سودانايل:
2024-11-24@01:59:30 GMT

الوطن المنشود .. والطريق المسدود

تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT

Siddig026@gmail.com

*بخصوص ما يجري في سوداننا اليوم ، وفي سبيل بحثنا عن وطن آمِن ، مُستقِر ، مُوحَّد ـ بِتنا على الدوام ننشُده ونحلم به ، وطن يأوينا ويُسعِدنا ويسَعنا جميعاً ـ على اختلاف ألسِنتنا وألوانِنا ، وعلى تعدُد وتنوع بيئاتنا ، وثقافاتنا ، ومُعتقداتنا ، أود أن أقول : ماذا لو أطلقَت ـ قوى الحُرية والتغيير ـ نداء لوحدة الصف بين كل ألوان الطيف السياسي في اليمين وفي اليسار ـ دون إستثناء ؟! وكذلك نداء لكل الحركات المسلحة ـ أن تتوحَّد وتتوافَق على تكوين جيش واحد يمثل كل السودان ؟!.

*

*نعم ، المؤتمر الوطني خرَب البلاد ، وشرَّد العِباد ، وأفسَد الحياة ـ في فترة حُكمه ، والحرب الدائرة الآن في سوداننا هي خديعة وصنيعة حركات الإسلام السياسي ، أشعلوها وخططوا لها من خلال منسوبيهم من الإسلاميين الموجودين داخل وخارج المؤسسة العسكرية ، وألبسوها ـ كَذِباً و زوراً ـ ثوب الوطنية والكرامة ـ وهي أبعَد ما تكون عن ذلك . هذه حقيقة يعرفها الآن أبسط الناس إلماماً بكواليس هذه الحرب ، و هُم أنفسهم قد اعترفوا بذلك .. ولكن السؤال هو : كيف السبيل للخلاص من هذا النبت الشيطاني المُسمَّى " المؤتمر الوطني " أو " الحركة الإسلامية " ؟!* *هل الحرب هي السبيل الأنجع للخلاص منه ؟!*

*ثبَت بالأَدِلَّة القاطعة عن هؤلاء المُتأسلِمين ، المُجرِمين ـ الذين يرتدون قِناع الدين ـ أن السودان وإنسان السودان لا يعنيهم في شيء ، وأنهم لا يُريدون خيراً لهذا البلد أبداً ، وقد قالوا بالحرف الواحد لأجل أن يعودوا إلى الحُكم : " لن نوقف الحرب الدائرة الآن ـ حتى وإن أُحرِق السودان بأكمله " !!* *فهل الحريصون على سلام السودان وأَمنه واستقراره ـ هُم أيضاً كذلك ؟! ، أي أنهم لن يوقفوا الحرب ، ولن يسمحوا للمؤتمر الوطني بممارسة العمل السياسي " حتى وإن أُحرِق السودان بأكمله " ؟!*

*كل المؤشرات تقول أن اجتثاث الإسلاميين أو " الكيزان " عن طريق القِتال ـ كُلفته ستكون كارثية على كل السودان ، و هُم قد استطاعوا جر قوات الدعم السريع و رميها في أتون الحرب ـ عندما هاجموا مُعسكراتها فى المدينة الرياضية بالخرطوم ـ في صبيحة 15/أبريل ، والواقع أن جيش المؤتمر الوطني ـ حتى الآن لم يتمكَّن من تحقيق نصر عسكري على الأرض ، لكنه نجح في قتل وتشريد المواطنين من ديارهم ، ونجح في خلق الفوضى والتدمير الذي يحدث الآن في البِلاد .*

*يوجَد من يُصِر على إزاحة أو اقتلاع الإسلاميين ـ من السودان " ـ بقوة السلاح ، ولكن هذا الطريق سيكون طويل ، وشاق ، ومُكلّـِف ، وقد ظهرَت نتائج ذلك في واقع حياة الشعب السوداني خلال السبعة أشهر المُنصرِمة من عُمر الإقتتال الدائر الآن في البلاد ، و رأَينا كيف دفَع شعبنا الثمن غالياً ـ من نفسه وماله وأرضه وعرضه ، دماً و دموعاً ، وإن استمر الحال على هذا الوضع ـ في يومٍ ما ـ لن يكون لنا وطن نُقاتل عليه أو نتجادل حوله ، أو حتى نبكيهِ ، والأطماع الخارجية الآن أعيُنها وشهّـِيَّتها مفتوحة على ثروات بلادنا ، وشبح التقسيم أضحى ماثِل وواضح أمامنا الآن أكثر من أي وقتٍ مضى .*

*في مقولته عن جماعة الهوَس الديني ـ من حديثه الشهير في سبعينيات القرن الماضي ، والذي تحقق الآن بحذافيره ـ كان المُفكِر الكبير والأستاذ العظيم ـ محمود محمد طه ، يعني ـ على الأرجح ـ بكلمة " إقتلاع " ـ (الإقتلاع عن طريق الوعي) ، وذلك عندما قال :* *(ومن الأفضل للشعب السوداني أن يمُر بتجرِبة حُكم جماعة الهوَس الديني ، وسوف تكون تجرِبة مُفيدة للغاية ، إذ أنها بلا شك سوف تكشِف لأبناء هذا الشعب مَدى زِيف شِعارات هذه الجماعة ، وسوف تُسيطِر هذه الجماعة على السودان ـ سياسياً وإقتصادياً حتى ولو بالوسائل العسكرية ، وسوف يُذِيقون الشَّعب الأمَرَّين ، وسوف يُدخِلون البِلاد في فِتنة تُحيل نهارها إلى ليل ، وسوف تنتهي فيما بينهم ، وسوف يُقتلَعون من أرض السودان إقتلاعاً) . انتهى .*

*وها هو كل شيء الآن قد انكشَف عن هذه النبتة الشيطانِيَّة السرطانِيَّة المُسمَّاة " حركات الإسلام السياسي " ، وها هي الفِتنة قد وقعَت ، والفوضى الآن تضرِب بأطنابها في طول البِلاد وعرضها ، وقد أحالوا نهارها إلى ليل ، ولم يتبقَّى سِوى إقتلاعهم النهائي من السودان ـ فكيف السبيـــل ؟!*

*أما عبارة " لا للحرب " فقد ظلَّت بلا جدوى ، و دون أن يكون لها أثر أو انعكاس حقيقي على أرض الواقع ، بل صارت محط للسُخرية والتندُر .* *طيف واسع ـ منذ بدء الحرب ـ ظلَّ يُردد ويقول " لا للحرب " ـ ولكن ما هي النتيجة ـ بعد سبعة أشهر ؟!* *النتيجة كما يراها الجميع الآن ـ قتل وتخريب ، وتشريد للملايين من أبناء الشعب السوداني ، والقادم ربما يكون أسوأ .*

*لذلك أرى كخطوة عمليَّة أن يُطلَق نداء من قُوى الحُرية والتغيير كتجمُّع سياسي عريض ، فاعِل وناطِق بإسم الثورة المَجِيدة ـ أن يُطلَق نداء من هذا الكيان ـ لكل حركات الكفاح المُسلَّح ، بأن تلقي السلاح وتندمج في بعضها مع قوات الدعم السريع وقوات الشعب المُسلَّحة ، لتكوين جيش واحد يمثل كل السودان ، وكذلك نداء لكل القُوى السياسية ـ بما فيها المؤتمر الوطني ـ بأن تتوافَق على وقف الحرب ـ كشيء يتضرَّر منه الجميع ابتداءً ـ وذلك بمن فيهم " القُوَّتين المُتقاتلتين " ، ثم تتوافَق هذه القُوى " مُجتَمِعَة " ـ على فصل المُؤسسة العسكرية وإبعادها عن السياسة ـ كُليَّاً ، وألَّا يتم إستخدام هذه المؤسسة من قِبَل أي جِهة سياسية مُستقبَلاً ، لِئَلَّا تتكرر سيناريوهات الماضي ـ وذلك بترجيح المصلحة العامة على المصالح الشخصية والخِلافات الحِزبية ـ أرى في ذلك حل ومخرَج لبلادنا من هذا النفق .* *(توافُق كل القُوى السياسية بمُختلف توجُّهاتها ، و دمج كل القوات المُسلَّحة في بعضها لتكوِّن جيش واحد مِهَني يبتعِد كلياً عن السياسة) .*

*أما مسألة المُحاسبة والمُحاكمة فالحقيقة أن مدنيين وعسكريين كُثر ـ في تاريخنا السياسي القريب والبعيد ـ قد أجرموا في حق السودان وشعبه ، وأحزابنا السياسية ـ منذ الإستقلال ، لكلٍّ منها ـ بصورة أو بأُخرى ـ دور في ما حلَّ بالسودان الآن ، هذه حقيقة . وما يحدث في بلادنا الآن هو نتيجة طبيعية لتراكُم أخطاء سياسية ، وأطماع شخصية ، ومظالِم تاريخية مُمتدة ، ولكن مُناهضة الظُلم ومُلاحقة الظالِم عن طريق الحِصار السياسي والمُحاسبة القانونية أفضل وأصح من إنتهاج طريق القِتال أو المُواجهة العسكرية ـ " إذ أن كل ما تُقاتِلُه تُقوِّيهِ ، وكل ما تُقاوِمُه يُثابِر ويبقى " ، وفي تاريخ الشعوب وفي ما يحدُث في العالم اليوم على ذلك شواهِد وأَدِلَّة ، والسياسة ـ كما يقولون ـ هي فن المُمكِن ، وليست فن المُستحيل ، لذلك ـ في هذا المُنعطَف الذي تمُر به بلادنا الآن ـ من الخير أن تُترَك مسألة المُحاسبة للقانون ، في دولة عدالة يتساوى فيها الجميع ـ دون حصانة و دون تمييز .*

*الحركة الإسلامية بمُختلف مُسمَّياتها وتيَّاراتها ـ يُمكن تحجيم دورها والحد من فاعِلِيَّتها في الحياة السياسية ، وفي المُجتمع السوداني ككل ـ عن طريق مُحاصرتها ـ سياسياً ، ومُلاحقة عناصرها ـ قانونياً ، وذلك حتى تتم مُحاسبة كل من أجرم في حق السودان وشعبه ـ من مدنيين وعسكريين ، في كل الحِقَب ـ فالحقوق لا تسقُط بالتقادُم ـ كما يقول أهل القانون ، وكذلك يتم تنظيف وتخليص شعب السودان وأرض السودان من دنَس الكيزان ، ومن رِجس الحركة الإجرامية المُسمَّاة " إسلامية " ـ نهائياً ، ولكن الآن الشيء العاجِل والأهَم من كل هذا هو حقن دماء أبناء الشعب السوداني ، ووقف تدمير البِنى التحتية للمنشآت ، وذلك بوقف الحرب التي هي الآن " الشر الأعظَم من وجود الكيزان ، والحركة الإسلامية ـ كتنظيم سياسي ، فاسِد ، مُجرِم " .*

*خِتاماً ، لا يفوتني إعتراض البعض ورفضهم المُطلَق لوجود المؤتمر الوطني في الساحة السياسية في البلاد ، وفي ذلك تحضرني حِكاية مُرتبطة بقصة سفينة نبي الله نوح ـ عليه الصلاة والسلام ، تقول الحِكاية ـ بعد أن أمَر الله تعالى نبيّـِه بأن يحمِل معه في السفينة أهله ، ومن كل المخلوقات زوجين إثنين : فجاء الحِمار ـ وكان آخر ما حُمِل على السفينة ـ فلمَّا نهَض بصدرِه ليدخُل ، تعلَّق إبليس بذيلِهِ فلم تستقِل رِجلاهُ ، فجعل نوح يقول له : ادخُل ، فينهَض فلا يستطيع ، حتى قال : ويحك ، ادخُل وإن كان الشيطان معك !!* *وكانت هذه كلمة زلَّت على لسانه . فلمَّا قالها نوح ، استطاع الحِمار أن يدخُل ـ بعد أن أخلى الشيطان سبيله ، و دخل معه في السفينة .* *فقال نوح ـ لإبليس : ما أدخلَك يا عدو الله ؟!* *فقال : ألم تقُل اُدخُل ولو كان الشيطان معك ؟!* *قال : اخرُج يا عدو الله ، قال إبليس : لن أخرُج ، وما كان لك بُد من أن تحملني معك .* *الشاهِد في الحكاية أن حركات الإسلام السياسي ـ بمُختلف ألوانها وأشكالها ، وعلى رأسها " المؤتمر الوطني " ـ أنها شر لا بُد منه ، وهي أحد الأسباب الأساسية التي عرقلَت وأقعدَت سوداننا عن النهوض والتقدُّم في مدى عُمره كدولة مُستقِلَّة ذات سيادة ، ولكن الشر الأعظَم من ذلك ـ كما ذكرت ـ هو " فِتنة الحرب " .*

*لذا ، في تقديري ـ الآن يجب على الجميع ـ قوى سياسية ، وحركات مسلحة ، ومواطنين ـ أن نتوافق ونتجاوز عن كل شيء ـ في هذا الوقت ـ وأن نضع أيدينا فوق بعض لنُخرِج بلادنا من هذا النفق المُظلِم الذي أُدخِلَت فيهِ ، ولنُحافِظ على سلامها وأمنها واستقرارها ووحدتها .*

*الصديق الزبير الصديق*  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: المؤتمر الوطنی ق السودان م حاسبة عن طریق من هذا

إقرأ أيضاً:

روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!

روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!

بثينة تروس

من أخطر سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي تغبيش الوعي حول أهم المعلومات والحقائق، بصنع الانحيازيات وتوجيه الآراء حيث الانقسامات بحسب التوافق السياسي، إذ بات يعتمد انتشار المعلومة للأعلى والأجهر صوتاً والأكثر إنتاجاً بغض النظر عن صحة المعلومات، دقتها، أو سطحيتها.. ولقد صنعت هذه الحرب اللعينة سوق معلوماتي اختلف عن بقية أسواق الميديا في خطورته بتوجيه دفة المعارك على الأرض من جهلاء بالحرب والسياسة، والحس الإنساني السليم، في وقوفهم مع استمرار الحرب، التي ساقت أهلهم وارحامهم الي حتفهم، وساهمت من ثم في تشريدهم وذلهم في معارك ليس لها من الكرامة غير اسمها الذي اختاره لها الاخوان المسلمون!

ومن أبرز نماذج انتفاع الحركة الإسلامية في هذا السوق الزخم ما تناقلته تلك الوسائط من شعور بالغبطة والنشوة باستخدام روسيا لحق الفيتو واسقاط اجماع 14 دولة عضو في مجلس الامن على وقف الحرب.. والغريبة أن الاقتراح الذي تم رفضه يشمل فيما يشمل قرارات إدانة وتجريم لقوات الدعم السريع لما ارتكبته في الجزيرة ودارفور، حيث انتهكت حرمات البيوت، والاعراض، وقتلت، ونهبت، واغتصبت النساء، وأذلت الشيوخ والمسنين من النساء والرجال.. ولذلك كان استخدام روسيا لحق نقض القرار عملا محبطاً لدعاة السلام وحقن الدماء.

وبالطبع امتطي البرهان موجة البطولات المضللة متوهماً ان له دبلوماسية محترمة، وسيادة معترف بها قائلا (البارحة شهدنا الموقف الروسي الداعم لسيادتنا… فالسودان يعمل بشكل وثيق مع أصدقائه وأصدقاء شعبه، لمنع صدور القرار المعيب والخادش للسيادة السودانية) فكأنما روسيا استخدمت حق الفيتو (العزيز الاستخدام) من اجل الكيزان! وهي تعلم انهم حكام كرتونيون من بقايا دولة (إعادة صياغة الانسان السوداني) التي كانت تمثل فيها روسيا رمز الشيطان مصدر حربهم (يا حبذا الجنات واقترابها** أمريكا وروسيا قد دنا عذابها** على إن لاقيتها ضرابها) وبالطبع ليس هي بالسذاجة التي تجعلها تقف في وجه أمريكا وأوروبا، مستعطفه رضا حكومة بورتسودان المتصدعة.

روسيا التي كايدت مشروع التصويت على قرارات مجلس الامن من اجل وقف حرب السودان، تهمهما في المقام الاول حربها مع أوكرانيا، وقرارات بايدن والديموقراطيين في البيت الأبيض، والسماح لأوكرانيا باختراق الأراضي الروسية بصواريخ مدمرة طويلة المدي، وهو الشي الذي سوف يعقّد مشهد العلاقة بين ترامب وبوتين في أثناء دورة حكم الجمهوريين المقبلة.

ومن سخرية القدر وخفة عقل الفلول، تصوراتهم ان روسيا هي خارج حلبة صراع موارد السودان، كما انها تجهل ان الجنرال البرهان لا يحكم فيما يملك، بل هو عاجز عن استرداد قيادة الجيش من سطوة الحركة الإسلامية، وحماية المواطنين واسترداد الأراضي المحتلة من قبل صنيعته مليشيا الدعم السريع.. واما عطايا حكومة الحركة الإسلامية لروسيا فهي لم تتوقف منذ ان قام الاسلاموي البشير بمقابلة بوتين في عام 2017 وصرح (انه يحتاج لحماية من الاعمال العدوانية للولايات المتحدة ضد السودان) مقابل (امتيازات التعدين وبناء قاعدة بحرية علي البحر الأحمر في بورتسودان بوابة البلاد للتجارة).. انتهى- الجزيرة- تحت عنوان (مغامرة فاغنر لماذا تتورط روسيا في صراع السودان) 5/ 8 /2023.

كما ان روسيا لا تحتاج ان تتخذ قراراتها مراعاة لقائد مليشيات الدعم السريع حميدتي وال دقلو أصحاب “جبل عامر”، أكبر مناجم الذهب في السودان وافريقيا، اذ أن كليهما يبيعان لروسيا الذهب طواعية، من اجل شراء السلاح، لإبادة وتقتيل الشعب الأعزل. اما ترهات الجنرال في (نحن نعرف كل من وقف مع الشعب السوداني، وسنقدر هذا الأمر، وسيستند التعاون والتحالف مع دول الإقليم ودول العالم على مخرجات ومحصلات هذه الحرب)! فهي وعود ليست للإعمار والنهوض بالدولة، كما لن تعود للشعب المشرد اللاجئ بنفع، بعد ان فقد أبناءه وهُجّر من ارضه، وهو المحروم طوال ثلاث عقود من حكم الحركة الإسلامية من خيرات أرضه، التي تقدمها الحكومة رشاوي وضرائب لتلك الدول حتى تضمن استمرار بقائها في السلطة، وتحمي مصلحة افراد التنظيم، وتشتري بها ذمم جنرالات الجيش الفاسدين، واليوم تشتري بتلك الموارد السلاح لاستباحة دماء المواطنين، يقتلهم الجنجويد ارضاً، وتقصفهم قوات الجيش جواً.

فإن كانت تلك الآلات الإعلامية الفرحة باستمرار الحرب، يطرب زامرها حكومة الامر الواقع، فعلى وطن اسمه السودان السلام.. فقد أسفر صراع المطامع الدولية عن فصيح نواياه حول حرب السودان، ولا رادع له غير ان يجتمع السودانيين حول وقف الحرب.. كما ان التعويل علي وحدة الصف السوداني للجنرال المستلب الإرادة البرهان تعني الامتثال لشروط الحركة الإسلامية، التي تستجلب عضويتها للاستوزار في بورتسودان، وهو يعلن (.. يجب أن تنتهي الحرب، وبعدها نجلس في حوار سوداني – سوداني، ليقرر السودانيون كيفية إدارة بلادهم، فإذا قرروا إبعادنا لا نمانع، وسنعيد لهم أمانتهم وبلدهم نظيفاً من هؤلاء المتمردين الخونة، سيكون هذا الأمر قريباً).. كالعادة وعود الجنرال الانقلابي بالتخلي عن السلطة، وإنهاء الحرب (بالتوافق السلمي او بالانتصار)، حبر على ورق، وتفتقد الى النية الصادقة، حيث لم ينجح في الوفاء بأيهما رغم تكرارهما منذ رئاسته لمجلس السيادة المحلول او كقائد للجيش. ولن يكون هنالك حوار سوداني برعاية حكومة الحرب، وجميع الذين ينادون بوقف الحرب مدانون بتهم العمالة والخيانة الوطنية. كما اثبتت الأيام فشل الدعم السريع في ادارة مناطقه وتأمين المواطنين، ولم يفعل سوي تهجيرهم خارجها.

tina.terwis@gmail.com

الوسومالبشير الجزيرة السودان بثينة تروس جبل عامر حميدتي دارفور روسيا فاغنر مليشيات الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة: اتفاق «كوب29» لا يلبي الطموح المنشود
  • السودان تعلن عن استعادة الجيش لمدينة سنجة اليوم
  • المساعدات .. الحرب تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
  • المفتي قبلان: الوقت الآن للتضامن الوطني
  • في شهرها العشرين وقف الحرب واستدامةالديمقراطية؟
  • حسن الجوار… مبدأ وسياسة
  • روسيا من دنا عذابها إلى أخت بلادي!
  • في عيدها التسعين.. فيروز صوت الأمل في زمن الحرب
  • الشورى في زمان الحرب.. من طبخّ السُم للملِك ليرثه من داخل المؤتمر الوطني؟
  • الحرب في السودان: تعزيز فرص الحل السياسي في ظل فشل المجتمع الدولي