استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله، وجرى عرض للاوضاع العامة والمستجدات السياسية والتطورات الميدانية في المنطقة الحدودية ، اضافة الى شؤون تشريعية .

وقال فضل الله بعد اللقاء : "بحثت مع دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري جملة من الموضوعات التي نتابعها سواء على المستوى السياسي او على المستوى التشريعي، لكن الحدث الاساسي الذي يفرض نفسه هو العدوان الصهيوني على قطاع غزة، هذا العدوان الذي استأنفه جيش الإحتلال بوحشيته المعتادة من أجل كسر إرادة الشعب الفلسطيني وفرض شروطه على المقاومة وعلى هذا الشعب الصامد والمقاوم ، من دون شك هذا العدوان يستمر من أجل تحقيق اهداف رفعها العدو الإسرائيلي ولكنه لن يستطيع الوصول اليها ، لأن هناك شعبا صامدا ومقاومة صلبة ".



وأضاف: "المصلحة الوطنية العليا في لبنان تقتضي العمل بكل السبل من أجل منع العدو من تحقيق أهدافه ، لان ذلك لا يبقى محصوراً في نطاق جغرافي محدد ، فالشعب الفلسطيني معتدى عليه والكيان الصهيوني هو المعتدي ،ونحن في لبنان ايضاً معتدى علينا وهذا الكيان الصهيوني هو الذي يعتدي و ليس لديه أي قواعد يلتزمها لا قانونية ولا إنسانية ، وهذا ايضاً كان في النقاش مع دولة الرئيس نبيه بري الذي جدد التأكيد ان هذا العدو هو الذي يخرق القرارات الدولية ، ويعتدي حتى في فترة الهدنة، إعتدى  على الجيش وعلى القرى و أطراف القرى،  ولم يلتزم أي معيار ولا قانون دوليا لا في غزة ولا في لبنان".

واكد:" نحن في لبنان في موقع الدفاع عن بلدنا، في موقع ممارسة حقنا المشروع في الدفاع عن شعبنا وقرانا وعن المدنيين ،وأيضاً معنيون جميعاً ان نقف الى جانب الشعب الفلسطيني وأن نساند الفلسطنيين من اجل ان ينتصروا في هذه الحرب مهما بلغت التضحيات التي يقدمها هذا الشعب الذي نراه اليوم شعبا اسطوريا بكل معنى الكلمة" .

واردف : "لذلك على المستوى اللبناني  نحن معنيون  ان نواجه هذا التحدي وان نكون يقظين و جاهزين لمواجهة اي إحتمال واي خطر يحدق ببلدنا"، وقال:"  لا يظنن احد ان لبنان بمنأى عن الاستهداف الاسرائيلي ، وان المجريات في غزة لا يمكن ان تؤثر على الوضع الموجود في لبنان ".

وتابع فضل الله : "لقد ناقشت مع دولة الرئيس ايضاً الوضع في المنطقة الحدودية في المرحلة التي كان فيها اعتداءات صهيونية أو في مرحلة الهدنة او ما يمكن ان يحصل في ضوء التطور الجديد في غزة، ووضعته في جو ما قمنا به من خطوات نحن ومجلس الجنوب  لتثبيت صمود الأهالي وتقديم الممكن لهم سواء ما نقوم به  كحزب الله من دفع تعويضات بدأناها وانجزنا الكثير في هذا المجال ،لتثبيت المقيمين في أرضهم والخطوات اللاحقة ،وايضاً ما اتخذته الحكومة من قرارات في ضوء التواصل الذي قمنا به ، وفي ضوء التعديلات التي طلبناها نتيجة الفروقات الكبيرة كما كان مقررا في السابق وما وصلت اليه اسعار العملة الوطنية" .

واضاف : "هذا الملف سوف نتابعه وهو ملف اساسي وحيوي لان صمود الجنوبيين وتحمل النازحين للصعاب هو في سبيل كل لبنان ولا يقتصر على  الجنوب "، مؤكدا انه" عندما نواجه العدو على الحدود ونتصدى له نحمي لبنان ونحمي كل اللبنانيين واليوم نرى ان المقاومة في ادائها على الحدود حمت المدنيين في المنطقة الحدودية وايضا تحمي كل المدنيين في لبنان، والكيان الصهيوني لا يجرؤ على ممارسة اعتداء واسع على لبنان وان كان يتمنى ذلك ،ويحاول ذلك بين فترة واخرى ،لكن خشيته من ردة فعل المقاومة والنتائج المترتبة على القيام بأي إعتداء واسع تجعله ينكفئ ويمارس الاعتداءات التي نراها على خط الحدود، لذا نعمل جميعا من أجل تثبيت الأهالي و ان نقف الى جانبهم وهو أقل واجب سواء من الحكومة او لأي أحد يتصدى لهذا الموضوع" .

واكد ان" هذا الامر هو أقل الواجب بالنسبة الينا،  الوقوف الى جانب اهلنا الذين يقدمون الغالي والنفيس ويضحون بالدم فاي تعويض لا يرتقي الى مستوى هذه التضحية ، صحيح نحن نحاول العمل من اجل تدعيم الصمود من جهة وترميم البيوت وإعادة إعمار البنى التحتية، لكن هؤلاء الناس قدموا دمهم وفلذات اكبادهم واملاكهم من اجل الانتصار للمظلومين في غزة ومن اجل الدفاع عن بلدهم ".

وختم : فضلاً عن هذه الموضوعات تطرقنا الى جملة من الموضوعات السياسية المرتبطة بالاستحقاقات الوطنية وكما عبرنا سويا نحن ودولة الرئيس نحتاج  دائما الى تفاهمات وطنية في لبنان ،وأن تكون الاستحقاقات الوطنية نابعة من الارادة الوطنية ومن رؤيتنا جميعا الى المصلحة اللبنانية في المقاربات بعيدا من الحسابات الحزبية والفئوية او الشخصانية من اي احد كان ، وان شاء الله هذه الاستحقاقات قيد المتابعة بيننا وبين الرئيس نبيه بري للوصول الى النتائج المرجوة". المصدر: "الوكالة الوطنية للاعلام"

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

صراع من أجل تحقيق العدالة

 

 

 

خالد بن أحمد الأغبري

 

شهر رمضان المُبارك شهر الخير والانفتاح والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والمواقف الإيجابية المحمودة، يقترب من مُغادرتنا ويتركنا في صراع مع هذا الزمن، والكل يترقب ذلك الانفراج الحقيقي لتلك الأزمة والمعاناة الإنسانية ومدى تأثيرها على المستوى الإقليمي والدولي.

ما نراه الآن مأساة متجذرة وصراع مستمر يتسع نطاقه وتتطور أيدولوجيته، ويتفاقم وضعه من حيث تعميق العنصريات على شكل خطط وبرامج تدعو إلى إثارة الفتنة وإراقة الدماء وتعطيل مصالح الآخرين وتضييق الخناق عليهم، متجاوزًا بذلك كل القيم الأخلاقية والمبادئ الإنسانية التي من المفترض أن تكون علامة واضحة وبارزة لترجمة قواعد هذه الحياة وأساسياتها ومبادئها الكريمة، والبُعد الحضاري والاجتماعي القائم على مُعطيات العدالة والمساواة والأمن والاستقرار الذي يخلق ذلك التوازن المادي والمعنوي؛ باعتباره مركز تحكم وسيطرة، ومنطلقًا لحياة فاضلة داعمة لتنمية المجتمعات والنهوض بها إلى آفاق أرحب، ونتيجة لفقدان هذه المعطيات من خلال هذه المفارقات؛ فهؤلاء الناس المضطهدون من المسلمين الذين يشكلون نسبة عالية في الكثير من بلدان العالم يعيشون في حروب دامية وفتن متأصلة وملتهبة ومناطق غير آمنة، وهم بين قتيل وجريح وفاقد لحريته وممتلكاته ومعرض لانتهاك كرامته وأعراضه.

إنِّهم بذلك يواجهون حياة غير طبيعية تتشكل في مفهومها وشرعنتها ذلك الجحيم الذي لا يُطاق، وأبناء الأمة الإسلامية يتابعون الأحداث وكأنهم يتابعون مسلسل تاريخي عبر شاشة التلفاز وضمائرهم متجمدة وقلوبهم متحجرة؛ بل هي أشد من الحجارة الصماء التي لا تتأثر بمن حولها، والعدو يسرح ويمرح مدعومًا بالخيانات المتفشية من قبل أصحاب المصالح وأذرعهم المنتشرة في مختلف بقاع الأرض، وبالمال والعتاد والسلاح تكتمل جاهزيتهم، للقيام بتلكم المجازر الوحشية والهمجية النتنة في ظل غياب الشهامة والشجاعة والنخوة العربية.

وعلى الجانب الآخر، وفي خضم تلك الأحداث المتلاحقة، يوجد من يقف خلف الكواليس ليؤنب أبناء جلدته وعروبته ويقف ضد قضيتهم ويحملهم مسؤولية ما فرض عليهم من أحداث دامية وانفلات أمني ومسار غير منضبط؛ ذلك المسار الذي يبدو في ظاهره الرحمة والمواقف النبيلة الخيرة ذات البعد الإنساني، لكنه في المقابل وللأسف الشديد يخبئ في باطنه الخبث والنفاق والسعي الحثيث لتركيع وتصفية أصحاب الحق وزعزعة أمنهم وملاحقتهم، والتكالب عليهم من أجل التخلي عن قضيتهم وإخراجهم قسرًا من ديارهم وأراضيهم، في سياق متصل بمسارات القتل والظلم والتدمير؛ بما يجسد مخططات وطموحات عدوهم التي أصبحت ظاهرة للعيان دون خوف ولا حياء ولا وجل؛ وذلك بقدر ما هو مشروع تبنى عليه آمال المحتل وتتبلور من خلاله تلكم المخططات ذات القيمة المضافة لصالح العدو الصهيوني على حساب أصحاب الحق الذين ضحّوا ولا يزالون يضحّون بأموالهم وأولادهم وانفسهم من أجل قضيتهم.

إلى متى هذا الاستهتار وإلى متى هذه العنجهية؟ ألم يحن الوقت إلى مراجعة حساباتنا والقيام بواجباتنا وتمزيق ثوب الخوف والجبن والعمل في مقابل ذلك بما يرضي الله من أجل توحيد الصفوف والدخول في مفاوضات جادة وفاعلة تضمن لكل ذي حق حقه باستعمال وسائل الضغط المتاحة بحكم تداخل المصالح الدبلوماسية والاقتصادية والسياسية والأمنية مع توافر مراكز التحكم والسيطرة وتفعيلها في رسالة شديدة اللهجة وواضحة العبارات والمعاني تترجم تلكم المشاعر الايمانية والإنسانية في إطار نافذ البصر والبصيرة.

إن أسلوب التعاطي مع تلك العنجهية والوحشية والهمجية الصهيونية التي تعمل على تشكيل تلك المفارقات الكبيرة والعمل على ديمومتها في محيط العالم المتغطرس الذي أصبح لا يدرك مدى الخطورة الكبرى وما ينتج عنها من إبادة جماعية وتدمير شامل وانتهاك صارخ لحقوق الإنسان وللقوانين والأنظمة الدولية التي يفترض أن تكون محل تقدير واحترام، لكنها بهذا الوضع المأساوي لم يبق لهذه القوانين والأنظمة أي تأثير أو دور يذكر، وهذا شيء لا ينم عن عقلية واعية وإنسانية متحررة من قيود الجاهلية وثقافة عالية تدرك معنى القيم والسلوك الحضاري.

ومن المؤشرات السيئة غير محسوبة العواقب هي تلك التي تواجه الإنسان في حياته ضمن سلسلة من المتغيرات التي تدعو إلى أخذ الحيطة والحذر؛ بما تجسده من واقع مؤلم ومقلق يتعارض مع تطلعات وطموحات هذا الإنسان الذي يراقب الوضع عن كثب من أجل أن يرى العالم من حوله قادرًا على التحرر من قبضة الطغاة الذين تستهويهم الأنانية والكراهية والحقد المتأصل الذي يعتبرونه مصدر قوة من أجل تحقيق نفوذهم والعمل على استعباد النَّاس وقتلهم وتدمير حياتهم وممتلكاتهم في صورة بشعة ومخزية دون الشعور بمدى أهمية ذلك الموقف العظيم الذي ينتظرهم أمام عدالة الخالق سبحانه وتعالى.

نسأل الله أن يُوحِّد كلمة المُسلمين ويخرجهم من هذه الأزمة القاسية التي فُرضت عليهم ويأخذ بأيديهم للخروج من حالة اليأس والخوف إلى حالة مليئة بالتفاؤل والرضا التام تتجدد من خلالها العزيمة المتوقدة بطاعة الله والسير وفق منهجه سبحانه وتعالى ودستوره الكريم، إن الله على كل شيء قدير.

مقالات مشابهة

  • ماذا قال حزب الإصلاح في ذكرى تأسيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية وماهي الرسائل السياسية التي بعثها إليهم ؟
  • رسامني عرض وأبي رميا للخطط التي ستعتمدها وزارة الأشغال في المرافق العامة التابعة لها
  • لبنان يجري اتصالات دبلوماسية لمنع استهداف بيروت بعد التصعيد مع اسرائيل  
  • صراع من أجل تحقيق العدالة
  • عون خلال استقباله وفدًا من نقابة الأطباء البيطريين: لمنع أي تلاعب بصحة المواطنين
  • لبنان بين فكَّي كماشة.. “إسرائيل” والجماعات التكفيرية ينطلقان لنفس المشروع
  • السيد القائد: لن نتفرج على الإجرام الصهيوني في لبنان وسنقف مع الشعب اللبناني وحزب الله في أي تصعيد
  • سليمان: لتُترك للدولة وحدها المسؤولية الوطنية
  • ●مقالات وقت السحور
  • ما الذي تريده واشنطن من إملاء الشروط؟