رجح الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، لجوء جيش الاحتلال إلى هجوم متزامن مزدوج على شمالي قطاع غزة وجنوبه، في وقت أكد فيه أن المناطق التي لم يدخلها الاحتلال في غزة هي بيضة القبان لـ"كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس".

وأكد الدويري خلال تحليله العسكري لقناة الجزيرة، أن القصف الإسرائيلي بعد انتهاء الهدنة المؤقتة طال مختلف مناطق القطاع.

وشدد على أن القادم أصعب وأقسى وأوسع نطاقا، "وعلينا أن نتوقع مرحلة من التصعيد تقود إلى أحد المخرجين؛ إما ورقة ضغط قاسية للعودة إلى طاولة التفاوض بشروط مقبولة أو توسيع الإطار العسكري".

واستند الخبير العسكري في توقعه بحدوث "السيناريو الأسوأ" المتمثل بهجوم كامل على القطاع، إلى التحذيرات التي وجهها جيش الاحتلال إلى خان يونس وقال إنها "منطقة قتال خطيرة"، وطالب معظم سكانها بالنزوح إلى مدينة رفح في أقصى الجنوب.

وأشار إلى أن الخطة الدفاعية لعناصر المقاومة في خان يونس لم تختبر سوى مرة وحيدة قبل بدء العملية البرية على شمال القطاع، وقال إن كتائب القسام أبلت وقتها بلاء حسنا بالتصدي لقوة إسرائيلية متوغلة وأوقعتها بين قتيل وجريح.

وتوقع أن يركز الاحتلال على مدينة خان يونس في الجنوب لكونها الأكبر مساحة، مرجحا الدخول إليها من خلال جانبيها بهدف فصلها عن رفح وكذلك عن دير البلح ومخيمات المنطقة الوسطى و"من ثم تطوير العمليات بحال حقق نجاحا".

وأكد أن هذه المناطق الجنوبية تحتاج لقصف مكثف لتسطيح الأرض قبل الدخول البري، لكنه شكك في الوقت عينه أن يكون الهجوم الإسرائيلي فيها مثلما كان في الشمال.


"بيضة القبان"

وحول إمكانية عودة الآليات العسكرية الإسرائيلية إلى غزة وشمالها، أوضح الدويري أن الاحتلال سحب معداته من معظم المناطق والساحات قبل سريان الهدنة المؤقتة لإعادة تأهيلها وتجهيزها قرب السياج وبعضها تمركز داخل غلاف غزة.

وأضاف أن الدخول مجددا إلى المناطق -التي كان قد توغل فيها- غير سهل ولكن لن يكون بصعوبة المرحلة الأولى بعد التغلب على بعض العوائق، وشدد على أنه يتحدث هنا حول حرية الحركة وليس طبيعة المقاومة.

ويعتقد الدويري أن العمليات الإسرائيلية تحتاج شهرين وليس شهرا مثلما قال مسؤول عسكري إسرائيلي كبير لصحيفة "فايننشال تايمز"، عازيا ذلك إلى أن بعض مناطق غزة دخلها الاحتلال خلال 24 ساعة ومعظمها مساحات زراعية فارغة مثل جحر الديك.

وبحسب الصحيفة، فإن المسؤول العسكري الإسرائيلي يعتقد أن الأمر يتطلب أسبوعين إلى شهر بالنسبة لشمال القطاع، وأنه تم الانتهاء من 40% فقط من مدينة غزة لأن العمليات في المنطقة الشمالية غير مكتملة، ولم يتم الانتهاء منها بعد.

وفي هذا الإطار قال الدويري إن العمليات غير المكتملة هي المناطق الصعبة وهي بيضة القبان والقوات الضاربة بالنسبة لكتائب القسام، خاصة في منطقة التفاح وحي الشجاعية شرقي شارع صلاح الدين.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

مشاهد عودة النازحين الي شمال غزة تثير استغراب الصحف الاسرائيلية..ما لقصة

أثارت مشاهد عودة النازحين إلى شمال غزة، غضب مسؤولين وقادة في حكومة الاحتلال، حيث قال وزير الأمن القومي الإسرائيلي المستقيل اليميني المتطرف إيتمار بن جفير، إن "فتح ممر نتساريم وإعادة عشرات الآلاف من سكان غزة إلى شمال القطاع هو انتصار واضح لحماس، ويعد جزءًا مهينا آخر من صفقة غير مسؤولة، هذه ليست ملامح "نصر مطلق" بل هذا "استسلام مطلق".

وعلقت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، على مشاهد الفرحة للعائدين إلى شمال القطاع، باستغراب، وقالت الصحيفة إنه "رغم الدمار الهائل الذي يواجهونه وسيرهم على الأقدام، فإن الكثير من الفلسطينيين سعداء بالعودة إلى ديارهم. ويؤكد الغزيون، سواء نجحت الهدنة أم لا لن يكون هناك نزوح بعد الآن ولو أرسلوا على رؤوسنا الدبابات".

وفي مشهد يؤكد فشل المخطط الارسرائيلي لتهجير الشعب الفلسطيني، واصل اليوم عشرات الآلاف من النازحين العودة إلى ديارهم شمال غزة.

واستمر طوفان العودة إلى شمال غزة عبر شارعي الرشيد سيرًا على الأقدام، وصلاح الدين عبر المركبات الخاصة، لليوم الخامس على التوالي. ويشهد طريق الرشيد حركة نشطة للنازحين العائدين وهم يحملون متعلقاتهم الشخصية.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن أكثر من نصف مليون نازح فلسطيني عادوا إلى شمال القطاع منذ صباح الاثنين.

وقال المكتب الإعلامي في بيان أصدره أمس الأول الأربعاء، إن "أكثر من نصف مليون (500,000) نازح من أبناء شعبنا الفلسطيني العظيم عاد خلال الـ72 ساعة الماضية من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال عبر شارعي الرشيد وصلاح الدين".

ومنذ يوم الاثنين الماضي، سمحت إسرائيل بعودة النازحين من جنوب غزة إلى شمال القطاع، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل، والذي أنهى 15 شهرًا من العدوان الوحشي على القطاع.

وجاءت عودة مئات آلاف النازحين إلى شمال غزة صباح يوم الاثنين 27 يناير 2025، بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وصفقة تبادل المحتجزين في القطاع بأسرى في سجون الاحتلال، وإدخال المساعدات الإنسانية لجميع المناطق، وبحث ملف إعادة الإعمار.

وبذلك، أسقطت عودة النازحين إلى ديارهم في شمال غزة، الأهداف الرئيسية التي وضعتها حكومة الاحتلال برئاسة بنيامين نتنياهو في هذه الحرب، مثل تنفيذ ما يعرف بـ"خطة الجنرالات" التي تتضمن إخلاء منطقة شمال غزة قسرًا من سكانها وإخضاعها للسيطرة الإسرائيلية. بالإضافة إلى احتلال القطاع من قبل جيش الاحتلال وتهجير سكانه أو أجزاء منهم للخارج، ومنع أي طرف فلسطيني من إدارة القطاع.

مقالات مشابهة

  • خبير عسكري: الاحتلال يسعى لتغيير هندسة منطقة شمالي الضفة للسيطرة عليها
  • مصر تُدخل 250 شاحنة مُساعدات لأهالي غزة
  • خبير عسكري: الشارع المصري أعلن موقفه من أمام معبر رفح برفض تهجيير الفلسطينيين
  • خبير عسكري: الشارع المصري وصل رسالته لرفض تهجير الفلسطينيين من أمام معبر رفح
  • خبير عسكري: مشاهد تسليم الأسرى تؤكد قوة المقاومة بأغلب مناطق غزة
  • الصليب الأحمر الدولي يؤكد ضرورة تلبية احتياجات العمليات الإغاثية في غزة
  • محلل عسكري إسرائيلي: حماس تُسيطر على غزة بشكلٍ كامل و إسرائيل لا تملك أي نفوذ على الحركة
  • أزمة السكن تنكأ جراح العائدين إلى شمال قطاع غزة
  • خبير عسكري: حرب غزة ذهبت بقيادات لكنها أنتجت جيلا قياديا جديدا
  • مشاهد عودة النازحين الي شمال غزة تثير استغراب الصحف الاسرائيلية..ما لقصة