إيكونوميست: هكذا ينبغي لأميركا إدارة المرحلة التالية من حرب غزة
تاريخ النشر: 1st, December 2023 GMT
قالت مجلة إيكونوميست البريطانية إن من الواضح أن المعضلة التي تواجه الولايات المتحدة، تكمن في إجابةسؤالين هما: إلى متى يتوجب عليها الاستمرار بتأييد حليفتها إسرائيل؟ وكيف لها أن تضبط شكل المرحلة المقبلة؟
وأضافت أن أميركا مثلما ظلت في الماضي تزود إسرائيل بالسلاح، وبغطاء دبلوماسي، وتردع أعداءها الإقليميين، مما منحها نفوذا على عملية صنع القرار في تل أبيب، فينبغي أن تنصب أهدافها الآن في حماية إسرائيل وصون حقها في الدفاع عن نفسها، وإحياء مسار حل الدولتين الذي يوفر للفلسطينيين الحرية وتقرير المصير.
وشددت على ضرورة أن يختار الرئيس الأميركي جو بايدن النهج الكفيل بتعظيم احتمالات تحقيق هذه الأهداف إلى أقصى حد. وهذا يعني "تهميش الإرهابيين" في كلا الطرفين العاقدين العزم على تخريب أي تسوية دائمة، على حد تعبير المجلة.
سقوط الحكومة الائتلافية
وأوضحت أن أحد الخيارات أمام أميركا هو أن تستعجل وقفا دائما لإطلاق النار الآن، مضيفة أن من شأن ذلك أن تحد من الخسائر وسط المدنيين، ذلك أنه إذا دخلت إسرائيل جنوب غزة واستخدمت نفس التكتيكات التي طبقتها في شمال القطاع، فإن أعداد الضحايا ستكون أعلى بكثير نظرا لاكتظاظ المنطقة بالسكان، وليس ثمة مكان يلجأ إليه المدنيون.
وقد تتمخض نهاية الحرب -في تقدير إيكونوميست- عن سقوط الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، التي "كانت ولا تزال عقبة أمام حل الدولتين".
لكن المجلة البريطانية تستدرك معربة عن خشيتها من أن وقفا دائما لإطلاق النار الآن من شأنه أن يجعل حركة المقاومة الإسلامية ( حماس) منتصرة مع الحفاظ على معظم قدراتها "سليمة"، مما يقوض أمن إسرائيل، وينال من فرص تحقيق حل الدولتين.
وتابعت القول إن حركة حماس ربما لا تزال تحتفظ بثلاثة أرباع قوتها العسكرية، وتتوعد بشن مزيد من الهجمات "وتهلل إيران لذلك". وحذرت من أن حماس إذا أصبحت حكومة أمر واقع في قطاع غزة، فإن حل الدولتين "في ظل نفوذها المتعاظم في الضفة الغربية، سيكون "مستحيلا" لأنه لن يُنظر إليها على أنها شريك ذو مصداقية.
ولهذا السبب، تعتقد إيكونوميست أنه يتعين على أميركا أن تمضي قدما في جهودها الرامية إلى تشكيل الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، والتأثير على مخططاتها لمرحلة ما بعد الحرب، وتوجيه سياساتها نحو حل الدولتين.
كبح جماح الجيش الإسرائيليويجب أن يكون بايدن واضحا في أن دعمه للعمل في جنوب غزة مرهون بتبني إسرائيل تكتيكات جديدة، باستخدام كميات أقل من الدروع والقصف والمزيد من المشاة، حتى لو كان ذلك يعني المخاطرة بتلقي مزيد من الخسائر العسكرية الإسرائيلية، وفق تقرير إيكونوميست.
وتقترح المجلة على إسرائيل تحديد هدف عسكري "واقعي" يقوم على تدمير أغلب إمكانات حماس العسكرية وقدرتها على حكم غزة، بدلا من القضاء عليها بالكامل. ويتعين على إسرائيل أيضا أن تتجاوز الحد الأدنى من مسؤولياتها القانونية وأن تفتح حدودها في معبر كرم أبو سالم أمام تدفقات المساعدات، وأن توفر لسكان غزة المأوى والمساعدة الطبية في القطاع وداخل إسرائيل.
وتتلخص مكونات حل الدولتين في إقامة سلطة مؤقتة في غزة، مع دور لجيران إسرائيل من أصدقائها العرب، وحكومة جديدة في إسرائيل وزعماء فلسطينيين معتدلين جدد، واستئناف المفاوضات، طبقا للمجلة البريطانية التي ترى أن نتنياهو "لا يتمتع بالمصداقية" في هذا الشأن.
وترى إيكونوميست أن أميركا تستطيع إبداء نواياها عبر التحدث إلى خلفاء نتنياهو المحتملين، ومطالبته بالإفراج عن أموال الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المستوطنين "العنيفين"، وكبح جماح الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
حماس: إطلاق سراح 600 فلسطيني ضمن اتفاق تبادل الأسرى مع إسرائيل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت حركة حماس عن إطلاق سراح 600 أسير فلسطيني، من ضمنهم نساء وأطفال، بعد مماطلة الاحتلال في تنفيذ اتفاق تبادل الأسري وتأخير الإفراج عنهم الذي كان مقررا له يوم السبت الماضي، بحسب ما ذكرت قناة القاهرة الإخبارية اليوم الخميس.
وأكدت الحركة على التزامها تمامًا باتفاق وقف إطلاق النار واستعدادها للدخول في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وأضافت: "الطريق الوحيد للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة هو التفاوض، وأي محاولة للتراجع عن الاتفاق ستزيد من معاناة الأسرى وعائلاتهم".
وناشدت الحركة الوسطاء إلى مواصلة الضغط على الاحتلال لتنفيذ الاتفاق، مطالبة بتسليط الضوء على معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال.
وأفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، بأن المفاوضين يدفعون من أجل تمديد المرحلة الأولى من الهدنة بين تل أبيب وحماس، مشيرة إلى وجود خلافات كبيرة بين إسرائيل والحركة بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق.
وسلمت الحركة جثث 4 رهائن إسرائيليين مع إطلاق تل أبيب سراح مئات الأسرى الفلسطينيين في المقابل، وذلك خلال عملية تبادل ليلية هي الأخيرة ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق.