يعاني سكان المدينة من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على الطريق الرابط بين مدينتي الأبيض وكوستي.

التغيير: فتح الرحمن حمودة

منذ إندلاع حرب الجنرالات في السودان قتل أو جُرح مئات المدنيين بسبب الإشتباكات الدامية التي شهدتها مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان غرب البلاد.

ودخلت الحرب شهرها الثامن منذ اندلاعها، فيما يعاني آلاف المدنيين بالمدينة من الجوع والمرض بسبب تردي الأوضاع الإقتصادية، إلى جانب صعوبة وصول المساعدات الإنسانية بسبب القيود المفروضة من قبل أطراف الاقتتال.

ويعيش النازحون داخليا بسبب الحرب والذين يقطن اغلبهم في المدارس غير المهيئة للسكن، حيث يعيشون أوضاعا ماساوية في ظل التحديات التي تواجههم للحصول على الخدمات الأساسية من الرعاية الصحية والامن الغذائي إلى جانب غياب وصول المساعدات الإنسانية.

غلاء المعيشة

فيما يعاني سكان المدينة من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية بعد أن سيطرت قوات الدعم السريع على الطريق الرابط بين مدينتي الأبيض وكوستي بولاية النيل الأبيض، ما جعل حركة التجارة متدهورة في ظل إنتشار عصابات النهب المسلح من الدعم السريع على طول الطريق.

ويقول أحد التجار لـ (التغيير) إن أسعار المواد الإستهلاكية في حالة تذبذب بسبب عدم أمان الطريق وغياب طوف الحركات المسلحة الذي كان يؤمن وصول بضائع التجار للمدينة، مما أدى لارتفاع أسعار الكثير من السلع الإستهلاكية.

كذلك يعاني سكان مدينة الأبيض من مشاكل في توفر مياه الشرب، حيث شكى عدد من المواطنين من عدم وصول المياه لمنازلهم التي تقع بالاتجاهات الشرقية الجنوبية للمدينة، وقالوا إنهم يعانون مع انقطاع المياه التي لم تصل منازلهم منذ شهر مارس الماضي.

مشكلة المياه

وبحسب حديث المواطنين لـ (التغيير) فإن مصادر المياه الجنوبية تم تخريبها ونهب معاملها في ظل تضارب الروايات بأن عملية نهبها كانت من قبل قوات الدعم السريع، وآخرون يذهبون إلى أنها تمت من قبل أهالي تلك المناطق.

وقال مواطن لـ (التغيير) إنهم لم يتحصلوا على خدمات المياه منذ مارس الماضي، مضيفا بأنهم يعتمدون على مياه (التناكر) الملوثة والباهظة الثمن، على حد تعبيره.

وايضا هنالك ترددات عالية على المؤسسات الصحية، حيث أن كل مشاكل المرضى مرتبطة بالمياه، وبحسب مؤشرات وزارة الصحة غالباً قد تؤدي المياه الملوثة إلى انتشار حالات الاسهالات المائية والكوليرا وسط سكان المدينة.

وتسببت العمليات العسكرية في وقوع اعداد كبيرة من الضحايا وسط المدنيين من بينهم أطفال ونساء وحتى الآن لم تفصح حكومة شمال كردفان عن الأرقام الحقيقية لعدد القتلى والجرحى والنازحين من المواطنين.

عسكرة المدينة

وتعسكرت الحياة المدنية بمدينة الأبيض بعد القبضة الأمنية التي فرضتها لجنة أمن الولاية في ظل مخاوف من دخول قوات الدعم السريع للمدينة التي باتت تتجه انظارهم للسيطرة عليها تزامنا مع التطورات العسكرية غربي البلاد وذلك بفرض سيطرتها على مناطق كبيرة من ولايات دارفور وكردفان.

وعلى الرغم من محاولاتها السابقة منذ بداية الحرب بالدخول إلى المدينة إلا أنه وخلال هذه الأيام تحولت انظارها للسيطرة على المدينة بغرض توسيع مناطق سيطرتها من دارفور إلى كردفان.

وتسيطر قوات الدعم السريع على مدينتي الرهد وأم روابة التابعات جغرافيا لولاية شمال كردفان بينما ما زال الجيش يفرض سيطرته على مدينة الأبيض حاضرة الولاية.

الوسومآثار الحرب في السودان الأبيض حرب الجيش والدعم السريع ولاية شمال كردفان

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الأبيض حرب الجيش والدعم السريع ولاية شمال كردفان قوات الدعم السریع الدعم السریع على شمال کردفان

إقرأ أيضاً:

تصاعد وتيرة المعارك على ثلاثة محاور رئيسية في السودان

خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، تركزت العمليات العسكرية في ثلاثة محاور رئيسية، فيما ظلت بقية المحاور تشهد هدوءا، كما تم رصد تحركات واسعة لقوات كبيرة من الدعم السريع في محور البطانة وهي تتجه شمالا، مثلما شوهدت قوة كبيرة من القوة المشتركة تنفتح في منطقة المالحة ومناطق شمال وشرق كتم. وعززت قوات الدعم السريع قواتها في منطقة الحاج عبد الله تحسبا لهجوم من قوات الجيش المتمركزة في ود الحداد في ولاية سنار.

استمرار المعارك في الخرطوم بحري

بعد أن حقق تقدما كبيرا واستطاع السيطرة على كل المناطق شمال شارع مستشفى البراحة، من الواضح أن الجيش السوداني يواجه مقاومة عنيفة من قوات الدعم السريع التي نجحت على الأقل في إيقاف تقدم قوات الجيش خلال اليومين الماضيين. وتتحرك قوات الجيش على عدة محاور ضمن هجومها الذي يستهدف فك الحصار عن سلاح الإشارة والوصول إلى القيادة عبر كبري النيل الأزرق الذي تسيطر عليه منذ اليوم الأول للحرب.

المحور الغربي لتحرك الجيش عبر شارع المعونة وبهدف السيطرة على منطقة السوق المركزي ومن ثم الدخول إلى منطقة شمبات القديمة الواقعة على الضفة الشرقية للنيل. ومن المعروف أن قوات الدعم السريع تسيطر على كل المناطق الممتدة من شمبات شمال إلى الضفة الشمالية للنيل الأزرق جنوبا وبما في ذلك كبري المك نمر والذي يمكن أن يمثل الطريق الوحيد الآمن للانسحاب في حال تقدمت قوات الجيش على هذا المحور.

كما تتحرك القوات المسلحة على محور شارع الشهيد مطر (الإنقاذ سابقا) من الشرق للتقدم نحو موقف شندي ومن ثم فك حصار سلاح الإشارة. وتواجه هذه القوة بدورها مقاومة عنيفة حيث لم تنجح حتى الآن في تجاوز شارع البراحة والسيطرة على مطاحن ويتا للغلال التي تعتبر موقعا حصينا لقوات الدعم السريع.

وهناك قوات كبيرة تتحرك في الشوارع الداخلية لمربع 15 بمنطقة شمبات الأراضي الذي تنتشر فيه قوات كبيرة من الدعم السريع حيث تجري المعارك من بيت لبيت ومن شارع لشارع.

ودفع الطرفان بتعزيزات كبيرة في هذه الجبهة لمواجهة الخسائر الكبيرة في الأرواح بسبب الانتشار الواسع للقناصين في البنايات العالية، كما يستخدم الجانبان المدفعية الثقيلة والراجمات الأمر الذي يتسبب في خسائر بشرية ومادية كبيرة ومن بينها حادثة القصف المدفعي على أحياء شمال المزاد يوم أمس الأربعاء.

ولا تستخدم القوات المسلحة الطيران في هذه المعركة بالنظر إلى تقارب خطوط المواجهة وتداخلها، لكنها في المقابل تستخدم المسيرات القتالية. وقد نجحت قوات الدعم السريع يوم أمس في إسقاط مسيرة قتالية من طراز “شاهد 129” ايرانية الصنع في ضاحية كافوري المجاورة.

التطورات الميدانية في بحري.. هجوم مضاد للقوات المسلحة والقوة المشتركة في الفاشر

واصلت قوات الدعم السريع عمليات التدوين المدفعي المكثف مستهدفة مناطق وسط مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، حيث مقر الفرقة السادسة مشاة، كما استهدفت من جديد المستشفى السعودي، وهو من آخر المستشفيات العاملة في المدينة. وطال القصف صباح اليوم معسكر أبو شوك للنازحين في شمال غرب مدينة الفاشر. كما استهدفت مسيرة قتالية معسكر الاحتياطي المركزي في جنوب غرب المدينة. وأدت عمليات القصف الجوي بالمسيرة والمدفعي العنيفة وفق مصدر لراديو دبنقا إلى مقتل 25 عسكرياً وجرح آخرين مساء يوم الأربعاء.

من جانبها، شنت قوات الجيش السوداني والقوة المشتركة هجوما بريا واسعا على الجبهتين الشرقية والجنوبية للمدينة حيث تتواجد التمركزات الرئيسية لقوات الدعم السريع وبإسناد مدفعي كثيف.

وكشفت القوات المسلحة عن نجاحها في إلحاق خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات وسط قوات العدو، فيما أكدت قوات الدعم السريع أنها نجحت في صد الهجوم والذي كان يستهدف فك الحصار عن مدينة الفاشر.

ويرى مراقبون أن الجيش والقوة المشتركة يسعيان من خلال هذا النوع من الهجمات إلى اختبار قوة قوات الدعم السريع التي تحاصر مدينة الفاشر بعد تردد معلومات عن سحب جزء من هذه القوات للتصدي لتحرك القوة المشتركة في مناطق شمال وشرق كتم والمناطق الحدودية مع تشاد.

التطورات الميدانية في الفاشر.. هل تهاجم قوات الدعم السريع سنجة؟

تعيش مدينة سنجة حالة من التوتر بسبب تواتر معلومات عن حشد قوات الدعم السريع قوات كبيرة في المناطق الواقعة جنوب وغرب المدينة وأنها تستعد لمحاولة إعادة السيطرة على عاصمة ولاية سنار من جديد وبعد أقل من 3 أشهر من استعادة الجيش لسيطرته على المدينة. وبجانب القوة الرئيسية المتمركزة في داخل مدينة سنجة والمناطق المحيطة بها، توجد قوة متقدمة للجيش في منطقة ود النيل جنوب مدينة سنجة وعلى الضفة الغربية للنيل الأزرق.

الدعم السريع يستعد للهجوم على سنجة

وسعت القوات المسلحة إلى طمأنة المواطنين بأنها جاهزة لمواجهة أي تطورات محتملة، لكن تجربة سقوط المدينة السابقة تحت سيطرة قوات الدعم السريع تجعل الكثير من المواطنين في سنجة يخشون من أن تنسحب قوات الجيش من جديد. كما أن قوات الدعم السريع تنشط في كامل منطقة الدالي والمزموم والحدود مع دولة جنوب السودان وبجانب المناطق الغربية لولاية النيل الأزرق المجاورة.

ويخشى سكان المدينة من وجود متعاونين كثر مع قوات الدعم السريع داخل المدينة وفي المناطق المحيطة بها بعد الاتهامات التي طالت القوات المسلحة والمستنفرين بارتكاب انتهاكات جسيمة في حق من اتهموا بالتعاون مع قوات الدعم السريع وخصوصا من القيادات المحلية، والقبلية، والنظار، وغيرهم.

التطورات الميدانية في النيل الابيض.. الدويم: المعركة المؤجلة

يبدو واضحا أن قوات الدعم السريع لم تتخل عن خططها للاستيلاء على مدينة الدويم، لكن إيقاع العمليات في هذه الجبهة تراجع كثيرا خلال الأسابيع الماضية بعد الهجوم الواسع للجيش في الخرطوم بحري وتحركاته في مناطق مختلفة في ولاية الجزيرة بهدف استعادة عاصمة الولاية، ود مدني.

لكن هذه الجبهة على الضفتين الشرقية والغربية للنيل الأبيض شهدت تسخينا في الساعات الأربع والعشرين الماضية. حيث هاجمت قوات الدعم السريع وللمرة الثانية خلال شهر قوات الجيش المرابطة في منطقة الأعوج، الواقعة إلى الشمال من الدويم على الضفة الغربية للنيل الأبيض.

بالمقابل، أغارت الطائرات المقاتلة للقوات المسلحة على قرية الصوفي التي تمثل أكثر نقطة متقدمة لقوات الدعم السريع في اتجاه مدينة الدويم. بينما ترابط القوة الدفاعية المتقدمة للقوات المسلحة في منطقة جبل العرشكول، شمال غرب الدويم.

نقلاً عن راديو دبنقا
أمستردام: 26 ديسمبر 2024: راديو دبنقا

الوسومآثار حرب السودان حرب السودان معارك الخرطوم

مقالات مشابهة

  • الإمارات تعلن استعدادها للتعاون مع المبادرة التركية لإنهاء الأزمة في السودان
  • 21 قتيلا بهجوم للدعم السريع على مركز إيواء بالفاشر  
  • الدعم السريع: سنعالج مشكلة الأوراق الثبوتية حال تشكيل حكومة في مناطق سيطرتنا
  • بالفيديو .. الجيش السوداني ينفذ عملية عسكرية لـ”إنقاذ” 15 أسرة أستخدمتها الدعم السريع دروع بشرية ويقتل قائد كبير
  • الحرب الأهلية في السودان تخلّف أزمة إنسانية غبر مسبوقة: 150 ألف قتيل و12 مليون نازح
  • قتلى بينهم طفلتان بقصف للدعم السريع على مخيم في الفاشر
  • تصاعد وتيرة المعارك على ثلاثة محاور رئيسية في السودان
  • السودان: حكومات الحرب الموازية
  • بالصورة.. أسرة النقيب المتمرد سفيان بريمة تخاطب قائد ثاني قوات الدعم السريع بحثاً عن إبنها (معتقل عندكم منذ سقوط تمبول الرجاء إبلاغنا عن حالته إن كان على قيد الحياة من عدمها)
  • إسقاط 10 طائرات مسيرة هاجمت الأعوج بالنيل الأبيض