الجزيرة:
2025-04-29@23:29:47 GMT

تدهور اقتصادي وتجاري مع اتساع دائرة الحرب في دارفور

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

تدهور اقتصادي وتجاري مع اتساع دائرة الحرب في دارفور

الفاشر- يشهد إقليم دارفور غرب السودان هذه الأيام حالة من التدهور التجاري والاقتصادي؛ بسبب توقف حركة القوافل التجارية المحملة بالبضائع القادمة من بورتسودان إلى الإقليم مع اشتداد وتيرة الحرب هناك، مما جعل من الصعب على القوافل التجارية الوصول إلى وجهتها المقصودة، بسبب انعدام الأمن.

وتعدّ القوافل التجارية القادمة إلى دارفور من بورتسودان، مرورا بمدينتي كوستي والأبيض إلى الفاشر الركيزة الأساسية للحركة التجارية، حيث تستقبل مدن الإقليم وعبر الطريق القاري عشرات الشاحنات المحملة بالبضائع والمحروقات، لكنها اليوم أضحت مهددة بأعمال النهب والسلب، بسبب الحرب واتساع رقعتها في دارفور وكردفان.

ونظرا إلى التطورات العسكرية المتصاعدة بين الجيش وقوات الدعم السريع في الإقليم، فقد ارتفعت أسعار السلع الأساسية والمحروقات المستخدمة؛ مثل: وقود السيارات على نحو غير مسبوق، مع وجود ندرة في البضائع بالتزامن مع عدم توفر السيولة المالية لدى المواطنين، بسبب إغلاق البنوك والتأخر في دفع استحقاقات الموظفين الحكوميين لأكثر من 7 أشهر، مما أثّر في الاقتصاد والظروف المعيشية للمواطنين الذين عانوا الفقر لسنوات عديدة، بسبب الصراعات والأزمات المتراكمة.

ويرى تجار من سوق مدينة الفاشر -أجرت الجزيرة نت حوارات معهم- أن أسعار السلع الاستهلاكية ارتفعت خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مقارنة بالأشهر القليلة السابقة التي شهدت انسيابا في حركة القوافل التجارية من وإلى مختلف مدن دارفور، تحت حماية ورعاية القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح التي أعلنت مؤخرا خروجها عن مبدأ الحياد.

وأشار التجار إلى ارتفاع أسعار المستلزمات اليومية وقطع إمدادات المياه والكهرباء عن المدينة، بسبب نقص الوقود، إضافة إلى ارتفاع تكاليف النقل من دولتي ليبيا وتشاد إلى دارفور في ظل الاقتتال بين الطرفين.

ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مقارنة بالأشهر الماضية (الجزيرة) ارتفاع جنوني في الأسعار

تقول زينب، وهي ربة منزل جاءت إلى السوق إن "ارتفاع الأسعار يعود إلى ندرة البضائع الموجودة في الأسواق".

وذكرت أن أسعار اللحوم الحمراء سجلت أعلى مستوى لها حيث تجاوز سعر كيلو لحم الضأن 5 آلاف جنيه، و3 آلاف جنيه لكيلو البقر، بينما بلغ سعر جوال السكر وزن 50 كيلو 85 ألف جنيه، وسعر عبوة زيت الفول النباتي 35 ألف جنيه.

وأشارت إلى أن أسباب هذا الارتفاع يعود إلى قلة الوارد وانعدام الأمن في الوقت الراهن، مشيرة إلى أن الخضروات والفاكهة بجانب البصل التي تأتي من شرق البلاد شهدت هي الأخرى ارتفاعا كبيرا في الأسعار، مع وجود ندرة وتراجع في القدرة الشرائية بمختلف الأسواق.

ندرة البضائع أدت إلى تراجع في القدرة الشرائية بمختلف الأسواق (الجزيرة) تراجع في القوة الشرائية

قال آدم أحمد سليمان أستاذ الاقتصاد بجامعة الفاشر في حديث للجزيرة نت، إن "الحرب في السودان تعيق وصول السلع الضرورية للمواطنين، خاصة في الجنينة ونيالا وزالنجي وأخيرا مدينة الفاشر".

وأضاف، أن ذلك أدى إلى توقف مرافق الإنتاج الزراعي والرعوي، بجانب قطع الطرق وانسياب تدفق المساعدات الإنسانية والأدوية مع غلاء الأسعار.

وذكر آدم أن التعقيدات والظروف الأمنية على الطريق القاري الرابط بين الخرطوم والفاشر جعل معظم الناس، خاصة التجار، يقضون فترات طويلة في انتظار وصول القوافل التجارية، مع ارتفاع تكاليف النقل وفقدان سبل كسب العيش للعديد من المواطنين.

وتابع آدم، أن اتساع دائرة الحرب في دارفور تسببت في تراجع القوة الشرائية ودور الدولة تجاه تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين، فضلا عن توقف الإنتاج والتضخم وارتفاع مستوى سعر صرف العملة الرسمية، حيث تجاوز الدولار 100 جنيه في ظل هروب الاستثمارات المحلية والأجنبية إلى دول الجوار؛ مثل: تشاد وإثيوبيا ومصر.

التجار يقضون فترات طويلة في انتظار وصول القوافل التجارية (الجزيرة) تراجع بورصة الفاشر

قال سليمان محمد الدومة المشرف العام للبورصة السلعية بولاية شمال دارفور، إن بورصة المدينة شهدت تراجعا ملحوظا في الآونة الأخيرة، بسبب الحرب القائمة في البلاد.

وقال للجزيرة نت "كانت مدينة الفاشر في السابق تستقبل في اليوم ما بين 50 إلى 60 شاحنة بضائع تجارية، بينما توقفت تماما هذه الأيام، بسبب اتساع رقعة القتال".

وأضاف، أن الطوف التجاري كان له باع كبير في تحريك النشاطات التجارية والاقتصادية خلال 7 أشهر الماضية، لكن بعد التصعيد والتوترات الأمنية تسبب إيقاف وصول الشاحنات إلى دارفور ندرة في المواد الغذائية والسلع الأخرى.

من جهته أعرب آدم عثمان صديق رئيس الغرفة التجارية بأحد أسواق المدينة عن توقعه بحدوث زيادة في أسعار السلع خلال الأيام المقبلة، حال عدم وصول البضائع من بورتسودان شرق البلاد.

وقال آدم عثمان للجزيرة نت، إن "الوضع المعيشي لا يخفى على أحد، خاصة في ظل عدم وجود رقابة وسيطرة على الأسواق وجشع التجار".

وأضاف أن "أغلب السلع نفدت من المتاجر، ومعظم التجار نقلوا بضائعهم من الأسواق إلى أماكن أخرى أكثر أمنا، بينما لجأ آخرون إلى الدول المجاورة، من بينهم التجار في مدن نيالا والجنينة وزالنجي".

ويرى آدم أن الولاية باتت خالية تماما من المخزون الإستراتيجي للغذاء، ما يفاقم ذلك الوضع في الأيام المقبلة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: أسعار السلع

إقرأ أيضاً:

الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية

الفاشر: اندلعت الاثنين، اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد، توقف على إثرها عدد من المطابخ الخيرية عن تقديم وجبات الطعام داخل المدينة، وقالت “الفرقة السادسة مشاة” بالفاشر التابعة للجيش السوداني في بيان مقتضب، إن قواتها “تخوض معركة عنيفة في المدينة بثبات وشجاعة وتتقدم في جميع المحاور”.

من جانبها، قالت “تنسيقية مقاومة الفاشر” (لجنة شعبية)، إن “معارك شرسة متواصلة تدور في مدينة الفاشر اليوم الاثنين بالأسلحة الثقيلة والخفيفة”.

وأردفت في بيان: “نأسف أن ننقل إليكم هذا الخبر الثقيل على قلوبنا جميعا، إذ أعلنت عدة تكايا (مطابخ خيرية) ومراكز لتقديم الوجبات في مدينة الفاشر توقفها عن العمل مؤقتاً إلى حين هدوء الأوضاع، نتيجة للواقع القاسي الذي تعيشه المدينة هذه الأيام”.

وأوضحت أنه “مع اشتداد القصف العنيف والمتعمد، أصبح تحضير وجبة ساخنة مخاطرة بحياة الطهاة والمتطوعين”.

َوتقدم “التكايا” بدعم خيري، وجبات الطعام لعشرات الآلاف من السكان والنازحين في الفاشر، جراء الحرب والحصار الذي تفرضه “الدعم السريع” على المدينة منذ أكثر من عام، وفق مراسل الأناضول.

ومنذ 10 مايو/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين قوات الجيش و”الدعم السريع” رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة، التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.

وفي السياق، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، عن نزوح أكثر من 406 آلاف شخص من مخيم زمزم للنازحين بالفاشر.

وقالت المنظمة في بيان: “نزح حوالي 406.265 شخص، أي 81.252 أسرة خلال يومي 13 و14 أبريل/ نيسان الجاري”.

وأشارت إلى أنها سجلت حتى أمس الأحد، حركة نزوح من مخيم زمزم إلى 19 منطقة في ولايات شمال ووسط وشرق وجنوب دارفور.

وبعد هجوم متواصل لقوات الدعم السريع على مخيم زمزم استمر عدة أيام، أعلنت تلك القوات السيطرة على المخيم في 13 أبريل الجاري، بعد اشتباكات مع الجيش والقوات المساندة له، ما أدى إلى سقوط 400 قتيل ونزوح عشرات الآلاف، وفق الأمم المتحدة.

ويخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” منذ منتصف أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.

ومنذ أسابيع و بوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة الدعم السريع في ولايات السودان لصالح الجيش، وتمددت انتصارات الأخير في الخرطوم بما شمل السيطرة على القصر الرئاسي، ومقار الوزارات بمحيطه، والمطار، ومقار أمنية وعسكرية.

وفي الولايات الـ17 الأخرى، لم تعد “الدعم السريع” تسيطر سوى على أجزاء من ولايتي شمال كردفان وغرب كردفان وجيوب في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، بجانب 4 من ولايات إقليم دارفور.

(الأناضول)

   

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة تجدد الدعوة لحماية المدنيين مع استمرار تدهور الأوضاع بشمال دارفور
  • مناوي: شقيق قائد التمرد نجا من قبضة الأبطال في الهجوم الأخير على الفاشر
  • تقلبات أسعار النفط في 2025.. تراجع مستمر نتيجة لتأثير الحرب التجارية
  • الأمم المتحدة تجدد الدعوة لحماية المدنيين مع استمرار تدهور الأوضاع الإنسانية في شمال دارفور
  • عماد السنوسي يوضح حقيقة الحرب الدائرة في السودان نافضًا عنها غبار الروايات المتداولة دوليًا
  • تباطؤ اقتصادي حاد في روسيا مع تراجع أسعار النفط
  • الفاشر.. اشتباكات عنيفة بين الجيش و”الدعم السريع” وتوقف مطابخ خيرية
  • 500 % ارتفاع أسعار السلع في القطاع .. ونفاد الغذاء والأدوية .. والفقر يتجاوز 90 %.. غزة «هيروشيما جديدة».. دمار شامل وحصار خانق
  • الغرف التجارية في غزة: ارتفاع جنوني في أسعار السلع بأكثر من 500%
  • خبير اقتصادي: ضروري من اعتماد ميزانية موحدة بقانون رسمي