الولايات المتحدة تعتزم حظر التأشيرات على المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت إسرائيل بأن واشنطن ستفرض في الأسابيع القليلة المقبلة حظرا على تأشيرات دخول المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الذين ينفذون أعمال عنف ضد المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وأضاف أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية خلال اجتماع معهم بأن الولايات المتحدة ستتخذ إجراءاتها الخاصة بحق عدد لم يكشف عنه من الأفراد.
وتشهد الضفة الغربية، وهي من بين المناطق التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها، تصاعدا في أعمال العنف منذ شهور في ظل توسع المستوطنات اليهودية وتوقف عملية السلام التي ترعاها الولايات المتحدة منذ نحو عشر سنوات.
وتصاعد العنف، الذي بلغ أعلى مستوياته منذ أكثر من 15 عاما هذا العام، بحدة بعد دخول إسرائيل في حرب جديدة بقطاع غزة ردا على تنفيذ حركة حماس الشهر الماضي أكثر الهجمات دموية في تاريخ إسرائيل.
وردا على سؤال، قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية إيلون ليفي إن ليس لديه تعليق على هذا الأمر، لكنه أضاف أن إسرائيل تندد بشدة بأي أعمال عنف أو شغب أو محاولات من جانب أفراد لتطبيق القانون بأيديهم.
وعبرت الولايات المتحدة مرارا عن قلقها إزاء تصاعد أعمال العنف في الضفة الغربية، مؤكدة ضرورة وقفها. وهدد بايدن في مقال رأي نشرته صحيفة "واشنطن بوست" يوم 18 نوفمبر باتخاذ إجراءات ضد منفذيها.
وقال بايدن في المقال "أؤكد على قادة إسرائيل أهمية وقف أعمال العنف التي ينفذها متطرفون ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، وكذا ضرورة إخضاع هؤلاء للمحاسبة. الولايات المتحدة مستعدة لاتخاذ إجراءات خاصة منها إصدار حظر على منح تأشيرات دخول للمتطرفين الذين يهاجمون المدنيين في الضفة الغربية".
وقال مسؤول وزارة الخارجية، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرا لحساسية الأمر، إن واشنطن تريد من إسرائيل محاكمة الجناة، لكنها لم تفعل ذلك.
وأضاف المسؤول أن حظر التأشيرات قد يتم في الأسابيع القليلة المقبلة.
وتظهر أرقام الأمم المتحدة أن عدد هجمات المستوطنين اليومية ارتفع إلى ما يزيد على مثليه منذ هجوم حماس الذي أشعل فتيل الحرب الشهر الماضي.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
حراك إنجيلي يضغط على ترامب للاعتراف بسيادة إسرائيلية على الضفة الغربية
واشنطن- لا تتوقف جهود الحشد الإنجيلي، الداعم لإسرائيل لأسباب عقائدية، الضاغطة على البيت الأبيض لجني المزيد من المكاسب لإسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني، دون الاكتراث بالحقوق العربية المشروعة، وسط تجاهل الاعتبارات التاريخية والقانونية والإنسانية المشروعة.
ويقود الحراك الإنجيلي المطالب بالاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على أراضي الضفة الغربية -باستخدام اللفظ العبري يهودا والسامرة- الكثير من المؤسسات والمنظمات والكنائس الإنجيلية، وتعد منظمة "القادة المسيحيين الأميركيين من أجل إسرائيل" (ACLI) إحدى أهم هذه الجهات الضاغطة بهذا الاتجاه.
وتؤمن هذه المنظمة وغيرها بـ"حق الشعب اليهودي في يهودا والسامرة" باعتبارها "معقل إسرائيل التوراتي"، وسبق ووقع 3000 من القادة الدينيين وثيقة سلموها للرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية الرئاسية تطالبه بدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية.
وفي تجمع عُقد أمس الثلاثاء بمدينة دالاس بولاية تكساس، أكدت المنظمة "على حق الشعب اليهودي غير القابل للتصرف في يهودا والسامرة" أي الضفة الغربية، حيث يمثل هذا الإعلان -الذي يدعمه أكثر من 200 قس مسيحي وقادة تنظيميين- موقفا موحدا يمثل ملايين المسيحيين الأميركيين، الذين يدافعون عن سيادة إسرائيل على موطن أجدادها.
إعلانوجاء الاجتماع تزامنا مع قرب إصدار ترامب قراره حول مستقبل الضفة الغربية، حيث سبق أن رد على سؤال وجه له بتاريخ 5 فبراير/شباط الماضي حول احتمالية الاعتراف بضم إسرائيل للضفة الغربية، قائلا إنه "سيصدر إعلانا بشأن هذه المسألة في غضون 4 أسابيع تقريبا"، حيث تنتهي هذه المهلة اليوم الأربعاء 5 مارس/آذار.
دين انتخابيحشدت المنظمة جهود الإنجيليين على مدى العقد الماضي -خاصة بين كبار القادة المسيحيين- للدفاع عن إسرائيل خلال اللحظات الحاسمة بالعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، حيث قامت منذ تأسيسها عام 2015 بتسخير النفوذ الجماعي للحركات والكنائس الإنجيلية لدعم إسرائيل، وزيادة الوعي حول ما يعتبرونه "تهديدات من الدول المجاورة"، أو من الفلسطينيين، أو حتى داخل الولايات المتحدة، متمثلا في ظاهرة "معاداة السامية".
ويذكر موقع المنظمة أن جهودها "ساعدت في تأمين التزام دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل"، وفي أعقاب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، اتخذت المنظمة التي تترأسها السيدة سوزان مايكل، منحى أكثر حسما تجاه ضرورة اعتراف أميركا بسيادة إسرائيل على كامل الضفة الغربية.
وتستغل هذه المنظمات ضخامة صوتها الانتخابي لخدمة أهداف إسرائيل، فبدون أصوات الإنجيليين المسيحيين البروتستانت ما كان يمكن للرئيس دونالد ترامب الفور بانتخابات 2024 أو حتى انتخابات 2016.
وتمثل كتلة الإنجيليين ما نسبته 41% من إجمالي الناخبين الأميركيين، ويمكن تصنيف هذه الكتلة الذي تصل نسبة دعم ترامب بينها إلى ما يقرب من 72% ككتلة بيضاء محافظة في أغلبها، تؤمن بحق إسرائيل الإلهي في كل أراضي فلسطين، بما فيها الضفة الغربية ومدينة القدس.
وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 81% بين الإنجيليين البيض، وبين متبعي طائفة "البنتوكوستاليزم"، وليس من المستغرب أن تطالب هذه الفئة ترامب برد الجميل، ممثلا في ضرورة اعترافه بسيادة إسرائيل على كل الضفة الغربية، كما سبق وفعل الشيء نفسه مع مدينة القدس ومرتفعات الجولان.
إعلان جهد إنجيلي منظميروج الإنجيليون لعدد من الادعاءات التي تكتسب زخما بين المتدينين المسيحين الغربيين داخل وخارج الولايات المتحدة، وتعد منظمة "أصدقاء صهيون" إحدى الجهات الفعالة لدفع ترامب باتخاذ قرار دعم ضم إسرائيل للضفة الغربية، وهي مؤسسة غير ربحية مقرها مدينة فينيكس بولاية أريزونا، ويترأسها الدكتور مايكل إيفانز.
وتذكر المنظمة أنها "موجودة لحراسة الشعب اليهودي والدفاع عنه وحمايته والصلاة من أجل سلام القدس"، وتذكر أيضا "نحن ملتزمون بتشجيع الآخرين على الصلاة من أجل سلام أورشليم وشعب الله المختار".
ويقول رئيسها إيفانز "أعطى الإنجيليون ترامب الرئاسة، وهو سيدعم موقفنا مما جاء في الكتاب المقدس، ولهذا السبب اختار مايك هاكابي سفيرا في القدس، وهو الذي يدعم السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة"، وادعى إيفانز في حديث لشبكة فوكس الإخبارية أن منظمته تضم 30 مليون عضو من مختلف دول العالم.
ويؤكد إيفانز أن الإنجيليين يدعمون إسرائيل "لأنهم يؤمنون بالوضوح الأخلاقي، الخير مقابل الشر، فهم أصدقاء صهيون، إنهم يرون اليهود يقتلون لأنهم يهود، وليس بسبب الأرض".
في حين يقول القس جون هاجي، رئيس مجلس إدارة "المسيحيين المتحدين من أجل إسرائيل" وهي إحدى أهم المؤسسات الإنجيلية الداعمة لإسرائيل، إن الإنجيليين "يعرفون أن إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب سيحافظ دائما على كلمته لبني إسرائيل من البداية إلى النهاية، والكتاب المقدس وثيقة صهيونية تفرض على جميع المؤمنين الوقوف مع إسرائيل وشعبها ومباركتهم".
ويضيف القس المقرب من ترامب ""منذ ما يقرب من نصف قرن، كنت أعظ برسالة مفادها أن إسرائيل لا تحتل الأرض، وإسرائيل تمتلك الأرض، والتي تم تسجيل سند ملكيتها في صفحات الكتاب المقدس، لقد وهبها الله الأرض للشعب اليهودي إلى الأبد".
جدير بالذكر أن اتفاق أوسلو الموقع عام 1993 بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وبرعاية وصياغة أميركية في عهد إدارة الرئيس السابق بيل كلينتون، قسمت الضفة الغربية إلى 3 مناطق: مناطق (أ) تحت الولاية الفلسطينية الكاملة، ومناطق (ب) تحت الإدارة المدنية الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، ومناطق (ج) تحت السلطة الإسرائيلية الكاملة.
إعلانوطورت خطة ترامب لسلام الشرق الأوسط -والتي عُرفت بـ"صفقة القرن"- ضم إسرائيل أجزاء إضافية من أراضي الضفة الغربية، ولكن تم تأجيلها بعد التوصل للاتفاقيات الإبراهيمية مع عدد من الدول العربية.
ويقوم الجيش الإسرائيلي بشن عمليات ضخمة داخل مدن الضفة، وقام مؤخرا بتهجير قسري لأكثر من 60 ألف شخص من سكان مخيم جنين، وقتل ما لا يقل عن ألفي فلسطيني خلال العام الأخير داخل مدن ومخيمات الضفة الغربية الواقعة نظريا تحت حكم السلطة الفلسطينية.
من جهتها، تعول الجمعيات والقادة الإنجيليون على دعم إدارة ترامب، خاصة كونها تضم مسؤولين مرتبطين بشدة بإسرائيل، ويؤمنون بـ"حقها التوراتي" في هذه الأراضي، التي يعيش فيها بالفعل وفي مستوطنات غير شرعية ما يزيد عن نصف مليون يهودي.