أخفى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن القومي الموغل في التطرف، إيتمار بن غفير، تفاصيل خطيرة من الهجوم الذي وقع في القدس، صباح الخميس، قبل أن يكشفها مقطع فيديو جرى تداوله ليل الخميس الجمعة، مما أثار تساؤلات كثيرة عن سياسة الرجلين.

وكان مهاجمان ينتميان إلى حركة حماس وصلا صباح الخميس إلى موقف حافلات عند مدخل مستوطنة راموت شمال القدس، وشرعا بإطلاق النار على المستوطنين.

وأسفرت العملية، وفق الأرقام الرسمية الإسرائيلية، عن مقتل 3 مستوطنين وإصابة 12 آخرين.

وذكرت إسرائيل أن مدنيا وجنديين إسرائيليين قتلا المهاجمين بالرصاص على الفور، ونشرت مقاطع فيديو توثق العملية.

لكن تبين أن المقاطع لا تظهر كل الحقيقة، إذ ظهر في وقت لاحق أن جنديين إسرائيليين قتلا مستوطنا يهوديا بالرصاص ولم يشفع له توسله وصراخه بأن إسرائيلي.

وكان هذا المستوطن هو الذي أطلق النار في البداية على المهاجمين الفلسطينيين.

 فقط ثناء

وفي البداية، أثنى نتنياهو على قيام الجنود والمستوطن بقتل المهاجمين، وقال: "رد الفعل السريع لمقاتلين اثنين ومدني قضى على الإرهابيين وحال دون وقوع هجوم أكثر خطورة في القدس".

وفي السياق ذاته، قال بن غفير إن قرار توزيع الأسلحة على المستوطنين كان صائب.

واعتبر أن الهجوم يوضح "مدى أهمية سياسة توزيع الأسلحة، وعلى الرغم من انتقادات مختلف الجهات، سأستمر في هذه السياسة لتوزيع الأسلحة في كل مكان (...)".

وأضاف:"الأسلحة تنقذ الأرواح، نرى ذلك مرارا وتكرارا، في أي مكان يوجد فيه أسلحة، ينقذ المواطنون والشرطة والجنود الأرواح".

ولم يذكر المسؤولان أي شيء عن وقوع أخطاء فادحة في العملية.

وتظهر العملية أن تسليح المستوطنين بالأسلحة النارية لم تمنع قتلهم. 

 إعدام خارج القانون

يظهر تصرف الجنديين الإسرائيليين أنهما أعدما خارج القانون شخصا مصابا على الأرض، لا حول له ولا قوة.

ولم يكتف العسكريان بإصابة المهاجم وتسليمه إلى سلطات إنفاذ القانون.

وكانت هناك لحظات توسل فيه المستوطن الإسرائيلي للجنديين، وكان بوسعهما تمييز حالته، لكنهما واصلا إطلاق النار.

واستخدمت عائلة المستوطن يوفال كاسلمان (37 عاما)، كلمة "إعدام" لوصف الكيفية التي قتل فيها الجنديان ابنها، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

وقالت عائلته إنه كان متجها بسيارته إلى عمله عندما لاحظ أن هناك مقاتلين فلسطينيين يطلقان النار على الجانب الآخر من الطريق.

وأضافت أنه أوقف سيارته وترجل منها، ثم باشر بإطلاق النار صوب الفلسطينيين، من سلاح ناري كان بحوزته.

واعتبرت أنه "أنقذ حياة كثيرين" في المكان.

وبعد ذلك وصل الجنديان اللذان لم يتوقفا عن إطلاق النار رغم أن المستوطن ألقى سلاحه ورفع يديه وهو على الأرض وصرخ بالعبرية "لا تطلق النار ".

وذكرت العائلة أن لا أحد حتى الآن من المسؤولين الإسرائيليين تحدث معها رسميا.

 انتقادات لسياسة تسليح المستوطنين

ويضيف هجوم القدس انتقادات جديدة لسياسة تسليح المستوطنين.

تبنت إسرائيل منذ هجوم حماس سياسة تسليح المستوطنين، ولم تأبه من التحذيرات المتتالية لتسهيل الحصول على الأسلحة النارية.

وذكرت وزارة الأمن القومي الإسرائيلية، في وقت سابق، أنها تصدر 1700 رخصة حياز سلاح ناري في المعدل يوميا لمواطنيها في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة، مما أشاع وجود الأسلحة على نطاق ضخم بالدولة العبرية.

وعلى سبيل المثال، قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن توزيع السلاح دون مراقبة يمكن أن يؤدي إلى تغييرات في الديناميات الأسرية وزيادة في حالات العنف.

أما وزارة الخارجية الفلسطينية فرأت أن قرار تسليح المستوطنين يهدف "لإرهاب الشعب الفلسطيني"، مشيرة إلى مقتل مدنيين فلسطينيين برصاص مستوطنين إسرائيليين في الضفة الغربية.

لكن حادثة القدس تظهر أن امتلاك المستوطنين للسلاح أنه يوفر لهم الأمن، إذ باتوا هدفا لعناصر قوات الأمن.

 النيران الصديقة كثيرة

وبعدما أطلقت حركة حماس هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر الماضي، والذي سمته "طوفان الأقصى"، تكررت حوادث إطلاق النار بين الإسرائيليين الذين يسمونها "نيران صديقة".

ووقعت تلك الحوادث داخل إسرائيل، حيث لاحقت قوات أمن مثلا مستوطنا قرب حدود غزة وقتلته ظنا منها إنه مقاتل فلسطيني، في حين أن هذه الحوادث تكررت على نحو أشد بين القوات الإسرائيلية داخل قطاع غزة بعد بدء الهجوم البري.

وقالت صحيفة "يديعوت آخرونوت" إن بعض هذه الحوادث كانت مميتة وقتل فيها جنود دون أن تعطي رقما محددا.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات حركة حماس مستوطنة راموت القدس المستوطنين إيتمار بن غفير إسرائيل نتنياهو إطلاق النار طوفان الأقصى حركة حماس أخبار فلسطين حركة حماس مستوطنة راموت القدس المستوطنين أخبار إيران تسلیح المستوطنین

إقرأ أيضاً:

أبرز الانتهاكات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار

شهدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة وإسرائيل انتهاكات كبيرة من جانب الاحتلال الذي لم يلتزم بالبنود الإنسانية التي تم الاتفاق عليها.

فقد نقل تقرير معلوماتي للجزيرة عن حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أن الاحتلال سمح بإدخال 23 شاحنة وقود لقطاع غزة يوميا من أصل 50 شاحنة كان ينص عليها الاتفاق. كما منع القطاع التجاري من استيراد كافة أنواع الوقود رغم وجود نص واضح على هذا الأمر في الاتفاق.

وتم إدخال 15 بيتا متنقلا فقط من أصل 60 ألفا كان يفترض أن تدخل للسكان خلال المرحلة الأولى من الاتفاق. في حين تم السماح بدخول 9 آليات ثقيلة لرفع الركام وانتشال الجثث من أصل 500 آلية نص عليها الاتفاق.

ولم يدخل للقطاع سوى 5 سيارات إسعاف فقط، ومنع الاحتلال إدخال مواد البناء والتشطيب لإعادة تأهيل المستشفيات والبنى التحتية المدمرة.

ورفض الاحتلال إدخال معدات الدفاع المدني للقطاع في مخالفة لللاتفاق ومنع تشغيل محطة الكهرباء بالقطاع ورفض إدخال مواد لإعادة تأهليلها.

مقالات مشابهة

  • أبرز الانتهاكات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار
  • قتيل وإصابات بين المستوطنين في عملية طعن في خليج حيفا
  • كيف وصفت حماس "عملية حيفا" في شمال إسرائيل؟
  • الشرطة الإسرائيلية: مقتل منفذ هجوم الطعن في حيفا
  • هيئة البث الإسرائيلية: تظاهرات قرب منزل نتنياهو احتجاجًا على تعثر اتفاق وقف إطلاق النار
  • أورسولا فون دير لايين تؤكد ضرورة إعادة تسليح أوروبا بشكل عاجل
  • مركز الدراسات المستقبلية: نتنياهو لديه خطة واضحة بتجويع غزة وإعادة الحصار
  • رئيس مركز الدراسات المستقبلية: نتنياهو لديه خطة واضحة بتجويع غزة وإعادة الحصار
  • عشرات المستوطنين المتطرفين يقتحمون باحات الأقصى
  • إغلاق شركات وزيادة التهريب و فضيحة كبرى.. تحذير من نقابتا منتجي الكحول وتجار المشروبات الروحية