة الرؤية للحلول النفطية، عن توجه القطاع نحو استخدام تقنيات مستدامة كالذكاء الاصطناعي، وأكدت أهمية المشاركة في المعرض للترويج للمنتجات وتبادل الخبرات مع الشركات الأخرى.
كما أشار علي هنداوي، كبير فريق المهندسين في شركة ليفارا، إلى أن المضخات الكهربائية الغاطسة أصبحت الخيار الأول لخفض استهلاك الكهرباء وتعزيز عمر الطرمبات، مما يدعم إنتاجية الشركات وتقليل التكاليف التشغيلية.
وتتجه الشركات العمانية إلى التعاون مع جهات دولية بارزة، بهدف نقل الخبرات وإنشاء بنية أساسية متطورة تدعم نمو قطاع النفط والغاز. مع الالتزام الحكومي بدعم هذه المبادرات، وتتجلى رؤية واضحة لتعزيز مكانة سلطنة عمان كوجهة رئيسية في تقنيات الرفع الاصطناعي.
ويعكس المنتدى والمعرض المصاحب روح الابتكار التي تسعى سلطنة عمان لترسيخها في قطاع النفط والغاز، فتقنيات الرفع الاصطناعي ليست مجرد حلول تقنية، بل هي خطوة استراتيجية نحو مستقبل أكثر كفاءة واستدامة.