تجارة المواقف!!
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
صباح محمد الحسن
لم يتردد حاكم إقليم دارفور، مني أركو مناوي، في عملية تبديل مواقفه، وخرج ليتخلي عن إنحيازه للجيش نافيًا أن يكون موقفه بإنهاء الحياد في الحرب انحيازًا للجيش وعدّه حماية للمواطنين والممتلكات العامة والخاصة.
ولأول مرة نعلم من مناوي أن هنالك منطقة وسطى مابين الحياد و الإنحياز!!
ووصف مناوي الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بأنها أكبر إنفجار في تاريخ البلاد، وقد أدَّت لخسائر كبيرة وما زالت تحصد الأرواح وتسبب أكبر الخسائر للسودان، وتهدد وحدة البلاد محذراً من إحتمالات خروج الأوضاع عن سيطرة المحاربين هذا كله يضعه مناوي مسوغا لمراوغته وإنسحابه التكتيكي من البيان الأخير.
وما كشفه مناوي هو الوجه الحقيقي لأسوأ عمليات البيع والشراء في السوق السياسية وعلى طرقات البيع (المفروش) وظهر جليا مايمارسه من لعبة الخديعة وفنون المغشوش فمنذ إعلانه الإنحياز إلى الجيش ذكرنا أن مناوي وجبريل يمارسان(الإستهبال السياسي) لأن مواقفهما لاعلاقة لها بالوطنية سيما أن الفكرة راودتهما بعد ثمانية أشهر من الحرب وهذا وحده يجعل الموقف (مصنوع) وزائف وكل ماهو زائف زائل.
ولم تمر على قرار إنحياز الحركات إلى الجيش بضعة أيام حتى خرج مناوي يتحدث عن مكالمة جمعته بدقلو وأنه لن يحارب مع الجيش والرجل يعلم من أول يوم حرب أن المؤسسة العسكرية الوطنية بريئة من هذه الحرب اللعينة وكان له أن يكون ثابتا على موقف الحياد ولكنه (تاجر مواقف) دعم الإنقلاب من قبل حتى ينسف الحكومة المدنية وبعد فشلهم وفشل مساعيهم وتلاشي الكتلة الديمقراطية وجد أن الإطاري يطل عليه من حيث لايحتسب ويحاصره من جديد بحصانة أكبر غير قابله للهزيمة.
لذلك ترك مناوي دارفور التي كان ينادي ويستغيث بإسمها وبمايعانيه أهلها من قتل وحرق ونزوح وما أرتكبته قوات الدعم السريع من جرائم
وفي أول رحلة سفر للخارج وأول مكالمة مع حميدتي تلاشت صورة دارفور المنكوبة من ذهنية مناوي وخرج يبحث عن منبر إعلامي ليبدأ منه ممارسة هوايته القديمة من كتاب (كيف تدافع عن دارفور وإنسانها من إطلالة فندقية ساحرة).
وتبدلت المواقف لأن حقيقة (حركات بلا قوات) يعلمها الجيش الذي لم يصدر بيانا واحدًا يرحب فيه بانحياز الحركات وقتها ولا عندما نكثت عهدها لم يصدر بيانًا ينعى فيه المواقف إذن إن إنحياز مناوي لايشكل فرقًا في ميادين المعارك العسكرية مثلما أن حياده أيضًا لا تأثير له على خارطة الحل السياسي
والسؤال الذي كان يجب أن يطرح علي مناوي أين هي قواته الآن وكم عددها!!
فمناوي نفسه لايدري إن كانت قواته الآن تقاتل في صفوف الجيش أو صفوف الدعم السريع مايعرفه فقط هو أنه يتحرك الآن بصفة قائد وحاكم لأقليم دارفور وهذه اللافتات ربما تجعله (يربح) في السوق السياسية أكثر من وجوده في ميادين المعركة لهذا طفق يحدثنا عن لا للحرب وضرورة أن تنتهي فورا قبل (حدوث إنفجار) .!!
طيف أخير:
حرية سلام وعدالة، الشعار الذي لم تستطع أن تلتهمه نيران الحرب، لن يكون فقط صوت وهتاف لكنه سيكون واقعا معاشا في عاجل قريب.
نقلاً عن صحيفة الجريدة
الوسومصباح محمد الحسنالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
إقرأ أيضاً:
الجيش يعلن استعادة مقر الفرقة 17 من الدعم السريع وسط السودان
أعلن الجيش السوداني استعادته السيطرة على مقر الفرقة 17 في مدينة سنجة حاضرة ولاية سنار وسط السودان، وذلك بعد معارك ضارية شهدتها المدينة منذ يومين.
وقال الجيش إن قواته استعادت قيادة الجيش في سنجة التي كانت تخضع لسيطرة الدعم السريع، وأشار إلى أنهم ماضون في طريق تطهير كامل لتراب الوطن ممن وصفها بالمليشيا الإرهابية.
معارك ضاريةوشهدت مدينة سنجة منذ يومين مواجهات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع التي اتخذت موقعا دفاعيا في المدينة لإيقاف تقدم الجيش الذي طوّق المدينة من 3 محاور.
ويقول ضابط برتبة رفيعة في الجيش السوداني للجزيرة نت إن قواتهم طوقت سنجة شرقا عبر قوات قادمة من مدينة الدندر وجنوبا عبر قوات قادمة من الدمازين وغربا عبر قوات قادمة من مدينة سنار مرورا بمدينة مايرنو.
وأشار الضابط إلى أن الطائرات الحربية نفذت طلعات جوية عنيفة فجر اليوم استهدفت مواقع الدعم السريع في سنجة أعقبها تقدم للمشاة من محور الدندر، إذ تمكنوا من عبور جسر سنجة واستلام مواقع الدعم السريع في المدينة، من بينها مقر قيادة الجيش بالفرقة 17 مشاة.
وتابع الضابط أنهم كبدوا الدعم السريع خسائر في الأرواح وسيطروا على عدد من قطع الأسلحة الحربية، وقال إن عناصر من قوات الدعم السريع هربوا نحو منطقة رورو في النيل الأزرق.
وكانت قوات الدعم السريع بسطت سيطرتها على مدينة سنجة في أواخر يوليو/تموز الماضي بعد معارك استمرت 3 أيام انسحب عقبها الجيش من سنجة.
وفي الأثناء، قال مصدر بالدعم السريع للجزيرة نت إن قيادة الدعم السريع وجهت قواتها بالانسحاب من سنجة، وإنهم انسحبوا إنفاذا لتوجيهات القيادة، ولم يفصح المصدر عن وجهة قواتهم المنسحبة.
معارك سناروفي يوليو/تموز الماضي سيطرت قوات الدعم السريع على مدن عدة بولاية سنار جنوب شرقي السودان، من بينها سنجة وأبو حجار والدالي والمزموم.
وتشير المصادر التي تحدثت للجزيرة نت إلى أن قوات الدعم السريع ما زالت تحتفظ بوجودها في مدينة أبو حجار جنوب سنجة وفي الدالي والمزموم المتاخمتين لمحلية التضامن بولاية النيل الأزرق.
وأضافت المصادر أن الجيش بات قريبا من استعادة أبو حجار عبر قواته المتقدمة من منطقة جلقني البحر في النيل الأزرق، وأكدت أن الجيش عازم على استعادة السيطرة الكاملة على ولاية سنار في الساعات القادمة.