السنوار يحرق أعصاب إسرائيل وحماس تُحقّق انتصارات كبيرة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
وقالت الكاتبة فاطمة عواد الجبوري ان أحد الأهداف التي حاولت إسرائيل تحقيقها من خلال اتباع استراتيجية الأرض المحروقة وتهجير سكان قطاع غزة هي إيجاد شرخ بين المقاومة الفلسطينية بجميع مكوناتها العسكرية والسياسية وبين القواعد الشعبية أيضا بجميع مكوناتها في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة. ولكن يبدو بأنه بعد مرور أسابيع على الحرب الشعواء على شعب قطاع غزة والشعب الفلسطيني ككل انقلب السحر على الساحر وزاد التأييد الشعبي لحركة حماس وفصائل المقاومة وذلك لقناعة هذا الشعب بأنّ الحل الوحيد لتحصيل الحقوق هو التلاحم وتوحيد الصفوف.
واضافت ..لقد أطلق شباب الضفة الغربية رصاصة الرحمة على جميع المخططات الإسرائيلية عندما أنشدوا قائلين “بالروح بالدعم نفديك يا حماس”. على الجانب الأخر لم تنجح عمليات الترهيب وإطلاق النار الإسرائيلية من منع الشعب الغزاوي من العودة إلى الشمال لتفقد أراضيهم وما تبقى من بيوتهم لم ولن تنجح خططهم بتصفية الوجود الفلسطيني على الأرض الفلسطينية، فالشعب الفلسطيني كأشجار الزيتون التي يغرسونها متجذرة في التاريخ والجغرافية.
وتابعت ..لعل أحد الانتصارات التي حققتها حماس في الداخل هي ارسال رسالة إلى العدو المحتل بأننا هنا. فبعد فشل إسرائيل بتحقيق أهدافها الكبرى من اقتحام غزة والمتمثلة بتصفية حماس وفصائل المقاومة بشكل كامل واحتلال القطاع كاملاً، حاول الترويج لانتصار وهمي هو أن لاالجيش الإسرائيلي يسيطر على شمال قطاع غزة وبأنه قام بتهجير سكان الشمال إلى الجنوب، كما حظر نتنياهو إلى شمال غزة محاصراً بالآلاف من جنوده ويبدو بأنه تسلل إلى القطاع فقط لالتقاط مجموعة من الصور تظهره منتصراً ولكن كتائب القسام فاجأت إسرائيل بالظهور في وضح النهار في قطاع غزة أثناء تسليم المحتجزين. وقد أثبتت المقاومة الأمر عمليًا على طريقتها، من خلال تأكيدها بقاء مراكز القوة والسيطرة من دون مساس. فأن يلتزم كل المقاتلين بوقف إطلاق النار خلال الهدنة المؤقتة، يعني وجود مراكز قوة وسيطرة قادرة على الوصول إلى كل مقاتل على الأرض وإلزامه بالهدنة.
كما وجه السنوار رسائله المبطنة إلى إسرائيل بطريقته الخاصة، فقد تحدثت إحدى المحتجزات الإسرائيليات عن أن السنوار التقى بهم في أحد الأنفاق في غزة كما تحدث بعض قادة حماس عن أن السنوار بقي على تواصل مستمر مع قادة الحركة في الخارج حتى في أوج عمليات القصف الإسرائيلي.
ومن الناحية الإقليمية والدولية، فيبدو بأنّ طوفان الأقصى أعادت بث روح القضية الفلسطينية التي لم تمت يوماً في وجدان الشعوب العربية والشعوب المسلمة والشعوب الأوربية، كما أنها زادت الضغط على الحكومات الغربية وأظهرت تحيزها اللاأخلاقي لإسرائيل. كما كسبت المقاومة الفلسطينية تدخل اليمن في هذه الحرب هذا التدخل الذي جعل إسرائيل تحلم بالعبور من خلال البحر الأحمر وباب المندب. يبدو بأن العبور عبر هذه الممرات البحرية أصبح من الماضي بالنسبة لإسرائيل خصوصاً في ظل الأخبار الواردة بشكل يومي عن استهداف للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر أو خلال طريقها إلى الهند والصين.
وباعتراف أمريكي فقد قامت حماس بإفشال مخطط التطبيع السعودي الإسرائيلي وجاء هذا الاعتراف على لسان الرئيس الأمريكي. كما قامت دولة الأردن الشقيقة بالتخلي عن مشروع الكهرباء مقابل الماء مع إسرائيل والذي كان من المقرر أن يوقعه الإسرائيليون خلال قمة المناخ في الإمارات إلا أن الأردن ألغى هذا المشروع بشكل كامل ويبدو بأنه يخطط اليوم لتنفيذ هذا المشروع عبر الكوادر المحلية. ويجب الإشارة كذلك إلى خوف شركات الدفاع الإسرائيلية من المشاركة في معرض دبي للطيران خوفاً من ردة الفعل الشعبية على هذا الحضور. حيث ومع استمرار حربهم الهجمية والبربرية على غزة فرغت منصات العرض التابعة لشركات (صناعات الفضاء الإسرائيلية) و(أنظمة رافائيل الدفاعية المتقدمة) والتي كان من المقرر تواجدهما بالقرب من جناح شركة إيدج الإماراتية للصناعات الدفاعية، من الموظفين والزوار على حد سواء. وكانت صناعات الفضاء وإيدج وقعتا برامج تطوير مشتركة في معرض دبي للطيران في نسخته السابقة عام 2021، إلا أن الشركة الإسرائيلية لم تحضر في المعرض ولم يوضحوا الأسباب التي يبدو بانها واضحة للجميع وهي خوفهم من هذا التواجد.
وعلينا أخيراً أن نشير كيف قامت حماس بافشال الجهود الإسرائيلية على تصوير الحركة على أنها حركة إرهابية. إذ أن جميع من تم أطلاق سراحهم من المحتجزين أكدوا وعلى مرأى من العالم أجمع بأنّ حماس عامتلهم كضيوف وقدمت لهم الرعاية الصحية والطبية اللازمة ولهذا فقد منعت إسرائيل على هؤلاء من الإدلاء بأي تصريح لوسائل الإعلام.
واختتمت أخيرا يجب القول بأنّ حماس أدت أداء مبهرا على المستوى السياسي والعسكري والإعلامي عليها الاستفادة من تآكل الرواية الإسرائيلية في المستقبل. وأما إسرائيل التي تحدثت عن تدمير كامل لحركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة بدأت ترى بأم أعينها الانتصارات المتتالية لحركة حماس داخلياً وإقليمياً ودولياً. ويبدو بأن إطالة أمد الصراع هناك سوف يدخل إسرائيل في دوامة جديدة من الهزائم.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
إقرأ أيضاً:
شاهد | كتائب القسام تنشر فيديو يوثق لقاءً نادرًا لقادة حماس الشهداء
يمانيون../
نشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم السبت، مقطع فيديو نادرًا يوثق لقاءً جمع بين القادة الشهداء إسماعيل هنية، صالح العاروري، ويحيى السنوار، خلال جولة تفقدية لمواقع التصنيع العسكري التابعة للكتائب.
يظهر الفيديو القادة الثلاثة أثناء زيارتهم لمواقع التصنيع ولقائهم بالمسؤولين عنها، إضافة إلى مشاركتهم الرمزية في إحدى مراحل التصنيع، في مشاهد تؤكد اهتمامهم بتطوير قدرات المقاومة.
وفي رسالة واضحة من الفيديو، قال الشهيد يحيى السنوار: “أولويتنا في قطاع غزة إعداد واستكمال خطة التحرير”، مشددًا على استمرار المقاومة رغم الظروف والتحديات.
شهداء القادة الثلاثة رحلوا في مواجهات مختلفة مع العدو الصهيوني؛ حيث اغتيل الشهيد صالح العاروري في يناير 2024 خلال قصف في بيروت، بينما استهدف إسماعيل هنية في يوليو 2024 في طهران، واستشهد يحيى السنوار خلال اشتباك في رفح أكتوبر الماضي.
الفيديو، الذي تضمن لقطات لعدد من قادة القسام الشهداء وبعض الوجوه غير المكشوفة، حمل رسالة رمزية تسلط الضوء على إرث القادة ودورهم في بناء القدرات العسكرية للمقاومة، مؤكدة استمرار النهج لتحقيق تحرير فلسطين.
????كتائب القسام: تنشر تسجيلاً مصوراً يجمع القادة الشهداء
( صالح العاروري – إسماعيل هنية – يحيى السنـ.ـوار) بعنوان:
(يقتلونا بل ونحيا لا يموت الشهداء، نحن طوفان لأقصى فيه طاف الأنبياء ) pic.twitter.com/epp8wIVujo
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) December 21, 2024