أشاد معالي السيد علي بن صالح الصالح، رئيس مجلس الشورى، بالكلمة السامية التي تفضّل بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظّم، حفظه الله ورعاه، أمام قمة الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، والمنعقدة في إمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، مثمنًا المضامين التي جاءت ضمن الكلمة السامية، والمؤكدة على التزام مملكة البحرين بالتعاون والشراكة مع دول العالم للمضي في تحقيق التنمية المستدامة، والتغلب على تأثيرات تغير المناخ.


وأكد معالي رئيس مجلس الشورى أن جلالة الملك المعظّم، أيده الله، رسم خارطة وطنية شاملة لتعزيز الأمن البيئي، ومعالجة التحديات المناخية، منوّهًا معاليه بإعلان جلالته – رعاه الله – خطة العمل الوطنية، «Blueprint Bahrain»، لتحقيق الحياد الكربوني، من خلال ثلاثة مسارات ترتكز على الاقتصاد منخفض الكربون، والتكيّف مع التغيّر المناخي، وخلق فرص مستدامة في الاقتصاد الأخضر الجديد.
وأشار معالي رئيس مجلس الشورى إلى أنَّ مملكة البحرين بقيادة جلالة الملك المعظَّم، حفظه الله ورعاه، تلتزم بالاتفاقيات والقرارات الدولية، وما أعلنت عنه المملكة في قمة «قمة غلاسكو» بشأن خفض الانبعاثات بنسبة 30 في المئة بحلول العام 2035م، والوصول للحياد الكربوني في العام 2060م.
وذكر معالي رئيس مجلس الشورى أنّ تأييد جلالة الملك المعظم، حفظه الله ورعاه، لـ «إعلان كوب 28 لشأن المناخ والإغاثة والتعافي والسلام»، يشكل بُعدًا استراتيجيًا ورؤية ملكية تحقق السلام والأمن والاستقرار، خصوصًا مع التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في الحصول على الحياة الكريمة، والعمل على معالجة النزاع ووقف الحرب المتواصلة في قطاع غزة، واتخاذ خطوات لإعادة إعمار دولة فلسطين بما يؤدي إلى إقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني وفق حل الدولتين، وعاصمة القدس الشرقية.
ونوّه معالي رئيس مجلس الشورى بالخطوات العملية، والمبادرات الحكومية التي تنفذها الحكومة الموقرة، من أجل تعزيز الحياة البيئية، وضمان المضي نحو تحقيق الأهداف المحددة، ودعم مسارات الاقتصاد الأخضر، مثمنًا حرص ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله، وما يوليه سموّه من اهتمام كبيرٍ بتنفيذ المشاريع التنموية وفق ما ينسجم مع متطلبات الحماية والحفاظ على البيئة.
وقال معالي رئيس مجلس الشورى إنّ تدشين الإستراتيجية الوطنية للطاقة، وإطلاق صندوق لتكنولوجيا المناخ بقيمة 750 مليون دولار، بالإضافة إلى تأسيس منصة «صفاء» لتعويض الانبعاثات الكربونية، تشكل نقلة نوعية في إسهامات مملكة البحرين في مجال التغلب على تحديات تغير المناخ، والوصول إلى الحياد الكربوني بحلول العام 2060، مثمنًا جهود ومساعي سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب رئيس مجلس إدارة بابكو إنرجيز، ودعم سموّه لخطط وبرامج الابتكار في صناعة الطاقة النظيفة.
ولفت معالي رئيس مجلس الشورى إلى أنَّ استدامة تحقيق النمو الاقتصادي العالمي، يتطلب تكاتفًا دوليًا، وتعاونًا متواصلًا بين المؤسسات والجهات المعنية بقطاعات البيئة والطاقة، من أجل وضع أسس دولية وركائز مشتركة من استدامة جودة حياة المجتمعات والشعوب، مؤكدًا معاليه دور البرلمانات في وضع تشريعات وقوانين تساند الجهود والمساعي التي تبذلها حكومات الدول لتجاوز تحديات تغير المناخ، وتحقق استقرارًا بيئيًا واجتماعيًا للجميع.
وأثنى معالي رئيس مجلس الشورى على الجهود الكبيرة التي بذلتها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، والتي أسهمت في إبراز التميّز في تنظيم الدورة الـ 28 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP28)، مؤكدًا أنَّ احتضان الإمارات لهذا التجمع العالمي المهم يشكّل علامة فارقة في سجل الإنجازات والنجاحات التي تحصدها دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، ويجسّد حرصها على دعم التنمية والتقدم في جميع دول العالم.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا معالی رئیس مجلس الشورى جلالة الملک المعظ تغیر المناخ حفظه الله

إقرأ أيضاً:

رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون

لم يجد رجل الأعمال مشعل محمود محمد مناصا من مغادرة الخرطوم بحري بعد اندلاع الحرب في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023، متوجها إلى إثيوبيا.

كان مشعل يعمل في الخرطوم بالاتجار بقطع غيار آليات الورش، ونجح في تحقيق أرباح جيدة، وظل يعمل في هذا المجال حتى اندلاع الحرب، حيث خسر معارضه التجارية ومنزله وسياراته.

يقول مشعل لـ"الجزيرة نت" إنه خسر كل شيء، حيث سُرقت جميع محلاته ومعرضه في مدينة بحري (شمالي العاصمة)، مما دفعه إلى المغادرة في مايو/أيار 2023.

وبعد وصوله إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا برفقة أسرته، فكر على الفور في العودة إلى مجاله السابق، لكنه واجه واقعا تجاريا مختلفا تماما عن السودان من حيث رأس المال والإجراءات.

وبعد تفكير، يقول مشعل إنه اتخذ قرار افتتاح مطعم لإعداد الوجبات السودانية، خاصة أن الفترة تلك شهدت وصول أعداد كبيرة من السودانيين إلى إثيوبيا لاستكمال إجراءات السفر إلى دول أخرى.

وخلال شهر رمضان من العام الماضي، كان مطعم مشعل يلبي طلبات مواطني بلاده على الإفطار والعشاء بأطباق سودانية ذائعة الصيت، لاقت رواجا كبيرا، خاصة مع تقديم المشروبات الرمضانية السودانية المعروفة، ومنها "الحلومر".

إعلان

ويوضح مشعل لـ"الجزيرة نت" أن طبيعة العمل كانت في البداية صعبة للغاية في ظل الحاجة إلى تحضيرات متواصلة من دون توقف أو إجازات، حيث كان لزوجته الدور الأكبر في إدارة العمل وتحريكه بشكل رئيسي، ولذلك قرر تسمية المطعم بـ"البيت السوداني"، لأن زوجته تعدّ الطعام كما تفعل في المنزل.

وبالعودة إلى بداية العمل، يرى مشعل أنه كان مزدهرا، حيث كان عدد السودانيين كبيرا، لكنه تراجع حاليا مع تناقص الأعداد وتراجع أرقام العابرين إلى دول أخرى. ومع ذلك، يقول رجل الأعمال الشاب إن الأمور لا تزال تسير على ما يرام، إذ يستعد خلال شهر رمضان الحالي بتحضيرات نوعية، كما يسعى إلى جذب الإثيوبيين وغيرهم لتجربة الطعام السوداني.

الحرب دفعت رواد الأعمال إلى مواجهة خسائر قاسية والتكيف مع واقع اقتصادي صعب (الفرنسية) خير رمضان وكرمه

ويقول رجل الأعمال خالد بيرم، الذي يشغل أيضا منصب أمين مكتب الشؤون الخارجية للغرفة التجارية بمحلية عطبرة بولاية نهر النيل شمال السودان، إن رمضان هو شهر الخير والبركة، وينعكس كرمه على الجميع.

ويؤكد لـ"الجزيرة نت" أن الحركة التجارية في الشهر الفضيل تُعرف بـ"الموسم"، حيث تزدهر بشكل ملحوظ ويتعاظم الطلب على سلع ومنتجات مختلفة.

ويضيف: "الأعمال والتجارة بشكل عام في السودان خلال الشهر الفضيل تكون في حالة انتعاش ونمو، وتبدأ دائما قبل حلول شهر رمضان بـ10 أيام تقريبا، أو حتى اليوم الذي يسبق بدايته، حيث تشهد الأسواق حركة مكثفة ونشطة".

ويوضح أنه عندما يتعلق الأمر بالمواد الغذائية، فإن الناس يكونون على استعداد لشرائها، وغالبا ما ترتفع أسعارها.

أما فيما يتعلق بالغرفة التجارية في عطبرة، فيشير بيرم إلى أن التجار يقومون بتجهيز سلال للصائمين، تحتوي على المواد الغذائية الأساسية للصائم، كما يقوم بعض التجار بإخراج سلال إضافية لرمضان من أموالهم الخاصة.

إعلان

ويؤكد بيرم أن هناك حركة واسعة للأموال والتجارة والبضائع، وهذا يزيد الأرباح والدخل، مشيرا إلى أنه كلما زاد الدخل، زاد الإنفاق على الفئات الضعيفة من خلال الصدقات والإكراميات والسلال الغذائية وزكاة الفطر والتبرعات.

ويستطرد قائلا: "اسم رمضان كريم لم يأتِ من العدم، الله يوفّر احتياجات الناس، وهناك حالة من السعادة بين الجميع، بما في ذلك التجار ورجال الأعمال".

صعوبات جمة

لمجموعة "أبو الفاضل بلازا" في السودان صيت خاص، خصوصا عند حلول شهر رمضان المبارك، إذ يُعتبر الموسم الذي ينتظره آلاف السودانيين للاستفادة من التخفيضات وشراء المستلزمات المنزلية، حيث تتميز المجموعة بالاستيراد الراقي والأسعار المناسبة.

مجموعة أبو الفاضل بلازا خسرت الكثير بسبب الحرب (الجزيرة)

لكن الحرب ألقت بظلالها القاتمة على المجموعة في كل فروعها المنتشرة في مدن الخرطوم الثلاث (الخرطوم، وأم درمان، والخرطوم بحري)، كما يقول هاشم أبو الفاضل لـ"الجزيرة نت"، حيث خسرت الشركة بضائعها بالكامل إما بالاحتراق أو السرقة أو النهب والتخريب، ولم يتمكنوا من إنقاذ أي شيء باستثناء البضائع التي كانت تحت التخليص الجمركي بالميناء.

ويروي هاشم لـ"الجزيرة نت" سلسلة معاناة صعبة عاشها رواد الأعمال في القطاع الخاص السوداني، بسبب الحرب التي اندلعت فجأة من دون أن يتمكن أصحاب الشركات، خاصة وسط العاصمة الخرطوم، من تدارك الأمر وإنقاذ ما يمكن من رأس المال.

ويشير إلى أن 90% من أصحاب الأعمال عادوا إلى نقطة الصفر، وفقدوا كل شيء تقريبا، ليصبح القطاع الخاص أكبر المتضررين من الحرب المستمرة منذ نحو عامين.

ومع ذلك، يقول هاشم إنهم حاولوا النهوض مجددا والعودة إلى العمل، ورفضوا الخروج بما تبقى من رأس المال إلى خارج البلاد، فقرروا افتتاح فروع جديدة للمجموعة في بورتسودان والعودة للعمل في أم درمان بعد تحسن الأوضاع الأمنية جزئيا.

إعلان

لكنه يشكو من تعامل السلطات الحكومية، مشيرا إلى أنها تفرض رسوم جمارك وغيرها من الجبايات بأرقام فلكية، لا تراعي الخسائر الفادحة التي تكبدها القطاع الخاص، ولا تضع في اعتبارها حرص رجال الأعمال على المساهمة في إعادة الإعمار.

ويشبه هاشم أوضاعهم الحالية بمن يمشي على النار، لكنه رغم ذلك يؤكد أنهم حريصون على مواصلة العمل وتجاوز الصعاب الحالية.

خسائر كبيرة

وإزاء الأوضاع الاقتصادية في السودان، يقول الخبير في الشؤون الاقتصادية عبد العظيم المهل للجزيرة نت إن القطاع الخاص السوداني خسر الكثير في هذه الحرب قدرت في القطاعين الصناعي والخدمي في الخرطوم بـ90%، وفي ولاية الجزيرة تصل نسبة الخسائر إلى 88% ، أما في ولايات دارفور عدا الفاشر فتقدر الخسائر بـ80% في القطاعين.

ويشير إلى أن تقديرات جملة خسائر القطاع الخاص في كل القطاعات بحوالي 130 مليار دولار 90% منها لا تخضع للتأمين.

ويرى أن القطاع الخاص بحاجة لوقت كي يعود للعمل لكنه يتوقع عودته بنحو أسرع من القطاع العام.

ويأسف المهل لخروج بعض رواد الأعمال في القطاع الخاص من السودان والهجرة للخارج بينما نزح آخرون داخليا وهو ما قد يؤدي إلى تشتت الصناعة والخدمات بعيدا عن العاصمة.

ويرى المهل أن الفجوات تطال كل القطاعات التي ستبدأ من نقطة الصفر ويردف إذا تم ذلك فسوف ينهض الاقتصاد السوداني خلال نحو 3 أعوام، مؤكدا إمكانية التعافي والنهضة في حال وجدت السياسات المستقرة والإدارة الواعية والتكنولوجيا الحديثة في كل المجالات متبوعة بالقبضة الأمنية القوية والاستقرار السياسي.

مقالات مشابهة

  • جلالة الملك يظهر في صحة جيدة وهو يترحم على روح جده الراحل محمد الخامس
  • جلالة الملك يترحم على روح جده محمد الخامس
  • رئيس مجلس الشورى يعزّي في وفاة الشيخ سعيد العامري
  • شباب ليبيا يناقشون التحديات التي تواجه الاقتصاد
  • بالفيديو.. خبير صحة عالمية: التلوث البيئي يزداد في الدول التي تعاني من الحروب
  • مساعد رئيس مجلس الشورى تستعرض أمام لجنة المرأة بالأمم المتحدة مسيرة تمكين المرأة في مجلس الشورى ومشاركتها بصنع القرار
  • جلالة السلطان يهنئ رئيس وزراء كندا الجديد
  • جلالة السلطان يهنئ رئيس وزراء كندا
  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • نص كلمة رئيس مجلس النواب بمناسبة يومي الشهيد والمرأة