اغتيالات فاشلة وإخفاقات كارثية.. تاريخ عمليات المخابرات الإسرائيلية
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
لم تمضِ سوى بضعة شهور على إعلان قيام إسرائيل 1948 حتى نفذت إسرائيل اغتيالات عديدة كأداة لتصفية كل من يُمثل خطراً على "الدولة العبرية"، واستمرت حتى وقتنا الحاضر، وتم تصوير تلك العمليات في الدعاية الإسرائيلية، وحتى في بعض الأفلام على أنها مثال على قوة المخابرات الإسرائيلية وباقي الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية ودقتها.
دس السم في الشوكولاتة وأكثر من 2700 عملية اغتيال
بحسب رونين برغمان، مؤلف الكتاب "اقتل أولاً: التاريخ السري للاغتيالات المستهدفة في إسرائيل"، فإن عدد عمليات الاغتيال التي قام بها جهاز الموساد الإسرائيلي منذ تأسيسه في ديسمبر/كانون الأول 1949 حوالي 2700 عملية.
استهدفت تلك الاغتيالات أفراداً من المقاومة الفلسطينية أو شخصيات عسكرية وعلماء وأدباء وصحفيين من مختلف الجنسيات، مثل الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وزعيمها حتى وفاته، وعلي حسن سلامة، القيادي في منظمة التحرير الفلسطينية، ورضائي نجاد، العالم النووي الإيراني، الذي اغتيل في شرق طهران خليل الوزير، وغسان كنفاني، عضو المكتب السياسي والناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
تنوعت عمليات الاغتيال تلك بين الطريقة التقليدية للاغتيالات، باستخدام وابل من الرصاص أو بالعبوات المتفجرة، أو بتخطيط جاسوسي وتكتيكي، مثل دسّ السم في قطع الشوكولاتة أو معجون الأسنان، ومعظم تلك العمليات نفذتها وحدة خاصة للاغتيالات، حملت اسم "جدعون"، ونُسجت عن تلك الوحدة أساطير المكر والدهاء والدقة في التنفيذ.
ولكن أرشيف الموساد والشاباك يكشف أن تاريخ تلك الوحدة لا يخلو من إخفاقات كارثية كانت تتم التغطية عليها، ومحاولة تسويق صورة أسطورية لذراع إسرائيل التي تصل إلى أي مكان وتطال أي شخص، لكن أرشيف الموساد والشاباك يكشف أن تاريخ تلك الأجهزة لا يخلو من عمليات فاشلة وإخفاقات كارثية.
فعلى سبيل المثال لَطالما حاول الإسرائيليون إلقاء القبض على الضباط والعلماء النازيين وإحضارهم للمحاكمة في إسرائيل أو اغتيالهم أينما وُجدوا، في عام 1977 قرّر الموساد ملاحقة "مارتن بورمان"، أحد أقوى قادة الجيش النازي ومِن المقرَّبين لهتلر، استمرت المطاردة لـ10 سنوات، ليتضح لاحقاً أنهم كانوا يطاردون شبحاً؛ لأن "بوزمان" كان ميتاً منذ عام 1945.
أسطورة "ميونيخ".. فيلم هوليوودي لا أكثر
بعد مقتل 11 إسرائيلياً في عملية نفّذتها منظمة "أيلول الأسود" الفلسطينية في دورة الأولمبياد سنة 1972 في ميونيخ، وبحسب الرواية الإسرائيلية، أعطت رئيسة الوزراء الاسرائيلية حينها، "جولدا مائير" الأوامر لتعقُّب المسؤولين عن الهجوم وقتلهم جميعاً.
وأصبحت "بطولة" عملاء الموساد ودهاؤهم في تنفيذ تلك العملية أسطورة تتناقلها الأجيال، تم تجسيدها لاحقاً في فيلم أمريكي عام 2005 يحمل اسم "Munich" أو "ميونيخ"، وقام بإخراجه المخرج الشهير ستيفن سبيلبرغ، لكن الحقيقة أبعد ما تكون عن تفاصيل الفيلم، أو ما رَوَّج له الإسرائيليون حول تلك العملية.
كشف الصحفي الإسرائيلي رونين برغمان، في 2018، أن الأشخاص الذين قتلهم الموساد لم تكن لهم صلة بميونيخ على الإطلاق، أحدهم كان نادلاً مغربياً اسمه أحمد بوشيخي، والآخر كان عامل نظافة بركة سباحة اعتقدوا أنه علي حسن سلامة، رئيس العمليات في منظمة أيلول الأسود الفلسطينية.
ليس هذا فحسب، إحدى السيارات التي استُخدمت لتنفيذ العملية كانت مستأجرة، وقام أحد الشهود بإبلاغ الشرطة عن رقم لوحة التسجيل.
وبدلاً من أن يتخلص عملاء الموساد من السيارة واتخاذ القطار للوصول إلى المطار، استخدمها أحدهم لنقل الصنابير والتأسيسات الصحية، وغيرها من الأشياء التي اشتراها لمنزله الجديد في إسرائيل، لأنه لم يُرد نقلها في القطار وتم إلقاء القبض عليه، وأثناء التحقيق أسقط الشبكة من العملاء وزملاءه بالكامل.
قادة "حماس".. مشعل والضيف الإخفاق الإسرائيلي الأكبر
في سبتمبر/أيلول 1997 كانت هناك محاولة لخلية من "جدعون" لاغتيال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، المقيم في الأردن حينها، وتم حقنه بمادة سامة، مَكَث على أثرها في العناية المُركزة، وفُضح أمر المنفذين واعتُقل اثنان منهم.
وهو ما أشعل غضب ملك الأردن آنذاك الحسين بن طلال، الذي أصرّ على تسليم إسرائيل المصل المضاد للسّم لإنقاذ حياة مشعل، وإطلاق سراح الشيخ أحمد ياسين، مؤسس حركة حماس، وكان له ذلك.
أما الهدف الأشهر الذي فشِلت إسرائيل في اغتياله على مدار ثلاثين عاماً، فهو القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف؛ حيث حاولت 3 مرات التخلص منه بقصفٍ جوي، أحدثها في حرب 2014 (قُتلت زوجته وطفله)، وما زال الضيف حياً.
ورغم تلك الإخفاقات والتبعات الكارثية لبعض العمليات الناجحة، بقيت سياسة الاغتيالات والتصفية الجسدية ركناً راسخاً في العقيدة الأمنية لإسرائيل، دون التفات لأي تبعات سياسية أو قانونية.
المصدر: السومرية العراقية
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يطالب إسرائيل بإلغاء وقف عمليات «الأونروا» بالقدس
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة مصر: تهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه انتشال 59 قتيلاً من تحت الأنقاض في 24 ساعة بغزةطالب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الحكومة الإسرائيلية بالتراجع عن قرارها الذي يفرض على وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» وقف جميع عملياتها وإخلاء كل المباني التي تديرها في مدينة القدس، وذلك في موعد أقصاه نهاية اليوم الخميس.
وفي رسالة وجهها الأمين العام إلى السفير داني دانون، المندوب الدائم لإسرائيل لدى الأمم المتحدة رداً على خطاب الأخير له بهذا الشأن، عبر الأمين العام، عن أسف الأمم المتحدة لهذا القرار، وطلب من الحكومة الإسرائيلية سحب قرارها بوصفه لا يلتزم بإطار العمل القانوني المتعلق بأنشطة وكالة «الأونروا» وطبيعتها التي أشار إلى أنه لا يمكن استبدالها.
واستعرض الأمين العام عبر رسالته هذه سلسلة الرسائل السابقة، مجدداً موقف الأمانة العامة للأمم المتحدة الثابت الذي يعتبر أي أعمال أو إجراءات تمنع «الأونروا» من مواصلة ولايتها وأنشطتها، بمثابة تقويض وبشكل حاد لولايتها الخاصة بتقديم الاستجابة الإنسانية الملائمة في الأرض الفلسطينية المحتلة.
وذكر الأمين العام بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في دورتها الاستثنائية الطارئة العاشرة بتاريخ 11 ديسمبر 2024، الذي يؤكد على عدم وجود أي منظمة أخرى يمكنها أن تحل محل «الأونروا» أو تستبدل قدرتها وتفويضها في توفير الخدمات والمساعدات المطلوبة للاجئين الفلسطينيين.
وقال: إن هذا التأكيد لا يزال قائماً بعد صفقة وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، والتي رحبت وأشادت بها الأمانة العامة للأمم المتحدة.