شفق نيوز:
2024-07-05@12:35:41 GMT

تقويم الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

تقويم الحملة الدعائية لانتخابات مجالس المحافظات

ابتدأت حملة الدعاية الانتخابية التي انطلقت في الأول من تشرين الثاني 2023 التي تسبق انتخابات مجالس المحافظات بتمزيق صور المرشحين والاطاحة بالإعلانات الانتخابية؛ ولقد تنوعت أشكالها بين الاكتفاء بإزالة الاعلانات والصور وبين الاطاحة بالإطارات الحديدية الكبيرة التي تؤطر صور بعض المرشحين، ويظهر أن بعض المرشحين تحسب لذلك فقام بتعليق صوره في اعلى نقطة في كثير من العمارات لألا يصل إليها أحد، حتى إذا كانت صورهم لا تظهر بوضوح.

لقد تنوعت اسباب اللجوء إلى تخريب الصور واللافتات ومنفذيها، بين متذمرين وناقمين على المرشحين، من قبل أبناء الشعب واعتقد أنهم الاغلبية، وبين مرشحي القوائم المتنافسة الذين يقومون بإزالة صور المرشحين المنافسين التي يتصادف تواجدها في أثناء تعليق صور مرشحيهم، ولقد رأيت بعضهم يفعل ذلك في جسور بالعاصمة بغداد، كما تسنى لبعض اصحاب المهن كالعاملين في الحدادة أن يستحوذوا على الاطارات الحديدية الهائلة لدعايات بعض المرشحين.

ولقد تنبهت الحكومة لذلك واصدرت الاوامر الخاصة بالقبض على ممزقي الدعاية الانتخابية وتقديمهم الى القضاء.

وقد لوحظ في الحملات الانتخابية أن قادة الائتلافات تميزت اعلاناتهم بكبر حجمها ودقة تصنيعها وابرازها وجه رئيس الكتلة بصورة لافتة، ما ألقى بظلال من الشك بشأن دعاوى العدالة في الصرف على الدعايات الانتخابية التي حددت لها مفوضية الانتخابات سقفا ماليا محددا على وفق اعداد الناخبين.

والملاحظ بصورة لافتة أيضا، وكما هو عليه الحال في الدورات الانتخابية السابقة، غياب البرامج الانتخابية الواضحة لدى المرشحين واقتصر كلام معظمهم على العموميات وتجنب التطرق إلى القضايا الحساسة التي تهم البلد والسكان، وكانت جمل كثير منهم ضبابية تتعكز على وعود غير واقعية.

كما يلاحظ أيضا من أمر الدعاية الانتخابية مع اقتراب موعد الاقتراع "على افتراض تحققه"، قيام مرشحين بتأدية اعمال خدمية من قبيل فرش "السبيس" ومد بعض المجاري وبخاصة لأطراف بغداد، وهذا يعني برأي كثير من السكان ان اعمال الخدمات ستتوقف بعد انتهاء الانتخابات أو تأجيلها، وفي الحقيقة فإن تلك الاعمال يجب ان تتكفل بها الجهات التنفيذية ممثلة بالحكومة ودوائرها، كي تتواصل، وليس مجلس النواب كجهة رقابية، ما يطرح التساؤل عن دور السلطة التنفيذية في هذا الجانب.

لقد ادعى ممثلو بعض الائتلافات الحاكمة بمناظراتهم التلفزيونية والاعلامية، بان كتلهم "ستكتسح" نتائج الاقتراع وانها ستحقق الاولوية، وفي الحقيقة، ان هذا ادعاء لامعنى له، اذ ان قوى سياسية كبيرة تقاطع الانتخابات، كما ان الشعب معروف موقفه مسبقا، ولقد سبق ان قاطع الانتخابات النيابية الاخيرة في عام 2021 بنسبة كبيرة، ومن المتوقع ان يقاطعها ربما بنسبة اكبر ايضا في انتخابات مجالس المحافظات المقبلة؛ وبالنتيجة فان نتائجها مهما كانت لن تمنح الفائزين فيها شرعية حقيقية، وبرأي محللين سياسيين فان سير الامور "يجعل السباق الانتخابي بين القوى السياسية الحاكمة لوحدها، مع تنامي الشعور باللاجدوى منها، وأنها لن تسفر عن أي تغيير على مستوى الخدمات المقدمة، أو إبعاد الأحزاب الكبيرة عن التصرف بالموارد الحكومية"، على حد قولهم.

ولقد لاحظنا في الانتخابات النيابية العامة السابقة كيف حاولت المفوضية رفع نسبة التصويت في الانتخابات بحصر نسبة من يحق لهم التصويت بالحائزين على البطاقة الالكترونية (على انهم 100% ممن يحق لهم التصويت)  وتغافلت عن الاعداد الحقيقية لمستحقي التصويت وهم مقاطعون اصلا، ولم يراجعوا لاستخراج او تحديث البطاقة الانتخابية، ثم جرى الادعاء بان نسبة التصويت بلغت 41% و نسبة المقاطعة 59% بحسب المفوضية، في حين ان مراكز الاستطلاعات والبيانات ذكرت ان نسبة المشاركين الحقيقية لم تتجاوز 20% برغم ان جميع القوى تقريبا قد شاركت فيها.

ويظهر ان مفوضية الانتخابات تحاول تدارك المأزق مجددا في الانتخابات المقبلة، وذلك بإعطاء نسبة غير حقيقية للمصوتين، اذ سارعت المتحدثة باسم المفوضية العليا المستقلة للانتخابات للإعلان، بأن 16 مليوناً من أصل 23 مليون ناخب يحق لهم المشاركة في انتخابات مجالس المحافظات، معللة ذلك بالقول ان "الذي سجّل بايومترياً ويمتلك البطاقة البايومترية، هو الذي يحق له المشاركة في انتخابات 18 كانون الأول هذا العام".

وذلك امر غريب، ولم يحدث في أي نظام ديمقراطي حقيقي في العالم، اذ المتعارف عليه ان يجري حساب عدد السكان ممن يحق لهم التصويت اصلا، على وفق اعمارهم واستحقاقهم، وليس بحسب قضايا ادارية تتعلق ببطاقات هوية انتخابية او غيرها.

وكانت المفوضية قد قالت ان أكثر من 23 مليون مواطن يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجالس المحافظات العراقية، من بينهم أكثر من 10 ملايين شخص فقط، قاموا بتحديث سجلاتهم الانتخابية حتى الآن (ايلول 2023).

وبحسب مصادر سياسية تقول انها على تواصل مع مفوضية الانتخابات، فان "نسبة تحديث البطاقات الانتخابية أقل من العدد المعلن عنه من قبل المفوضية، لكن الأخيرة كانت تريد تحفيز العراقيين على المشاركة في الانتخابات". ورأت أن "النسبة المتوقعة والأقرب إلى الحقيقة هي أن أقل من 30% ممن يحق لهم التصويت في الانتخابات، قاموا بتحديث سجلاتهم الانتخابية، في حين أن عدداً كبيراً منهم لن يشارك في الانتخابات".

وترى المصادر، أن "البيانات التي تصدر عن مراكز الدراسات والمنظمات المحلية، تتوقع أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات (بحسب ما يعلن من ارقام) أكثر من 50%، وقد يكون هذا التوقع صحيحاً، لكنه ليس من النسبة الأصلية لمن يحق لهم المشاركة، بل أنه يتعلق بمن أقدم على تحديث سجله الانتخابي، بالنتيجة فإن نسبة المشاركة قد تكون 20% فقط من مجموع العراقيين الذين يحق لهم التصويت"، بحسب وصفها.

المصدر: شفق نيوز

كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي انتخابات مجالس المحافظات فی انتخابات المشارکة فی

إقرأ أيضاً:

استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين

بغداد اليوم - بغداد

لم تمضِ سوى أشهر أو اقل على ولادة مجالس المحافظات التي كانت تعد "العدو الأول" للمواطنين العراقيين، وكانت الخصم الأول لهم في "انتفاضة تشرين" عام 2019 حتى أن أول شيء تم اغلاقه ومن ثم تصويت البرلمان على حله وتعليقه، كانت مجالس المحافظات التي شكلت ذاكرة سيئة للمواطنين في المحافظات كافة.

وبعد 4 سنوات، تمت اعادة انتخاب مجالس المحافظات المحلية، وخلال الأشهر الاولى من عمرها فقط، والتي كان تشكيلها على حذر خوفا من الذاكرة السلبية المتشكلة ضدها في اذهان المواطنين، يبدو أن مجالس المحافظات "أمنت شر الجماهير"، أي انها تحررت من الضغوط والمخاوف من امكانية عودة التظاهر ضدها وابداء المواطنين لرفضهم الازلي ضد مجالس المحافظات، لتعود هذه المجالس لممارساتها السابقة التي كانت احد اسباب "اشتعال تشرين".

فهناك مجالس لا تزال لم تشكل حكوماتها المحلية مثل ديالى وكركوك بسبب صراعات سياسية على المناصب، في استخفاف واضح بسكان وناخبي ومواطني هذه المحافظات، ومحافظات أخرى بدأت تعمل "انقلابات سياسية" من خلال التحالفات ضد احزاب اخرى وتوزيع المناصب بينها، كما حصل في مجلس محافظة نينوى حيث شكل تحالف يضم الاقليات لتشكيل كتلة "مقربة من الاطار" مع بعض الاعضاء من احزاب اخرى، ليتم الالتفاف على الكتل السنية والكردية في نينوى وماتبعه من استفراد بتغيير وتنصيب 14 مسؤولا محليا في نينوى بعيدًا عن الكتل الرئيسية في المحافظة.

هذه الصراعات السياسية، وكذلك صراعات مشابهة حدثت في بعض مجالس المحافظات تتعلق بصلاحيات اعفاء او تغيير مدراء الصحة او التربية، وهي صلاحيات اصبحت ممنوحة للوزارات المركزية فقط بعد اعادة ربط دوائر الصحة والتربية في الوزارات المركزية، جميعها تشير الى مدى انشغال مجالس المحافظات بملفات بعيدة عن اهدافها الرئيسية، وتكشف مدى ارتباط نشاطاتها بقضايا تتعلق بالمصالح السياسية والحزبية والهيمنة على المناصب.

وليس بعيدًا ماحدث في السماوة، عندما حشد قائد لواء انصار المرجعية حميد الياسري، لتظاهرات حاشدة لطرد مجلس محافظة المثنى بعد ما لمسه من افتتاح مكاتب اقتصادية للاحزاب استعدادا لتقاسم حصة محافظة المثنى من الموازنة، في مؤشرات متراكمة عن عودة مجالس المحافظات "لعادتها القديمة".


يقول المحلل السياسي، ماهر عبد جودة في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "الحكومات المحلية غير المركزية المتمثلة بمجالس المحافظات هي ادارات ذاتية لكل المحافظات، واعطاها القانون مسؤولية ومهام واضحة لكل عضو مجلس محافظة"، مبينا ان "دور هذه المجالس هو دور خدمي وتنموي وليس سياسيا ولا علاقة له بالسياسة"، مشيرا الى ان "الفساد والتربح والصفقات على حساب المواطنين التي ملأت مجالس المحافظات في السنوات الماضية ادت الى تجميدها بعد تظاهرات تشرين".


واوضح أن "عضو مجلس المحافظة له صفة مدير عام من راتب عالٍ ونثرية وسيارتين حديثة وحماية ومؤخرًا بدأوا يطالبون بقطع اراضٍ سكنية، في توجه يكشف ان مجالس المحافظات بوابة للتربح والاثراء على حساب المواطنين الذين باتوا لايشعرون بوجود مجالس المحافظات التي ولدت ميتة ولم تقدم الخدمات واتضح للجميع انها ليست حيوية ولا خدمية".

واعتبر أنه "لدينا تجارب سابقة مع مجالس المحافظات في هدر المليارات بالفساد والمحاصصة"، مشيرا الى ان "ترشيحهم لمجالس المحافظات جاء كبوابة للتسلق من الحلقات المحلية والاستعداد الى الانتخابات النيابية ليتحولوا الى نواب".

وأكد أن "مجالس المحافظات اخفقت وفشلت في العراق حيث يستغل عضو المجلس المنصب والمال ليهيء نفسه للانتخابات البرلمانية"، مبينا ان "تعطيل الحكومة المحلية في كركوك وديالى، والشجار والاشتباك بالايدي في مجلس محافظة النجف يوم امس، جميعها تدل على ان مجالس المحافظات لم تأتِ لممارسة مهامها الخدمية".


مقالات مشابهة

  • كيف حصد حزب العمال البريطاني ثلثي مقاعد البرلمان بثلث الأصوات فقط؟
  • بدء التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في إيران
  • بدء التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الإيرانية
  • فوز ساحق لحزب العمال البريطاني: ستارمر يزيح سوناك ويتجه إلى داونينغ ستريت
  • المناظرات الانتخابية.. فرصة الإقناع والإيقاع بالخصوم
  • محللان إيرانيان: فوز بزشكيان بالرئاسة مرتبط بزيادة المشاركة في التصويت
  • استرزاق سياسي.. مجالس المحافظات تنسى الدرس وتعود لممارسات ما قبل تشرين
  • هيئة الانتخابات التونسية: قبول الترشحات للانتخابات الرئاسية مبدئيًا خلال يوليو وأغسطس
  • هيئة الانتخابات التونسية: قبول الترشحات للانتخابات الرئاسية مبدئيا خلال يوليو وأغسطس
  • خامنئي يقر بتدني نسبة المشاركة في الانتخابات الايرانية