واشنطن تمنح إسرائيل ضوءاً أخضر لاستئناف العملية العسكرية
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
رصد – نبض السودان
طالب وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الخميس، إسرائيل بضمان إقامة مناطق “آمنة” للمدنيين الفلسطينيين قبل استئناف “العمليات العسكرية الكبيرة” في قطاع غزة.
وأضاف خلال مؤتمر صحافي في تل أبيب، أن إسرائيل أعربت عن نيتها استئناف عمليتها العسكرية في غزة حال استكمال تبادل المحتجزين. وشدد بلينكن على وجوب أن تضع إسرائيل “موضع التنفيذ خططاً لحماية المدنيين تساهم في التقليل بشكل إضافي من الضحايا الفلسطينيين الأبرياء”، مؤكداً أن ذلك “يشمل بوضوح ودقة تخصيص مناطق وأماكن في جنوب ووسط (قطاع) غزة، حيث يمكنهم أن يكونوا آمنين وبعيداً من مرمى النيران”.
وقال إن طريقة “دفاع إسرائيل عن نفسها” مهمة وعليها التزام القانون الدولي، موضحا أنه طالبت المسؤولين الإسرائيليين بخطط لحماية المدنيين في غزة. وتابع أن الجانب الإسرائيلي أعرب عن موافقته على حماية المدنيين واستمرار المساعدات قبل بدء أي هجوم في جنوب غزة.
يأتي ذلك في وقت تستمر المحادثات التي يجريها الوسطاء بين إسرائيل وحماس للحصول على يوم إضافي للهدنة في غزة.
وأظهرت التصريحات الأميركية الخميس، موقفاً مؤيداً لاستئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، مع مطالب أميركية محددة لها علاقة ب”حماية المدنيين” واستمرار تدفق المساعدات.
وأعلن المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي الخميس، أن الولايات المتحدة لا تدعم فكرة وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة. وقال: “نحن لا نؤيد وقفاً دائماً لإطلاق النار في هذا الوقت. نحن نؤيد فكرة الهدنة الإنسانية”.
وأضاف أن الولايات المتحدة ترغب في تمديد الاتفاق الحالي بين إسرائيل وحركة حماس لوقف مؤقت للأعمال القتالية إذا تم التوصل إلى اتفاق مناسب بين الطرفين.
وتابع أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل بعد انتهاء الهدنة الإنسانية في قطاع غزة. قائلاً: “عندما يتخذون هذا القرار، سيستمرون في تلقي الدعم الأميركي”. وأضاف “ما زلنا نعتقد أن لدى إسرائيل الحق في ملاحقة حماس وسنستمر في دعمهم”.
بالتوازي، وضعت إسرائيل يدها على الزناد لاستئناف العدوان على قطاع غزة، وسط غموض في مصير الهدنة التي تنتهي عند السابعة صباح الجمعة، وهل سيجري تمديدها ليوم إضافي؟
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت من غرفة عمليات سلاح الجو الإسرائيلي: “علينا الاستعداد للانتقال السريع إلى الحرب في أي وقت”.
وبرزت الخميس “خلافات” بين الجانبين الأميركي والإسرائيلي بشأن طبيعة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر، وتوسيع العمليات البرية في غزة لتشمل المناطق الجنوبية، وذلك خلال اجتماع بلينكن مع كابينت الحرب الإسرائيلي.
وفيما نقل موقع “أكسيوس” عن مصادر أن بلينكن لم يطلب من إسرائيل وقف الحرب على غزة، لكنه “أعرب عن قلقه من استمرارها”. نقل موقع “واللا” عن مصدرين مطلعين على مجريات الاجتماع أن التقديرات التي عرضها رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي، على وزير الخارجية الأميركية تفيد بأن عمليات الجيش الإسرائيلي في شمال وجنوب قطاع غزة، قد تستمر لمدة “تزيد عن بضعة أسابيع أخرى”.
في حين ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن أعضاب كابينت الحرب شددوا أمام بلينكن على أن “الحرب على قطاع غزة غير مقيدة بعنصر الوقت”، ورد بلينكن بأنه “لن يكون بمقدوركم الاستمرار بالعملية العسكرية لأشهر. وأوضح بلينكن أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن استمرار عمليات الجيش الإسرائيلي في غزة، خاصة بالحجم والكثافة التي تجري بها حالياً، “سيزيد بشكل كبير من الضغوط الدولية على إسرائيل والولايات المتحدة”.
وأشارت القناة (12) الإسرائيلية إلى “مواجهة حادة” بين أعضاء الكابينت وبلينكن بعد أن عبّر الأخير عن قلقه وانتقاداته الكبيرة إزاء التحركات الإسرائيلية العسكرية والسياسية. وقالت إن المشادة تمحورت حول “استمرار القتال واليوم التالي للحرب”. وشدد بلينكن على أنه “سيتعين على إسرائيل تغيير طريقة الهجوم وعدم تكرار ما فعلته في شمال قطاع غزة”.
وانضم غالانت إلى النقاش، وقال إن “المجتمع الإسرائيلي بأكمله متحد حول هدف تفكيك حماس، حتى لو استغرق الأمر أشهراً”. وأجاب وزير الخارجية الأميركية: “لا أعتقد أنه سيكون لديكم رصيد (دولي) لذلك”.
المصدر: نبض السودان
كلمات دلالية: إسرائيل تمنح ضوءا واشنطن على قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
هكذا غيَّر ترامب إستراتيجية واشنطن العسكرية ضد الحوثيين
يشي اتساع نطاق العمليات العسكرية التي تشنها الولايات المتحدة ضد جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، والذخائر المستخدمة فيها بمحاولة إدارة دونالد ترامب إحداث التغيير الذي تعهدت به في التعامل مع ملف هذه الجماعة.
فقد انتقلت القوات الأميركية من قصف منصات انتقال الصواريخ والطائرات المسيَّرة إلى استهداف كبار قادة الحوثيين وإسقاط القنابل على المدن، وتوجيه ضربات لم تكن تستهدف في العمليات العسكرية التي جرت في عهد جو بايدن.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مظاهرات ووقفات احتجاجية في مدن ألمانية دعما للفلسطينيينlist 2 of 2الجزيرة ترصد أوضاع النازحين في ليالي غزة المظلمةend of listووفقا لتقرير أعدته سلام خضر للجزيرة، فإن أكثر من 72 غارة جوية أميركية استهدفت عددا من المدن اليمنية خلال 24 ساعة، بدءا من صعدة شمالا مرورا بعمران ومأرب والحديدة غربا ووصولا إلى العاصمة صنعاء.
واستهدفت هذا الغارات ما تقول واشنطن إنها مقرات قيادية ومسؤولين ومواقع عسكرية، وذلك بالتوازي مع تحرك لوجستي أميركي على وشك الحدوث.
عملية أكثر شمولا
فبعد أن حركت قيادة الأسطول السابع في المحيط الهادي حاملة الطائرات كارل فينسون إلى الشرق الأوسط، نقل سلاح الجو الأميركي قاذفة إستراتيجية من طراز "بي توسبيريت" إلى قاعدة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية وجود 4 قاذفات على الأقل على مدرج القاعدة العسكرية الأميركية. ولم تحدد الولايات المتحدة أهداف أو نطاق عمليات هذه القاذفات، لكنها قالت إنها جزء من العمليات العسكرية الجارية لردع أي هجمات إستراتيجية ضد واشنطن وحلفائها.
إعلانوتكمن أهمية هذه القاذفات في قدرتها على الطيران لمسافة تصل لنحو 10 آلاف كيلومتر من دون أن تتمكن الرادارات من رصدها وهي تحمل ذخائر تقليدية ونووية بوزن يصل لحوالي 18 طنا.
وسبق لهذه القاذفات أن سجلت أطول فترة طيران في تاريخ سلاح الجو الأميركي بالتحليق 44 ساعة متواصلة خلال الحرب على أفغانستان عام 2001.
ولم يقتصر التحول الإستراتيجي في تعامل واشنطن في التعامل مع الحوثيين على توسيع رقعة الاستهدافات واستخدام قنابل ثقيلة وموجهة، لكنه طال الأهداف نفسها.
فبعد أن كانت الضربات الأميركية محصورة في منظومة الدفاع الصاروخية ومواقع إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل أو القطعات البحرية المتجهة إليها أو إلى القطعات العسكرية الأميركية، أصبحت تستهدف مواقع في صعدة وصنعاء وهما المعقلان الأيديولوجي والسياسي لجماعة الحوثي.
وقبل أن يعاود الحوثيون قصف إسرائيل والسفن العاملة أو التابعة لها عقب انهيار الهدنة واستئناف الحرب على قطاع غزة، استبقت الولايات المتحدة أي هجوم للحوثيين وبدأت ضربات ضدها في الـ18 مارس/آذار الجاري.
وقد وصفت تقارير عسكرية أميركية هذه الضربات بأنها ذات طابع استباقي أكثر منه دفاعي، وقالت وكالة أسوشيتد برس إن العمليات العسكرية بعهد ترامب أكثر شمولا من تلك التي كانت أيام بايدن.