لحظة الانعتاق لأسرانا في السجون تقترب..
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
يقف الفلسطيني بكلّ شموخ وكبرياء وهو يشاهد أسرى وأسيرات يتحرّرون عنوة رغم أنف سجانهم، ينظرون خلفهم لذاك الليل الطويل الذي أغرقهم في ظلامه الحالك حتى أحاطت بنا الظنون وحارت بنا الأسئلة: كيف ومتى سينجلي هذا الليل؟ من ذا الذي يضع على عاتقه مسئولية انتزاعهم من براثن هذه السجون اللعينة؟ وأنّى له ذلك؟ تصلنا أنّات قلوبهم وآهات صدورهم ونسمع ضجيج أوجاعهم، هناك في ماكينة العذاب الصهيونية الخبيثة يسومونهم سوء العذاب ويلقون عليهم كلّ أحقادهم، بل ويتفنّنون في ابتكار ما لا يخطر على عقل قلب بشريّ من طرق العذاب ورجس الألم النفسي والمعنوي المريع، وقد استعرت أسواط السجّان ما بعد طوفان الأقصى لما رأى وسمع أنّ تحرير الأسرى وتبييض السجون هدف مركزي لهذه المعركة، فاستهدفهم بروح انتقامية خبيثة ساديّة بالتنكيل والسحق والتعذيب.
وجاءت الحرب بقضّها وقضيضها وألقى الصهاينة كلّ أنواع الحمم البركانية المدمّرة في غزّة، قتلوا ودمّروا غزّة وحاولوا طمس معالمها عن الخريطة، وبعد ثمانية وأربعين يوما هي رمز نكبتنا في فلسطين؛ خرجت الأسيرات والأسرى بنورهم ونارهم، بعنفوان الشمس في صباح صيفي حارّ، خرجوا ملتهبين بنار ثورة تعرف من أين تؤكل كتف الاحتلال، وتعرف كيف تحرّر أسراها مهما ادلهمّت الخطوب وضاقت بنا السبل، رجال يجيدون صناعة الممكن من الذي يبدو للناس أنّه مستحيل.
خرجت الأسيرات والأسرى بنورهم ونارهم، بعنفوان الشمس في صباح صيفي حارّ، خرجوا ملتهبين بنار ثورة تعرف من أين تؤكل كتف الاحتلال، وتعرف كيف تحرّر أسراها مهما ادلهمّت الخطوب وضاقت بنا السبل، رجال يجيدون صناعة الممكن من الذي يبدو للناس أنّه مستحيل
وعندما تدخل حركات المقاومة معركة القيم، فلا يكون أمامها إلا أن تنتصر قيم الحريّة والكرامة والسيادة مهما كان الثمن، بالفعل مهما كان الثمن باهظا، وهناك أمور لا يمكن تمريرها إذا نالت من كرامتنا أو كرامة أسرانا.. فما معنى الحياة بذلّة بل هي الموت بعينه، ولا داعي لنستذكر قول الشاعر فإما حياة تسر الصديق، أو ممات يكيد العدا، فاليوم جاء من يجعل من هذا البيت معركة وصراع إرادات وأدمغة، لم يفكّر أبدا بأن طريق الحرية معبدة بالورود أو أن تحرير الحرائر من الممكن أن يتمّ دون سلوك درب الأسود، جاء من يخطط بكلّ إتقان وينفّذ بكلّ احترافية وإبداع وليجعل من الشعار تطبيقا عمليا ناجحا على محكّ العمل.
على أعتاب حريّة أسرانا يجب أن تتكسّر النصال، وأن تعلو هامات الرجال، فما قيمة الحياة أن يبقى أسرانا كما كان عليه الحال ردحا طويلا من الزمن دون أن يجدوا من يحاول كسر قيدهم؟ لا بدّ من أن يجدوا لهم منقذا ومخلّصا من هذا السجن الذي يأكل من أجسادهم وأرواحهم، وقد وجدنا نهاية طريق شاقّة تجمع بين الاحترافية والشجاعة والذكاء من يقول لهم: لبيكم أسرانا، جاءكم الفرج، صحيح أنّنا تأخرنا طويلا بل طويلا جدا ولكنّنا أخيرا قد وصلنا كسر قيدكم رغم أنف سجانكم؟
أمام هذه البارقة العظيمة من الأمل فتحت بوابة السماء، أرى الآن أسرانا يترقّبون، يحلّلون، يبتهلون وينتظرون على أحرّ من الجمر، يملأ قلوبهم الأمل الجميل، الأمل المحفوف بالعمل
وأمام هذه البارقة العظيمة من الأمل فتحت بوابة السماء، أرى الآن أسرانا يترقّبون، يحلّلون، يبتهلون وينتظرون على أحرّ من الجمر، يملأ قلوبهم الأمل الجميل، الأمل المحفوف بالعمل، وليس أيّ عمل بل هو الذي يقوده رجال عرفوا من أين وكيف تؤكل الكتف؛ صابروا وصبروا وخطّطوا ونفّذوا بكل دقّة وإتقان، استعدّوا ببذل الغالي والرخيص وبأعلى درجات التضحية والفداء، استعانوا بربّ كريم وساروا في ركاب عمل قويم حتى وصلوا إلى ما صرنا إليه في بدايات تنفيذ صفقة تبادل كبيرة باتت على الأبواب قريبة بإذن الله.
هناك فدائيون، ومفكرون وأدباء، وقادة كبار ومصلحون، ربانيّون وحماة فكرة وقضية عظيمة، ينتظرون لحظة الانعتاق من هذ الجحيم المسمّى سجون إسرائيلية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني السجون الاحتلال تبادل اسرى فلسطين الاحتلال سجون تبادل مدونات مقالات مقالات مقالات صحافة سياسة صحافة صحافة سياسة صحافة رياضة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بطريرك اللاتين بالقدس: نهاية العنف في غزة تقترب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تستمرّ الضربات الإسرائيلية في تدمير قطاع غزة. فقد قُتل ما لا يقل عن 35 فلسطينيًا، بما في ذلك 12 كانوا يحرسون شاحنات المساعدات والمسعفين وفي خضم الصراع، أعرب بطريرك القدس للاتين عن اعتقاده بأن نهاية العنف قريبة.
لقد انتهت الحرب
"أعتقد أن ذروة الحرب في غزة انتهت"، هكذا صرّح الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا في مؤتمر صحفي نظمته مؤسّسة "عون الكنيسة المحتاجة". وأشار إلى أنّ وقف إطلاق النار الذي تمّ التوصل إليه في لبنان، بين حزب الله وإسرائيل، سيكون له تأثير على غزة وحماس.
وأوضح البطريرك انطباعه "أننا في الأسابيع أو الأشهر المقبلة، سوف نتوصّل إلى بعض التسويات".
وتوصلت إسرائيل ولبنان إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد 14 شهرًا من الصراع ومنذ ذلك الحين، يزعم كل جانب أن الطرف الآخر انتهك الاتفاق. وحتى لو استمرت هذه الهدنة الهشة وامتدت إلى قطاع غزة، أوضح الكاردينال بيتسابالا أن نهاية الهجمات العسكرية لا تعني نهاية الصراع.
وطرح البطريرك السؤال التالي: "عندما تنتهي العملية العسكرية، كيف ستكون الحياة في غزة؟ من سيكون هناك؟" وأكد أن الأمر سيستغرق سنوات لبدء إعادة بناء المجتمع والحياة للفلسطينيين. "أنا على يقين من أن الحدود مع إسرائيل ستظل مغلقة، فما هو مستقبل هؤلاء الناس؟".
مخاوف طويلة الأمد
أحد المخاوف التي حدّدها الكاردينال بيتسابالا هو انعدام الثقة وارتفاع خطاب الكراهية في الأراضي المقدسة - من خطاب الكراهية إلى إنكار الآخر. وبالمقارنة مع الحروب والصراعات الأخرى، أوضح بطريرك القدس للاتين بأنّ هذه الحرب كانت مختلفة تمامًا. فهناك ما قبل وما بعد السابع من أكتوبر، و"نوع العنف الذي حدث والتأثير العاطفي على السكان المعنيين كان هائلاً".
وعندما ينتهي الصراع، لن يكون الحل بسيطًا.
قال البطريرك: "يمكننا إعادة بناء البنية التحتية، ولكن كيف يمكننا إعادة بناء العلاقات؟" بالنسبة للمسيحيين، الذين يشكّلون 1.5٪ من سكان الأرض المقدسة، وصف الكاردينال بيتسابالا وضعهم بأنه "متميز" لأنهم يتمتعون "بحرية التواصل مع الجميع".
الأمل في مواجهة الصراع
ومع ذلك، لم تكن الحياة في الأرض المقدسة وسط الصراع سهلة بالنسبة للمسيحيين. فقد تم إلغاء تصاريح جميع المسيحيين تقريبًا الذين عملوا في إسرائيل بعد السابع من أكتوبر، وفقد أولئك الذين عملوا في قطاع السياحة سبل عيشهم بسبب إلغاء رحلات الحج. وشدّد البطريرك على ضرورة إبقاء المسيحيين في الأرض المقدسة "لإبقاء ذكرى يسوع حية في أرض يسوع".
ومع ذلك، حذر من أن الأمل في المستقبل لا ينبغي أن يرتبط بحلّ سياسي، لأنه "لا يوجد حل قصير الأمد". وأوضح الكاردينال بيتسابالا أن الأمل هو موقف حياة – طريقة لرؤية حقيقة الحياة من خلال الإيمان. وأكد أن هذه ليست مجرد "كلمات لطيفة، لكنها حقيقية. في كل مكان، من غزة إلى الضفة الغربية والقدس وإسرائيل".
ووصف البطريرك بيتسابالا أمثلة لأشخاص يلتزمون "بأنفسهم بفعل شيء للآخرين". وفي حين أن هذه الأفعال الصغيرة قد لا تغيّر الوضع السياسي، قال الكاردينال بيتسابالا "هناك أمل"، لأنه يعني "أننا نستطيع تغيير شيء ما حيث نحن".