روت الممرضة السعودية بمستشفى القطيف المركزي، زهراء الزوري، تجربتها في منح أمل الحياة للطفل علي، وذلك بعد تبرعها بجزء من كبدها له.

وأشارت خلال مداخلة مع قناة «الإخبارية» أنها فكرت بوجوب أن يتبرع الإنسان بأعضائه وقت ما يستطيع أن يتبرع، لأن الانتظار إلى الكبر في العمر أو الوفاة ربنا لا تكون الأعضاء وقتها صالحة للتبرع.

وأوضحت الزوري أن التبرع بجزء من الكبد كان قرارا حاسما غير قابل للتفاوض، إلى الطفل «علي» الذي يبلغ من العمر 9 سنوات.

ولفتت إلى أن الخطوة لم تكن سهلة في البداية؛ لأن فكرة التبرع جديدة على المجتمع المحيط بها، ولكن ذلك المجتمع تقبل الإجراء بعد ذلك بعد الاطمئنان أنها بصحة جيدة.

 ولفتت الممرضة زهراء الزوري إلى تلقيها رسالة شكر وتقدير من أسرة الطفل بعد ذلك العمل.

فيديو | "إنسانية بلا حدود"..

بعد تبرعها بجزء من كبدها.. الممرضة "زهراء الزوري" تعطي أمل الحياة إلى الطفل "علي" #الإخبارية pic.twitter.com/0irTKY18bm

— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) December 1, 2023

المصدر: صحيفة عاجل

كلمات دلالية: بجزء من

إقرأ أيضاً:

من ضربك اضربه.. توجيه تربوي صحيح أم تشجيع للطفل على العنف؟

حين ينتصف شهر سبتمبر/أيلول، تعاود الكوابيس الظهور مرة أخرى في حياة أميرة وطفلها أحمد البالغ من عمره 10 سنوات، بعد عامين على الحادثة التي غيرت مجرى حياته الدراسية. صدمة لا ينساها الطفل أحمد حين تشاجر مع أصدقائه في المدرسة الذين منحوه لقبا لم يحبه، في البداية كان يبكي لأمه دون ردة فعل منه، وحين حاول في مرة الاستجابة لطلب أمه بالدفاع عن نفسه، منحه أصدقاؤه جرحا قطعيا بالرأس و"تروما" لا تنقطع وحالة تبول لا إرادي تصيبه كلما هلّ شهر سبتمبر، وبدأت الدراسة.

ما بين وجهتي نظر ترتبطان بالعنف داخل المدارس، تعيش الأمهات صراعا حادا مع أبنائهن في بداية الدراسة، ما بين "من يضربك اضربه" وبين "العنف لا يحل المشكلة.. بل يحلها العقل" يجد الأطفال أنفسهم بين صراع بين أن يكون الأضعف المُتنمَّر عليه، وبين أن يكون المتنمِّر العنيف الذي يخشاه الجميع.

الأسرة والمدرسة لهما دور كبير في مواجهة العنف داخل المدارس، دون ترك الحلبة للتلاميذ لحل مشكلاتهم بأنفسهم (غيتي إيميجز)

في توصياتها حول مكافحة التنمر والعنف في المدارس، قالت اليونسكو برسالتها  في نوفمبر/تشرين الثاني 2023 "إن الروابط القوية بين الصحة النفسية والعنف في المدارس مثيرة للقلق، حيث يمكن لتجارب مثل العنف والتنمر والتمييز في المدرسة أن تساهم في ضعف الصحة العقلية وتؤثر على التعلم، في حين هناك ارتباط بين الشعور بالأمان وتحسن الصحة العقلية ونتائج التعليم، كما أكدت مديرة اليونسكو على أن من حق كل طفل أن يحظى بالاحترام والقبول والأمان حتى يتمكن من التعلم والازدهار التام في البيئة المدرسية".

العنف داخل المدارس

القصص المتعلقة بالعنف المدرسي لا تعد ولا تحصى لدى أولياء الأمور، ويحمل العديد من الأخصائيين الاجتماعيين في المدارس مئات الشكاوى التي تتكرر سنويًا، من حالات التنمر والعنف بين التلاميذ التي لم تعد تقتصر على معارك بالأيدي بين الطلاب، بل تجاوزت ذلك إلى حد الترصد والعنف المسلح واندماج الفصول في مشكلات جماعية بسبب خلاف فردي بين الطلاب، وفي النهاية تحدث المعركة دون تمييز بين مدارس حكومية أو خاصة أو حتى دولية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2دراسة تجيب: لماذا تتغيّر رائحة الطفل الطيبة بعمر المراهقة؟list 2 of 2كيف يتسبب البحث عن السعادة في شقائك؟end of list

تشير مروة بدر، أخصائية اجتماعية في إحدى المدارس الحكومية بمصر، إلى أن مكتبها مع بداية كل عام دراسي يكتظ بالطلاب المعروفين بسلوكياتهم العنيفة داخل المدرسة. وهي تسعى لتوجيههم لبدء عام دراسي جديد خالٍ من العنف، لكن في كل مرة تنتهي من حديثها معهم، تتلقى شكاوى من طلاب آخرين يتعرضون للتنمر والتعنيف سواء أكان لفظيًا أم جسديًا من قبل زملائهم. تقول مروة بدر للجزيرة نت: إن الفروق الجسدية بين الطلاب في المراحل المختلفة هي الوسيلة الأكثر استخدامًا في التنمر، والذي لا يختلف كثيرًا بين الذكور والإناث، وربما تختلف النتائج وشكل المشكلة، لكنها في الأساس واحدة. حيث يتم استهداف التلميذ الأضعف والأقل حجمًا، خاصة إذا كان يتميز بتفوق دراسي أو مظهري أو مادي، فهو في هذه الحالة "ضحية مثالية" للمتنمرين من زملائه. وللأسف، الكثير منهم لا يستطيعون رد العنف، حتى يتطور الأمر إلى اشتباكات ومعارك داخل المدرسة تنتهي بحضور أولياء الأمور وربما بتصعيد إلى مستويات أعلى

هل تصبح مقاومة العنف بالعنف ضرورة؟

في دراسة أجرتها كلية الخدمة الاجتماعية بجامعة الفيوم، أشار الباحثون المشاركون إلى أن ظاهرة العنف في المدارس تنبع من العنف الأسري في المنزل، سواء تعرض له الطفل مباشرة أو شاهده يحدث لأحد المقربين منه في بيئته الأسرية. وتُعد "نظرية التعلم الاجتماعي" من أكثر النظريات شيوعًا في تفسير العنف المدرسي، حيث يتحول العنف إلى سلوك مكتسب يتعلمه الطفل داخل الأسرة. تفترض هذه النظرية أن الأفراد يتعلمون العنف بالطريقة نفسها التي يكتسبون بها أنماط السلوك الأخرى، وأن عملية التعلم هذه تبدأ من الأسرة. فبعض الآباء يشجعون أبناءهم على التصرف بعنف مع الآخرين في بعض المواقف ويحثونهم على ألا يكونوا ضحايا للعنف "لا تعد مضروبًا، بل تعال ضاربًا"، أو عندما يدرك الطفل أن الوسيلة الوحيدة التي يحل بها والده مشاكله مع الزوجة أو الجيران هي العنف.

مروة بدر: الفروق الجسدية بين الطلاب في المراحل المختلفة هي الوسيلة الأكثر استخدامًا في التنمر (غيتي إيميجز)

وعلى الرغم من أن الدراسات جميعها تتبنى نهج الابتعاد عن العنف في المدرسة واللجوء إلى أساليب دفاعية أخرى، فإن هذه الأساليب لا تُقنع المحاسب أشرف عابدين، البالغ من العمر 40 عامًا وولي أمر لولدين في المرحلتين الثانوية والإعدادية في مدرسة حكومية. يقول أشرف لـ"الجزيرة نت" إن العنف في مصر وصل إلى مستويات لا تسمح له بأن يترك ابنه ينتظر حكم المدرس أو المدير أو حتى الوزارة بأكملها. فماذا ستفيد الوزارة إذا اعتدى طالب على أحد أبنائه؟ الاعتداءات داخل المدارس الآن لا تتوقف عند مرحلة اشتباك تلميذين، بل تتحول المدرسة إلى ساحة معركة وعنف جسدي قد يصل إلى استخدام الأسلحة البيضاء، أو الضرب حتى الموت أو التسبب في الإعاقة.

لا بديل عن التوقف

"العنف داخل المدرسة دائرة لن تتوقف طالما يصر الآباء على تنمية قدرات أبنائهم الجسدية فقط دون القدرات العقلية أو مشاعرهم" يقول الدكتور علي عبد الراضي، استشاري العلاج والتأهيل النفسي بجامعة الأزهر. إن غالبية أولياء الأمور يعدون أبناءهم في فصل الصيف إعدادا بدنيا في الصالات الرياضية وأنه يذهب إلى الحرب وليس إلى المدرسة، كي يواجه زملاءه مدججا بقوة عضلاته، لكن في واقع الأمر أن القوة لا تأتي من العضلات، لكن من العقل والقدرة على التحكم بالمواقف، وهذا ما يفشل فيه غالبية أولياء الأمور، فتتحول المدارس لساحات معارك، تترك أثرها على الأبناء طيلة حياتهم.

الدكتور علي عبد الراضي: العنف داخل المدرسة دائرة لن تتوقف طالما يصر الآباء على تنمية قدرات أبنائهم الجسدية فقط (غيتي)

لا يؤيد عبد الراضي أن يبادل التلميذ العنف بالعنف، إلا في حالة الاضطرار، "أعني بذلك عندما يتعرض لعنف بدني وقع عليه عن عمد، في تلك الحالة عليه رده بشكل مباشر بنفس الطريقة وذات الأثر"، لكن الدخول في معارك واهية من أجل إثبات القوة، ذلك هو ما نحاول السيطرة عليه داخل المدارس وخاصة في مراحل المراهقة، يقول عبد الراضي للجزيرة نت "جزء كبير من مشاكل العنف في المدارس يعود بالأساس إلى أثر مرحلة المراهقة على التلاميذ وخاصة في المدارس المشتركة".

ويتابع، الأسرة والمدرسة لهما دور كبير في مواجهة العنف داخل المدارس، دون ترك الحلبة للتلاميذ لوضع حلول لمشكلاتهم بأنفسهم، العنف ليس وليد فكرة التلميذ، بل هو نتاج ما يتعلمه داخل البيت والمدرسة، لذا أساس الحل يجب أن يكون لتلك المؤسسات أولا. يضيف الاستشاري النفسي أن مواقع التواصل الاجتماعي ألقت بظلالها على الظاهرة، فزادت معدلات التعنيف بين التلاميذ، كي يصلوا لسباقات التريند، حتى وإن اتفقوا عليها مسبقا، مضيفا أن الحل لا يكمن فقط في منع العنف، لكن في تنمية العقل وبناء المعرفة للطلاب بدلا من التركيز على تنمية العضلات وبناء الأجسام فقط.

مقالات مشابهة

  • فعاليات إبداعية سعودية تزين حدائق أثينا الوطني ..فيديو
  • من ضربك اضربه.. توجيه تربوي صحيح أم تشجيع للطفل على العنف؟
  • عائلات نامت في العراء تروي كابوس ليلة الغارات الاسرائيلية الوحشية
  • منى عبد الناصر تروي تفاصيل اللحظات الأخيرة في حياة الزعيم الراحل
  • ⁠أول محامية كفيفة بالمملكة تروي كيف فتحت مكتب المحاماة الخاص بها
  • هل التدليل الزائد والتربية الخاطئة للطفل تولد الميول المثلية؟.. «خلوا بالكم»
  • محافظ أسيوط يدشن مبادرة التبرع بجزء من الوقت لدعم العملية التعليمية والصحية الشبابية
  • عاجل - قمة سعودية مصرية بنكهة كلاسيكية.. الأهلي والزمالك في مواجهة ساخنة غدًا الجمعة
  • عنكبوت ينقذ أم من الموت بالسرطان
  • اليوم.. محاكمة المتهمين بالتزوير والإهمال في معالجة طفل بمستشفى أم المصريين