الإمارات تستقبل عيدها الوطني الثاني والخمسين بإنجازات عالمية وطموح لا يعرف المستحيل
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
تحتفل دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة بعيدها الوطني الثاني والخمسين هذا العام، وهي تمضي بنجاح في استكمال مسيرة حافلة ومميزة من الإنجازات الوطنية ذات البعد الإقليمي والعالمي، التي حققت لها الريادة والنمو في مختلف المجالات في وقت قياسي، سعيًا لبلوغ الأهداف الاستراتيجية من رؤية الإمارات 2030، بفضل السياسة الحكيمة لقيادتها برئاسة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
وتشارك مملكة البحرين قيادةً وشعبًا الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من كل عام، الاحتفاء بهذه المناسبة العزيزة، التي يُحيي فيها الأشقاء ذكرى تأسيس الاتحاد في دولة لإمارات عام 1971م، والإعلان رسميًا عن قيام دولة اتحادية مستقلة ذات سيادة عاصمتها أبوظبي.
كما يأتي هذا اليوم كمناسبة مثالية تقدم فيه القيادة الإماراتية بكل فخر كشفًا شاملاً بأهم إنجازات الدولة التنموية للعام، مع الإعلان عن ملامح الخطط والأهداف المرحلية الاستراتيجية المؤمل تحقيقها في الأعوام المقبلة.
لقد ضربت دولة الإمارات العربية في عام 2023 مثالاً يحتذى به في التحول الحضاري والتنموي المتسارع، إذ نجحت في أن تصبح إحدى أهم وأكبر القوى الاقتصادية الإقليمية والعالمية إضافة إلى حجز مكان في المقدمة باعتبارها لاعبًا سياسيًا ودبلوماسيًا واستراتيجيًا هامًا في محيطها العربي والإسلامي وأيضًا على المستوى الدولي، وهذا ما عكسه حجم وثقل الإنجازات التي تحققت لدولة الإمارات العربية الشقيقة خلال العام 2023 على مختلف الأصعدة.
وترتبط مملكة البحرين مع دولة الإمارات العربية المتحدة بعلاقات تاريخية رفيعة ومتجذرة تمتد لعقود طويلة، ساعد في نموها وتطورها علاقات المودة والمحبة التي تربط بين حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة، إلى جانب الثوابت والرؤى المشتركة التي تجمع بين البلدين، والتي تنبع خصوصيتها من وشائج القربى والعلاقات الأخوية المتميزة بين قيادتي البلدين الشقيقين على مر العصور، علاوة على ما يجمع بينهما من روابط مشتركة، سواء في إطار مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أو في الإطارين العربي والإسلامي.
كما تكتسب هذه العلاقات أهمية كبيرة في ظل تمتع البلدين بموقع جغرافي واستراتيجي مميز على الصعيدين الإقليمي والعالمي، وتبنيهما سياسة خارجية حكيمة ومتوازنة ومعتدلة تجنح نحو السلم ونشر ثقافة الاحترام المتبادل بين الدول، إضافة الى كونهما من النماذج الرائدة على مستوى المنطقة في تبني النهج التنموي، ومبادئ حقوق الإنسان، وتنفيذ سياسات ومبادرات طموحة لتكريس دولة المؤسسات والقانون، والتأسيس لأرضية رحبة للتعايش والتسامح والأخوة الإنسانية.
لقد التقت رغبة قيادتي البلدين الشقيقتين في تعزيز العلاقات الأخوية المتميزة عبر التوجيه بإنشاء «اللجنة العليا المشتركة بين البلدين عام 2000م»، بهدف تأطير آليات العمل والمشروعات المشتركة وتفعيل الاتفاقيات والتفاهمات بين البلدين بما يحقق التكامل الثنائي المنشود. وساهمت منبثقات اللجنة في توسيع قاعدة العمل الثنائي، لاسيما على صعيد التعاون السياسي، والعسكري، والاقتصادي، والتنموي، ولعل الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين تحظى باهتمام بالغ عكسها حجم التبادل التجاري بين الإمارات والبحرين والذي تجاوز أكثر من 6 مليارات دولار في 2022.
وأوضح تقرير حديث أصدرته هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية في مملكة البحرين لإحصاءات التجارة الخارجية عن شهر مايو من العام 2023، أن دولة الإمارات تعتبر ثاني أهم وأكبر شريك تصدير واستيراد للبحرين، حيث احتلت المرتبة الثانية في قائمة الواردات السلعية بقيمة 57 مليون دينار، وكذلك حلت في المرتبة الثانية في قيمة الصادرات وطنية المنشأ بقيمة 38 مليون دينار، وجاءت في المرتبة الأولى من حيث حجم إعادة الـتصـديـر الذي بـلغـت قيـمته 24 مليون دينار
لقد استهدفت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة العام 2030 بحزمة من الرؤى والاستراتيجيات التنموية والمستدامة شملت رؤية أبو ظبي الاقتصادية 2030، ورؤية أبوظبي البيئية 2030، وخطة أبو ظبي 2030، واستراتيجية إدارة حركة التنقل لإمارة أبو ظبي، وخطة أبوظبي للنقل البري الشاملة، واستراتيجية دبي للتنقل الذكي ذاتي الحركة، واستراتيجية دبي الصناعية 2030، واستراتيجية دبي للطباعة ثلاثية الأبعاد، وأجندة الأمم المتحدة 2030، والاستراتيجية الوطنية للسياحة 2031، إضافة إلى استراتيجية الإمارات للحياد المناخي 2050 .
وتمكنت الإمارات خلال عام 2023 من تحقيق نمو في تجارتها غير النفطية بنسبة 17% من إجمالي الدخل الوطني رغم التراجع الاقتصادي العالمي، كما تصدرت المؤشرات التنموية العالمية بحصولها على المراكز المتقدمة والأولى في 186 مؤشرًا تنمويًا عالميًا للعام 2023، ما يُعد إنجازًا جديدًا يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي تحققت بفضل الرؤى الاستشرافية لدولة الإمارات.
كما جاءت مشاركة دولة الإمارات في قمة مجموعة العشرين الاقتصادية الكبرى والنامية في الهند هذا العام -بصفة ضيف- لتؤكد على دورها المحوري اقتصاديًا في مجال الطاقة والمناخ والتزامها تجاه الاقتصادات الرئيسة في هذه المجموعة التي تمثل 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، و75% من التجارة، وما يقرب من ثلثي سكان العالم، حيث تذهب %43 من صادرات الإمارات غير النفطية إلى دول العشرين بحسب بيانات 2023 الصادرة عن وزارة التجارة الخارجية الإماراتية.
وعلى الصعيد السياسي، واصلت الإمارات في 2023 جهودها الرائدة لتعزيز الأمن والسلم الدوليين، من خلال ترؤسها لمجلس الأمن للمرة الثانية، ما يعكس الثقة الدولية التي تتمتع بها اقليميًا وعالميًا باعتبارها شريكًا بنّاءً في المجتمع الدولي للتعامل مع التحديات الراهنة مثل الحفاظ على السلام، وتعزيز التسامح، والتغير المناخي، وإعطاء الأولوية للإغاثة الإنسانية، ولمعالجة الأزمات الصحية العالمية، والابتكار في التنمية، إضافة إلى تمثيلها للكتلة العربية في مجلس الأمن الدولي.
وجسد إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بأن يكون عام 2023 عامًا للاستدامة تحت شعار «اليوم للغد»، مدى اهتمام سموه البالغ بأن مفهوم الاستدامة يعد أولوية وطنية كبرى.، ومن هذا المنطلق تستضيف دولة الإمارات النسخة الثامنة والعشرين من مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيُّر المناخ (كوب 28) في مدينة إكسبو دبي في الفترة الممتدة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر 2023، لتوحيد الجهود العالمية في مجال العمل المناخي وتحديد فرص التعاون المتاحة لإيجاد الحلول للتحديات المناخية بمشاركة قادة وزعماء العالم وأكثر من 70 ألف مشارك من كل دول العالم، في خطوة تؤكد ريادة الإمارات، وتقدير العالم لجهودها في استدامة المناخ.
ويشهد مؤتمر «كوب 28» إجراء أول تقييم عالمي للجهود المستمرة على مدار عامين لتحديد مدى التقدم الذي أحرزته الحكومات المعنية في تنفيذ خطط العمل المناخي لمواجهة الاحتباس الحراري والقضايا البيئية الأخرى ذات الأولوية القصوى، وتقديم الحلول لتقليل الانبعاثات الكربونية والتحول إلى الطاقة النظيفة المتجددة بحياد صفري.
وتمتلك دولة الإمارات مسيرة حافلة في العمل في مجالات البيئة والمناخ والدبلوماسية المناخية والتعاون متعدد الأطراف، كونها أول دولة في المنطقة توقع وتصادق على اتفاق باريس، وأول دولة تلتزم بخفض الانبعاثات على مستوى جميع القطاعات الاقتصادية، وأول دولة تطلق مبادرتها الاستراتيجية لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.
وواصلت دولة الإمارات في عام 2023، مضاعفة إنجازاتها الرائدة في القطاع الفضائي الذي أصبح واحدًا من القطاعات الإستراتيجية التي تطمح إلى المضي فيها بقوة وتميز، وفي هذا السياق أطلقت الإمارات في 19 من نوفمبر 2023 أحدث مشاريعها الفضائية، وهي المرحلة التنفيذية لمشروع تطوير الأقمار الاصطناعية الرادارية «سرب»، تعزيزًا لجهود دعم منظومة تصنيع الأقمار الاصطناعية وقيادة دفة الصناعة الفضائية فيه، وهو المشروع الأوَّل من نوعه لتطوير سرب من الأقمار الاصطناعية الرادارية التي تستخدم تكنولوجيا تصوير حديثة في كافة الظروف الجوية، والأوقات، ويهدف المشروع إلى تحقيق مجموعة كبيرة من المستهدفات التي من شأنها تعزيز جهود الإمارات لإيجاد حلول للتحديات المرتبطة بالتغيُّر المناخي واستدامة البيئة والمساهمة في التطوير العمراني، ودعم مواجهة الكوارث، وتحديات الأمن الغذائي وغيرها.
كما شهد هذا العام إنجازًا فضائيًا إماراتيًا وعربيًا غير مسبوق وهو إعلان مركز محمد بن راشد للفضاء، عن إتمام أطول مهمة فضائية في تاريخ العرب «طموح زايد 2″، بعودة رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي في سبتمبر الماضي إلى الأرض، بعد إتمامه بنجاح مهمة امتدت 6 أشهر في محطة الفضاء الدولية نجح خلالها في إجراء 200 تجربة علمية، كما أصبح النيادي أول رائد فضاء عربي يخوض مهمة «السير في الفضاء» خارج محطة الفضاء الدولية استمرت نحو 7 ساعات ، وهو ما وضع الإمارات في المرتبة العاشرة عالمياً في مهمات السير في الفضاء خارج محطة الفضاء الدولية.
وفي أبريل الماضي من العام الحالي أعلنت وكالة الإمارات للفضاء عن تمديد رحلة مشروع الإمارات لاكتشاف المريخ «مسبار الأمل» عامًا إضافيًا لاستكمال مزيد من الأبحاث والدراسات المناخية والعلمية الهامة عن الكوكب الأحمر، حيث نجح «مسبار الأمل» في الاقتراب إلى مسافة 100 كيلومتر من قمر ديموس التابع للمريخ، وهي المسافة الأقرب لمركبة فضائية منذ مهمة «فايكنغ» عام 1977م.
لقد أصبحت دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة عنوانًا بارزًا للتطور والتقدم المتسارع، بفضل قيادتها الرشيدة، واستطاعت ان تحوّل التحديات إلى فرص، والحلم إلى واقع، واستهدفت بذكاء الطريق نحو الريادة العالمية في مختلف المجالات.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا دولة الإمارات العربیة المتحدة الشقیقة صاحب السمو الشیخ محمد بن بین البلدین الإمارات فی عام 2023
إقرأ أيضاً:
«الاتحاد».. 56 عاماً من المسؤولية والطموح
طه حسيب (أبوظبي)
يصادف اليوم الذكرى السادسة والخمسين لصدور صحيفة الاتحاد، ففي 20 أكتوبر 1969، صدر العدد الأول من الصحيفة لتواكب حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، دولة الاتحاد. وقبل سنوات قليلة من تأسيس دولة الاتحاد، كانت «الاتحاد» الصحيفة، شاهدة على مساعي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، حاكم أبوظبي آنذاك، وجهوده المتواصلة لتدشين الدولة مع إخوانه حكام الإمارات من أجل تحقيق حلم زايد: قيام اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة.
الاتحاد.. الوطن والصحيفة
أصدرت حكومة أبوظبي، ممثلة بدائرة الإعلام والسياحة، العدد الأول من صحيفة أسبوعية تحمل اسم «الاتحاد»، وفي يوم 20 أكتوبر 1969عنونت الصحيفة الوليدة أولى صفحات عددها الأول بعبارة: «مرحباً برواد الاتحاد».
«الاتحاد الصحيفة»، واكبت منذ الأيام الأولى لصدورها خطوات القائد المؤسس وطموحاته في دولة الاتحاد، في وطن تأسس على التعاون والحوار والمسؤولية المشتركة.. خطوات زايد في التأسيس والبناء، أكسبت «الاتحاد» الصحيفة مسؤولية كبرى تجاه المجتمع، مسؤولية تجعلها تنقل نبض الوطن، وتبث رسالة الأمل، وتعمل جاهدة، باعتبارها جسراً للتواصل بين القيادة الرشيدة والشعب. أصبحت «الاتحاد» منذ تدشينها، لسان حال الدولة، تنقل للعالم مواقفها، وترصد تطور مجتمعها بروح التفاؤل والأمل في مستقبل مشرق.
رسالة التوعية وأمانة الكلمة وطموح القيادة، محددات كبرى وضعتها «الاتحاد» الصحيفة؛ لترصد مسيرة «الاتحاد الوطن» الذي يتخذ كل يوم خطوات على طريق التنمية والرخاء والازدهار.
رمزية كبيرة تحملها «الاتحاد»، تتمثل في اسمها وما يعنيه من قيم التضامن والتعاون، وتلك قيم إنسانية خالدة لا غنى عنها لنهضة المجتمعات والأمم والشعوب والدول.
قصة البداية
بدأت «الاتحاد» بالصدور بشكل أسبوعي من 12 صفحة، ووصل حجم توزيعها إلى 5500 نسخة، كما أنها كانت توزع مجاناً للصمود في وجه الصحف المنافسة القادمة من بعض الأقطار العربية الأخرى.
ومع إعلان قيام دولة الإمارات في عام 1971، صدرت «الاتحاد» لأيام عدة متتالية، كما صدرت بشكل يومي لمدة أسبوعين في 6 أغسطس 1971، وذلك لمناسبة الذكرى الخامسة لتولي الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقاليد الحكم في أبوظبي.
واعتباراً من 22 أبريل 1972، بدأت «الاتحاد» بالصدور يومياً، وبدأت تنشر صفحات ملونة، وفي مرحلة لاحقة، بدأت تنشر ملاحق منها الملحق الرياضي، وملحق «دنيا الاتحاد» وهو عبارة عن مجلة يومية فنية ثقافية. ويسجل لجريدة الاتحاد استعمالها تقنية نقل المواد الصحافية بوساطة الأقمار الصناعية للمرة الأولى في البلدان العربية في عام 1981 عندما أنشأت مطبعة ثانية في دبي؛ لتطبع الجريدة في كل من أبوظبي ودبي في الوقت نفسه، وذلك للتغلب على مشاكل تأخر التوزيع في المناطق البعيدة عن المدن. واليوم، تستخدم «الاتحاد» تقنيات الطباعة المتطورة التي تضاهي بجودتها الصحف الأجنبية.
ويعتمد الصحافيون في عملهم على أحدث التقنيات في غرف الأخبار الذكية المزودة بالأجهزة الحديثة الخاصة بتقنيات التحرير والإعلام الرقمي، وتعتمد «الاتحاد» برنامج «نيوز برس» الخاص باستقبال المحتوى من مختلف المصادر، والتعامل مع المحتوى وفق آلية متطورة بداية من تحرير المحتوى، وصولاً لمرحلة الطباعة.
طفرة رقمية
«الاتحاد» من الصحف الأولى محلياً التي دخلت عالم «الإنترنت»، حيث دشنت موقعها على الشبكة يوم الجمعة في 15 مارس 1996.
و«الاتحاد» في طليعة الصحف العربية التي تتبنى أحدث التقنيات، فقبل أن تتحول إلى خدمات «الكيبل» في أواسط الثمانينيات، كانت أول صحيفة خليجية تستقبل الصور عن طريق الراديو (1978).
وواكبت الصحيفة كل ما يستجد في مجال الإعلام الرقمي، وأنشأت لها منصات على أهم وسائل التواصل الاجتماعي، تقدم من خلالها الأخبار العاجلة، إلى جانب محتوى متنوع، يلبي رغبات القراء والمتابعين من مختلف شرائح المجتمع.
وتحرص «الاتحاد» على مواكبة الطفرة التقنية، وترسيخ حضورها في المنصات الرقمية، لتعزيز رسالتها الإعلامية، وتوسيع نطاق انتشارها، أطلقت «الاتحاد» مشروعها الرقمي المتكامل عام 2020، ودشنت نسختين محدثتين من موقعها الإلكتروني، وتطبيق الهواتف الذكية، ومعهما خمس منصات جديدة متخصصة في الاقتصاد، والمنوعات، والرياضة، ومواد الرأي، وشهدت هذه المنصات نمواً ليصبح عددها الآن 24 منصة رقمية. وضمن هذا الإطار، أصبح حساب «الاتحاد» على منصة «تيك توك» الأكثر نمواً من بين المنصات الإخبارية في الدولة من حيث عدد المتابعين خلال عامي 2024 و2025.
رسالة واعية بأدوات متنوعة
نجحت «الاتحاد» في إرساء سياسة تحريرية معتدلة متزنة واعية، بوصلتها الأولى والأخيرة الوطن وأمنه واستقراره وحماية مكتسباته. وتعمل طوال مسيرتها الزاهية شريكاً فاعلاً في كل مسارات التنمية على أرض الإمارات. «الاتحاد» وثّقت بالكلمة والصورة محطات تاريخية فارقة في عمر الدولة، ورصدت بمصداقية كل مراحل البناء والتحديث التي أنجزتها الدولة.
دأبت «الاتحاد» على نقل رسالة الإمارات الداعية للتسامح والسلام، والمحفزة على التنمية المستدامة، نهج مستنير ينسجم مع وطن لا يعرف المستحيل، ولا ينتظر المستقبل، بل يبادر دوماً إلى صنعه. ريادة الإمارات التنموية في التقنيات المتقدمة والذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة، أضافت إلى «الاتحاد» مسؤولية التطوير المتواصل لرسالتها التوعوية ومسيرتها المهنية، بحيث تستطيع الوصول إلى جمهورها وجميع فئات مجتمعها، وتتواصل باحترافية مع الأجيال الجديدة عبر المنصات الرقمية ووسائل التواصل. رسالة ثابتة عمادها المصداقية والموضوعية والخدمة الإخبارية المتميزة القادرة على الوصول لجمهورها بأدوات متنوعة، تستثمر الطفرة التقنية، وتستطلع اتجاهات الجمهور، وتواكب اهتماماته.
شاهدة على إنجازات الوطن
«الاتحاد» ترصد إنجازات الوطن الكبرى، منذ لحظة تأسيس الدولة إلى إطلاق مسبار الأمل، وجهود الدولة في استكشاف الفضاء، واستضافة «إكسبو 2020 دبي» و«كوب28»، ومشاركة رواد الفضاء الإماراتيين في المحطة الفضائية الدولية.. إنجازات في الطاقة المتجددة والاستدامة وحماية البيئة، وعقد المؤتمرات العالمية الكبري، حضور فاعل في المنظمات الدولية، وغيره الكثير والكثير من نجاحات إماراتية غير مسبوقة في المجالات كافة، تبث رسالة الأمل، وتحفز الأجيال الصاعدة على التفوق.
نجحت «الاتحاد» في استقطاب كبار الكُتّاب وقادة الرأي، واستضافت عبر صفحاتها أهم المفكرين والفلاسفة العرب، من بينهم الراحل الدكتور حسن حنفي، والدكتور الطيب تزيني، والدكتور محمد عابد الجابري، ونجحت الصحيفة في التعاون مع صحف عالمية لتطوير المحتوى، من خلال تقارير متنوعة في مجالات الاقتصاد والعلوم المتقدمة، ومواد الرأي والتحليل السياسي.
صفحات الرأي وصناعة الوعي
في ذكرى صدورها، تعقد «الاتحاد» منذ عام 2006 منتدى سنوياً، تستقطب خلاله نخبة من المفكرين والباحثين والأكاديميين كي يسلطوا الضوء على قضية جوهرية موضع اهتمام محلي وإقليمي وعالمي. ويتواصل «منتدى الاتحاد السنوي»، مرسِّخاً المكانة المرموقة للصحيفة التي واكبت حلم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في دولة الاتحاد، وفي وطن يزدهر ويتألق برؤية إنسانية مكتنزة بروح التعايش والحوار والتعاون.
بمنطق الحوار وتبادل الأفكار وحشد الطاقات الفكرية لفهم كل ما هو جديد، يرسِّخ منتدى الاتحاد كل عام دوره التوعوي، عبر سجالات واعية، تحتفي بذكرى صدور الصحيفة، لتعرض مختلف الآراء، وتواكب كل ما هو جديد، ليصبح ظاهرة تثري الفكر الحضاري المنفتح والمتعايش مع ذاته ومع الآخرين، يبتكر الحلول، ويفكر عملياً في المستقبل.
وعلى مدى عقدين، يتواصل المنتدى مستثمراً مساهمات المفكرين وإبداعاتهم، حاشداً في كل نسخة نخبةً من قادة الرأي والباحثين وصُناع القرار لقراءة التحديات واستشراف الفرص، مُسلطّاً الضوء على قضية جوهرية تشغل اهتمام المنطقة والعالم.
قضايا متنوعة
على مدى تسع عشرة دورة سابقة، ناقش المنتدى قضايا محورية متنوعة، شملت المشروع النووي الإيراني، والثقافة العربية في عصر العولمة، ومستقبل الصحافة العربية، و«الدين والمجتمع في العالم العربي»، و«العرب ودول الجوار»، وتحديات «الربيع العربي»، و«المشهد العربي ومسارات التحول»، و«الدولة الوطنية»، و«الإرهاب من جديد» «والانقلاب الحوثي والرد الخليجي»، و«التعاون الخليجي في مكافحة الإرهاب»، و«العرب بعد 100 عام على سايكس بيكو»، و«صورة الإمارات في الإعلام» و«الأخوّة الإنسانية.. رسالة الإمارات لعالم متسامح»، و«الإمارات.. رسالة سلام»، و«التنمية الاقتصادية والازدهار الحضاري»، و«الإمارات.. واقتصاد المعرفة»، و«كوب 28.. رسالة الإمارات لإنقاذ الكوكب»، وصولاً إلى ريادة الإمارات في الذكاء الاصطناعي.
تواصل «الاتحاد» مسيرتها الإعلامية ملتزمة بالقواعد المهنية، وبقدرتها المتجددة على استيعاب التقنيات المتطورة، لتظل منصة وطنية للفكر المستنير الذي يعزز الولاء والانتماء للوطن، ويبث الأمل ويحفز طموحات أبناء الإمارات على مواكبة تطلعات القيادة الرشيدة ورؤاها التنموية ومبادراتها العالمية. كل عام و«الاتحاد» بخير وإبداع وتألق.