رسالة الدكتور هشام عمر النور للفلاسفة والمفكرين الألمان حول بيان وقوفهم مع إسرائيل
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
بيانكم يتجاوز المبادئ التضامنية ويفتقر للحساسية تجاه الحقوق والمطالب
العادلة للشعب الفلسطيني
مشاريعكم الفكرية، التي بذلتم جهدًا لتصبح مصدر إلهام لنا، تقف وتشهد ضد بيانكم هذا
كتب الدكتور هشام عمر النور البيان التالي ووجهه لأربعة من أكبر الفلاسفة والمفكرين الألمان ردا عل بيان أصدروه تضامنا مع إسرائيل
في غياب مبادئ التضامن: بيان
أصدر نيكول دايتلهوف وراينر فورست وكلاوس جونتر ويورغن هابرماس بيانًا يدافع عن إسرائيل دون تمييز بين السلطة الإسرائيلية وشعبها، وهو يعاني أيضا من عدم تمييز بين حماس والشعب الفلسطيني.
لقد تسبب هذا البيان في إصابتنا بالخيبة والإحباط،، نحن الذين نعمل في مجال الفلسفة في بلداننا، ، والذين ألهمتنا خاصة كتابات هابرماس وفورست في النظرية النقدية ووعودهم الجديدة لمشروع تحرير الإنسان..
كان بيانكم يفتقر إلى العدالة والتضامن تجاه الشعب الفلسطيني. ويتجاوز المبادئ التضامنية التي هي عنوان البيان. لقد دافعتم عن حق اليهود في الدفاع عن أنفسهم، حقهم في الحرية والسلامة الجسدية، والاستمتاع بكرامة الإنسان. وأعلنتم أن الحياة السياسية في ألمانيا مرتبطة بثقافة سياسية تعتبر حياة اليهود وحق إسرائيل في الوجود عناصر أساسية تستحق حماية خاصة في ضوء الجرائم الجماعية التي ارتكبت ضد إسرائيل في فترة النازية. ولكن بصورة مخيبة للآمال، لقد تجاهلتم نفس المبادئ والحقوق تجاه الشعب الفلسطيني. والأسوأ من ذلك أنكم لم تدينوا رد إسرائيل الوحشي، بل جادلتم بأن هذا الرد الوحشي مبرر في المبدأ وأنه موضوع للنقاش المثير للجدل، لتتجنبوا إدانته. بالنسبة لكم، فإن قتل 15,271 فلسطينيًا، بما في ذلك 6,403 أطفال و3,561 امرأة (حتى تاريخ 18 نوفمبر 2023)، هو فعل لا يمكن إدانته لأنه موضوع نقاش مثير للجدل. يبدو أن هيمنة العقلانية الذرائعية على عالم الحياة قد تسبب في خلل في المعايير الأخلاقية ، لم تقض عليها كتاباتكم النقدية في هذا الصدد.
نحن نعلم حساسيتكم كألمان تجاه كل شيء يهودي تحت وطأة الإحساس المركب بالذنب بسبب ما ارتكبه النازيون ضد اليهود. ولكن هذه الحساسية كان يجب أن تجعلكم حساسين تجاه انتهاكات حقوق الإنسان وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، أو ستجدون أنفسكم تحت وطأة مجموعة جديدة من الذنوب لوقوفكم مع المجرمين اليهود. إن مشاريعكم الفكرية، التي بذلتم جهدًا لتصبح مصدر إلهام لنا، تقف وتشهد ضد بيانكم هذا. كان يمكن لنا أن نسمي بياننا هذا "هابرماس ضد هابرماس"، كما فعل هابرماس في كتابه "هايدغر ضد هايدغر"، حتى نظل أوفياء لما استلهمناه من مشاريعكم الفلسفية.
لقد أدنتم في بيانكم نية حماس في القضاء على اليهود، ولكنكم لم تدينوا تصريحات وزراء إسرائيل الذين يعبرون عن اليمين المتطرف والذين يصفون الفلسطينيين بأنهم حيوانات متوجشة، ولا تلك التي تدعو إلى إبادتهم بواسطة قنبلة نووية. هناك أحزاب في إسرائيل شعارها "إسرائيل من النهر إلى البحر"، وهي دعوة صريحة للقضاء على وتهجير الشعب الفلسطيني.
لم يذكر البيان كلمة واحدة عن الاحتلال وجرائمه، وحق الفلسطينيين في دولتهم، كما لو كان هذا النزاع قد بدأ فقط في السابع من أكتوبر. ولم يتناول البيان الاستيطان الذي يجري في الأراضي الفلسطينية وانتهاكات المستوطنين المتواصلة والجرائم ضد الفلسطينيين، التي لا تزال مستمرة.
لنكن واضحين بشكل مباشر: إذا كان لدى إسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، فإن لدى الفلسطينيين الحق في مقاومة الاحتلال، كما يعترف بذلك القانون الدولي. وبنفس الوضوح، ندين قتل المدنيين على الجانبين، ويجب أن تتوقف الجرائم التي ترتكب ضد المدنيين فوراً. وإذا كان لحملات التضامن أن تكون حقيقية، يجب أن تطالب بوقف فوري لإطلاق النار وعملية سياسية تستند عل تبني حل الدولتين.
هشام عمر النور، أستاذ مشارك في الفلسفة جامعة النيلين، السودان
ترجمه عن الإنجليزية: فيصل محمد صالح
من المترجم:
• نيكول دايتلهوف
أستاذة العلاقات الدولية ونظريات النظام العالمي بجامعة جوتة بفرانكفورت، ومديرة مركز دراسات السلام.
• راينر فورست
غيلسوف ألماني ومفكر في النظريات السياسية والعلوم الاجتماعية، ويعتبر أهم ألأسماء في فلسفة السياسة في جيله، أستاذ النظريات السياسية في شعبة العلوم الاجتماعية بجامعة جوتة - فرانكفورت
• كلاوس جونتر
أستاذ القانون والفلسفة بجامعة فرانكفورت
• يورغن هابرماس
أهم فيلسوف ألماني وأوروبي معاصر، ارتبط اسمه بالنظرية النقدية، البراغماتية.
كتب في الفلسفة، الاتصال، المعرفة، المجال العام
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
كل اليهود لإسرائيل جنود / الجزء الرابع
كل #اليهود لإسرائيل #جنود / الجزء الرابع
سبتة : #مصطفى_منيغ
حكماء صهيون أقرُّوا أن السلامَ مع العرب لا يخدم مصلحة إسرائيل العظمى ، فحرَّكوا ما ابتكروه من عِللٍ لملاحقة حلمهم الأسمَى ، بفرض أسلوب الضرب الموجع كالصادر عن المُبصر وفي ذات الوقت عما يراه أعمَى ، إذ التوسُّع المنشود لدى إسرائيل الكبرى (كما يحلمون) لن يتحقق بالسلام بل بما اعتبروه أعلَى رتبة من ذلك وأسمَى ، فالمصدِّقين بروايات إيقاف الحرب خلال أيام يدركون أن الأمرَ لا يعدو لإلهاء المتفائلين عما لحق بأي عاقل من أسَى ولضميره أدْم\ى . حكماء صهاينة العالم مقبلون على تجربة وسيلة ما لمَّحنا لها سابقاً ، غير قابلة من حيث التطبيق ، باستمرار “نتنياهو” كرئيس لحكومة أدَّت به دورها وأصبحت مقيدة بالعدِّ التنازلي لأخرى أكثر قابلية للانتقال بإسرائيل إلى المرحلة التالية من عصيانها للعالم ، أكان منظمة عالمية أو محكمة دولية أو تحالف دول تيَقَّن أعضاؤه أن إسرائيل أصبحت غير قابلة للعيش كدولة تسري عليها نفس القوانين المطبَّقة حتى الساعة حفاظاً على الاستقرار والأمن الدوليين ولو في الحد الأدنى . بالتأكيد وعملاً بتقديم أكباش فداء إذ الصهيونية لا تعترف بعاطفة ولا تفي بوعد ولا تكف عن توريط حتى مَن يساعدها وهو منها ليتبخَّر في الهواء بلا هوادة ، مِن تلك الأكباس “نتنياهو” وهو الممثل لواجهة صَنَعَ بها هؤلاء الحكماء أداة إجرامٍ وتدميرِ وجُرأة على تمزيق المُمزّق بدون موجب حق ، وهدم المهدَّم من شَقٍّ إلى شق ، للتعريف الجديد بذاك اليهودي الفارض الخوف منه عكس الصورة التي احتلَّت أذهان الجميع الجاعلة منه معدن خوف بامتياز ، على هذا الأساس سيكون الأفضل بالنسبة لنتنياهو تسليم نفسه للمحكمة الجنايات الدولية ، القادرة على أحضاره مهما تهرَّب ، لان السَّخط عليه عمّه مِن الداخل قبل الخارج ، لانفراده بما ابخس (وبطريقة غير مباشرة) سلطة هؤلاء الحكماء المتدبرين الشأن الإسرائيلي في الخفاء ، ومهما حاول إصلاح ما فطن مؤخراً بكونها أخطاء لا تُغتَفر ، وصلَ إلى قناعة أنه ساقط لا محالة ، فرأى أن الحلَّ كامِنٌ في تصعيد الاصطدام بعد لبنان العراق ليأتي دور الأردن ، ليس حباً في إسرائيل ولكن لإطالة نفوذه داخلها حتى آخر لحظة ، ومن هنا لموعدها الحتمي أصبح مصيره السجن محلِّياً فدولياً لمحاكمته إن لم يُصَفَّى من قبل . بهذا حدثتني “البهلولية”، واضعة ضمن معلومات أخرى أهمّ مما سبق ، جعلتني أصادق على مرافقتها لغاية بروكسيل .
… إسرائيل بمنتسبيها من جنود أكانوا تابعين لجيش الدفاع المهزوم لحد الآونة في غزة ، مهما سوَّى مظاهر حضارتها الإنسانية بالأرض ، كان بما ارتكب من جرائم حرب فظيعة ، ملامسا السَّطح فقط ، أما الجوهر فباقي كشجرة ، ما أصاب الجفاف منها سوى شكلها لتغدو لحين مؤقت شبه يابسة ، لكنها مع أول قطرات الغيث تصبح بكل ما فيها من أفنان ثم الأوراق مصبوغة بلون الحياة ، كما كانت دوماً جوهرة خضراء زاهية الطلعة بهيَّة الهبة ، شامخة بثمارٍ تتجدَّد عبر الأجيال والعصور ، ملتحمة جذورها بثرى الطيبة والإباء ، وشرف ما سقط منها عن ظروف لتوليد ظروف من الشهداء ، إسرائيل بمثل المنتسبين إليها من جنود نظاميين أو سواهم الموزع وجودهم بين القارات وبخاصة وسط دول عالم عربي لن تنطلي علي العاقلة منها حيل المكر متى تبنت عوامل الفتن الموجهة أساسا لزعزعة استقرارها لتعود كلبنان ، الهائمة بين أطماع فرنسا وإيران ، ومن يندس خلفهما مهما كانت الوسيلة المستعملة من لدنه ، لبنان الدولة العاجزة عن تحمل مسؤولياتها اتجاه الشعب اللبناني المحترم ، التي لا تقدم على أي تحرك يقصيه التحكم المشروع عبر مجموع سيادة ترابها إلا باستشارة واخذ الرخصة من حزب تعلم علم اليقين بالروابط الممتد بينه ودولة الفرس، حزب ما همه يوماً مساندة الفلسطينيين عامة وعزة على وجه الخصوص إلا خدمة للمصالح الإيرانية وليس في ذات المنطقة وحسب بل امتدت لمناطق أخرى كالمغرب العربي ، حيث التعاون المضبوط بحجج دامغة لما تقدمه إيران بواسطة نفس الحزب لجماعة البوليساريو بمباركة الجزائر ، لشن عدوان ظالم بما تتلقاه من صواريخ متطوِّرة على المغرب وقد برهن أنه سائر في طريق النماء الحق الجاعل من افريقيا آخذة زمام أمرها في جميع المجالات .
مقالات ذات صلة مجدرة سياسية / هبة عمران طوالبة 2024/11/23… ومهما تحملوا من مسؤوليات لا تفصل هؤلاء اليهود عما يحتِّم التجنيد عليهم من طاعة للقيام بأعمال موكولة لهم التي تصب منافع في قلب تل أبيب ، وفي بروكسيل نواة تتأسس للانطلاق بوظائف معينة تقلل في كنهها ما قد يصدم إسرائيل وهي تتهاوى رويداً رويداً والفضل عائد لطوفان الأقصى كانتفاضة لن تزيد الفلسطينيين إلا شرف قيادة الأمة العربية للعيش في غدٍ مختلفٍ تماماً عن البارحة ، الكلمة فيه للشعوب في الأول والأخير ، ومن بروكسيل ستتجلى لاحقاً الحقائق الكبرى الجاعلة من عملاء إسرائيل أوراقاً مقروءة يستأنس بفحواها من راهنوا بتحالفهم مع كيان يبيعه من سيبيعه هزيمة نكراء تعيد العالم لمساره الطبيعي من جديد .
مدير مكتب المغرب لمنظمة الضمير العالمي لحقوق الإنسان في سيدنس – أستراليا
سفير السلام العالمي